صلالة... تلك المدينة العُمانية التي تشتهر برياحها الموسمية وموسم الخريف الفريد في مظهره بحيث تتحول أرجاء المدينة إلى اللون الأخضر الذي يجذب السيّاح من شتى أنحاء العالم. وتتميز صلالة بجمالها العمراني العجيب الذي يأسر العقل، وتشتهر بكثرة المساجد والجوامع ومدارس تحفيظ القرآن للنساء والرجال. ولا ننسى طبعاً مهرجان صلالة السياحي الذي يُقام كل عام ويتميز بعروضه الموسيقية والثقافية، ويشتمل على عروض حية من الفن العُماني والرقصات الشعبية المحلية والفنون التراثية، إضافة إلى الحفلات الغنائية الساهرة والعروض الرياضية.

تقع مدينة صلالة في ولاية صلالة التابعة لمحافظة ظفار في سلطنة عُمان. وهي مركز الولاية وحاضرة ظفار، والعاصمة الثانية لعُمان وعاصمتها السياحية والتجارية. تتميز صلالة بمقومات سياحية طبيعية، وتشتهر بالبخور واللُّبان، وتكثر فيها أشجار النارجيل الاستوائية التي تعطي ثمرة شبيهة بجوز الهند. وتعتبر مدينة صلالة ثالث أكبر مدينة في سلطنة عُمان لناحية عدد السكان.

ينتشر في صلالة الكثير من التضاريس بحيث تجمع طبيعتها الجغرافية بين البيئة الصحراوية وتلك النباتية. كما تنتشر فيها أشجار المانغا وجوز الهند وغيرهما من الفواكه.

وادي دربات

هو أحد أجمل الأماكن السياحية في سلطنة عُمان لاحتوائه على عدد من الشلالات، والبحيرات، والجبال، والكهوف، والعيون الطبيعية مُجتمعة في مكان واحد، إلى جانب الحديقة الطبيعية المكسوّة بالخضرة والأشجار والمليئة بالحيوانات البرية. كما يوجد داخل وادي دربات شلال ارتفاعه 100 متر، وهو شلال موسمي لا تتدفق مياهه إلا في فصل الخريف حيث تهطل الأمطار الغزيرة. ففي فصل الخريف، تتحول مياه الوادي المنحدرة من الجبال إلى شلالات تتساقط من ارتفاع عشرات الأمتار. ويمتاز الوادي بطبيعة بكر وغطاء نباتي كثيف، إضافة إلى عين طبيعية وعدد من الكهوف. وقد تبين أن غرف كهف طيق المملوءة بالماء مصدرها مياه الوادي.

في هذا الوادي، يمكن التنزّه في الحديقة الغنّاء للاسترخاء والاستمتاع بالهدوء وسحر الطبيعة حيث الخضرة والمياه والشلالات.

كما يمكن الاستمتاع بنزهة في البحيرة الطبيعية داخل الوادي باستخدام أحد القوارب الراسية هناك، بحيث تُتاح للزائر فرصة المرور على الوادي بأكمله والتمتع بمشاهدة المعالم الطبيعية التي يحتضنها.

وتشتمل البحيرة على مساحة خاصة بالأطفال لمنحهم فرصة الاستمتاع بنزهة صغيرة فيها.

شاطئ المغسيل

يعتبر شاطئ المغسيل من أجمل الشواطئ العُمانية، ويقصده جميع السيّاح في صلالة. يقع غرب المدينة ويتميز بمياهه الفيروزية ورماله الناعمة التي تحيط بها صخور قاتمة اللون من الجانبين، مما يزيد من روعته. وشاطئ المغسيل واحد من أجمل 10 شواطئ في العالم كله، علماً أنه تم تزويده بالمرافق الخدماتية والاستراحات والجلسات العائلية على شكل أكواخ حجرية مجهّزة لحفلات الشواء، لكون الشاطئ إحدى أهم نقاط الجذب السياحي التي يتوافد إليها السيّاح الأجانب والسكان المحليون، وخصوصاً في الإجازات السنوية وعطلات نهاية الأسبوع. ينتشر على طول شاطئ المغسيل عدد من الأكواخ المناسبة للعائلات أو لرحلات الأصدقاء، وتحوي تلك الأكواخ أماكن للشواء، لتكتمل بذلك نزهتك إلى هذا الشاطئ الرائع.

يحرص رواد شاطئ المغسيل على ممارسة الرياضات المختلفة مثل كرة القدم والكرة الطائرة أو حتى الألعاب البدنية، بحيث يمكن كل شخص أن يمارس رياضته المفضلة في جو رائع على هذا الشاطئ.

مسجد السلطان قابوس

أحد أجمل مساجد عُمان، ويقع في قلب مدينة صلالة، ويعدّ تحفة معمارية لاشتماله على قبّتين كبيرتين ومئذنتين. كما تزيّن جدرانه الزخارف الذهبية. أما داخل المسجد، فتطالعنا الفوانيس الجميلة والزخارف الرائعة على الجدران والسجاد الأخضر على الأرضية.

يُعدّ هذا المسجد مزاراً سياحياً حيث يُسمح بزيارته يومياً من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة قبل الظهر، ويتميز باحتوائه على عدد من الفنون المعمارية والجداريات، مثل فن الزليج المغربي والجداريات المغولية بجانب الممرات والقباب والمنائر والحدائق الواسعة والنوافير المائية. وقد استُخدمت في بنائه مواد من الخشب والرخام والزجاج المعشّق والجداريات والزخارف النحاسية. افتتح هذا المسجد، السلطان الراحل قابوس بن سعيد في الرابع من أيار/مايو 2001.

جامع الرواس

هو أحد أشهر جوامع صلالة وأقدمها. يتميز بمساحته الكبيرة وتزيّن جدرانه النقوش والزخارف والكتابات الإسلامية الرائعة. كما يعتبر الجامع مركزاً لإعطاء الدروس الدينية وجلسات تحفيظ القرآن، فضلاً عن احتوائه على مكتبة إسلامية كبيرة.

يقع جامع الرواس في منطقة صلالة الوسطى في محافظة ظفار، شارع النهضة من الجهة الشرقية، وشارع المنتزه من الجهة الشمالية. ونظراً لموقعه المميز يرتاده العديد من المصلّين، لأنه من أكبر جوامع صلالة مساحةً. وبُني الجامع على مساحة قدرها 1316 متراً مربعاً، فيما مساحة الصرح 1080 متراً مربعاً، والمساحة الداخلية للجامع 801 متر مربع بما يتّسع لـ 1400 مصلٍّ.

مدينة سمهرم الأثرية

يعود بناء مدينة سمهرم إلى عام 100 قبل الميلاد، وتحتوي آثار المدينة على قلعة لمدينة قديمة، إضافة إلى بعض المباني التي بُنيت في العصور السالفة من الحجر.

تشكّل سمهرم ممراً مائياً يسمح للزوّار بالعبور عليه والتنزّه وسط ذلك الأثر العتيق الواقع شرق مدينة صلالة على بحر خور روري. عند التجوّل حول سمهرم، يمكن مشاهدة النقوش الحجرية، والمباني القديمة كالقلعة والمعبد وغيرهما. كما تضم مدينة سمهرم الأثرية مجموعة كبيرة من الآثار، والتحف، والنقوش الحجرية، وعملات نقدية تعود الى العصور القديمة، ومخطوطات قديمة لمختلف الحضارات، وعدداً من البيوت الحجرية القديمة وبقايا من السور القديم التي أصبحت اليوم أطلالاً. وتمتاز مدينة سمهرم الأثرية بقربها من أجمل المعالم الطبيعية في صلالة مثل عين أثوم وعين رزات وسواحل بحر العرب الأخرى الجميلة.

عين رزات

هي من أجمل الأماكن السياحية في عمان، وتعجّ بالسيّاح في فصل الصيف لتمتعها بجو ماطر طوال أشهر الصيف. يُذكر أن فصل الخريف، كما يطلق عليه في سلطنة عُمان، يبدأ في 21 حزيران/يونيو من كل عام، أي ما يصادف دخول فصل الصيف في دول العالم.

تتميز عين رزات بموقعها الفريد المحاذي لكهف رزات وبعض الجبال الشاهقة المكتسية بالخضرة والتي تحلّق فوقها الطيور الملوّنة الجميلة. كما يكثر في المكان الماء الصافي الجاري على شكل وادٍ ينبع من العين.

تبعُد عين الرزات مسافة 30 كيلومتراً عن مركز مدينة صلالة، ما يجعل الوصول إليها سهلاً، بحيث يمكن استئجار قارب صغير والقيام بنزهة داخل العين والتمتع بالمناظر الطبيعية التي تحيط بها.

كما يمكن الدخول إلى كهف الرزات والكهوف المُحيطة والتمتع بمشاهدة الصخور التي تكوّنت منذ قرون بعيدة. إضافة الى القيام برحلات جبلية مشياً على الأقدام، حيث توجد طرق مُمهدة وسط الجبال للمشي. وبما أن العين مُحاطة بحديقة غنّاء مكسوّة بالأشجار والورود، فإنها مكان مناسب لقضاء العطلات والاسترخاء والقيام بنزهة مع العائلة، والتقاط الصور الجميلة.

كهف المرنيف

يقع كهف المرنيف في منطقة شاطئ المغسيل، وهو من أفضل المناطق السياحية في صلالة التي يتردّد إليها السيّاح والزوّار خلال الإجازات والمواسم المختلفة.

يشتهر الكهف بالنوافير الطبيعية التي تنفجر منها المياه في منظر يستحق الزيارة والمشاهدة. وقد تم تزويد جانب الكهف المطل على البحر بأسوار حماية للزّوار ليتمكّنوا من الاستمتاع بالبحر والكهف معاً.

كما يمكن زيارة النوافير الطبيعية التي تضخ مياه البحر عبر التجويف الصخري الذي يقع معظمه تحت الماء فيندفع الماء بقوة على شكل نوافير مُحدثاً صوتاً مميزاً.

داخل الكهف، تم تجهيز عدد من المرافق اللازمة لاستقبال الزوّار، مثل الاستراحات، مما يجعل القيام بنزهة لا تُنسى أمراً مُمكناً.

عين صحنوت

تقع عين صحنوت في سهل صلالة الممتد بين مدينة صلالة والجبال الخضراء المحيطة بالمدينة. وتبعُد عن مدينة صلالة حوالى 15 كيلومتراً. إنها أحد أجمل الأماكن في محافظة ظفار حيث الأشجار والتلال الخضراء والجبال المكسوّة بالعشب الأخضر. وتُعدّ العين مقصداً للكثير من أهل الخليج العربي الذين يأتون إلى مدينة صلالة في فصل الصيف، ولكن سكان المحافظة يطلقون عليه فصل الخريف، نظراً لما تتمتع به صلالة من جو بارد وممطر فتصل الحرارة فيها في هذا الفصل إلى 20 درجة فقط. كما تكتسي الجبال بالخضرة في هذا الفصل بسبب هطول الأمطار الموسمية، بعكس كل دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية التي ترتفع فيها درجات الحرارة.

شاطئ الفزايا

من أجمل شواطئ صلالة، ويمتد على مسافة كيلومترات عدة من الرمال الناعمة التي تحيطها مناظر الجبال المدهشة. كما يتميز هذا الشاطئ بقربه من عدد كبير من الفنادق الفخمة التي توفّر خدمه ممتازة لجميع نزلائها، إضافة إلى المنتجعات السياحية التي تناسب كل الميزانيات ومختلف الطبقات، وتقصدها العائلات .

قلعة طاقة

هي واحدة من أهم القلاع في المنطقة، علماً أنها كانت في الأصل منزلاً للزعيم الشيخ علي بن تمام، وهو جدّ المغفور له السلطان قابوس. تبعُد هذه القلعة 33 كيلومتراً عن صلالة، وفيها متاحف للأسلحة والأدوات اليدويّة التي تبيّن طبيعة حياة الإنسان العُمانيّ، وهي قلعة صغيرة لها 4 أبراجٍ ومجموعة من الغرف، وبجانبها مقبرةٌ لأم السلطان قابوس.

كهف طيق

هو من أكبر الكهوف في العالم بحيث تبلغ مساحته حوالى 300 مليون متر مكعب، أي أنه أكبر بحوالى 75 مرة من كهف مجلس الجن الواقع بين صور وقريات، وأكبر بحوالى 57 مرة من كهف سيرواك في ماليزيا الذي يُعرف بأنه أكبر كهوف العالم قبل الكشف عن كهف طيق. اكتشف هذا الكهف فريقٌ من المغامرين السلوفانيين عام 1997، وله 6 مداخل، علماً أن حجمه يمكن أن يتّسع لمبنى من 70 طابقاً!

وادي نحيز

يقع وادي نحيز وسط جبل القرا في مدينة صلالة، ويبعد عنها مسافة 12 كيلومتراً. ومن مميزات هذا الوادي، كهف موجود في أحد تكوينات الصخور الجيرية التي تعود إلى بدايات العصر الثلاثي، وهو يتّسم بأعمدته والهوابط، كما أنه مرتع لأنواع عدة من الحيوانات كالحشرات والخفافيش وغيرها .

منطقة مرباط

تعدّ هذه المنطقة من أجمل الأماكن الترفيهية في صلالة حيث الأجواء الطبيعية الخلابة والشواطئ الرملية الجميلة. كما توجد فيها قلعة مرباط التي يمكن الصعود إليها لالتقاط أجمل الصور التذكارية نظراً لإطلالتها على البحر.