آراء فناني الخليج في غناء المطربين باللهجة الخليجية
ذكرى سنوية, سمية الخشاب, حسين الجسمي, نايف البدر, عبدالله رشاد, أنغام, نورت مع أروى, سامي إحسان, غزلان ناصر, حربي العامري, آمال ماهر, محمد ضياء, محمد عمر, طلال عبدالله, تيسير عبدالله, اللهجة المصرية, علي فقندش, طارق هاشم, حمد العامري, علي الخوار, الل
05 مارس 2010

طلال عبدالله
طلال عبدالله: المطربون العرب أصبحوا يركضون وراء الشاعر الثري
يقول الناقد طلال عبدالله أن أغلب نجوم الأغنية العربية كانوا يرفضون الغناء باللهجة الخليجية بحجة صعوبة اللكنة الخليجية عليهم، ثم أتى دخول الشاعر الخليجي المنتج أو الشاعر الثري الذي لا يبخل على تنفيذ أعماله فاختلفت النظرة معه الى هذا الموضوع، وأصبح هناك ركض من قِبل الفنانين العرب لغناء اللون الخليجي. «هذا ليس عيباً طالما ساهموا في علو كعب الأغنية الخليجية ووصولها الى المراتب الأولى في العالم العربي. وأنا هنا لا ألوم شعراءنا وإنما أقول لهم أحسنتم لأنهم أفادوا الأغنية الخليجية». ومن أكثر الأسماء الفنية بروزاً في الغناء الخليجي يسمي عمر الفنانة أنغام والفنانة أصالة في أغنية «سواها قلبي»، مضيفاً أن هذا لا يعني النجاح بالشكل المطلوب أو المتوقع. ومن جهة أخرى هناك فنانون غنوا الأغنية العربية ونجحوا فيها بشكل متميز أبرزهم بلا منازع حسين الجسمي».

علي الخوار
علي الخوار: ظاهرة صحيَّة تعود الى الستينات
الشاعر علي الخوار يؤكد أنها «ظاهرة صحية تعود الى الستينات، وكان عبد الحليم حافظ من أوائل المطربين العرب ممن غنوا باللهجة الخليجية في أغنية «ياهلى». واعتقد أن الكلمة الخليجية كانت ولا تزال محافظة على قوتها كقصيدة لتجذب العديد من المطربين العرب قبل الخليجيين ليغنوا بها. ولاشك أن الفضائيات ساعدت في النجاح الذي حققته للأغنية الخليجية التي تتسم بحلاوة الكلمات والألحان دون النظر الى جنسية الفنان سواء كان مصرياً أو مغربياً أو جزائرياً. وفي الوقت نفسه نجد نجوماً خليجيين يغنون باللهجات المصرية واللبنانية والتونسية.
وهذا في النهاية يثري الساحة الغنائية بشكل عام. ولعل من المطربين العرب الذين دخلوا قلوبنا كخليجيين ديانا حداد التي أدت الغناء الخليجي بإتقان شديد. وهناك أيضاً أنغام واصالة ولطفي بوشناق ويارا، والجمهور الخليجي تقبلهم لحلاوة أدائهم. وأنا شخصياً تابعت الفنان عاصى الحلاني وهو يؤدي إحدى أغنياتي بطلاقة، وفي أوبريت لي غنت أنغام بشكل جميل مع أحلام.
وأعتقد أن عدداً من مطربي الخليج هم أيضا نجحوا وكسبوا جماهيرية عريضة في الدول العربية، ومن بينهم حسين الجسمي في أغنية «بحبك وحشتيني» كما أن ألبومه الجديد المطروح حالياً في الأسواق يحمل أغنيتين باللهجة المصرية وأخرى باللهجة التونسية».

علي فقندش
علي فقندش: ذكرى كانت الفنانة الأبرز في غناء اللون الخليجي
يقول الناقد والإعلامي علي فقندش: «أنا لا أؤيد هذه المقولة لأن المسايرة والمصلحة المادية ليستا مقياساً محدداً، وإنما الهدف الأسمى لغناء المطربين العرب اللون الخليجي هو نشر الأغنية الخليجية والسعودية على وجه الخصوص بأصوات مشاهير الفن في الوطن العربي الكبير. وأذكر منهم في المرحلة الأولى المطربة نجاح سلام عندما قدمها الملحن طارق عبدالحكيم في أغنية «يا ريم وادي ثقيف»، وكذلك الفنانة نجاة الصغيرة، وكارم محمود، ومحمد قنديل. وكل هؤلاء قدموا الأغنية الخليجية والسعودية تحديداً ونجحوا وتألقوا في أدائها».
يضيف: «اليوم أصبح هناك تداخل في الثقافات العربية والخليجية مما سهل فهم اللهجات الخليجية والعربية معاً، وأصبح هناك فنانون عرب يؤدون اللون الخليجي براحة ونجحوا في ذلك، و منهم الفنانة ذكرى رحمها الله التي كانت الأكثر بروزاً في أداء اللون الخليجي، تليها الفنانة أصالة، وسمية قيصر».
ومن جهة أخرى يؤكد فقندش أن هناك فنانين خليجيين قدموا الأغاني اللبنانية والمصرية ونجحوا في أدائها و منهم عبدالمجيد عبدالله، وحسين الجسمي، ونبيل شعيل، والأخير كان أكثر نجاحاً بحكم أسبقيته إلى هذا اللون من الغناء. وقال: «أنا ضد ما يسمى انتهاكاً للخصوصية الخليجية لأن هؤلاء ساهموا في نشر الثقافة الخليجية، وإلا لماذا لا يحاسب الخليجيون عندما يغنون الأغاني العربية؟».

غزلان
غزلان: المادة و كسب الجمهور الخليجي سببان رئيسيان
الممثلة والإعلامية الإماراتية غزلان ترى أن «المادة وحب كسب الجمهور الخليجي والرغبة في الشهرة وتنويع الإبداع أسباب مهمة يأخذ بها غالبية المطربين العرب غير الخليجيين للغناء باللهجة الخليجية. وقد أتقنوا هذا اللون من الغناء، وخصوصاً المطربتين أنغام وسمية الخشاب اللتين أدت كل منهما الأغنية بطريقة محببة جذبت انتباه الجمهور الخليجي. ومن هنا لا أرى أنهم اخترقوا خصوصية الخليجيين لأننا أصبحنا نعيش عصر العولمة، ونتعايش مع بعضنا ونفهم لهجاتنا بكل سهولة ويسر. وفي المقابل نجد أن هناك مطربين خليجيين غنوا بلهجات أخرى، ومنهم من احترف الغناء بالمصري واللبناني والمغربي. وخير دليل على ذلك نجاح حسين الجسمي عندما غنى باللهجة المصرية، وكانت أغنياته في قمة الروعة والإحساس بالكلمة واللحن».

سامي إحسان
سامي إحسان: فنانو تونس والمغرب هم أبرز من غنوا اللون الخليجي
يقول الموسيقار سامي إحسان أن النجوم العرب غنوا الأغنية الخليجية عن حب بعيداً عن موضوع المسايرة أو المصلحة المادية. «أنا أحد الفنانين الذين لمسوا حب بعض الفنانين للأغنية الخليجية، وهذا عندما قدمت للفنانة أنغام العديد من الأعمال الخليجية. وهي بلا شك تعدُ مكسباً كبيراً للأغنية الخليجية الى جانب الفنانة أصالة وغيرها من الأسماء».
ويرى احسان أن أكثر من يجيدون اللون الخليجي هم فنانو شمال أفريقيا وتحديداً تونس والمغرب، ومنهم على سبيل المثال الراحلتان ذكرى ورجاء بالمليح، وكذلك الفنانة سمية قيصر. «وهذا لأنهم يستطيعون فهم الرتم الخليجي بشكل متميز، وساعدهم هذا على غناء اللون الخليجي بشكل جيد وهذا يعدُ مكسباً للأغنية الخليجية ولا يعدُ تدخلاً أو انتهاكاً للخصوصية الخليجية». وأشار الى أن من اللواتي برزن في غناء اللون الخليجي الفنانة أنغام والفنانة أصالة، ومن جهة أخرى هناك فنانون خليجيون غنوا اللبنانية والمصرية وقد نجحوا فيها وتألقوا، أبرزهم نبيل شعيل وحسين الجسمي.

عبد العزيز الجاسم
عبد العزيز الجاسم: النطق الخليجي الصحيح والاحساس العالي شرطا النجاح
يرى عبد العزيز الجاسم المدير التنفيذي لشبكة قنوات «أغاني» أنه «من الجميل حقا في أن نسمع مطربين عرباً يغنون باللهجات الخليجية، لكن شريطة أن يجيدوا نطقها بشكل صحيح وبإحساس عالٍ، لأن مخارج اللفظ العربي تختلف في الغناء الخليجي. ولذا هناك من الفنانين وخاصة عدد كبير من المطربات العربيات من لا يتقن مخارج الألفاظ الخليجية، باستثناء الفنانة الراحلة ذكرى وأصالة وديانا حداد وأنغام، ومن الأصوات الجديدة يارا. وبالمثل لدينا مطربون خليجيون نجحوا بشكل كبير في الغناء باللهجات العربية».

محمد ضياء
محمد ضياء: أنغام وآمال ماهر وسمية الخشاب نجحن في الغناء باللهجة الخليجية
ويرى الملحن محمد ضياء أن الأغنية العربية «ليس لها جنسية أو وطن، فكل مطرب يختار اللون الغنائي الذي يستهويه، ولكن المهم أن يليق بصوته ويتناسب مع إمكاناته. وهناك مطربون خليجيون غنوا باللهجة المصرية وحققوا شهرةً ونجاحاً كبيراً، ومنهم المطرب الإماراتي حسين الجسمي الذي عرفه الجمهور المصري من خلال أغنياته المصرية، خاصة أغنية «ستة الصبح» في ألبومه الجديد، علماً بأن الملحن وليد سعد مصري والشاعر أيمن بهجت قمر مصري أيضاً. وهناك مطربون قدموا اللهجة الخليجية ونجحوا بتفوق، ومنهم أصالة وأنغام وآمال ماهر. فلا جدال أن أداءهن للهجة الخليجية ممتاز.
حتى المطربة المصرية سمية الخشاب أعجبتني أغنيتها الخليجية التي قدمتها كفيديو كليب مؤخراً، من حيث ألحانها وكلماتها، ولذا أقول إن نجاح الأغنية يرتبط بموضوعها وكلماتها وعنها أكثر من كونها باللهجة الخليجية أو المصرية. مثلاً أغنية «دي دي وا» للمطرب الشاب خالد حفظها الجمهور المصري مع انه لم يفهم كلماتها.ومع ذلك أرى أن البيزنس والمادة هما أساس اهتمام بعض المطربين بإصدار ألبومات خليجية كل عام. وفي الوقت نفسه لا ننسى أن مطربينا المصريين من ألمع النجوم في الوطن العربي ولديهم شعبيتهم في الخليج، لذا من حق هذا الجمهور أن يستمع الى هؤلاء المطربين باللهجة الخليجية أيضاً».

محمد عمر
محمد عمر: غناء المطربين العرب للون الخليجي تقليد قديم
المطرب محمد عمر يقول: «أعتقد أن غناء المطربين العرب للأغنية الخليجية ليس جديداً، وإنما سبق أن غنوها منذ زمن الستينات ونجحوا فيها. والأمثلة على ذلك كثيرة ومنهم صباح ونجاح سلام وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش».
ولا يعتقد عمر أن هذا الموضوع يُعد مسايرة أو من أجل مصالح مادية، وإنما هوأمر أعمق بكثير والقصد منه نشر الأدب والثقافة والفن الخليجي بشكل عام إلى الأوطان العربية وبأصوات فنانيها الكبار الذين نجحوا نوعاً ما في أداء اللون الخليجي. ويتحفظ عن ذكر أسماء معينة، ويرى أن غناء الفنانين العرب للأغنية الخليجية لا يُعد انتهاكاً أو تدخلاً في الخصوصية الخليجية، وكذلك يرى ان هناك فنانين خليجيين غنوا الأغنية العربية ونجحوا فيها.

حمد العامري
حمد العامري: جمهورنا الخليجي ذواق ومن الصعب خداعه
«الساحة مفتوحة للكل». هذا ما أكده الفنان حمد العامري الذي يقول: «اذا كان الفنان يملك موهبة فنية وحضوراً جماهيرياً فما العيب في أن يغني باللهجة الخليجية، وان يغنى الخليجي باللهجة المصرية أو اللبنانية أو السورية؟ ولا أعتقد أن هناك سبباً مادياً وراء سعي الإخوة العرب للغناء بالخليجي، لأن الأغنية الخليجية أصبحت تنافس بقوة في الساحة الغنائية. ولذا تجد إخواننا يغنون بلهجتنا حتى يضمنوا أكبر شعبية جماهيرية في الخليج، خاصة ان جمهورنا ذواق للكلمة واللحن ومن الصعب أن ينخدع. وفي المقابل حقق عدد من المطربين الخليجيين نجاحاً لدى الجمهور العربي وتحديداً في كل من مصر والمغرب ولبنان. أما بالنسبة إلي فما زلت أغني بلهجتي الإماراتية والخليجية، وأراقب من بعيد هذا التبادل الجميل الذي سوف يثري الساحة الغنائية بالعديد من الأصوات الجميلة».

فاطمة القرياني
فاطمة القرياني: ظاهرة قديمة
أما الفنانة فاطمة القرياني التي احترفت الغناء الخليجي بنجاح رغم كونها مغربية فترى أن «إقدام الفنانين العرب على الغناء باللهجة الخليجية ليس ظاهرة جديدة في الساحة الغنائية، وليس مرتبطاً إطلاقا بانتشار الفضائيات، بل على العكس هذه ظاهرة قديمة تعود الى الثمانينات من القرن الماضي، حين غنت كل من سميرة سعيد وعزيزة جلال باللهجة الخليجية. وهنا أتذكر أن أول فنان خليجي كان وراء انتشار الأغنية الخليجية عربياً هو طلال المداح الذي دفع الأغنية الخليجية للانتشار عربياً، لأنه أول من غنى خارج وطنه، وأول من كُرم خارج بلده، وأول من أذيعت له أغانٍ خارج وطنه.
ثم أننا نعيش عصر العولمة، ومن الجميل حقا أن نتبادل فنوننا وثقافاتنا بهذا الشكل، وهذا بالطبع في صالح الساحة الفنية والأغنية ووحدة الذوق العربي. واعتقد أن سر تهافتنا كعرب للغناء بالخليجي ليس مردوده مادياً كما يظن البعض، بل هو السعي للغناء لكبار الشعراء الخليجيين من الشيوخ والأمراء، لأن أي فنان كل ما يتمناه في مشواره الفني أن يغني لهؤلاء الكبار. وأعتقد أنني شخصياً وجدت قبولاً رائعاً من الجمهور الخليجي حينما قدمت أغنياتي بلهجتهم، وهم أيضاً وجدوا قبولاً لدى الجمهور العربي، ويأتي في مقدمهم حسين الجسمى صاحب الشعبية الجارفة في كل من مصر والمغرب ولبنان، علاوة على الفنانة أحلام وكل من نبيل شعيل وعبد الله الرويشد».

تيسير عبدالله
تيسير عبدالله: تجربة ذكرى في الخليج شكّلت نقطة تحوّل في الأغنية الخليجية
يقول الإعلامي تيسير عبدالله أن الجمهور الخليجي كان يشكك في البداية في نيات بعض المطربين الذين دخلوا على خطّ الغناء الخليجي.
لكن بعد أن خاضت الراحلة ذكرى هذه التجربة إختلف الوضع لأنها غنّت الخليجية بصدق والجمهور الخليجي يعشقها ويعشق أغانيها، مما يؤكّد أن تجربتها شكّلت منعطفاً في عالم الأغنية الخليجية وزادت انتشارها.
أما عن الإقبال الكبير في السنوات الأخيرة من جانب المطربين العرب على غناء الخليجية فبسبب الكلام المميز ولأن الإيقاع الخليجي فريد ومحبوب وبعيد من التكلّف، بالتالي صار الكلّ يغني الأغنية الخليجية بسبب تطوّرها، لهذا أصبحت مسموعة في كلّ مكان.
ويقول عبدالله إن من اكثر الأسماء التي ساهمت في انتشار اللهجة الخليجية عربياً حسين الجسمي وعبد المجيد عبدالله وأحلام وراشد الماجد. أما الظاهرة غير السويّة فهي أن يعمد بعض الفنانين إلى تقديم أغنية خليجية يكتبها شاعر لبناني مثلاً أو مصري، بينما هذا لا يجوز لأن المُفردة الخليجية تختلف كثيراً عن المفردة البدوية، ولا يمكن أن يجيد كتابتها سوى الخليجي نفسه، تماماً كما هي مسألة الألحان، لأن هناك بعض الأغنيات المسمّاة خليجية، لكنها في الحقيقة بدوية وتبدو كمسخ للأغنية الخليجية. «إن أردت أغنية باللهجة اللبنانية، لن أقصد شاعراً خليجياً بل أقصد الرحابنة على سبيل المثال لا الحصر، أو ملحم بركات أو أي ملحن لبناني أشعر بأنه متشرّب للروح اللبنانية، وهذا هو سبب نجاح ذكرى في اللهجة الخليجية أي تعاونها مع الملحنين والشعراء الخليجيين في الأغنية الخليجية».
أما عن إتقان الفنانين للهجة الخليجية فيقول عبدالله إن ذلك حصل بنسب متفاوتة، وبعد ذكرى هناك أنغام وأصالة، ومن الجيل الجديد يارا وشذا حسون إلى جانب طبعاً التجربة المميزة للفنان ماجد المهندس مع الغناء الخليجي الذي يختلف عن الغناء العراقي بدوره، مع الإشارة إلى أن عبدالله يصرّ على القول إن مسألة الجنسيات لا يجب أن تكون موجودة إلاّ في دوائر الأمن في المطارات والجمارك وليس في الفن، فهو مثلاً من عشاق فيروز والمدرسة الرحبانية ونصري شمس الدين ووديع الصافي وغيرهم.
أما عن الأسماء الخليجية البارزة التي غنّت بلهجات أخرى، فإن أكثر من نجح بينهم هو حسين الجسمي ونبيل شعيل، بينما مرّت تجربتا عبد المجيد عبدالله وعبدالله الرويشد مع الأغنية اللبنانية مرور الكرام ودون أثر، عكس النجاح الساحق للجسمي وشعيل في اللهجتين المصرية واللبنانية.

حربي العامري
حربي العامري: دليل على تربع الأغنية الخليجية على عرش الغناء العربي
يعلق على ذلك المطرب حربي العامري بالقول: «الأغنية الخليجية في السنوات الأخيرة ومع انتشار الفضائيات تربعت على عرش الغناء العربي، بدليل وجود عدد هائل من المطربين العرب أطربونا باللهجة الخليجية وبإتقان شديد لها، مثل ديانا حداد وأصالة وأنغام وخالد سليم وكاظم الساهر. وجميعهم نجحوا بل تمكنوا باقتدار من أن يخترقوا صفوفنا كمطربين خليجيين ويجتذبوا بقوة الجمهور الخليجي. ولا أعتقد أننا هاجمناهم في ما أقدموا عليه، بل كنت أنا شخصياً سعيداً بهذا وبنجاح الأغنية الخليجية التي خرجت من منطقتنا إلى كل الدول العربية. وفي المقابل نجدعدداً من المطربين الخليجيين وقد نجحوا هم أيضاً بالغناء سواء باللهجة المصرية التي حقق فيها الفنان حسين الجسمي مثلاً نجاحاً باهراً، في حين غنى الفنان فاضل المزروعى بدرجة امتياز باللهجة اللبنانية».

أروى
أروى: أرفض الكليبات المبتذلة لبعض الأغنيات الخليجية
تقول الفنانة أروى أنها لا تجد سوءاً في أن يغني أي فنان عموماً بلهجة غير لهجة بلاده سواء كان ذلك بالخليجية أو المصرية أو اللبنانية، كما تصرّ على أن لا داعي لإطلاق الإتهامات على كلّ من يغني باللهجة الخليجية عموماً. «فهؤلاء أكثر من يُنتقدون ربما لأنه معروف أن في الخليج مهرجانات كبيرة وضخمة والمردود المادي منها يكون محترماً، لهذا يعتقد الناس أحياناً أن من يغني الخليجية يقوم بذلك من باب المسايرة أو من أجل المصلحة المادية، لكن هذا غير صحيح. فالجمهور الخليجي جمهور كبير ومميز وليس من السهل أن يصل إليه أيّ كان رغم أنه يرحّب كثيراً بأن يغني الآخرون لهجته.
وإذا تحدثنا مثلاً عن مطربة قديرة مثل أنغام، والكلّ يعلم أن لها شعبية كبيرة في الخليج، فهل يجوز أن نتهمها بهذه الأقاويل؟ طبعاً لا لأنها فنانة محترمة، لا بل إن جمهورها يطالبها بذلك. لكن لا شك أن هناك أخريات غنّين باللهجة الخليجية من أجل المسايرة، وهذا واضح من خلال بعض الكليبات التي يصوّرنها. «أنا لست ضدّ أن يغني أي فنان باللهجة الخليجية إن كان غير خليجي، لكني ضدّ بعض الكليبات التي تصوّر ولا تحترم خصوصية المجتمع الخليجي، بالتالي لا يكون لها علاقة بالخليجي لا من قريب ولا من بعيد».
وتضيف أروى أن المستمع الخليجي لا يصدّ أي فنان بل على العكس يرحب بهذه التجارب ويستمع إليها، لكن هذا لا يعني أن كل من غنّى الخليجية أصبح نجماً في الخليج. أما عن مسألة إتقان اللهجات فتعتبر أن هناك تفاوتاً في ذلك، فهناك نجوم برعوا وأتقنوا الخليجية، بينما اختار غيرهم أن يغنوا الإيقاع الخليجي بلهجة بيضاء كي لا يدخلوا في هذه المتاهة. أما عن أكثر فنانة نجحت باللهجة الخليجية فهي أصالة بحسب أروى، بينما أكثر من نجح من الخليجيين في غناء لهجات أخرى هو حسين الجسمي بلا منازع.

نايف البدر
نايف البدر: من يرغب في الغناء باللون الخليجي عليه تدارك الأخطاء
الفنان نايف البدر يؤكد أن غناء المطربين العرب للأغنية الخليجية أتى بدافع الحب والاقتناع التام بهذا اللون الجميل في إيقاعه وعذوبة جمله اللحنية وكلماته الشعرية الراقية، وقد ساهم هؤلاء في ايصال الأغنية الخليجية الى اوطانهم بدرجة معقولة وبنسبة جيدة من النجاح. ولا يرى أن هذا يُعد انتهاكاً للخصوصية الخليجية ولكن في الوقت نفسه «أنا ضد كل من يغني اللون الخليجي بشكل خاطئ أو يعتريه بعض العيوب».
وقال إن أكثر من نجح من الفنانين في غناء اللون الخليجي ذكرى رحمها الله، وأنغام وأصالة. ومن الفنانين الخليجين الذين غنوا العربية «أرى أن الفنان حسين الجسمي هو أكثر من أبدع وتألق في الغناء بغير اللهجة الخليجية».

عبدالله رشاد
عبدالله رشاد: الفن ليس له هوية أو جنسية
يقول المطرب عبدالله رشاد ان الفن ليس له هوية أو وطن معين. ويعتقد أن المطربين العرب ساهموا كثيراً في ايصال اللون الخليجي، سواء من ناحية الكلمة الشعرية أو من ناحية الجملة الموسيقية، وقد أبدع معظم هؤلاء في ذلك. وعن المطربين الذين تميزوا في أداء اللون الخليجي قال: «على سبيل المثال تعجبني الفنانة يارا، وماجد المهندس، ونوال الزغبي، والفنانتين الراحلتين ذكرى ورجاء بالمليح. وهناك أسماء كثيرة لا يمكن حصرها. وبالتالي هذا الموضوع ليس انتهاكاً للخصوصية الخليجية، ومن يقول ذلك فهو مخطئ. وأعود وأكرر وأقول إن الفن ليس له هوية أو جنسية معينة».

طارق هاشم
طارق هاشم: المكاسب المادية هي المحرك الأول وحسين الجسمي أنجح خليجي غنى باللهجة المصرية
وعن اتجاه المطربين المصريين الى الغناء باللهجة الخليجية ومدى نجاحهم في ذلك يقول الناقد الموسيقي طارق هاشم: «معظمهم فعل هذا من أجل المادة في المقام الأول، فالغناء باللهجة الخليجية يمنح المطرب انتشاراً أوسع، ويصبح مطلوباً في حفلات الخليج، وتزداد مكاسبه. لكن النجاح الفني لم يكن حليف الجميع، فعدد قليل جداً من المطربين هم من نجحوا في الغناء باللهجة الخليجية، وعرفوا كيف يكسرون حاجز تقديم أغنيات بلهجة مختلفة تماماً، مثلما عرف عدد قليل من مطربي الخليج أن ينجحوا باللهجة المصرية وأبرزهم الآن حسين الجسمي الذي عاش لفترة في مصر واحتك بأهلها واستمع إلى أحاديثهم، ونجح الملحنون المصريون في توظيف صوته عبر اختيارهم لكلمات تقترب من الروح المصرية، كما حدث في أغنية «ستة الصبح» مع الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن وليد سعد».

قد لا يختلف اثنان على النجاح المميز الذي تلاقيه الأغنية الخليجية في مختلف أرجاء الوطن العربي، سواء غنّاها خليجيون أو غير خليجيين من مصر أو لبنان أو أي بلد آخر. وقد يتساءل البعض عن سبب نجاح الأغنية الخليجية في كسر حاجزي الأغنية المصرية والأغنية اللبنانية على مدى سنوات، لكنهم في الوقت ذاته يؤكدون خصوصية هذا النوع من الغناء وشبه الإجماع على أن الأغنية الخليجية استطاعت أن تحافظ على الكلام الموزون والمعنى العميق والإحساس العالي رغم اجتياح موجة الكلام الهابط للأغنية العربية في شكل عام. هذا مع الإشارة إلى الإتهامات التي قد تطال بعض الفنانين غير الخليجيين الذين غنّوا اللهجة الخليجية والقول إنهم يفعلون ذلك طمعاً بالمال والشهرة إلى جانب كونهم شوّهوا خصوصية الغناء الخليجي. «لها» حاولت تسليط الضوء في هذا التحقيق على بعض النقاط المتعلّقة بالأغنية الخليجية ومن يغنّيها من خلال الأسئلة التالية: هل يغني الفنانون بالخليجية مسايرة لموضة غنائية أم لتحقيق مكاسب مادية؟ وهل دخلوا قلب المستمع الخليجي وأدوا اللهجة بدقّة؟ هل انتهكوا خصوصية الغناء الخليجي؟ ومن الذي برع من بينهم أكثر؟ فضلاً عن سؤال حول النجوم الخليجيين الذين غنوا بالمصرية واللبنانية والمغربية وغيرها... وقد تلقينا هذه الاجابات.
وإليكم آراء فناني الخليج في هذا الخصوص...