شهدت الفترة الماضية تخفيف قيود السفر والسياحة الدولية بعد فترة من الإغلاق بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا. وقد تأثّرت السياحة سلباً في عدد كبير من الدول رغم قرار فتح الحدود، باستثناء جزر المالديف في المحيط الهندي التي لا يضطر المسافرون إليها للدخول في الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى مطار فيلانا الدولي في العاصمة ماليه، بل يكفي ملء بطاقات التصريح الصحي عند الوصول إلى المالديف. وفي ما يتعلق بالوقاية من كورونا، يعتمد كل منتجع أسلوبه الخاص في الحجر الصحي، وتختلف الإجراءات الوقائية لمواجهة الفيروس في كل منتجع، لكن الزائر لن يشعر أبداً بقيود الحجر طالما أن المحيط الأزرق أمامه. باختصار، تعدّ جزر المالديف واحدة من الوجهات الدولية القليلة المتاحة لجميع المسافرين في الوقت الحالي، لأنها نجحت في السيطرة على جائحة كورونا، وعادت فيها الحياة إلى طبيعتها نوعاً ما.

بداية المغامرة

وصلنا إلى مطار ماليه الدولي، ومنه انتقلنا بواسطة القارب السريع إلى منتجع OZEN LIFE MAADHOO الواقع في جنوب مالي أتول. استمرّت الرحلة المائية حوالى 45 دقيقة، وكانت مذهلة بكل معنى الكلمة.

فور وصولنا إلى المنتجع، استُقبلنا بالطريقة المالديفية التقليدية، بحيث جرى النفخ في الأبواق وقرع الطبول وتقديم عقد يدوي الصنع لكل واحد منا.

منتجع OZEN LIFE MAADHOO عبارة عن واحة هادئة غنية بأشجار النخيل يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب حوالى 900 متر، فيما يصل عرضها إلى 80 متراً. تحيط بها الشواطئ الرملية البيضاء الواسعة والمياه الفيروزية، مما يجعل منها حلماً يتمنّى أن يعيشه أي شخص يزور المالديف.

يستطيع الضيوف الاختيار بين مجموعة من 94 فيلا فسيحة توفر إطلالات ساحرة على المحيط وتشمل إمكانية الدخول المباشر إلى الشاطئ والبحر، إضافة إلى Residence واحدة استثنائية.

هذا المنتجع مثالي للعرسان الذين يودّون قضاء شهر عسل رومانسي وفاخر، إذ يمكنهم اختيار الفيلا التي تناسب أذواقهم. وهو أيضاً واحة غنّاء للعائلات التي ترغب في قضاء إجازة عائلية وهادئة وفخمة في الوقت نفسه، لأن المنتجع يوفر أرقى التسهيلات ووسائل الترفيه للأطفال.

فيلات مثالية

يضم المنتجع 94 فيلا أنيقة وفريدة موزّعة على خمس فئات إضافة إلى Residence واحدة استثنائية، توفر كلها تجربة مذهلة للنزلاء. تحيط بالفيلات الشاطئية الحدائق الاستوائية المورقة، فيما تعوم الفيلات فوق الماء بهدوء وسكينة في المحيط الهندي. وما من إحساس أروع من المشي بقدمين حافيتين على الرمال البيضاء وتأمّل روعة الأشجار الخضراء والمياه الفيروزية الصافية. يُذكر أن الهندسة المعمارية للمنتجع مستوحاة من الطبيعة والألوان الترابية وتزخر بميزات نابضة بالحياة تخلق ملاذاً خاصاً وأنيقاً يكمّل الأجواء الاستوائية المذهلة.

الفيلات الشاطئية Earth Villa: يبلغ عددها 19 فيلاً، وتمتدّ كلٌ منها على مساحة 185 متراً مربعاً. إنها فيلات أنيقة ونابضة بالحياة، مع حديقة استوائية مورقة مطلّة على الشاطئ الرملي الأبيض الناعم والبحر الفيروزي. الفيلات فسيحة مع أسقف عالية، ونوافذ ضخمة، ومساحات مفتوحة، وديكورات داخلية أنيقة ذات ألوان دافئة. تضمّ كل فيلا ترّاساً شمسياً كبيراً وحمّاماً واسعاً في الهواء الطلق مع حوض استحمام مصنوع يدوياً ودش موسمي.

الفيلات الشاطئية مع حوض للسباحة Earth Villa With Pool: يبلغ عددها 17 فيلا وتقدّم كل وسائل الراحة مع حوض سباحة لا متناهٍ يبلغ طوله 8 أمتار (ومساحته 20 متراً مربعاً) مع إضاءة تحت الماء. كما توفر هذه الفيلات مناظر جميلة ومثالية للمحيط، لا سيما عند غروب الشمس في جزر المالديف.

الفيلات المائية Wind Villa: على طول البحيرة الفسيحة الشاسعة شمال جزيرة مادو، تقع الفيلات المائية البالغ عددها 24 والتي يمكن القول إنها الأكثر رومانسية في جزر المالديف. تمتدّ الفيلا الواحدة على مساحة 112 متراً مربعاً، وتمتاز بديكورها الداخلي الاستوائي الأنيق، إضافة إلى الأرجوحة الشبكية الخارجية حيث يمكن الاسترخاء فوق المياه الفيروزية. كما تتّسم كلٌ من هذه الفيلات بالنوافذ الزجاجية الضخمة التي تضمن رؤية المحيط من أي ركن من أركانها.

الفيلات المائية مع حوض للسباحة Wind Villa With Pool: يمكن الاستمتاع بالعزلة والرفاهية التي لا مثيل لها في هذه الفيلات الـ24 الفسيحة العائمة فوق المياه والتي تتميز بكل وسائل الراحة المضمّنة بالترافق مع مسبح كبير ومذهل. تم تصميم هذه الفيلات الساحرة وفقاً لمعايير استثنائية، مع إطلالات خلابة على المحيط، علماً أنها تمتدّ على مساحة 112 متراً مربعاً وفيها حوض سباحة لا متناهٍ يبلغ طوله 8 أمتار (ومساحته 20 متراً مربعاً) مع إضاءة تحت الماء. كما يمكن الاستمتاع بغروب الشمس الرومانسي على المصطبة الخاصة بالفيلا.

أثاث الفيلا فاخر جداً مع ديكور استوائي دافئ ووسائل راحة مميزة. قاعة الجلوس في الفيلا مميزة بالأرائك المريحة والألواح الأرضية الزجاجية التي تتيح مشاهدة أسماك القرش الصغيرة والشعاب المرجانية في المحيط الهندي. ولا ننسى طبعاً الحمّام الفخم مع الدش المنفصل وحوض الاستحمام المواجه للمحيط.

الفيلا مليئة بألوان جديدة ونابضة بالحياة. تُبرز مزايا التصميم المتطور والأثاث الفخم أجواء داخلية جذابة مثالية لإقامة ملهمة. توفر منطقة الجلوس أرائكَ مريحة وألواحَ أرضيةٍ زجاجيةٍ بحيث يمكنك مشاهدة أسماك القرش الصغيرة وأسماك الشعاب المرجانية وهي تسبح بجوارها. يضفي الحمّام الجذاب لمسة حسية مبهجة مع حوض استحمام قائم بذاته على شكل قطع ناقص مع إطلالة متواصلة على الأفق.

الجناح الشاطئي Earth Pool Pavilion: يبلغ عددها 10 أجنحة وهي مثالية للعائلات إذ تبلغ مساحتها 285 متراً مربعاً وفيها غرفة نوم رئيسية كبيرة وغرفة ثانية مجهّزة بسريرين منفصلين، إضافة إلى مسبح خاص مساحته 35 متراً مربعاً مع إضاءة من الألياف الضوئية. ويعتبر هذا الجناح خياراً مثالياً للعائلات التي ترغب في قضاء إجازة ممتعة في جزر المالديف. تحتوي كل غرفة من غرف النوم على حمام فخم في الهواء الطلق.

فخامة لا حدود لها في The Ozen Residence

يتوقف الوقت في The OZEN Residence الممتدة على مساحة 430 متراً مربعاً. أتيحت لي شخصياً فرصة اختبار الإقامة في هذا الجناح المذهل الذي تعجز الكلمات عن وصفه. يتألف الجناح من ثلاث غرف نوم، وفيه حوض سباحة مساحته 35 متراً مربعاً مع إضاءة تحت الماء، وصالة ألعاب رياضية، ومطبخ خاص، ومصطبة خارجية، وحمام لكل غرفة نوم. يستمتع نزلاء Residence بروعة الخدمات الشخصية التي تلبّي كل الرغبات، مثل خدمة Hiyani (الخادم الشخصي) المخصّصة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ووجبات الإفطار العائمة، وأثواب الحمّام المطرّزة بالأحرف الأولى لأسماء النزلاء، وخدمة ترتيب الأسرّة بطريقة زخرفية كل ليلة، وغيرها الكثير... والواقع أن مجرد الإحساس بوجود موظفين حريصين على تلبية كل احتياجاتك يتيح لك الانغماس في ملذات العطلة على الجزيرة والاسترخاء الهانئ. يمكنني القول إن هذا الجناح المهيب يرفع من مستوى الفخامة في جزر المالديف.

برنامج The Indulgence Plan

يمتاز منتجع OZEN LIFE MAADHOO عن غيره من المنتجعات المالديفية ببرنامج

INDULGENCE ™ الحصري بكل معنى الكلمة. بفضل هذا البرنامج، يستطيع ضيوف المنتجع الاستمتاع بعطلة استثنائية خالية من هموم الفواتير الباهظة عند المغادرة. فهذا البرنامج يتيح إقامة شاملة تتضمن كل التكاليف، من الانتقال بواسطة القارب من المطار إلى المنتجع، مروراً بتكاليف وجبات الطعام والمشروبات في مختلف المطاعم والحانات، وصولاً إلى تكاليف الأنشطة الرياضية والرحلات الاستكشافية وحتى جلسات السبا. هكذا، ينال الضيوف كل ما يريدونه في عطلتهم، من دون صدمات الفواتير الباهظة والتكاليف الإضافية في نهاية الرحلة.

روعة الطعام في المالديف

يوفر منتجع "أوزن لايف مادهو" خدمة تشمل كل الوجبات في مجموعة من خمسة مطاعم وحانتين. فهناك مطعم The Palms الذي يقدّم مأكولات عالمية لوجبات الفطور والغداء والعشاء. يمتاز هذا المطعم بهندسته المفتوحة التي تتيح للنزلاء الاستمتاع بوجباتهم أمام المحيط الشاسع.

مطعم IndoCeylon يقدّم مأكولات هندية وسريلانكية ومالديفية خلال العشاء فقط، ويستطيع ضيوفه الاستمتاع بالنكهات الغنية للأطباق وتمتيع نظرهم بطريقة زخرفة تلك الأطباق.

مطعم Traditions Perking يقدّم وجبات صينية خلال العشاء فقط بحيث يشعر ضيوفه أنهم موجودون فعلاً في الصين، لا سيما حين يستعرض الشيف مهاراته في تقنيات الطهو مباشرةً أمام الضيوف.

ولا ننسى طبعاً مطعم M6m الموجود تحت الماء على عمق 6 أمتار، ويقدّم مأكولات بحرية لوجبات الغداء والعشاء أمام مشاهِد قلّ نظيرها. فالمطعم الواقع تحت الماء محاط بالمياه الفيروزية الزرقاء والعالم المائي المالديفي المذهل، مما يتيح لضيوفه عيش تجربة استثنائية بحيث يتناول الضيوف الطعام فيما أسماك القرش والعديد من الكائنات البحرية الأخرى تختال أمامهم.

مطعم RAW Food Bar يركز على الأطباق الصحية والمشروبات المنعشة، ويفتح أبوابه لوجبة الغداء فقط. إنه مكان مثالي لتناول وجبة صحية خفيفة أو طبق سوشي وتأمّل روعة الجهة الشرقية من جزيرة مادو.

حانة Joie de Vivre تطلّ على حوض السباحة الرئيسي للمنتجع وتقدّم المشروبات والكوكتيلات من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة فجراً. كما تقدّم هذه الحانة السندويشات والوجبات الخفيفة طوال اليوم.

أضف إلى ذلك حانة Gin is In التي تقدّم المشروبات المتنوعة بين الخامسة عصراً والحادية عشرة ليلاً، ويمكن تذوّق العديد من النكهات الاستوائية والغريبة فيها.

يُذكر أن كل مطعم في منتجع "أوزن لايف مادهو" تم تصميمه ليكون فريداً واستثنائياً ويرتقي بتجربة تناول الطعام إلى تجربة حسية غامرة.

أنشطة رياضية مذهلة

عند زيارة منتجع "أوزن لايف مادهو" OZEN LIFE MAADHOO ، لا بدّ من ممارسة بعض الأنشطة الرياضية الرائعة والاستمتاع بسحر الطبيعة. واللافت أن معظم هذه النشاطات متاحة مجاناً أمام النزلاء.

فمن رحلة مشاهدة الدلافين بصحبة فريق من الاختصاصيين الذين يتحدثون لغات متعددة، إلى مغامرة الغطس السطحي Snorkeling التي تتيح تأمل روعة الأسماك والشعاب المرجانية في المحيط الهندي، إلى ركوب الكاياك والدرّاجة المائية (Pedal Boat) وركوب الأمواج وغيرها الكثير... يمكنك تعلّم مهارة جديدة في مركز الرياضات المائية أو إكمال الدورات التدريبية اللازمة للحصول على شهادة غوص خاصة بك.

يوصى أيضاً بالاستمتاع بركوب الدرّاجات الهوائية لأنها الطريقة المثالية للاستمتاع بجمال الجزيرة الطبيعي. ما عليك سوى الركوب على الدرّاجة واستكشاف مسارات الغابات المطيرة والبحيرات اللازوردية. كما أن ملاعب التنس مفتوحة طوال اليوم ليتمكن عشاق التنس من ممارسة رياضتهم المفضلة.

أما الضيوف الصغار فيمكنهم الاستمتاع بالأنشطة اليومية في OZEN KIDS KLUB ، حيث يتسنّى لهم صنع البيتزا بأنفسهم والاستمتاع بفقرات الرسم على الوجه وألعاب أخرى خاضعة لإشراف الاختصاصيين.

لا بدّ من جلسة سبا

لا تكتمل الزيارة إلى منتجع "أوزن لايف مادهو" من دون جلسة سبا حيث يمكن الإبحار في رحلة رفاهية قلّ نظيرها في أحد أفخم صالات السبا في المالديف. يرتكز السبا في هذا المنتجع على فلسفة "عناصر الطبيعة"، بحيث يجري التخلّص من أوجاع الجسم بالعناصر الطبيعية الخمسة، أي الهواء والماء والنار والأرض والخشب، ويعود إلى الشخص اختيار الخدمات والعلاجات التي تناسبه. تُقدَّم كل جلسات التدليك باستخدام مكوّنات عالية الجودة غنية بزيت جوز الهند الفاخر للترطيب، وخلاصات الزهور المتميزة للاسترخاء وتجديد شباب الجسم والعقل. وكل الزيوت مُشبعة بالمرطبات المائية الغنية، وتعمل كمضادات طبيعية مع مكونات ديناميكية حيوية، وتأتي مع خيارات عديمة الرائحة أو لطيفة الرائحة.

يتألف السبا من ست غرف فوق الماء، مع أرضية زجاجية تتيح رؤية المحيط وكنوزه أثناء الاستلقاء والخضوع للتدليك. كما يتضمّن السبا صالة رياضة وحوض سباحة وقاعة ساونا، إضافة إلى بوتيك. وعند الانتهاء من جلسة التدليك في السبا، يمكن الاستمتاع بغداء خفيف في R.A.W حيث تبدأ الخيارات من السوشي والساشيمي وتنتهي إلى العديد من الأطباق الشهية الأخرى والمشروبات الصحية.

إلى اللقاء...

ثلاثة أيام استثنائية أمضيتها في منتجع "أوزن لايف مادهو" وتوجّب عليّ العودة إلى بيروت. تمنيت لو أنني أستطيع وقف الزمن قليلاً والبقاء في تلك البقعة الساحرة من الأرض، حيث الهدوء والسكينة.

رافقني قسم من طاقم العمل إلى المنصة الخشبية العائمة في الماء حيث استقللت مركباً سريعاً متوجهةً إلى مطار العاصمة ماليه. وقف الموظفون يلوّحون لي بأيديهم وتمنّوا لي رحلة عودة آمنة إلى بيروت، واستمروا في التلويح إلى أن غابوا عن نظري فيما انطلق المركب السريع في البحر. ذكريات رائعة حفرت في عقلي وقلبي، وأنا على يقين من أنها سترافقني لسنوات طويلة. وقد عاهدت نفسي على أن أعود إلى جزر المالديف في أقرب فرصة سانحة لأنها المكان المثالي لقضاء إجازة لا تُنسى.