أحمد رزق في مقابلة مع 'لها'

مقابلة, عبلة كامل, كريم عبد العزيز, أحمد رزق, حسن حسني, جمال عبد الحميد , مسلسل

18 سبتمبر 2009

عاد النجم أحمد رزق الى التلفزيون بعد غياب حوالي ثلاث سنوات وذلك من خلال شخصية هيمه في مسلسل يحمل الاسم نفسه. التقينا رزق لنعرف منه أسباب غيابه وحكايته مع «هيمه» والتعاون مع المخرج جمال عبد الحميد والنجوم عبلة كامل وحسن حسني وريهام عبد الغفور، وسر الاتصال الذي أجراه بكريم عبدالعزيز قبل أن يوافق على «هيمه»، وغياب الايرادات الضخمة عن أفلامه وإصراره على إبعاد حياته الخاصة  كزوج وأب عن الأضواء.


- ما سر اختفائك ثلاث سنوات كاملة عن شاشة التلفزيون؟
لا أستطيع أن أصف لكم مدى سعادتي عندما أسمع سؤالاً عن سبب غيابي. هذا فعلاً يشعرني بأن الناس يحبونني وينتظرونني ويتابعونني عندما أغيب، وهذا كله يحملني مسؤولية كبيرة جدا تجاههم. ودائما يشغلني ما الذي يمكن أن أقدمه لهم وما الذي سيرضيهم، وأظل سنوات حتى أجد ما أرضى عن تقديمه وهذا سر غيابي.

- هل هذا يعني أنك لم تجد طوال ثلاث سنوات ما ترضى عن تقديمه؟
هناك أعمال كثيرة عرضت عليّ ولكن وجدتها تكرر نجاح أعمال أخرى قمت بها أو قام بها غيري، لذلك كنت أرفض وأبحث عن شيء جديد ومميز حتى لا يكون وجودي ثقيلاً على الناس، خصوصاً أن دخول بيوت الناس عبر الشاشة الصغيرة موضوع في غاية الخطورة لأني أكون شبه مفروض عليهم وأدخل بيوتهم من دون استئذان، بعكس السينما التي يختار فيها الناس بإرادتهم الذهاب الى النجم. لذلك فالأمر أسهل كثيراً من الشاشة الصغيرة.

- وما الجديد الذي وجدته في شخصية هيمه لتعود به بعد كل هذا الغياب؟
مسلسل «هيمه» من أجمل الموضوعات التي قرأتها. هيمه مثل أي شاب مصري من البيئة الشعبية البسيطة تعلّم وتربى على مبادئ وأخلاق محترمة، لكنه بعد أن تخرج من الجامعة تواجهه المشكلة الأساسية التي تواجه كل شاب مصري وهي مشكلة البطالة. لا يجد عملاً شريفاً يعيش منه رغم كل معاناته وكفاحه حتى ينهي دراسته الجامعية. ومع صبره ودأبه يفشل ويستمر الفشل فيضطر للعمل في أعمال لا تتناسب مع شهادته ولا ثقافته ولا طموحاته. ومع كل عمل يشعر بإهانة وسخرية من ظروفه وظروف المجتمع. «هيمه» رؤية ساخرة لأحوال الشباب والمجتمع ومن تلك الكوميديا السوداء تتولد المواقف الكوميدية.

- العمل يجمع عدداً كبيراً من النجوم. هل كان هناك تدخل منك في ترشيحهم مثلما يفعل نجوم المسلسلات؟
أنا أرشح حسن حسني وعبلة كامل ورجاء الجداوي ومي كساب وريهام عبد الغفور؟! طبعاً أنا لي الشرف أن أرشحهم لكن هم أكبر من ذلك فيكفي أن النجمة عبلة كامل تقبل العمل في مسلسل أنا فيه وتلعب دور أمي، وكذلك النجم الكبير حسن حسني. والاثنان مكسب لأي عمل فني. وأنا طبعاً لم أتدخل في أي ترشيح لأني مع مخرج كبير هو جمال عبد الحميد وهو صاحب كل الترشيحات، وكنت سعيداً جداً بأن هناك عدداً كبيراً من النجوم يشاركونني بطولة العمل.

- وما أهم الأشياء التي اكتسبتها من هذين النجمين؟
أهم شيء يجمع بينهما هو التلقائية الشديدة في الحقيقة والتمثيل، ولا يمكن أن تمنع نفسك من الاندهاش من أداء عبلة كامل وتمكنها من كل جزء من أجزاء الشخصية. فهي صادقة جداً في الأداء الى درجة أنني كنت أحياناً أتخيل أني ابنها، وكذلك النجم حسن حسني الرجل الذي يفجر الضحك والبكاء في آن واحد.

- سمعنا أن هناك مواقف شديدة الصعوبة حدثت أثناء التصوير وهناك موقف كاد يودي بحياتك؟
كان كل تصوير المسلسل في درجة حرارة مرتفعة بشكل لا يحتمل خصوصاً أن أكثر من ٧٠ في المئة من المسلسل وأحداثه كانت تصويراً خارجياً بعيداً عن الأستوديو. لذلك تعذبنا من شدة الحرارة كما أن التحكم في الشارع والناس لضبط الصوت والتركيز والإضاءة عملية شديدة الصعوبة، فقد كنا نعاني من التجمهر. ومع ذلك كان الناس متعاونين عندما نتحدث معهم عن رغبتنا في بدء التصوير وضرورة التزام الصمت والهدوء لعدم إضاعة الوقت. أما عن أماكن التصوير فيكفي أن أقول إننا صورنا في جزيرة نائية اسمها جزيرة محمد وتقع في منطقة شعبية اسمها الوراق، وهناك كانت الحياة صعبة والحشرات الطائرة تكاد تكون مفترسة. تخيلوا أننا صورنا أسابيع طويلة من المسلسل وسط هذه الأجواء.

- وما حكاية حادث الغرق الذي تعرضت له؟
كان هناك مشهد نصوره في أحد المراكب النيلية، والمفروض أننا اتخذنا كل احتياطاتنا ولكن فجأة ونحن في وسط النيل ومنفعلون بالمشهد أفلت حبل المركب المربوط في مركب آخر مؤمن جداً. وإذا بالمركب الذي نحن فيه ينفلت وسط النيل ويترنح ثم ينقلب. وكدنا نموت غرقاً لولا رحمة الله، فقد تم إنقاذنا على الفور. وهذا الموقف لن أنساه طوال حياتي. وسمعت أن الفنان أحمد راتب تعرض لموقف مشابه أثناء تصوير مسلسل «الفنار» وسقط بالفعل في المياه وتم إنقاذه. والكثير من الفنانين يتعرضون لخطر الموت أثناء التصوير. التمثيل ليس مهنة مرفهة مثلما يعتقد بعض الناس، فنحن نصور في الحرارة الشديدة وفي البرد القارس، وقد يحكم علينا المشهد أن نرتدي ملابس شتوية في الحر الشديد، وقد نصور في أيام البرد مشاهد يفترض أنها مشاهد صيفية. لذلك نرتدي ملابس صيف وننزل الى المياه للسباحة في بعض الأحيان في عز الشتاء.

- هل مازال لديك عقدة دور «الدكتور حسن» الذي لعبته بنجاح كبير في مسلسل «سارة»؟
لن أنكر أن «الدكتور حسن» ومسلسل «سارة» ككل كان من أهم العلامات الفارقة في حياتي الفنية، وقد تحول نجاحه وفرحتي به إلى كابوس يطاردني. رجال ونساء وأطفال ينادونني بالدكتور حسن ولا أعرف كيف أخرج من الشخصية رغم أني سعيد بالنجاح. لكن الفنان لا يحب أن يسجن في شخصية واحدة مهما كان النجاح، ولعل هذا كان من أهم أسباب خوفي من العودة الى التلفزيون إلا بعمل قوي ينافس شخصية الدكتور حسن في «سارة». وأتمنى أن يحقق هيمه هذا.

- عملك مع مخرج كبير مثل جمال عبد الحميد ماذا أضاف إليك؟
جمال عبد الحميد من أهم المخرجين ليس في مصر فقط لكن في كل العالم العربي. وهذا ليس انحيازاً مني لكن هذا رأي كل الناس. وهو إضافة لأي عمل وأي فنان مهما كان حجمه وموهبته. إنه يعيد اكتشاف الممثل ويخرج منه طاقات لا يعرفها ولا يتوقع الممثل أنها موجودة فيه أصلاً. وكم من المشاهد صورتها ودُهشت وأنا أرى نتيجتها وهذا طبعا إبداع مخرج كبير.

- مسلسل «هيمه» كان مكتوباً للنجم كريم عبد العزيز الذي اعتذر فجأة، فهل يضايقك ذلك؟
كريم صديقي وكنت أعلم أنه كان يستعد لمسلسل «هيمه». وعندما عرض عليّ المسلسل كان أول شيء أفعله هو الاتصال مباشرة بصديقي كريم، وفوجئت به يهنئني ويشجعني على قبول المسلسل وأوضح لي أن ظروفه لا تسمح بعمل المسلسل لارتباطه بأعمال سينمائية، وهذه هي الروح التي تسيطر على علاقتي بكريم. وطبعاً مستحيل أن أكون متضايقاً إذا كان هو المرشح الأول.

- لكن يتردد أن علاقة نجوم جيلك تشهد دائماً صراعات ومنافسة ساخنة؟
لا أستطيع أن أصف كم أن علاقتنا ببعضنا طيبة سواء على الصعيد الفني أو الشخصي. وعندما ينجح زميل لنا في دور نلتف حوله ونشجعه، وهذا يحدث معي أيضاً فعندما أقوم بعمل أو أواجه مشكلة أجد أبناء جيلي يقفون إلى جواري كأنهم أشقائي وأكثر. وما يتردد عن الصراعات بيننا كلام للإثارة فقط.

- ومن أقرب النجوم الذين تربطك بهم علاقات إنسانية وفنية؟
أحمد السقا وشريف منير اللذان شرفاني بالظهور في فيلم «حمادة يلعب» كضيفي شرف فبمجرد أن اتصلت بالسقا وشريف وقلت لهما إني أريدهما معي في فيلمي وافقا من دون حتى السؤال عن الدور أو أي تفاصيل. وأعتقد أن هذا أقوى دليل على علاقة جيلنا ببعضه.

- حصلت على بطولات سينمائية مطلقة وكذلك في التلفزيون وبعدها لم نرك في بطولات جماعية فهل تمردت على العمل مع الآخرين؟
من الغباء أن يعتقد أي ممثل أنه بطل أوحد أو أن هناك أي عمل يقوم على نجم واحد مهما كان حجمه، وأنا من أكثر المؤمنين بذلك ولهذا أنا أول الموافقين والمرحبين بالبطولات الجماعية. وإذا عرض عليّ عمل مناسب مع السقا أو شريف منير أو أحمد عز أو كريم عبد العزيز أو غيرهم سأوقع العقد دون تردد بشرط أن يكون الدور جيداً والعمل يستوعب وجودنا جميعاً وليس مجرد حشد للأسماء من دون فائدة. ومثلاً في فيلم «التوربيني» لعبنا بطولته أنا وشريف منير وهند صبري وكان العمل ممتعاً والأدوار مناسبة للجميع.

- لماذا لا تحقق أفلامك إيرادات ضخمة؟
أعلم أن هناك كثيرين يقوّمون الفنان بلغة الإيرادات والملايين، وأعلم أيضاً أن أفلامي لم تكسر الدنيا بلغة الإيرادات. لكن أولاً وأخيراً الإيرادات رزق ومنحة من الله، وربما تكون أفلامي عرضت في توقيت لم يحقق المشاهدة القصوى وربما لأسباب أخرى لم تحقق إيرادات كبيرة، لكن المهم عندي أني فنان فقط. صحيح أتمنى صنع أفلام تحقق أرباحاً ليربح المنتج، لكن في النهاية أنا فنان مهتم أساساً بمستوى الفيلم ومحتواه وقصته وهذا ما يشغلني أما الإيرادات فهي نصيب. وعموماً حسابات السوق ليس لها قواعد فكم من الأفلام يعتقد أنها ستنجح ولا تنجح، وأخرى لا يتوقع لها النجاح لكنها تنجح وتحقق إيرادات مفاجئة. لذلك أنا أهتم بعملي كفنان فقط.

- وما أهم أخبارك السينمائية؟
بعد المجهود المرعب الذي بذلناه في مسلسل «هيمه» أعتقد أنه يجب أخذ إجازة طويلة ثم أعود للتفكير وقراءة السيناريوهات.

- منذ زواجك وحياتك الخاصة بعيدة عن الأضواء، فهل تتعمد ذلك؟
أعتقد أن عملي هو الشيء الذي يجب أن يكون تحت الأضواء، أما بيتي وعائلتي فما الذي يستدعي عرضهما تحت الأضواء؟ حياتي الخاصة بسيطة جداً وملكي وحدي وهي تشبه حياة كل الناس في كل الدنيا، وأتمنى أن يديم الله نعمة الاستقرار عليّ.