الإعلامي علي جابر في لجنة تحكيم برنامج Arab's Got Talent

نجوى كرم, علي جابر, مواهب فنية, الهيب هوب, لجنة تحكيم, المواهب العربية, عمرو أديب, برنامج الهواة

10 يناير 2011

- للوهلة الأولى قد يستغرب البعض مسألة اختيارك عضواً في لجنة تحكيم البرنامج، إذ أنك لست شخصاً معروفاً على صعيد جماهيري بل تملك شهرتك في الوسطين الإعلامي والفني؟
(يضحك ويقول) أنا ايضاً أستغرب ولا أعرف لماذا اختاروني.

- على أي أساس وافقت؟
أنا أؤمن بأن التوقيت مسألة مهمة جداً. وقد وصلت شخصياً إلى مرحلة في حياتي المهنية أشعر فيها بأنه لديّ رغبة كبيرة في التغيير. يعني كم محطة قد أؤسس بعد؟ العاملون في الوسط الإعلامي يعرفون مساهمتي في تأسيس عدد من المحطات التلفزيونية والإشراف عليها. فماذا سأفعل لاحقاً؟ ففكرت لماذا لا أنخرط في هذا المجال الذي يُعتبر جديداً في العالم العربي، إلى جانب الشق الأكاديمي الذي أمارسه منها الدكتوراه في جامعة كامبردج وإدارتي للجامعة الأميركية في دبي (كلية الإعلام) وغيرها من الأعمال. وأعتقد أن هذا البرنامج بقوّته وحجمه وضخامته، يستطيع أن يكمّل ما أقوم به في الجانب الآخر. وأكثر ما يميّز هذه التجربة هو التعامل مع الكاميرا. فأنا مثلاً أُدخل حوالي 200 طالباً إلى الجامعة وأجري معهم مقابلات وعلى أساسها أوافق على دخولهم أو لا. أي تماماً مثل البرنامج. في الجامعة أقوم بذلك في مكتبي، بينما في البرنامج أقوم بذلك أمام جمهور كبير وهو أمر جديد كلياً عليّ، خصوصاً مسألة التعامل مع الكاميرا.

- بما أنها تجربة جديدة، كيف تشعر حيالها؟
لا أعرف إن كانت ستكون جميلة وإيجابية أو لا، ولا إلى أين ستوصلني ولكني قلت: «لم لا».

- لكن التلاميذ في الجامعة يُقبلون على أساس شهادات أو مستويات علمية معينة، وهو موضوع يختلف تماماً عن مسألة الموافقة على مشاركين في برنامج للهواة؟
صحيح. ولكن من جهة أخرى، طلابي أيضاً يجرون مقابلات يكون لها دور أساسي في قبولهم أم لا، خصوصاً أن المجال الذي نعمل فيه هو عالم الإعلام التلفزيوني والديجيتال. أي نختار الطلاب على أساس شخصياتهم وانطباعنا عنهم، لأن لا يستطيع أي كان أن يكون صحافياً والمسألة ليست مسألة حسابات، بل هناك مواصفات معينة لدى الصحافي منها قوة الشخصية والشغف والحماس وغيرها... وهذه هي نقطة التشابه بين ما أقوم به في الجامعة وما أقوم به في البرنامج، إذ إن الموهبة تكتمل وتتوّج بالكاريزما أيضاً. من خلال عملي، انا على احتكاك دائم بالمواهب، فهناك من هم موهوبون في التصوير أو التمثيل والخ... اختصاصي هو جزء مما يحدث على الشاشة، لهذا لا أجد نفسي بعيداً عمّا أقوم به في الأساس.

- هل شعرت أنك ظلمت بعض المشاركين؟ لنقل في فئة الغناء مثلاً فأنت لست خبيراً في الأصوات والمقامات الموسيقية وغيرها؟
طبعاً أنا لست متخصصاً في هذا المجال. ولكن البرنامج ليس كلية أو جامعة موسيقية يحضر إليها مشترك ما وينال شهادة في الغناء أو التمثيل، هذا برنامج تلفزيوني وأنا موجود فيه لأقوم بدور المُشاهد الذي يتابعنا في منزله، أي لن أُعطي المشارك شهادة إن صوّت له بنعم، كما أني لن أنهي مستقبله إن صوّت بلا. أنا أحكم بناء على الانطباع الذي يأتيني من المشارك، سواء كان يغني لعبد المطّلب أو ينفخ نتراً أو يرقص «بريك دانس». إنه الانطباع، أي إمّا أشهر به أو لا. وربما لأني أملك خبرة تلفزيونية أستطيع أن أحكم في شكل أوضح. لكن في النهاية، المسألة تتعلق بمدى تأثير هذا المشارك عليّ بعيداً عن التقنيات. (يضحك ثم يقول) لا أستطيع أن أتحدث بلغة نجوى كرم عن المقامات والعُرب وغيرها، ولا كالخبير في كلّ المهن مثل عمرو أديب.

- وصفت عمرو أديب «بالخبير» خلال إحدى الحلقات. وهو يقول إنه بحكم تجربته الإعلامية كان يُطالع يومياً عن كلّ شيء؟
(يضحك) «حدا بيعمل برنامج تلفزيوني 12 سنة كل يوم!»، من الطبيعي ان يتفلسف.

- قلت مرة عن نجوى كرم إنها «متوحّشة»؟
(يضحك) صحيح. لأنهم سموها «القلب الحنون» كونها تتعاطف كثيراً وتعتذر إن كانت تريد أن تقول «لا» لأحد المشاركين. لكن في تلك الحقلة وجدتها قاسية عندما وافقت على قبول مشارك كان يغرز الإبر والخيطان في أنحاء معينة من جسمه. المشهد نفّرني واستغرب أنها وافقت عليه، مع أني توقعت العكس. نحن نقول هذا من باب المزاح لكن ذلك لا يعني أني لست على وفاق مع نجوى أو عمرو، بل على العكس. وأنا سعيد جداً بالتعرف إليهما، وأذكر أنه خلال فترة التصوير كنا نذهب أنا وعمرو لتناول العشاء معاً وتمضية الوقت.

- لم تكن تعرفهما قبل ذلك؟
نجوى كرم ربما التقيتها مرة واحدة في حياتي في العام 1995 على ما أذكر، وعمرو لم ألتقه قبل الآن.

- هل كان في ذهنك انطباع معين عنهما؟
كنت أعتقد أن نجوى كرم متعالية وليس قريبة من القلب، لكن حقيقة اتضّح لي العكس واكتشفت كم أنها شخص حنون ومحبّ ويهتم لأمر كلّ من هم حوله. أهم ما في هذا البرنامج أن لديه ثلاث ركائز هي المقدمون والمشاركون وأعضاء اللجنة، إضافة طبعاً إلى هيكلية البرنامج. المقدمان ريا وقصي جيدان جداً، وكذلك المشاركون والهيكلية الجيدة. وأستطيع القول إننا نملك مادة مهمة جداً ليكون البرنامج أفضل برنامج مختص بالمواهب العربية. أما لجنة التحكيم فإن ما فيها وما يميزها هو «الكيمياء» أي التناغم والانسجام بين أعضائها، والحمدلله هذا موجود بقوة بيننا. لكل منا شخصيته المستقلّة والمختلفة تماماً عن الآخر، وفي الوقت ذاته لم نشعر بأي تنافس أو نفور.

- حتى في الحلقات الأولى؟
حقيقة هذا ما حصل، وسريعاً ما شعرنا بهذه «الكيمياء» بيننا. ربما أنا لم أدخل في الجوّ سريعاً لأن تجربة الظهور جديدة عليّ، ولكن لم يكن لذلك علاقة بنجوى أو عمرو.

- هناك مواهب مرّت تُعتبر جديدة في العالم العربي منها «الهيب هوب» مثلاً، وكنتم تحكمون على هذه المواهب قياساً بالمستويات العالمية. ألم يكن في ذلك ظلم لأن هذه الفنون جديدة علينا ولا توجد جهات ترعاها أو تدرّبها؟
لا أنا ولا نجوى ولا عمرو خبراء في رقصة «الهيب هوب»، وقد مرّ في البرنامج أيضاً مشاركون في ألعاب السيرك والخدع البصرية وغيرها وهي أيضاً ليست رائجة كثيراً في العام العربي. لا أستطيع القول إننا ظلمنا بعضهم، ولكن هناك مستوى يجب ألاّ ننزل دونه، وربما أنا أكثر من سواي كوني اطلعت على هذه الفنون بمستوياتها العالمية، خصوصاً أنني باشرت مشروعاً لصالح حكومة دبي التي كانت تعتزم إحضار Cirque du soleil الذي يعتبر من أهم السيركات العالمية، وقد تابعتهم في شكل مكثف. بحكم اطلاعي ربما كان حكمي أكثر تقنية وقد يراه البعض ظلماً. بينما أنا أعتبره دعوة إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى. فهل لأننا عرب يجب أن نقبل بأي شيء وبأن نكون دون المستوى! كلا أنا أرفض هذه المقولة.

- غالبية من تابعوا البرنامج توقعوا له النجاح؟
صحيح وهذا رأيي أنا أيضاً.

- هل يمكن أن يكون مستوى المشاركين في النسخة الثانية منه أهم وأعلى؟
هذا مؤكّد. هو برنامج جديد ويقدّم أشياء جديدة ويدعو الناس إلى الخروج من القوقعة. وليس سهلاً على الناس أن يخرجوا من القوقعة فقط من خلال إعلان عن البرنامج، لهذا من الطبيعي أن يشاهدوا البرنامج ويروا الأمر برمّته ومن ثم يقررون المشاركة في المواسم اللاحقة. الموسم الاول سيكون دعوة كبيرة وضخمة لكل شخص يريد التعبير عن نفسه بأي طريقة يريدها، وهذه هي أهم ميزة البرنامج وليس كما في البرنامج المحصورة بالغناء.

- أي لو كان برنامجاً مختصاً بالغناء لما كنت شاركت؟
(يضحك) «شو بيفهمني أنا بهالموضوع». رغم أني أول من نفّذ برنامجاً خاصاً بالهواة مع الجزء الأول من برنامج «سوبر ستار» على شاشة تلفزيون المستقبل.

- في أي مجال ترى بروز المواهب الجديدة؟
لا أعرف طبعاً، لكن أتمنى ألا نذهب في توجهاتنا إلى الكلاسيكية. جميعنا يحب الغناء، لكن يجب ألاّ نحصر اهتماماتنا في هذا المجال. فما الذي يمنع مثلاً من أن يكون الفائز راقصاً أو رساماً، وأنا أتمنى أن تكون هذه المواهب الجديدة هي التي ستستحوذ على اهتمام الناس لتكون المرة الأولى منذ سبعين سنة ربما التي نرى فيها موهبة يصدّرها لنا التلفزيون بعيداً عن الغناء أو التمثيل. البرنامج أظهر لنا حركة مهمة جداً وجديدة لدى جيل الشباب العربي.

- لهذا استغرب البعض أن توجهات الشباب تبتعد تدريجياً عن الغناء والطرب؟ حتى من تقدموا للغناء، كان عدد كبير منهم يغني بلغة اجنبية أو أوبرا؟
بالفعل هذا صحيح. لا أعرف ما السبب، لكن ما اكتشفناه من خلال البرنامج أننا كقيمين على الإعلام والتلفزيون لا نعرف حقيقة ما يدور في خلد الشباب العربي، حتى أننا ربما في واد وهم في واد آخر. فنحن مثلاً لم نكن نعرف أن ظاهرة «الهيب هوب» موجودة بهذا الحجم لدى الشباب العربي. كنت أعتقد أن هواة «الهيب هوب» قلّة وثقافتهم أميركية... لكن كان لافتاً أن هناك من تقدموا للمشاركة في هذه الفئة آتين من سوريا والأردن وفلسطين وغيرها من الدول. يقولون من يريد أن يعرف ماذا سيحدث من تغيّرات في المستقبل، عليه أن يخاطب جيل الشباب.

علي جابر... المعلّق على كل شيء
شخصية علي جابر مختلفة تماماً عن شخصيتي نجوى وعمرو. فهو أحياناً يبدو جدياً للغاية، وفي أحيان أخرى غير مبال ومستهزءاً وكأن ما يمرّ أمامه لا يعنيه، خصوصاً عندما كان يبدي عدم إعجاب بالموهبة المشاركة أمامه. هو أكثر شخص من بين أعضاء اللجنة صوّت بـ «لا»، وكان أول من يدوس الزر الخاص بكل واحد من أعضاء اللجنة تعبيراً عن الملل مما يراه أمامه أو لإعلان عدم رضاه. لكنه في الوقت ذاته، أظهر طيبة قلب كبيرة جداً تفاعلاً مع الكثير من الحالات الانسانية، خصوصاً أنه ردد أكثر من مرة أنه يحكم على ما يحسّ به وليس على التقنيات، لأنه ببساطة غير مختص تقنياً.