ماري ترامب عن عمها دونالد ترامب: عاش حياة من الأكاذيب.. وفضائح أخرى

جولي صليبا 17 يوليو 2020

حقّق كتاب ماري ترامب Too Much and Never Enoughرقماً قياسياً في مبيعات اليوم الأول (950،000 نسخة في يوم واحد)، لاسيما وأن ابنة شقيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتحدث في كتابها عن الحياة في عائلة ترامب وكيف أثرت في نفسية الرئيس الحالي. وبحسب ماري فإن دونالد ترعرع على يد والده المختل والمنفصل عن الواقع بحيث أصبح ميالاً إلى الخداع والغطرسة والتبجح.

تقول ماري ترامب في كتابها إنها قررت مواجهة عمها دونالد في عام 2017 عندما شاهدت الديمقراطية الأميركية تتفكك وحياة الناس تنهار بسبب تصرفات عمها. وتشير ماري في بداية الكتاب كيف شاهدت على أرض الواقع دونالد وهو يحطم المعايير ويدمر التحالفات ويدوس على الضعفاء … "الشيء الوحيد الذي فاجأني هو تزايد عدد الناس الذين يريدون تمكينه مما يفعل".

وكشفت ماري أنها كانت مصدر التسريبات في تقرير صحيفة نيويورك تايمز الذي تحدث عن الأساليب المالية التي استخدمها ترامب في التسعينيات للتهرب من الضرائب، علماً أنهذا التقرير فاز بجائزة بوليتزر الصحفية الأميركية.

تقول ماري ترامب في كتابها إن نجاح عمها قام على أساس أسطورة، وبخاصة في أيام "أتلانتك سيتي"بحيث تمت تغذية تقديره المبالغ فيه لنفسه من خلال البنوك التي ألقت مئات الملايين من الدولارات عليه، ومن جانب وسائل الإعلام التي أغدقت عليه بالثناء غير المستحق. هذا المزيج من الدعم المالي والإعلامي جعله يغض الطرف عن مدى خطورة موقفه.

وجاء في كتاب ماري أن دونالد هو نتاج والده فريد ترامب،ليصبح بعد ذلك نتاجاً لدعم البنوك والإعلام. فقد وفرت له البنوك والإعلام كل الامكانيات، بحيث بات يعتمد عليها، كما كان يفعل مع فريد ترامب. وامتلك نوعاً من الكاريزما التي تؤثر في بعض الناس. وعندما اصطدمت كاريزميته بالحائط، لجأ إلى استراتيجية التظاهر بالغضب الشديد، والتهديد بإشهار الإفلاس، والقضاء على أي شخص يحاول منعه من تحقيق ما يريد، وكان يفوز باستخدام هذه الأساليب.

تضيف ماري ترامب أن عمها له تاريخ طويل في التصريح عن معرفته العميقة بالقضايا المهمة، في الوقت الذي تقاعس فيه الإعلام عن التصدي له وكشف كذب هذه التصريحات. لقد تم السماح له بمهاجمة اتفاقيات الأسلحة النووية والتجارة مع الصين والعديد من القضايا التي لا يعرف عنها شيئاً. ولم يتم التصدي له عندما روج لفاعلية أدوية لعلاج فيروس كورونا قبل اختبارها، وكذلك عندما اتجه إلى تزييف التاريخ بطريقة سخيفة بالقول إنه لم يرتكب أي خطأ ولا يوجد أي شيء يدينه.

وانتقد الكتاب استخدام ترامب لموقع التواصل الاجتماعي تويتر لكي يهاجم أشخاصاًأضعف منه مثل الموظفين أو أصحاب المناصب السياسية الذين يعرف أنهممقيدون بحكم واجبات وظائفهم ولا يستطيعون بالتالي الرد عليه. كما تحدثت ماري في كتابهاعن هجوم دونالد ترامب على حكام الولايات الأميركية من الديمقراطيين أثناء جائحة كورونا، والذين لم يكن بوسعهم الرد عليه خوفاً من حرمانه لولاياتهم من أجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها من الإمدادات الطبية التي يحتاجون إليها لإنقاذ أراوح المرضى.

وتقول ماري ترامب في كتابها إن العيوب الشخصية لدى دونالد ترامب سهّلت التلاعب به منقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونلي.

وبحسب ماري، فإن مفتاح شخصية ترامب هو تفخيمه بالقول إنه الأذكى والأعظم والأفضل لكي يفعل كل ما يريده منه هؤلاء الزعماء، سواء كان المطلوب سجن أطفال المهاجرين في مراكز اعتقال، أو خيانة الدول الحليفة، أو تطبيق تخفيضات ضريبية تضر بالاقتصاد، أو تشويه سمعة كل مؤسسة ساهمت في صعود الولايات المتحدة على المسرح العالمي وفي تعزيز قيم الديمقراطية والليبرالية في العالم.

تجدر الإشارة إلى أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكناني، نفت كل ما جاء في كتاب ماري ترامب وقالت إنهكتاب أكاذيب ومليءبالادعاءات السخيفة.

يذكر أن هذا الكتاب كان موضع نزاع قضائي حيث أقام روبرت ترامب، عم ماري، دعوى قضائية لمنع نشره على أساس أنه ينتهك اتفاقية سرية مدتها 20 عاماً كانت جزءاً من تسوية نزاع على تركة فريد ترامب مؤسس العائلة.

إلا أن المحكمة انتصرت لماري ترامب وسمحت لها بنشر كتابها، ورفضت حججروبرت ترامب. كما سمحت المحكمة بتوزيع الكتاب بكميات كبيرة.

تجدر الإشارة إلى أن ماري هي طبيبة نفسية مدربة وابنة شقيق دونالد ترامب، الراحل فريد ترامب جونيور، الذى توفي عام 1981 بسبب أزمة قلبية بعد أن عانى من إدمان الكحول.