تكشف أسرار تألقها في "القاهرة – كابول"... حنان مطاوع: البطولة المطلقة لا تشغلني

القاهرة – محمود أحمد 05 أغسطس 2021

نشأت في بيت فني عريق، فأمها من عمالقة التمثيل عموماً والمسرح خصوصاً، ووالدها تخرّج على يديه نجوم كثيرون أصبحوا ملء السمع والبصر الآن، وهي النشأة التي جعلت منها فنانة من العيار الثقيل، فأجادت تقديم كل الأدوار، حيث برعت في دور الفتاة الأرستقراطية، وتميّزت في أدوار الفتاة الشعبية وتاجرة المخدرات والمدرّسة بأداء جعل الجمهور يصدّقها ويتعايش معها. هي النجمة حنان مطاوع، ابنة الفنانة الكبيرة سهير المرشدي والمخرج الراحل كرم مطاوع، والتي بدأت مشوارها الفني بعدد من الأدوار الصغيرة، وحققت النجاح في كل مسلسل شاركت في بطولته، إلى أن تمكّنت أخيراً من أن تصبح محط أنظار الجمهور من خلال دور "منال" الذي لعبته في مسلسل "القاهرة – كابول". "لها" التقت حنان مطاوع في حوار صريح تحدثت خلاله عن الصعوبات التي واجهتها في المسلسل وكواليس العمل مع أبطاله وكيف استعدّت له، وكشفت عن أسباب التفاوت بوزنها في عدد من المشاهد، ورأي زوجها في دورها، وموقفها من البطولة المطلقة.


- ما الذي حمّسك على قبول دور "منال" في "القاهرة - كابول"؟

انجذبت الى المسلسل منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها النص، فهو عمل مصري بامتياز، ويناقش قضية في غاية الخطورة وهي التطرف، أما شخصية "منال" التي جسّدتُها فيه فهي نموذج البنت المصرية الأصيلة "الجدعة" خفيفة الظل والعفوية، ونموذج المرأة المصرية التي تتميز بالقوة والصلابة، هذا فضلاً عن تبنّيها موقفاً من كل ما يدور على الساحة، وقد شعرت بأن "منال" تشبه المصريات والمصريين في كل ما يتمتعون به من صفات جميلة، لكنها أيضاً شخصية من وحي خيال المؤلف، فالعمل لم يتناول أي شخصية حقيقية، وإنما تدور أحداثه حول نماذج مختلفة من الشبان والشابات ممن كانوا يقطنون إحدى العمارات في حي السيدة زينب، بحيث يختلف أسلوب عيشهم ويخرج كلٌ منهم في طريق منفصل، فالكاتب عبدالرحيم كمال مبدع يغوص في عمق المعنى، ويحرص على ألاّ يكون هناك تشابه بين المفردات التي تستخدمها الشخصيات في العمل... كل هذه الصفات جعلتني أقبل الدور على الفور.


- ما رأيك في الانتقادات المباشرة التي طاولت أداءك؟

تلك الرسائل المباشرة كانت مقصودة بدرجة كبيرة للتأثير في المشاهدين، وأرى أن هذا قد تحقق وإلا لما كان الجميع قد علّق. وعلى المستوى الشخصي، أرى أن هناك فئات من المجتمع يجب أن تكون الرسائل موجّهة مباشرةً إليها لكي يستوعبوا مضمونها والهدف منها. وأعتقد أن الرسائل المباشرة كانت أنسب في اللحظات الفارقة التي يعيشها المجتمع حالياً، للرد على نوعية من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثيرين من خلال حالة فنية مثل "القاهرة - كابول".

- وما هي تلك الرسائل التي عمل المسلسل على إيصالها الى الجمهور؟

عمد المسلسل إلى الكشف عن أحداث جرت في المنطقة العربية خصوصاً، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، وحاول أن يسلّط الضوء على فترات زمنية متعاقبة من تاريخ المنطقة ومصر والعالم بأسره، من ضمنها حقبة التسعينيات وما شهدته من أحداث أمنية، حيث أوضحنا دور الأيادي الخارجية التي حاولت تنمية الأفكار المتطرفة في مجتمعاتنا بهدف النيل منها.

- لكن بعضهم انتقد بطء الأحداث، وتحديداً في الحلقات الأولى من المسلسل، فما ردّك؟

أعتقد أنه لولا الجلسة التي عُقدت بين أبطال العمل في أول حلقتين لما استطاع المشاهدون أن يفهموا أحداث المسلسل، فإيقاع المسلسل البطيء مقصود، بل هو أشبه بالطعام بالنسبة الى المشاهد حيث وجُب علينا لنقدّم وجبة دسمة يستمتع الجميع بها، أن نقدّمها ببطءـ فكل حلقة كأنها طبق يجب التأنّي في تناول ما فيه حتى يستطيع المشاهد أن يتذوّق ما يقدَّم له، فهو مسلسل مختلف ومن الصعب مقارنته بأي عمل آخر، وهناك أعمال تعتمد على الإيقاع السريع مثل مسلسلات التشويق والإثارة، وأخرى تخضع إلى لحظات التأمّل، ففي هذا العمل كَمٌ من المشاعر والروابط والأفكار لا بد من استطعامها والتأنّي في تناولها، لكن هذا لا يعني أن يكون إيقاع أي عمل أبطأ من اللازم. لذا كان هناك بعض المشاهد التي تحتاج إلى "تكنيك" مثل خروج الممثل من مكان إلى مكان آخر، أو إعادة ضبط الإضاءة أو غير ذلك، لكن هناك مشاهد تحتاج إلى لحظة صادقة من الممثل، وفي هذه الحالة يكون أهون عليه أن يقول لهم "اذبحوني" بدلاً من إعادتها، لذا ففي بعض الأحيان أستأذن المخرجين الذين أعمل معهم أن يأخذوا اللقطات المقرّبة أولاً، وللأمانة أن كل المخرجين الذين طلبت منهم ذلك رحّبوا لأنهم فنانون ويدركون أن الممثل في هذه الحالة يكون في حاجة إلى هذا الأمر.

- كيف استعددت لدور "منال" ابنة المنطقة الشعبية الي أحبّت الإرهابي الدولي؟

شخصية "منال" كانت صعبة لأسباب عدة، منها المعاناة التي تعيش بداخلها فقط، وتركيبتها النفسية، فهي مثال للفتاة الواضحة الصريحة المصرية في الصميم، والتي تتمتع بخفّة الظل، لكنها صاحبة قضية وتعاني أزمات في حبّها، لذا أخذ مني الاستعداد لهذه الشخصية وقتاً وجهداً كبيرين.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير العمل؟

طول مدة التصوير، فقد صورنا العمل في عام ونصف العام تقريباً، وفي العادة أنتهي من تصوير أي مسلسل في ثلاثة أشهر كحد أقصى، وطول مدة العمل تسبّب إرهاقاً كبيراً، فمن المفترض أن أظل محافظة على الاسترسال بيني وبين شخصية "منال"، وأن أحافظ على مظهرها الخارجي، وهذا كان صعباً جداً لطول المدة، فتأجيل العمل لأكثر من أربعة أشهر بسبب ظروف فيروس كورونا جعلني أعيش شخصيتين في وقت واحد لمدة طويلة.

- لاحظ الجمهور في بعض مشاهدك تفاوتاً في وزنك، فما السبب؟

التصوير استغرق وقتاً طويلاً، فقد بدأت البروفات في أواخر عام 2019، وصوّرت أول مشهد في كانون الثاني (يناير) 2020، ثم تسبّبت جائحة كورونا في توقف التصوير لفترة طويلة، وعندما عادوا لاستكماله كنت قد أنجبتُ ابنتي "أماليا" قبل ثلاثة أشهر، وهو ما أدى إلى زيادة وزني، ولم يكن متاحاً تأجيل التصوير للمرة الثانية، ولذلك ظهرت بوزن زائد في بعض مشاهد المسلسل، فكان صعباً استرجاع الحالة والمشاعر... وحتى الصوت والوزن الذي بدأت به العمل، كان ذلك من شبه المستحيل.

- كيف ترين إلى تعاونك مع طارق لطفي وفتحي عبدالوهاب وخالد الصاوي؟

طارق ليس مجرد زميل عمل بالنسبة إليّ، بل هو صديق عمرٍ وأخ، عملنا معاً في أكثر من عشرة أعمال فنية، وتعاوني معه لأكثر من مرة أسعدني، فهو على المستوى العملي أيضاً فنان كبير يمتلك موهبة عظيمة وأدوات كبيرة. أما الفنان فتحي عبدالوهاب فقد جمعتنا مباراة تمثيلية جميلة في مسلسل "لمس أكتاف"، الذي عُرض في موسم رمضان قبل الماضي، وبيننا كيمياء فنية كبيرة. أما الفنان خالد الصاوي فهذا أول عمل يجمعني به، وقد سرّني ذلك كثيراً. وعلى الرغم من أن تصوير المسلسل مر بمراحل صعبة، أتمنى أن يجمعنا القَدَر في عمل جديد، فهم نجوم كبار، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.

- قبل بدء التصوير، ألم تتخوّفي من ردود الفعل بسبب تسليط المسلسل الضوء على الإرهاب؟

لديّ قناعة تامة بأن الفنان مثل المحارِب، ولا يجوز أن يخشى من قول كلمة الحق، فأحياناً تكون مهمة الفنان تنويرية وترفيهية، وفي أحيان أخرى تفرض عليه مهمته أن يكون مدافعاً شرساً عن الحق، ونحن لا نخشى في الحق لومة لائم، وإلا لكنا قد جلسنا في منازلنا خوفاً من "البلطجة" مثلاً، أو المغتصبين أو الإرهابيين وتجّار المخدرات.


- لماذا وافقت على العمل بالمسلسل في ظل البطولة الجماعية؟

لا أفكّر بهذا المنطق، بل أميل أكثر إلى المشاركة في البطولات الجماعية، والأمر كله في النهاية يكون نابعاً من طبيعة العمل، فإذا كنت تتحدث عن شخصية مثل "أم كلثوم"، فمن المنطقي أن يكون العمل من بطولة فردية، حتى وإن ضمّ الكثير من النجوم. أما مسلسل "القاهرة - كابول" فموضوعه كما قلت يتحدث عن مجموعة أصدقاء نشأوا في عمارة داخل حي السيدة زينب وكل منهم أصبح له اتجاه، فأنا أميل الى الدور الجديد المتفرّد، سواء كان بطولة جماعية أو فردية.

- بعيداً من المسلسل، كيف تأثّرت حنان مطاوع بالنشأة في بيت فني؟

والدي الفنان الراحل كرم مطاوع، تنبّأ لي منذ بداياتي بأنني سأكون ممثلة جيدة، فأنا أشبهه إلى حد كبير في الطبع والطبيعة، لكنني رفعت شعار "لن أعيش في جلباب أبي" منذ الصغر، فقد كانت رغبتي في الثانوية العامة أن ألتحق بشعبة "العلمي"، لكن والدي قال لي "هذا تضييع وقت"، وعناداً مني التحقت بكلية التجارة - شعبة اللغة الإنكليزية؛ لإثبات نفسي بعيداً من مجال عمل أبي، ولكن بعد فترة تأكدت من صواب رؤيته وحُسن اختياره.

- تم الإعلان عن دخول مسلسلك "ورد" السباق الرمضاني، لكن فجأة خرج المسلسل من السباق، فما الأسباب؟

العمل توقف لأسباب إنتاجية فقط، بعدما صوِّر الكثير من أحداثه، علماً أنه البطولة الأولى لي، لكن سيُستأنف التصوير قريباً، والتوقف كما قلتُ كان لأسباب إنتاجية فقط لا غير. وربما يُعرض خارج السباق الرمضاني المقبل إذا انتهى التصوير مبكراً.

- ما رأي زوجك بدورك في "القاهرة - كابول"؟

زوجي هو داعمي الأول والأخير، وكناقد دائماً يكون سعيداً عندما يجدني أقدّم دوراً بعيداً من شخصيتي الحقيقية، لأن الممثل ليس مشاهداً بل حالة كاملة كما تعلّمنا، وأحياناً هو ينتقدني إذا قدّمت أي دور لا يعجبه، وقد أعجبه دور "منال" في المسلسل، لكن من الممكن أن تكون له ملاحظات بشكل عام على العمل وليس على شخصيتي، فهو يبدي إعجابه ببعض الأمور ويقدّم ملاحظاته على أمور أخرى.

- متى نرى حنان مطاوع في السينما؟

أمامي مشروعات عدة أواصل قراءتها لأختار من بينها ما أعود به بقوة إلى السينما.