تشعرين بألم في الثديين؟ لا تعاني بصمت فالعلاجات متوافرة

13 مارس 2021

قد يكون الألم الذي تشعر به المرأة في الثديين شديداً ومزعجاً جداً. ومع أنه لا يُنذر بمشاكل خطِرة إلا نادراً، عليها طلب النصيحة من الطبيب، لأن علاجاً بسيطاً قد يضع حداً لهذا الألم. يوماً بعد يوم، تزداد معرفة المرأة بمشاكل الثديين، ومع ذلك ينتابها الخوف والهلع حين تشعر بألم غير عادي في أحد ثدييها، وتعتقد أنها مصابة بسرطان الثدي، وبالتالي تخشى الذهاب الى الطبيب لتشخيص المشكلة. غير أن ألم الثديين هو أحد أقل احتمالات الإصابة بالسرطان، وتستطيع المرأة في معظم الحالات توفير الراحة وبسهولة لجسمها وعقلها.


في الواقع، تعاني ثلثا النساء ألماً في الثديين في مرحلة ما من حياتهن. لكنْ هناك نوعان أساسيان من الألم: الألم الدوري، أي المرتبط بتغيرات هورمونية شهرية، والألم غير الدوري. وفي العادة، يحدّد الطبيب نوع الألم الذي يصيب المرأة بعد الاطلاع على سجلّ يوثّق مراحل الألم التي عاشتها.

الألم الدوري وطرق علاجه

ينجم الألم الدوري عن حساسية مفرطة لمستويات الهورمونات في نسيج الثديين، وتزداد حدّته مباشرةً قبل الطمث. في العادة، يصيب هذا الألم كلا الثديين فيتورّمان. تنتج هذه الحساسية من انخفاض مستويات الأحماض الدهنية في الدورة الدموية، إما بسبب عدم توافر كمية كافية من الأحماض الدهنية في غذاء المرأة، أو لعجز جسمها عن تحويل تلك الأحماض كما يجب. أما الطرق الممكنة لمعالجة هذا الألم فهي:

- التأكد من ارتداء حمّالة ملائمة لحجم الثديين. فقد ينجم الألم عن ارتداء حمّالة صدر غير مناسبة لهما.

- مراقبة مخزون الجسم من الدهون، فالمرأة التي تشعر بألم في الثديين تعاني غالباً خللاً في توازن الدهون المشبعة وغير المشبعة. لذا عليها أن تخفّف من تناول الدهون الحيوانية (الزبدة، القشدة، اللحوم الدهنية) وتُكثر من تناول الخضار والفاكهة الطازجة.

- الامتناع عن تناول الكافيين كالمشروبات الغازية والقهوة والشوكولاتة.

وإذا لم يهدأ الألم وبقي على حدّته، يمكن الطبيب أن يصف علاجات عدة، لعل أبرزها حمض غامولينك (GLA)، وهو حمض دهني موجود في زيت زهرة المساء، وثبُت أنه يخفّف ألم الثديين الدوري لدى أكثر من 50 في المئة من النساء. قد يتوجب على المرأة الانتظار ثلاثة أشهر قبل ملاحظة الفوائد. ورغم أنه يمكن شراء مكمّلات هذا الحمض من الصيدلية بدون وصفة طبّية، فإن هذه المكمّلات تختلف من حيث الجرعة وليس بالضرورة أن تكون فعالة بمقدار فعالية الدواء الموصوف. وإذا لم يُجدِ حمض غامولينك نفعاً، قد يصف الطبيب علاجاً هورمونياً، مثل "الدانازول" Danazol كذلك تخفّف العلاجات الهورمونية الألم الحاد، ومنها "بروموكريبتين"Bromocriptine  الفعّال، لكنها قد تسبّب تأثيرات جانبية مزعجة، مثل زيادة الوزن والغثيان والصداع والبشرة الدهنية. يوصف هذا العلاج عادةً لستة أشهر فقط، ولا يمكن تناوله مع حبوب منع الحمل.

الألم غير الدوري وطرق علاجه

هو مختلف تماماً عن الألم الدوري، بحيث يصيب عادةً جانباً واحداً من الجسم، وتشعر المرأة كأن الألم آتٍ من الضلوع أو عضلات الصدر. في هذه الحالة، على المرأة أن تراجع فوراً الطبيب، بحيث يصف لها حقنة "سترويد" في موضع الألم، أو أحد العلاجات المذكورة لألم الثديين الدوري، لأنها فعّالة أيضاً في علاج الأعراض الناجمة عن الألم غير الدوري. تجدر الإشارة إلى أن "تناذر تيتزي" Tietze's Syndrom (التهاب غضروف الضلوع) له الأعراض والعلاجات نفسها.

هل يُنذر ألم الثديين بالسرطان؟

إذا شعرت المرأة بالألم في كلا الثديين مباشرةً قبل الدورة الشهرية، ولم تلاحظ أي فارق بين ثدييها، أو أي نتوء فيهما، تكون احتمالات إصابتها بالسرطان ضئيلة جداً.

لكن إذا تمركز الألم في ثدي واحد، ولاحظت المرأة نتوءاً فيه، خصوصاً إذا كانت قد تخطّت سنّ الـ ٣٥، يجدر بها إخطار الطبيب فوراً، فقد تعتقد أن الأورام المؤلمة تدل على سرطان مبكر، ليتبين في معظم الأحوال أنها مجرد أكياس. لذا، على المرأة ألا تخاف إذا أحالها الطبيب الى عيادة متخصصة في أمراض الثدي، لأن 14 حالة من أصل  15 لا علاقة لها بالسرطان.