ستيفاني أبو جودة: ضرورة تحقيق القيادة المتوازنة لتقدّم المرأة

أمين حمادة 02 أبريل 2021

بدءاً من دعم مبادرات مجموعة فنادق "راديسون" لتشجيع المرأة وتمكينها في كل دول الشرق الأوسط، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية، وصولاً الى دورها كقائدة مشروع إجازة الأمومة المعزّزة في الشرق الأوسط، وبرنامج "القيادة المتوازنة"، تقود ستيفاني أبو جودة حملات وبرامج على صعد عدة لتحقيق رؤيتها الرامية إلى تقديم فرص متكافئة لجميع المواهب، وتذليل العقبات التي تواجه المرأة العاملة في قطاع الضيافة والسياحة في الشرق الأوسط وأفريقيا.


تقود ستيفاني إدارة التسويق والاتصالات في مجموعة فنادق "راديسون"، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي ليست فقط أكبر منطقة جغرافية داخل الشركة، بل أيضاً منطقة متنوعة ثقافياً، وتضم أكثر من 110 فنادق في 28 دولة عبر علامات تجارية متعددة، فساهم هذا التنوّع في إثراء تجربة ستيفاني من حيث تمكين المرأة، وكذلك ضاعف التحدّيات التي تواجهها.

بدأت ستيفاني حملتها لدعم المرأة العاملة في قطاع الضيافة والسياحة بالتشديد على تكافؤ فرص التعليم وتماثل الطموحات لكلا الجنسين. فقد يحظى كلا الجنسين بفرص تعليمية متساوية، وقد يحمل كل فرد، رجلاً كان أو امرأة، طموحات متماثلة لمتابعة حياته المهنية بنجاح، مع تحقيق إنجازات متكافئة. وعلى الرغم من ذلك، تُشير بعض الدراسات إلى تفضيل أداء النساء على الرجال.

وشدّدت ستيفاني في هذا السياق على أهمية تحقيق القيادة المتوازنة ودعم هذه النظرية من أعلى منصب في الشركة، وصولاً إلى الخطوط الأمامية خلال حوارها مع مجلة "لها".


- كيف تصفين تجربة المرأة في قطاع السياحة؟ هل هناك صعوبات تواجه المرأة العاملة في هذه الصناعة في دول الشرق الأوسط؟

تُعتبر صناعة السياحة مجالاً غنياً بالفرص المدهشة، وكذلك التحدّيات الكبيرة لكلا الجنسين. ففي قطاع السياحة، وتحديداً في الشرق الأوسط، تبدو مشاركة المرأة واضحة في العديد من المناصب، فيما لا تزال تجربتها في المناصب العُليا نادرة. وقد شهدنا على الكثير من الأسماء، بدءاً من منصب المدير العام، وصولاً إلى مستوى مجلس الإدارة، لكن مع الأسف بدأت الأرقام في التضاؤل. في بعض الأحيان، تتوقف رحلة نجاح المرأة في مرحلة معينة في قطاع الضيافة، أو قد تُغادر المرأة للانضمام إلى صناعة أخرى فتبتعد عن أسلوب العمل الشائع في قطاع السياحة، والذي لا يلتزم بساعات عمل محدّدة، مما يجعل من الصعب التوفيق بين المسؤوليات العائلية والعمل. مع أخذ تلك المصاعب في الاعتبار، نُلقي على عاتقنا مسؤولية دعم العاملات في صناعة الضيافة والسياحة من خلال تمكين النساء ومساعدتهن على تحقيق أحلامهن.

- ما هي الأهداف التي تسعين لتحقيقها من خلال موقعك في المجموعة؟

يتمثل أحد أهدافنا الرئيسة في تحقيق مبدأ القيادة المتوازنة من خلال زيادة تمثيل المرأة في المناصب العليا في المجموعة، وكسر الحواجز التي تمنع النساء من الانخراط في حياتهن المهنية. فمنذ إطلاق مبادرة "القيادة المتوازنة" في عام 2014، لم تتوقف الجهود عند استقطاب السيدات وتمكينهنّ من شغل مناصب قيادية في فنادق "راديسون" في الشرق الأوسط وأفريقيا، بل امتدت لتشمل أيضاً تعزيز التنوّع والشمول في مكان العمل. لذا، أطلقنا خطة استراتيجية ثلاثية الأهداف لمعالجة مشكلة التنوّع المستمرة على رأس كل شركة، فكانت البداية من خلال إعادة تعريف مفهوم القيادة المتوازنة، وطرح السياسات الشاملة حول التنوّع والاندماج، ورفع الوعي بقضايا عمل المرأة، بدءاً من القيادة ووصولاً إلى الخطوط الأمامية. كما طرحنا حلولاً حول كيفية تذليل العقبات التي تقف دون نجاح المرأة في عالم الضيافة تحديداً. تكمُن رؤيتنا في مشاركة كل فرد من أفراد المجموعة والفنادق في الشرق الأوسط وأفريقيا في برامج توعوية تهدف الى ضمان الإدراك التام لأهمية تحقيق القيادة المتوازنة. ولبلوغ تلك الأهداف، نحن لا نتوقف عند جذب المواهب فحسب، بل نركّز أيضاً على التطوير وتغيير العادات الراسخة وتحديث الصورة النمطية للمرأة العاملة، بالإضافة إلى تأهيل قياديات في مختلف الأقسام والمجالات. فالتنوع والقيادة المتوازنة هما عنصرا النجاح في معادلة دعم المواهب.

- هل تقتصر التحديات التي تواجهها المرأة على قطاع السياحة فقط؟

التحدي الذي تواجهه المرأة لا يقتصر على قطاع السياحة أو الحياة فحسب، بل هو أمر تواجهه النساء على مستوى العالم وفي معظم الصناعات. وفيما زادت معدلات المشاركة في القوى العاملة في السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع مرور الوقت، ظلّت النساء إلى حد كبير على الهامش، على الرغم من حصولهنّ على الشهادات العلمية العالية وتفوّقهن على الرجال في الاختبارات الموحّدة. وفي النظر إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للأسف وجدت الدراسات أن تمثيل المرأة خجول جداً في قطاع السياحة، فحوالى 5٪ فقط من الشركات تشغل فيها سيدات منصب مدير عام أو عضو منتدب، و 4٪ من الشركات السياحية فقط حققت الأكثرية النسائية.

مقارنةً بمناطق أخرى من العالم، لا تزال المرأة في بعض دول الشرق الأوسط تُعاني من عدم مرونة القوانين المتعلّقة بإجازات الأمومة والرضاعة، حيث ذكرت منظمة العمل الدولية (ILO) أن البلدان الواقعة في الشرق الأوسط تحدّد أقصر متوسطٍ للإجازات بما يعادل تسعة أسابيع.

ومع أخذ هذه النقاط في الاعتبار وكيفية تأثيرها في النساء في سوق العمل، وضعت مجموعة فنادق "راديسون" قوانين مُعزّزة تمنح العاملات إجازة أمومة تصل إلى 60 يوماً في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وقطر، بينما يحق للعاملات في الكويت ولبنان الحصول على 70 يوماً. واليوم نعتقد أن تلك البرامج والخطط ساهمت في تحقيق نتائج مهمة، خصوصاً في فنادق "راديسون" في المملكة العربية السعودية. وهكذا حقّقنا نقلة نوعية في فنادقنا في المملكة العربية السعودية، وازداد عدد العاملات في الأقسام المختلفة من 6 موظفات في عام 2014 إلى 150 موظفة في عام 2020.

لقد بدأت برامجنا تؤتي ثمارها بالفعل، ونودّ أن نرى شركات أخرى تطوّر خططاً مماثلة خاصة بها. ومن خلال زيادة التنوع في مجموعتنا، نحن مستعدّون بشكل أفضل لتلبية احتياجات الضيوف، والانسجام والتوازن هذان يعنيان حتماً قوة عاملة ترفل بالسعادة".


- ما هي رسالتك للنساء في مختلف القطاعات؟

من خلال مجلتكم الغرّاء، أود التأكيد على ضرورة تفعيل الحوار المنفتح ودعم النساء للتحدّث عن تجاربهن. فهنّ بحاجة إلى التحدث عن أنفسهن وألاّ يشعرن بالإحباط بسبب العقبات المؤقتة التي قد تواجههنّ. كما نحتاج كسيدات إلى عكس الصورة النمطية بأن النساء لا يدعمن النساء الأخريات. بل نحتاج أيضاً لتقديم الدعم للسيدات بغض النظر عمّا إذا كانت تلك المرأة قريبة، أو صديقة، أو زميلة. فتفعيل الدعم هو مفتاح النجاح. أخيراً وليس آخراً، أقول إننا دائماً بحاجة إلى تعلّم كيفية طلب ما نريده، وأن نتذكر قيمتنا وما يمكننا تقديمه.