أمسية سفير الرومانسية مروان خوري

نانسي عجرم, شيرين عبد الوهاب, منتدى الإعلام العربي, الرياضة, يارا خوري مخايل, إليسا, مروان خوري, سياسة, محمود درويش, مارسيل خليفة, زاهي وهبي, ماجدة الصباحي, شادية, عبد الحليم حافظ , الرحابنة, برنامج حواري تلفزيوني, سعيد عقل, عبد الرحمن الأبنودي, مقاب

03 مارس 2010

«الطريق إلى البيت أجمل من البيت»،  قالها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش عن جدلية العبور ومن ثم استدعاها الإعلامي زاهي وهبي بحضرة الفنان مروان خوري الذي حلّ ضيفاً في برنامجه «خليك بالبيت»، الذي حفل بأجمل الأبيات وأثمن الإثناءات.

إطلالة رومانسية وراقية، جادت بها أمسية سفير الرومانسية ببزته السوداء الأنيقة وعباراته العميقة.
هل النجومية درب سهل؟
يجيب خوري بأن هناك أثماناً أكبر للوصول السريع، «ما بذلته هو التعب والسهر والشك، لكني إستمريت».
هل هو شك المبدع؟ الفن هواية يعتريها الكسل وتجعلني في حالة حلم.
هل هي حالة كسل العباقرة؟ بل النضج. وهنا يحضر بيت من قصيدة «طريق الساحل» لمحمود درويش يتماهى مع ما أثرى به مروان خوري مكتبة الفن العربي «إن أردت الوصول الى نفسك الجامحة فلا تسلك الطرق الواضحة» كلما مر شريط غنائي بصوت مروان خوري، فهل من كتابة شعرية وموسيقية حالية ترتقي بهذه الكلمات «آه على قلب هواه محكم.. صعبه الجوى منه فيكتم ويحي أنا بحت لها بسره أشكو لها قلبا بنارها مغرم» أو هل من شاب متذوق للفن يعرف معنى الإصابة بالجوى اليوم؟ هو مواطن في دولة الرحابنة، يؤمن بالديموقراطية في علاقته مع النجمة اللبنانية نانسي عجرم التي لم يتم بعد التعامل معها لعدم إنسجام الآراء لإختيار الأغنية المناسبة. غنى في دار الأوبرا ثلاث مرات، ما يعتبره قيمة أخرى أساسية للتعبير عن نفسه عبر بعدٍ آخر في في بلد مثل مصر.

لا طائفة للإبداع والجمال، يقرّ بذلك زاهي وهبي الذي حاور هامات ثقافية وفنية إستثنائية  حتى حانت الليلة لمروان خوري.
هل يخيفه الغناء للكبار؟ يقول بتواضع أنه نسخة أقل جودة من الكبار لكنه يجود بإحساسه ويجيده.
ما هي طقوسه أثناء الكتابة؟
يسأل زاهي وهبي الذي يختلي بمخيلته بين محتسي القهوة، فيما يلهم الإنفراد والهدوء مروان خوري حين يكون الحافز هو الحالة.
ماذا عن مصدر إلهامه؟
أعمالي إنعكاس للمرأة التي لا أستطيع تحديدها.
بين إمرأة المحسوس والخيال إلى من ينحاز؟ يعترف بعمق «لا ينتصر أحد على إمرأة الخيال ولكن التعلّق بها إنهزام حتمي».
هل تؤثر عليه الأوضاع العامة؟ «الأحداث الدرامية الكبيرة تضعني أمام تساؤل القدر لكنني لا أستطيع أن أعبر في قلب الوجع». وهذا ما شعر به زاهي حين تلا قصيدته «لفراق الأهل جمرٌ لا يترمّد» حين قال: «على الشاعر إنتظار الجرح لكي يبرد، فالفنان يحتاج إلى مسافة من الحدث لكي لا يكون شديد الإنفعال».

 وعن لفيف الفنانين الذين تعاون معهم، يعتبر أن أغنية «الدلعونة» التي أدّتها نوال الزغبي بصمة يعتز بها، وهي جددت أغنية «يا رايح» التي أداها من قبلها، أما هو فقد أعاد غناء عمله «لو فييّ» للفنان غسان صليبا، «أغني الأعمال التي أمنحها، فالأغنية هي ملك للملحن والكاتب والمغني والجمهور في آن». بطرافة يأتي زاهي على ذكر مهند بطل المسلسل التركي «نور» ويقول أننا نراهن على مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السياسية،
لكن هل سرق الأتراك ألحان مروان خوري؟ نعم سرق لحنا «الدلعونة» وديو «يا رب» مع كارول سماحة (الذي عبّرت عنه بأغنية التانغو «حدودي السما» إلى جانب «خليك بحالك»)، و«هذا دليل على أن موسيقاي تحوي لغة مشتركة حتى تصل إلى بلغاريا أيضاًً». يشعر بالأنانية لكنها لا تسيطر عليه حين ينجز عملاً جميلاً وجل همه إنسجام العمل مع الأداء الذي يمنحه اللمعة. يبادر زاهي إلى إبداء رأيه كمستمع بإعجابه بأداء مروان «الممتع» للفصحى في «كل القصايد» التي تمازجت مع الكلمات اللبنانية. يقول أنه عاشق للتجديد وهذا تكرر في أغنية «يا من بدمعي» في ألبوم «قصر الشوق».
من أجمل من غنى أعمالك؟ كارول سماحة وصابر الرباعي وفضل شاكر وعبدالمجيد عبدالله وإليسا.

لكن ماذا عن الكيمياء التي تجمعه بإليسا التي قدّم لها في عملها الأخير ثلاث أغنيات، «أمري لربي» و«سلملي علي» و«في شي إنكسر»؟ «على الصعيد الشخصي، «مش كل هلقد» لكن في داخلها شيئاً ما أجهله وتجهله، تمثل الفنانة العصر شكلاً ومثابرة وعلاقة مع الإعلام وإلتقاط الأعمال المناسبة». ويجزم زاهي وهبي على العمل الذي جمعه بالفنانة ماجدة الرومي بأنه لم ينل النجاح المنتظر رغم الشبه الجامع بينهما.. يعلّق خوري: «لقد أحببتها أكثر حين تعرّفت إليها، وعمل «غني للحب» كبّرني وأعتز به كثيراً لأنه يعبّر عني، لكن الأمر خارج عن إرادتي في ما يتعلّق في الإنتشار إلاّ أنني مقتنع جداً بالعمل. يصف مروان هذه الأسماء  بإيجاز «أصالة صوت واسع ويحمل إمتدادات أخرى أما نجوى كرم فخيار واضح وهناك خاصية للونها الغنائي، يارا صوت «قريب من القلب» اختارت «سكّة» منسجمة مع شكلها وصوتها، وفضل شاكر حالة». علاقته بالفنان نقولا سعادة نخلة بدأت في مشوار العزف «راقته كلماتي وأعجبت بألحانه وقدمت له قصائد قدّر قيمتها جيداًً».

 ويستنكر زاهي وهبي وقع كلمة «مرا» بلطف التي وردت في أغنية «كوني مرا» لكن مروان يوضح: «على المرأة الإحتفاظ بهويتها ك«إمرأة»، وأنا مقتنع تماماً أن على الرجل التمثل والتشبّه بالمرأة لا العكس». أما عن «أمل»، أغنية وردة التي يحكى عنها منذ عام فقال أنها مصرية من لحنه وكلامه رغم أنه يجد نفسه في اللون اللبناني، وقد تم تسجيلها وستصدر في ألبومها الجديد. في المقابل، كشف عن رغبته في التعاون مع الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب التي يقدّر صوتها وهناك تعاون سيولد قريباًً. أما على صعيد النص الغنائي، فقد اعتبر نفسه أسيراً للكتابة الرحبانية ولجوزيف حرب وسعيد عقل وميشال طراد الذي أسماه غرامه. ويسمح زاهي لنفسه بطرح سؤال شخصي عن قرار الزواج وموعد إتخاذه؟ «أنظر للزواج بتخوف إنسان لا فنان، فأنا أحيا الحالات كلها، أخشى الإرتباط النهائي وأنا في صراع مع عجلة الزمن التي تعيق الهروب النهائي، فهناك إنسانة ستقول لي يوماً «تفضل على السجن». وفي الختام، جلس مروان وراء البيانو، مكانه المثالي وغنى «لو فيي» في جو رومانسي اجتمع فيه كبار وأحكمت ألقه موسيقى الجنريك التي كتبها مارسيل خليفة.


شهادتان قديرتان
في بداية الحوار، أدلت قامة فنية بمداخلة قديرة، الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي (الذي كتب روائع العندليب عبدالحليم حافظ وشادية ومحمد رشدي وصباح..) والذي يعتبره مروان حالة خاصة يشعر بها وتحرّكه بشبابها الدائم. فيما يضيف زاهي أن «المرء ينتشي بمداخلة هذه الشخصية العظيمة». عرض البرنامج شهادة أخرى للمؤرخ الموسيقي اللبناني روبير الصفدي الذي حصر القيم الإبداعية اللبنانية لحناًً وكلاماًً في أربعة أسماء، سامي الصيداوي وزكي ناصيف وإيلي شويري ومروان خوري. وقد وصف فنه ب«الكلمة الراقية المجسّدة بأحلى معنى وإطار إن غناها أو قدّمها، في صوته الحنان والشجن والعاطفة، هو شاب صغير لكنه أكبر من الكبير، وأمل بالرجوع إلى الماضي». هنا يسارع وهبي إلى إضافة الموسيقار ملحم بركات إلى القائمة المربعّة لكن خوري يبرر أن «تلك الأسماء منسجمة مع بعضها ولا أظن أن بركات كتب كلاماًً». هل الرجوع إلى الماضي شرط لتقديم «الفن الممتاز»؟ بل «هي سمة إنسانية أن نتعلق بالأعمال الكبيرة والحركة الفنية والإجتماعية والسياسية والتطوير الذي تحقّق في تلك المرحلة». الحنين أكبر من الواقع والإنسان مفطور على الدوام على المكان الأول يلفت زاهي، ويستفيض ضيفه «أشعر بانتسابي إلى عالم أثيري أعبّر عنه بحدود مقدرتي». ماذا عن الطوباوية؟
الفن الذي أنحو إليه بريء وبالموسيقى أتجه نحو العمق بإيمان.