نجدت أنزور بعد هدر دمه

الحجاب, السينما السورية, نجدت أنزور, رجل / رجال دين, تهديد, سخرية, مسلسل

07 سبتمبر 2010

«إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء مسلسل السخرية بالله وبدينه، فيقتطع من كلام الله في قرآنه عنواناً عليه ويسميه ساخراً «ما ملكت أيمانكم». إنني أناشدكم الخوف من مقت الله، والرحمة بأخوانهم عباد الله، أن لا يتورطوا في بث شيء من هذا المسلسل. إن الغضبة الربانية التي رأتها عيني معلّقة الآن بالأفق، فاصرفوها جهد استطاعتكم عن محيطنا، ولا تكونوا سبباً في إطباقها علينا. اللهم أشهد أني قد بلغت، اللهم لا تحرقني ولا من يلوذون بي، ولا بلدتنا المباركة هذه، ولا القائمين عليها في ضرام مقتك هذا»...
هذا هو التحذير الذي نشره الدكتور محمد سعيد البوطي أحد أبرز رجال الدين في سورية، بعد أيام قليلة من عرض المسلسل السوري «ما ملكت أيمانكم» على الشاشات الفضائية، وهي المرة الأولى التي تشهد سورية إضراباً دينياً تجاه عمل درامي محلي.
العمل من تأليف الدكتورة هالة دياب، وإخراج نجدت أنزور، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السورية، أهمهم: مصطفى الخاني، سلافة معمار، رنا أبيض، ديمة قندلفت، قيس الشيخ نجيب، عبد الحكيم قطيفان.
ويتناول ظاهرة التطرّف، ويعالج أموراً تعدّ من المحرّمات والمحظورات في مجتمعاتنا العربية، كما يعرض المشكلات التي تعانيها الطبقة الوسطى التي بدأت بالتلاشي بسبب نوعين من التطرف. كما يلقي الضوء على المرأة ووضعها في الشرق الأوسط، فهي تدفع ثمن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مجتمع ذكوري يحلل الرجل لنفسه فيه ما يحرّمه على النساء. ويرصد المسلسل قصص ثلاث شابات عربيات ومعاناتهن في المجتمع، وتجري حوادثه بين الماضي والحاضر والمستقبل.
عرض المسلسل على قناة «الفضائية السورية» وقناة «المستقبل» اللبنانية، فيما تخوفت بعض المحطات من عرضه، وفضلت أخرى عرضه بعد شهر رمضان لترى رد فعل الجمهور عليه.
ورغم كل تلك التهديدات التي طالت العمل ومخرجه نجدت أنزور إلا أن الأخير يؤكدأنه يعيش حياته الطبيعية رغم هدر دمه، لكنه أصبح أكثر حذراً في تحركاته اليومية. وقد أدلى بتصريحات كثيرة بعد ما أثاره رجال الدين حول العمل، ومن أهم تلك التصريحات:
«لا يوجد نص ديني لا في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف، يمنع استخدام مفردة أو جملة وردت في القرآن الكريم عنواناً لكتاب أو مؤلف ما، وأن القرآن من الرحمة والسعة بحيث أنه يحوي اللغة العربية كلها بأعظم صورها».
وأضاف أنزور: «ليس لي أي موقف مسبق من المحجبات أو المنقّبات، فسلوك المرأة وحركتها هما ما يعنيني كفنان»، وأنه يعرف محجبات رائعات وأخريات لسن كذلك. وقال: «أمي محجبة وقريباتي محجبات، وهذا أمر طبيعي وفطري، ولكن من غير الطبيعي أن يتم استثمار الأمر لتحقيق مشاريع سياسية».
وأوضح ان العمل يهدف إلى «مكاشفة منطقية، ويجب ألا يختبئ أحد خلف إسلامه ويشعل الحرائق ويبيح المحرمات ثم يقول إني مسلم، لا أحد أكثر من أحد. كلنا مسلمون».
وكشف أنزور، أن الخط الذي يتناول قصة الجهادي الإسلامي في المسلسل إنما هو مذكرات شخصية لأحد الجهاديين وهي قصة موثقة مئة بالمئة، حتى أنه تم حذف الكثير من القصص المؤلمة منها كي لا تفهم بشكل خاطئ.
أما عن الزوبعة الإعلامية التي نالت من العمل، فقال: «لا أدين أحداً من خلال أعمالي، ولكل منا دوره وأتمنى أن أسمع نقداً موضوعياً، لكن أن تمتلئ المواقع الإلكترونية لبعض الجهات بالشتائم،  فهذا ليس من أدب الإسلام ولا من أدب الحوار، وهو لا يؤدي إلى أي نتيجة. ليست لدي مواقف سلبية من أحد، إنما أتعامل مع ظواهر، ومهمتي كفنان أن أكون شاهداً على عصري، ومعظم أعمالي إن لم تكن كلها هي بعض شهاداتي على العصر الذي أحيا فيه وهذا دوري كفنان».
ووجه أنزور كلامه الى الجميع بقوله: «لستم أكثر حرصاً مني على الإسلام ومن حقي أن أقدم وجهة نظر مختلفة».
ورغم كل ما أثير من اعتراضات على العمل من رجال الدين، فإن الفضائية السورية أفردت له مساحة في أهم توقيت.