ألبوم نانسي عجرم...
نانسي عجرم, أصالة نصري, وردة الجزائرية, ألبوم غنائي, أنغام, جيجي لامارا, هاني مهنى, زهرة الخليج, عبد الحليم حافظ , عزيز الشافعي, عبد الرحمن سلام, طارق عبد الجابر, نهار الشباب
25 نوفمبر 2010من مجلة «زهرة الخليج»، الدكتور جمال فياض: نتوقّع الممتاز من نانسي وليس الجيّد
يقول الإعلامي الدكتور جمال فياض إن ألبوم نانسي الأخير جميل عموماً، ولكن كان يمكنها أن تختار ما هو أجمل وأفضل نظراً إلى إمكانات نانسي عجرم. فأي ملحن أو شاعر لا يتمنى أن يتعاون مع نانسي؟ فنانة ناجحة جداً وأغنياتها تصل سريعاً إلى الناس، بالتالي هي قادرة على الوصول إلى أهم الأسماء في التأليف والتلحين وأن تختار الأفضل». ويضيف فياض: «لم يكن ضرورياً أن تختار 16 أغنية، بل كان يٌفضّل لو أنها ركّزت مثلاً على ثماني أغنيات تكون جميعها ذات مستوى مميز. فنحن كمحبين لنانسي، نعرف أنها عوّدتنا على الأفضل دائماً، لهذا كانت توقعاتنا تجاه الألبوم أكبر بكثير، لأننا لا نريدها أن تقدم الجيّد بل الممتاز». ويتابع فياض القول: «نانسي تملك قدرة على تقديم مختلف الألوان الغنائية، وأحببناها أيضاً في النمط الشرقي، فما الذي يمنع من أن تركّز على أجمل الألحان الشرقية؟ هي قادرة على تقديم أصعب الألحان ولا ينقصها شيء».
في البداية أثنى الموسيقار هاني مهنى على ألبوم نانسي عجرم، مؤكداً أن نانسي «نجحت بمساعدة فريق عملها، في وضع يديها على مناطق غنائية جديدة، لم يسبق لها أن اقتربت منها من قبل، وذلك ظهر واضحاً في كلمات الأغاني، وبصفة خاصة في الأغنية الخليجية «أسعد الله مساك»، التي كتبها باقتدار الشاعر الأمير محمد العبد الله الفيصل، ولحنها الملحن القدير صالح الشهري، ووزعها الموزع الكبير هشام السكران. وهذا النوع من الأغنيات يعتبر همزة وصل بين الشعوب، وكم من مطربات ومطربين سبق أن اتجهوا إلى غنائها، مثل العندليب عبد الحليم حافظ، والسيدة وردة الجزائرية، وأصالة، وأنغام، فالأغنية الخليجية توحد الإحساس العربي دون جوازات سفر، فتصلح ما تفسده السياسة من تفرقة».
وأضاف مهنى: «نانسي نجحت في ألبومها الأخير في توظيف عنصر التنوع ما بين أكثر من لون غنائي، فكان عملها بمثابة الكوكتيل، واستطاعت من خلال الألوان الشعبي واللبناني والمصري والخليجي أن تعمل على إرضاء كل الأذواق، والوصول إلى قلب كل إنسان باللهجة التي يتحدث بها. كما أن أغنيتيها «إيه أخبار نفسيته» و«أوكي» عكستا واقعاً شبابياً، لم يلتفت إليه أحد من قبل».
جرأة
أما الناقد الموسيقي وعميد معهد الموسيقى العربية الدكتور عاطف إمام، فيؤكد أنه «لا اختلاف على صوت نانسي كمطربة دخلت من باب الكليبات، لكنها بمرور الأيام أثبتت نفسها كمطربة يمكن أن نسمعها دون أن نراها، وننصت إلى طرب لها في شريط كاسيت. وألبومها الجديد مختلف وأعجبني موعد طرحه، لأن أغلب المطربين يخافون الآن من إصدار ألبوم، وأصبح المنتج يفكر كثيراً قبل صنع ألبوم جديد، وهو ما أدى إلى وجود ظاهرة «السينغل» التي يعوض بها النجم غيابه. لذلك أرى أن إطلاق الألبوم هو جرأة فنية، خصوصاً أنه يحتوى على 14 أغنية، وهو عدد كبير جداً، في ظلّ بالأزمة التي يعاني منها كل المطربين في الإنتاج واختيار الأغاني». ويكمل إمام: «أعجبني كليب «في حاجات تتحس»، وهي الأغنية الوحيدة التي تم تصويرها وكان إخراجها مميزاً، وأداء نانسي فيها رائعاً».
الأغنية الخليجية
ويشيد الملحن والشاعر الغنائي عزيز الشافعي بتجربة نانسي عجرم في هذا الألبوم، موضحاً أن أكثر الأغاني التي لفتت نظره هي «لسه جايه أقوله» و«إيه اللي جرالي» و«عيني عليك» و«في حاجات». «فقد تميزت هذه الأغاني بألحان وكلمات وتوزيعات مختلفة تماماً، وتدرَّجت فيها نانسي بين أكثر من لون موسيقي. كذلك الأغنية الخليجية «أسعد الله مساك» مختلفة عن كل الأغنيات التي تغنَّى باللهجة الخليجية. فالغناء ليس له وطن، وعندما يغني الفنان اللبناني، لكون حديثنا عن نانسي عجرم، في مهرجانات خليجية مثل مسقط ودبي وأبو ظبي وجدة والبحرين وغيرها من الدول الخليجية، ويقف على خشبة المسرح، ويشدو بلهجة الجمهور، فإنه يبعث حالة من النشوة داخل المتلقي الخليجي».
تحطيم التقليدية
ويرى الموزع الموسيقي طارق عبد الجابر أن نانسي عجرم، «ظهرت بخفة ظلها المعهودة. والملاحظ أنها اندمجت بشكل كبير مع كل من طارق مدكور ومحمد النادي، اللذين شاركا في هذا الألبوم ونجحا بجدارة في إخراج الألبوم بطابع غير تقليدي. فالنجاح يحسب لكل من وضع لحناً أو كلمة، أو وزع أياً من أغاني هذا الألبوم المحترم الذي غيَّرت فيه نانسي طريقة غنائها». وأثنى عبد الجابر على الكليب الذي صورته نانسي من هذا الألبوم، إلا أنه عاب على الألبوم كثرة أغنياته، وكان من الممكن، في رأيه، «الاكتفاء بعشر أغانٍ. لكن هذا لم يفسد من حلاوة الألبوم شيئاً». كما يشيد طارق بالموزع أحمد إبراهيم «الذي كانت له بصمة واضحة في نجاح هذا الألبوم، حيث وزع أغنيات مثل «حكايات الدني» و«مين اللى ما عندو»، بشكل مثير للإعجاب، وأيضاً الموزع طارق مدكور في أغنيته «بالهداوة» ذات «الريتم» الشقي. كما أن أغنيات «بياع وشاطر» و«لسه جاي أقوله» وأغنية «إيه اللي جراله» استطاعت أن تحطم التقليدية والنمطية».
من صحيفة «الرياض» السعودية، الناقد ماضي السهلي: نانسي فاجأت صالح الشهري بأدائها وألبومها الأخير يؤكّد أنها لم تنجح بالصدفة
يقول الإعلامي السعودي ماضي السهلي، الذي لفتته كثيراً أغنية «أسعد الله مساك» الخليجية، إن نانسي «أدّتها في شكل رائع جداً وتمكّنت من أن تظهر إمكانات جديدة في صوتها، إلى درجة أن ملحن الأغنية الفنان صالح الشهري فوجئ بقدرتها على تقديم الأغنية بهذه السلاسة مع أنها ليست أغنية سهلة، ولهذا ليس مستغرباً أبداً أن تحقق الأغنية الصدى الذي حققته في مختلف دول الخليج». ويؤكّد السهلي أن الألبوم «عموماً يحظى بانتشار واسع في دول الخليج» وأن «هناك إجماعاً بين النقاد على أن الخط الغنائي الذي اعتمدته يشير إلى أنها تتطوّر في شكل تصاعدي لناحية الاختيارات وأيضاً الأداء». ويضيف السهلي أن نانسي اعتمدت أكثر من أي وقت مضى التنويع الكبير في ألبومها وقدمت اللهجات الخليجية واللبنانية والمصرية، وأن اقتصار الألبوم على أريع أغنيات لبنانية قد يكون أثار استياء محبيها في لبنان، لكن من الناحية الفنية هذا ليس نقصاً ولا عيباً لأن نانسي تحظى بجمهور واسع على صعيد عربي وشعبيتها ليست محصورة في لبنان فقط، ومن المهم أن تكون أقرب إلى محبيها في كلّ مكان. وختم السهلي حديثه بالقول إن «اختيارات نانسي هذا العام تؤكد أكثر فاكثر نضجها الفني ألبوماً بعد ألبوم رغم صغر سنّها ومقارنتها بزميلات لها في الوسط، مما يعني أن نجاحها لم يحصل بالصدفة بل جاء نتيجة خطة مرسومة من البداية، فهي ذكية وتعرف ماذا تريد».
قدمات الموسيقية
أما الملحن الموجي الصغير فأكد أن نانسي عجرم «من الأصوات المميزة في جيلها، فهي تتميز ببراءة صوت لا تتوافر لسواها. وفي ألبومها الجديد تطورت في اختياراتها، واتضحت حالة النضج الفني التي تعيشها. وواضح أيضاً أنها قررت تغيير جلدها الفني، خصوصاً في أغنيات مثل «في حاجات تتحس» و«بالهداوة» و«إمتى حشوفك»، وهي من كلمات أمير طعيمة، وشعرت بأنها تفوَّقت على نفسها. بالإضافة إلى أنها اختارت أغاني شعبية مصرية ذات إيقاع متميز. أيضاً المقدمة الخاصة بأغنيتي «شيخ الشباب» و«حكايات الدني» جديدة. ولذلك أرى أن ألبوم نانسي الأخير من أفضل ما قدمت كماً وكيفاً».
وقال الموسيقار منير الوسيمي: «ألبوم نانسي عجرم«عيني عليك» جاء مختلفاً تماماً عن ألبوماتها السابقة، وهذا لا يعنى التقليل من تجاربها الأخرى، لكنه النضج الفني الذي استطاع أن يفجِّر مفاجآت عدة في هذا الألبوم، لعل أهمها أغنية «في حاجات» التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي أحمد مرزوق ولحنها محمد رحيم. فهذه الأغنية، حين صورت فيديو كليب، رصدت في ست دقائق واقعاً تعيشه متزوجات كثيرات ممن هن في سن نانسي، وذلك في إطار رومانسي. واتضحت فيها قدرات نانسي التمثيلية، من خلال زوجة تشعر بأن هناك شيئاً ينقصها مع زوجها، وتتمنى لو أنه أعطاها مزيداً من الاهتمام. وبهذا الكليب، الذي أبدعت في إخراجه نادين لبكي، تكون نانسي قد تمردت على الشقاوة والأسلوب الطفولي اللذين ظهرت بها في عدد كبير من كليباتها الأخرى». وأضاف الوسيمي: «اللون الشعبي الموجود في الألبوم كان اختياراً موفقاً للغاية من نانسي وفريق العمل الملازم لها، لأن للنجاح وجوهاً عديدة». وكشف أن أغنية «إيه أخبار نفسيته» أضحكته، «لأن كلماتها فعلاً معبرة، وكل من يسمعها تصل إليه ملامح التهكم والسخرية الموجودة على وجه نانسي وهي تغنيها من غير أن يراها». وأنهى الوسيمي كلامه قائلاً: «الألحان والكلمات والتوزيعات كانت موظفة مع صوت نانسي عجرم بشكل جيد».
من «نهار الشباب»، الصحافية والكاتبة نسرين ظواهرة: جديد نانسي عجرم ليس جديداً تماماً ومحبة الجمهور كانت المنقذ
تقول نسرين ظواهرة: «للأمانة جديد «نانسي عجرم 7» ليس حقيقة بجديد، لأن الألبوم لم يحمل هوية خاصة خلافاً لكل ألبوماتها السابقة، إذ كانت تفرض مع كل عمل، نمطاً غنائياً جديداً من حيث الإختيار والأداء وحتى في الجوّ العام للعمل... ولكن التميز هذه المرة اقتصر على فيديو كليب «في حاجات» الذي أبرز مرة جديدة موهبتها التمثيلية اللافتة.
ثانياً، الأغاني ليست بمستوى الأغاني الجميلة والمميزة التي صدرت في ألبومات نانسي السابقة... لكن محبة الجمهور غير المحدودة للفنان تكون أحياناً المنقذ، الأمر الذي يجعل هذا الجمهور يتغاضى عن أي خطوات ناقصة قد يقع فيها الفنان... إنما الجمهور لن يتغاضى دائماً. في ألبوم «نانسي عجرم 7» لم نشعر بأي تقدم أو أي لمعة تصنفه من بين أفضل الألبومات. بل يضمّ مجرد أغان جميلة نستمتع بسماعها ولا نتأثر بغيابها، الأمر الذي يحتم على جيجي لامارا ونانسي عجرم تأنياً أكبر في الخطوة التالية،ومجهوداً مضاعفاً».
نضج
ويقول الموسيقار حسن فكري: «الألبوم متكامل، فيه أفكار متعددة، تتناول العديد من جوانب الحياة بين الرجل والمرأة. وأعجبتني جداً أغنية «في حاجات تتحس»، فشعرت فيها بنضج فني لنانسي، وأحسست بأن حياة نانسي الزوجية أثرت في اختياراتها، ولا أقصد أنها تمر بظروف الأغنية في حياتها، لكن نانسي، التي اعتدنا عليها طفلة خفيفة أو مراهقة، نراها نضجت فنياً في اختياراتها. ومن الأغنيات المهمة أيضاً «بالهداوة» التي شعرت فيها بنضج فني غير عادي من كلمات وألحان، فالأغنيتان أكثر اختلافاً عما قدمته نانسي من قبل. وأعجبتني أيضاً الجمل اللحنية التي استخدمتها، والتوزيع كان ناعماً جداً، خاصة في أغنيتي «شيخ الشباب» و«إيه أخبار نفسيته» اللتين ظهر فيهما دلع نانسي المعهود، وتمكن الموزعان توما وهاني شرارة، ومعهما الملحنان سليم سلامة ووليد سعد، في تغيير قدرات نانسي عجرم وأحاسيسها».
من جريدة السفير الصحافية فاتن حموي
"يعتبر ألبوم نانسي عجرم بمثابة نضج فني جميل يرضي أذواقًا مختلفة، وإن كان يغلب عليه اللون المصري نسبة إلى أغاني الألبوم الست عشرة. ولا شك أن هذا العدد كبير لألبوم واحد، ما يعني أنّ الجمهور العادي لن يتسنى له أن يستمع إليها جميعها... وفي المحصلة سيعيش هذا الألبوم فترة طويلة جداً مقارنة مع باقي الألبومات، لأن هناك متعة فنية خاصة مع سبر أغواره مرة بعد مرة، بخاصة أن التوليفات الموسيقية وعمق الكلمات تجعل متذوقي الفن مستمتعين بأبعاد كل أغنية على حدة، مع العلم أنّ الأغنيتين الخليجيتين «يا كثر» و«اسعد الله مساك» لم تكونا على قدر المنتظر، إذ كان بالإمكان أفضل مما كان".
من «الكفاح العربي»، الإعلامي والناقد عبد الرحمن سلام: نانسي مطربة بحق ولكنها مُطالبة بمنح استراحة لملحنين لم يقدموا لها جديداً
يقول الناقد والإعلامي عبد الرحمن سلام إن التفوّق في ألبوم نانسي عجرم هذه المرة «يكمن في اختيار الكلمات، خصوصاً أن أغنياتها الجديدة حملت تعابير غنائية متجددة. ولكن الجهد الواضح للشعراء الذين تعاونت معهم، هو أكبر وأهم من الجهد المبذول من جانب الملحنين. فالكلمات والتعابير المتجددة قد تصبح مجرد حروف مجمّعة لا فائدة منها إذا لم تترافق مع النغمة المناسبة وإذا لم نبن عليها جملة موسيقية تعبّر عن المضمون. أغنيات نانسي الجديدة تُظهر وكأن الملحنين لم يجتهدوا في تقديم ألحان تتماشى مع الكلمات المُختارة، فاللحن يجب أن يكون في كلّ مرة إضافة للمطربة وليس مجرد بناء على إمكاناتها الغنائية أو الصوتية، لكن للأسف ليس هناك أي إضافة في الألحان باستثناء أغنية «أسعد الله مساك» الخليجية، إذ يبدو أن طبيعة هذه الأغنية وكلماتها فرضت نسقاً مميزاً على اللحن والتوزيع. نانسي تقول إن هذا الألبوم هو من أفضل ما قدمت منذ احترافها، لكننا نخالفها الرأي. لأن نانسي تملك قدرات مهمة في صوتها الذي لا يزال نضراً وفيه أماكن لم تُكتشف بعد، لهذا هي مُطالبة بتوسيع مروحة أسماء الملحنين ومنح استراحة لآخرين لم يعودوا قادرين على تقديم الجديد لها. نانسي مطربة بكل ما للكلمة من معنى، لكنها مُطالبة باستثمار موهبتها وإمكاناتها في التعامل مع ملحنين لم تتعاون معهم مسبقاً قادرين على كسر الروتين التلحيني الموجود في أغنياتها». ويستشهد سلام هنا بتجارب عديدة لكبار الفنانين مع بعض الملحنين، منهم أمجد العطافي وما قدمه لجورج وسوف، وملحم بركات وما قدّمه لماجدة الرومي، وأيضاً أعمال نقولا سعادة نخلة ومروان خوري إن في الألحان التي قدماها بصوتيهما أو التي قدماها لمطربين معروفين.
14 أغنية ضمّها ألبوم نانسي عجرم الأخير «عيني عليك»، وهو الألبوم الذي يرى بعض صناع الموسيقى أن إطلاقه فيما يعاني سوق الكاسيت من كساد وقرصنة، جرأة فنية. لكن ماذا عن مضمون الألبوم، من كلمات وألحان وتوزيع موسيقي وأداء صوتي لنانسي؟، هي آراء الملحنين والشعراء والنقاد في ما قدمته نانسي في هذا الألبوم؟ «لها» تضع الألبوم في محكمة أهل الموسيقى والغناء وتستمع الى آرائهم بكل صراحة.