حذّر تقرير صحافي من أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا قد تبدأ بفقدان فاعليتها لتصل إلى ما دون 40% خلال أشهر قليلة، ما يشكّل مصدر قلق كبير.

وأكد تقرير لصحيفة "إكسبرس" الفرنسية أن اللقاحات سمحت بمجابهة الفيروس وتأمين حماية منه تصل إلى 95% من الإصابة والحد من عدد الوفيات، لكن الوضع لم يتغير بشكل جذري إذ تُظهر الدراسات الحديثة أن هذا الحصن يفقد قوّته، وأن الجهاز المناعي يفقد قدرته على منع العدوى من تلقاء نفسه بمرور الوقت، لأن المتغيرات مثل الدلتا أكثر مقاومةً للقاحات".

وأوضح التقرير أن الحماية من الأشكال الشديدة للفيروس تراوح الآن بين 80 و90%، ولكن هل تحمي اللقاحات دائماً من عدوى متغيّر دلتا؟ أوضحت العالمة مورغان بومسيل، وباحثة المركز الوطني للبحث العلمي في معهد "كوشين"، أن الوصول الى نتائج محسومة في هذا السياق بات أكثر صعوبةً، لأن السكان باتوا متنوعين، إذ تم تطعيم البعض وأُصيب البعض الآخر ثم لُقّحوا، في حين أن البعض الآخر لم يتلقوا حقنة بعد لكنهم طوّروا أشكالاً أكثر أو أقل من أعراض المرض، وهو ما يفسر سبب اختلاف النتائج المتعلقة بالمناعة.

وأوضح التقرير أن في هذا العمل حلّل العلماء بيانات أكثر من مليوني أميركي تلقّوا اللقاح من شركتَي "فايزر" و"مودرنا"، ثم قارنوا بينهم وبين 1.166 مليون شخص لم يتلقوا اللقاح، والاستنتاج الأول هو أن قدرة اللقاح على منع الإصابة بفيروس كورونا، بغض النظر عن البديل تتراجع بمرور الوقت وتنخفض من 88% في المتوسط في الأشهر الأولى بعد الجرعة الثانية إلى 47% بعد خمسة أشهر. وينخفض معدل التحصين لمن هم فوق 65 عاماً من 80% إلى 43% وينخفض للبعض بنسبة تصل إلى 30%".

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلةً إن "اللقاحات تبدو أقل فاعليةً ضد متغير دلتا، بينما تظل الحماية من العدوى مرتفعة بعد أقل من شهر من التطعيم 93% ضد دلتا، و97% للمتغيرات الأخرى، وبعد أربعة أشهر تنخفض بدرجة أكبر في دلتا 53% مقارنةً بالآخرين67%، وفي استنتاجهم افترض معدّو الدراسة أن النقص في الحماية من العدوى بمرور الوقت مرتبط بضعف استجابة الجهاز المناعي أكثر من ارتباطه بمقاومة متغير دلتا للقاح، وأن معدل الحماية من الاستشفاء يظل ثابتاً بعد خمسة أشهر من التطعيم الكامل، وهو نحو 88%".