من المعروف أن قلة شرب الماء قد تضرّ بصحة الجسم، ولكن ما لا يعرفه الكثير من الاشخاص ان الإفراط من شرب الماء بكميات أكبر من احتياجات الجسم ينتج عنه مشكلات عديدة، وقد يصل الأمر إلى حالة تسمى بتسمم الماء.

ولا يحدث تسمم الماء عادة بالصدفة، انما عندما يشرب الشخص كمية أكبر من قدرة كليته على التخلص منها وإخراجها من جسمه، كذلك يلعب الوقت الذي يُشرب فيه الماء دوراً كبيراً، فالكليتين يمكنهما أن يخرجا من 20 إلى 28 ليترا من البول يوميا، ولكن لا يمكنهما إخراج أكثر من لتر واحد في الساعة الواحدة، لذلك من المهم أن لا تشرب كمية كبيرة جدا من الماء خلال وقت قصير.

أما أعراض تسمم المياه، فهي غالبا ما تكون واصح إذ ان شرب كميات كبيرة جدا من الماء تؤدي الى تورم خلايا المخ، ويزداد الضغط داخل الجمجمة، ما ينتج عنه بعض الأعراض المزعجة، مثل: الصداع الغثيان والقيء.

ولكن في حالات تسمم الماء الشديدة تزداد الأعراض، وذلك بسبب انخفاض مستوى الصوديوم في الدم، واضطراب المعادن، مثل: ضعف العضلات والتشنج العضلي، الرؤية المشوشة أو المزدوجة، الالتباس والحيرة والارتباك، وكذلك خلل في الوظائف الإدراكية والعقلية، وصعوبة في التنفس وخلل في ضربات القلب. كل ذلك قد يسبب خللًا في وظائف الجهاز العصبي المركزي، وفي بعض الحالات قد يحدث تلف في الدماغ، وغيبوبة، وفي حالات نادرة قد يؤدي تسمم الماء إلى الوفاة.

ويعتمد علاج هذا النوع من التسمم على درجة خطورته، ففي الحالات البسيطة قد تتطلب التوقف عن شرب الماء والسوائل في الحال. أما في بعض الحالات الأسوأ قد تتطلب استخدام مدرات البول. في حين الحالات الشديدة قد تتطلب استخدام الصوديوم، لتعويض الخلل الحادث في المعادن.