أفاتار

فيلم قصير, سيغورني ويفر , جايمس كاميرون, سام ورثيغتون, زوي سالدانا, ميشيل رودريغز, الخيال العلمي, الوسط السينمائي, شباك التذاكر, مسابقة الأوسكار

10 فبراير 2010

الفيلم: Avatar
المخرج: جايمس كاميرون
المؤلّف: جايمس كاميرون
الأبطال: سام ورثيغتون، وزوي سالدانا، سيغورني ويفر وميشيل رودريغز.
النوع: الخيال العلمي
التقنية: 3
D

تطلّب إنجاز هذا الفيلم ما يُقارب ١٥ سنة لأنّه لم يكن مخرجه وكاتبه يُحضّر لمجرّد فيلم سينمائي ضخم، بل كان حلم «أفاتار» بمثابة ملحمة خيالية علمية تعتمد تقنية الأبعاد الثلاثية. وبعد رفض شركات الإنتاج تبنّي مشروع كاميرون السينمائي الكبير نظراً لميزانيته المرتفعة جداً، استطاع المخرج الكندي أن يُقنع أكثر من شركة إنتاج عالمية بالمساهمة في تنفيذ هذا الفيلم. لذا كان لهذا العمل السينمائي الضخم حظ أن يعُرف ويشتهر قبل إنجازه وعرضه، لأنّه من الأفلام التي يُكتب لها أن تكون مادّة الصحافة الدسمة من قبل أن تولد وتبصر. وإنّما حكاية هذا الفيلم لا تشبه باقي الحكايات لأنّه رغم توقّع المنتجين والعاملين فيه أن يحقّق فيلمهم ضجّة في الوسط السينمائي إلاّ أنّهم لم يتوقعوا كلّ هذا الإقبال الذي جعله يكسح الأرقام القياسية على شباك التذاكر ويُدهش بتقنيته الحديثة الجمهور والنقّاد على حدّ سواء.
فتمكّن «أفاتار» بعد أسابيع قليلة على عرضه من الإقتراب إلى الرقم القياسي الذي سبق أن حقّقه فيلم «تايتانيك» للمخرج نفسه ومن ثمّ تحطيمه، هكذا بدا لنا وكأنّ كاميرون أراد أن يطلق إلى العالم صرخة مدويّة بعد ١٢ سنة من الصمت الذي تلا صومعة تحفته الخارقة Titanic.
فاستطاعت أرباح الفيلم أن تتجاوز بسهولة الميزانية الكبيرة التي وُضعت له، إذ جمّع إلى الآن ما يُقارب ١٫٦ مليار دولار من الإيرادات في العالم. وهذا الرقم يُعدّ الأكبر من حيث الإيرادات في تاريخ السينما الهوليوودية الطويل. أمّا المفاجأة الأخرى التي طرحها «أفاتار» فتتجلّى في الحدث الإستثنائي الذي حصل في مسابقة الكرة الذهبية «غولدن غلوب» السنوية، إذ فاز «أفاتار» بجائزة أحسن فيلم درامي وكذلك ذهبت جائزة أحسن مخرج إلى صاحبه جايمس كاميرون. وهذا الفوز الثنائي الذي حصده فيلم واحد لا يحصل كثيراً في مسابقات مثل «غولدن غلوب». وهذا ما يزيد من نسبة حظوظه في الحصول على جوائز مشابهة في مسابقة "الأوسكار" المُزعم عقدها في شهر آذار/ مارس القادم.

ويروي الفيلم قصة فريق فضائي يسعى إلى اكتشاف كوكب بعيد يقترب في خصائصه وصفاته من كوكب الأرض ويُعرف بـ«باندورا»، وتعيش هناك كائنات مشابهة للبشر تُسمّى «نافي» وتتميز بطول القامة ولون بشرة أزرق، ويحاول أعضاء الفريق القاصد ذاك الكوكب التأقلم مع ال«نافي» وتكوين علاقة مشتركة معهم.
أمّا قائد الفريق فهو «جايك سولي»، الجندي السابق في البحرية الأمريكية الذي أُصيب بالشلل خلال إحدى معاركه على الأرض، إلاّ أنّ المفارقة أنّه بإمكانه المشي على كوكب Pandora الذي يتمتّع بخصائص معينة تسمح للمصاب بالشلل بأن يمشي مرّة أخرى. ولكن المشكلة أنّ الإنسان العادي لا يستطيع التنفّس على سطح كوكب Pandora لذا يقوم علماء الأرض بدمج الجينات وتكوين أجسام جديدة تُسمّى AVATAR «أفاتار»، وهي عبارة عن كائنات تكون في الوسط بين «النافي» والإنسان العادي.
وقد يكون هذا النوع من الأفلام محبباً لدى الجمهور لأنّه يأخذنا بالخيال العلمي إلى أمكنة وأزمنة غريبة لتصوير واقع ما نعيشه، فبالرغم من الجوّ الخيالي الذي يُغلّف «أفاتار» من بدايته حتى نهايته، إلاّ أنّه يُقدّم رسالة إنسانية تقضي بضرورة التخلّي عن العنف الذي يُمارسه الإنسان في هذا العالم ضدّ الإنسان والنبات والحيوان، ويناهض كلّ الجرائم التي تُرتكب ضدّ البيئة باسم التطوّر والحداثة. كما يستخدم الرموز ليستعرض قصّة دخول أميركا إلى أرض الهنود القدامى ومن ثمّ حربها ضدّ فييتنام وصولاً إلى الغزو الأميركي للعراق. إلاّ أنّ هذه الرموز التي استعرضها النقّاد وكُتب عنها الكثير لم تكن نقطة القوّة في الفيلم الذي تميّز أولاً وأخيراً بمؤثّراته البصرية الفريدة من نوعها.