شهدت بداية العام انطلاقاً مختلفاً للإعلامية السعودية هبة جمال، وتحديدا ليلة رأس السنة وباختيار مقصود 1-1-2011، اذ زفت فيها هبة الى بيت الزوجية بعد ارتباطها بالزميل ناصر الصرامي، مدير الاعلام في قناة 'العربية' والاعلامي السعودي. وبعد شهر عسل متقطع بمهمات العمل التي لا تتوقف للزوجين، عادت هبة جمال لتجد مفاجأة أخرى تمثلت في اختيارها من مجلة 'آرابيان بيزنس' ضمن قائمة أكثر مئة  امرأة تأثيراً في العالم العربي، فحلت في المرتبة الأربعين والتاسعة بين شخصيات إعلامية عربية، اضافه الى كونها المرأة الأصغر سنا من بين من شملتهم القائمة. والمثير ان وزيرة الخارجية الاميركية السيدة هيلاري كلينتون كانت هي من أعلنت زواج هبة جمال على شاشة 'ام بي سي' في حلقة خاصة تم تصويرها بعد ليلة الزفاف بأسبوع! هبة جمال تحمل الكثير المثير في تجربتها قبل الزفاف وبعده. وانضمامها الى 'ام بي سي' مرّ بتحول درامتيكي مثير، من ضيفة تتحدث عن حبها وعملها في الأزياء وتصميمها، الى مذيعة رئيسية في برنامج الأسرة العربية الأكثر شهرة 'كلام نواعم'. الأكيد ان لدى هبة الكثير لتقوله عن تجربتها، وعن قصة الحب وزفافها الاعلامي وكذلك طموحها ومشاريعها. 'لها' كان لها هذا الحوار الحصري وصور خاصة تنشر للمرة الأولى لحفلة زفاف الاعلامية السعودية ومصممة الأزياء هبة جمال التي كانت فساتين زفافها الثلاثة من تصميمها الخاص.


- بداية حدثينا عن قصة الحب الاعلامي وكيف خطف قلبك؟
والله ماني عارفة مين خطف قلب مين!
هو عبارة عن عمل تخطيطي منظم، ربما بدأ من طرفه، لكن الأكيد انه أصبح تخطيطاً مشتركاً. كنت في زيارة عمل لمقر 'ام بي سي' في دبي، وبالصدفة التقينا على مدخل المبنى، وتبادلنا التحية بشكل عادي. وفي هذه الزيارة التقينا مرة ثانية في مكتب احدى الزميلات، وأعتقد انه من تلك اللحظة  لفت انتباهي بأفكاره ورزانته وثقته بنفسه.
واكتشفت بعد الزيارة ان ثمة أموراً في شخصيتي جذبته. واستمر التواصل بشكل متقطع حتى التقينا مرة ثانية في دبي خلال تصوير حلقات خاصة لـ 'كلام نواعم'. ومن بعدها تحركت المشاعر، ودقت ساعة الحب. وبعد أول لقاء بأكثر من سنة ومفاوضات سلام مشتركة، حول فكرة الزواج، لأننا كنا نحمل أفكاراً متشابهة والخوف نفسه من الزواج وقعنا عقد الزواج، لا عفوا أقصد عقد الحب.

- هل كانت فترة تردد أو تعارف؟
بصراحة الاثنان. ناصر وأنا كانت لدينا افكار متقاربة عن الزواج، وأعتقد خوف مشترك من مشروع الزواج وارتباطاته.
هو شخصية طموحة، وأنا كذلك عندي طموحي في الاعلام والأزياء والدراسة العليا. وكان كل واحد منا ينظر الى  الزواج على انه قد يكون عائقاً رغم حبي لتكوين أسرة وانجاب أطفال.
لكن واضح اننا كنا متفقين ومنفتحين على ان لا يكون الزواج نهاية الطموح بل بدايته.

- هل وجودكما في المجال الاعلامي إيجابي أم سلبي؟
نحن متفقان على انه ايجابي جداً، ما دام فيه توافق وتفهم واحترام، وكذلك دعم متبادل. نجاح ناصر مهم بالنسبة إلي، ونجاحي مهم بالنسبة إليه. لذا أتصور ان مشروع الزواج  بهذه الطريقة يحمل ايجابيات أكثر ويشجع ان شاء الله على التقدم.

- اقمتم حفلة زفاف في فندق بجدة، وأخرى في قاعة كبرى في الرياض، والآن الحفلة الاعلامية الأخيرة في دبي. ثلاث حفلات زفاف وثلاثة فساتين، وثلاث مدن، ما هي علاقتك بالرقم ثلاثة؟
(تضحك) بصراحة لم نفكر بهذه الطريقة، مع اني من طفولتي اتفاءل بالرقم  3. لكن زفاف جدة سببه وجود عائلتي وصديقاتي وزميلاتي الاعلاميات ومقر سكني هناك. من الطبيعي ان يكون الزواج في جدة.
ولكن زوجي ناصر من الرياض، وحضر جزء من عائلته حفلة جدة، لكن لأن عائلته ماشاءالله كبيرة ومنتشرة في السعودية والخليج، أصر أهله الله يحفظهم على اقامة حفلة زفاف في الرياض. أما حفلة دبي فهي للاعلاميين في 'ام بي سي' والمؤسسسات الاعلامية الأخرى، وطبعاً أولهم أسرة 'لها'.

- ما الذي  ميز حفلات جدة والرياض ودبي؟
حفلة جدة كانت منوعة بحضورها وفقراتها. شاركت الفنانة مشاعل في احياء الحفلة، وكانت أغنية الزفة خاصة، وهي كلمات واهداء من الزميل الاعلامي علي العلياني، ألحان وغناء المبدع عصام كمال.
اضافة الى فرقة أبوسراج التي زفت ناصر على أنغام المواويل الحجازية وبأغانٍ خاصة. بحكم كونه الزفاف الأول كان له روح خفيفة على قلوبنا ومرت الليلة كأنها ثوانٍ بين ترتيبات وتحضيرات وفرحة الأهل والصديقات وسعادتي بإجتماع الحب مع الزواج والذي يعني لي الالتزام وشرعية الحب للطرفين.
أما حفلة الرياض فتميزت بكونها لقاء عائلياً واجتماعياً كبيراً. وفعلاً سعدت بأهل زوجي الله يسعدهم وفرحتهم بي وبزواجنا انا وناصر. وزفاف دبي طبعا هو لقاء اعلامي بإمتياز.

- شهر العسل يقال انه تعرض لمؤامرة أميركية لتقسيمه؟!
مؤامرة  يمكن (تضحك)، ما حصل أن زواجنا كان في رأس السنة وكان مقرراً تصوير 'كلام نواعم' التالي بعد شهر. ورتبنا رحلة شهر العسل على هذا الأساس بعد عودتنا الى دبي. وفيما كنا نستعد لتوضيب حقائب السفر تلقينا اتصالاً لن أنساه من ادارة 'ام بي سي' يخبرونني انه سيتم تسجيل حلقة خاصة في أبو ظبي بعد أقل من أسبوع مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وللامانة فقد منحوني حرية الاختيار للمشاركة أو اكمال الترتيبات.
تحدثت الى ناصر-طبعاً زوجي وحبيبي- وبصراحة كنت أريد المشاركة  في الحلقة. لكن في الوقت نفسه أنا رسمياً في شهر العسل ولم أحب أن يكدر المناسبة شيء. لكني وجدت من ناصر كل تفهم ودعم الحمد لله، وأكد لي انها فرصة مهمة وطلب مني المشاركة.

أجلنا شهر العسل أسبوعاً. والحمدلله سجلنا الحلقة وكانت لها نتائج كبيرة ومن أجمل ما فيها بالنسبة إلي تكرم زوجي علي ودعمه لي، الله يخليلي ناصوري.

- ماذا عن وزيرة الخارجية الاميركية؟ يقال إنها هي من تدخل لإعلان الزواج؟!
ما حصل خلال اللقاء وقبل التصوير، اني فوجئت بالوزيرة تسأل عني بالاسم. وحين رأتني باركت لي الزواج واعتذرت عن 'تخريب' شهر العسل.
وخلال الحلقة كانت البداية سياسية جادة، وحين جاء دور سؤالي حاولت ان أكسر الحاجز الرسمي للمقابلة، وقلت لها 'انك تبدين أجمل على الطبيعة من التلفزيون'. ردت بإبتسامة وهي مسترخية وقالت: مبروك على زواجك. وانها تعتذر لأنها تسببت بتأجيل شهر العسل وأرسلت تهنئتها وامنياتها واعتذارها الى ناصر زوجي.

- ماهي تفاصيل شهر العسل؟
نعود الى الرقم ثلاثة لأنه كان في ثلاث دول، في جزيرة بالي وماليزيا وكيب تاون في جنوب افريقيا.

على فكرة أنا عندي 'فوبيا' من كل أنواع الحيوانات ما عدا الخيل وكل الأماكن التي أمضينا فيها أوقاتنا كانت حلوة ومميزة، لكن موضوع الحيوانات هذا يستفزني قليلاً... ما عدا ذلك كل التفاصيل كانت سعيدة وستبقى في الذاكرة الى الأبد. شهر العسل كان محطة رائعة للفرح والتفكير الهادئ والإستمتاع بالوقت والأماكن وبكل لحظة بلا استثناء مع شريك العمر وحب الحياة.

- آخر خبر عنك كان انضمامك الى قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم العربي. كيف تلقيتِ الخبر؟ وماذا يعنى لك؟
تلقيت الخبر عن طريق اتصال هاتفي مفاجئ، وطبعاً عن طريق البريد الالكتروني. الاختيار كان مفاجأة سارة، لكنه في الوقت نفسه يحملني مسؤولية أكبر الآن وفي المستقبل.
واذا كنت شاركت في ندوات أو مؤتمرات في السعودية والدول العربية الأخرى، فإن هذا الاختيار يجعلني أبذل جهداً أكبر، والاستجابة بشكل أكثر للدعوات التي أتلقاها للمشاركة في النشاطات الاجتماعية والانسانية والاكاديمية والتي تهدف الى تطوير المرأة العربية والأسرة العربية وحصولها على حقوقها.
الحمد لله انه تم اختياري في القائمة في هذي المرحلة التي أعتقد انها أضافت إلي الكثير إعلامياً وإجتماعياً، وستدفعني الى المزيد في المستقبل عبر تحقيق بعض طموحاتي الاعلامية والعملية.
بصراحة أنا لا أزال في اول طريقي المهني، وان شاء الله بتوفيق الله والجهد ودعم أهلي وزوجي والممارسة الاعلامية استطيع ان اقدم الكثير مما اطمح الى تحقيقه.

- كيف تنظرين الى حضور المرأة العربية؟
للأسف هناك صكوك احتكار للرجل في كل مجالات الحياة، وهناك اختراقات لهذه الصكوك من سيدات يملكن شخصيات قوية وقدرة على المشاركة، ويطالبن بحقوقهن وحقوق النساء المظلومات والمغلوب على امرهن.
هناك نماذج مميزة وناجحة للمرأة العربية، لكنْ في المقابل هناك نقص شديد في الفرص المتاحة للمرأة، بما في ذلك المشاركة في  صنع القرار الاقتصادي والسياسي. وللأسف هناك قوانين وانظمة تحد بشكل واضح من مشاركة المرأة في الأمور المهمة.
واذا كانت المرأة ناجحة بتفوق في تربية أجيال وتحمل مسؤوليات العمل جنبا الى جنب مع الرجل بمهارة، فهي قادرة على المشاركة في المجالات الأخرى بشكل يثري مجالات الحياة، لأنه وللأسف نجد ان المرأة، وهي نصف القوى العاملة في المجتمع، معطلة ومهمشة.
وكفى لكل رجل يقلل من قيمة مشاركة المرأة في كل مجالات الحياة، لأنه هناك كثيراً من الرجال الذين يخفون خوفهم من نجاحات المرأة ومنافستها بالتقليل من دورها في صنع القرار في كل المجالات، مع أن المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر.

- ماذا تعني لك 'ام بي سي'؟ و'كلام نواعم'؟ وهل تغيرت أولوياتك بعد الزواج؟
'ام بي سي' مدرستى الأولى. انا فخورة بأن القناة التي شاركت فيها كضيفة ومصممة أزياء، تحولت معها الى مذيعة وفي أهم قناة عربية، وفي اهم برنامج للاسرة العربية. استضافني البرنامج وانا في مرحلة الدراسة الجامعية وكان عمري 21 سنة، بعدها بشهرين أصبحت مذيعة رئيسية في البرنامج بعد تجربتهم للعديد من الاعلاميات قبل اختياري.
والآن وأنا على أبواب السنة الرابعة لعملي في قناة 'ام بي سي' من خلال برنامج مهم مثل 'كلام نواعم'، أجد انني لا أزال أتعلم الكثير يوميا من مؤسسة اعلامية  عربية بحجم 'ام بي سي' وما تحققه من نجاحات بعد مسيرة طويلة ناجحة محاطة بالتحديات الاعلامية. قناة هي الاكثر مشاهدة وتأثيراً في العالم العربي من المحيط الى الخليج.
أولوياتي لم تتغير، على العكس تطورت وأصبحت متنوعة. زواجي مهم وبيتي مهم، وبالطبع عملي الاعلامي مهم أيضاً، ومشاريعي مهمة كذلك. وعندما يرتب أي شخص وقته بشكل جيد ومخطط، فإنه يستطيع تحقيق توازن في حياته.

- ماذا عن عشقك الاول؟ عملك في الازياء كمصممة؟
فتحت عينيّ على الأزياء. أمي الله يحفظها مصممة، ولديها ثلاثون سنة خبرة في هذا المجال وعاشقة لعملها. أخذت عنها هذا العشق، وساعدتني الدورات التي تابعتها في ايطاليا على مقاربتي لهذا المجال بشكل احترافي. وأنا في الواقع لم أتوقف عن ممارسة التصميم، فقد صممت فساتين زفافي الثلاثة.
لديّ طموح كبير في مجال الازياء، ولايزال هذا المجال يستهويني بشدة وجزءاً رئيسياً من شخصيتي، ولا أزال أصمم بين وقت وآخر. أنا واثقة ان شاء الله انني سأقدم بصمتي  الخاصة في هذه الصناعة في المستقبل القريب.

- ماذا يعني لك التالي؟
● الحب قبل الزواج: مغامرة قد تكون ممتعة لكنها لا تخلو من التحديات.
● الحب بعد الزواج: ولادة جديدة.
● ماذ اتعني لك قناة 'العربية': أزمة وحب(تبتسم) أزمة لأنها ليلي ونهاري ولأن زوجي في البيت متابع نهم لها. وحب قبل الزواج وبعده، فهي قناة لها مصداقيتها تنقل الخبر والصورة لكل الأطراف دون انحياز أو تهويل.
وهذا هو الاعلام الحقيقي. وهي دائما في تطور مستمر... وحب لأن حبي بدأ منها وزوجي منها، يعني العربية تخطف الأخبار المهمة وهو (ناصر) يخطف قلبي...
● الطبخ: تحول من هواية الى احتراف ومن ألذ وأطعم المشاعر بالنسبة إلي ان أسمع رأي ناصر في الطبخة التي صنعتها، فأنسى بعدها كل التعب.

بين أكثر 100 إمراة عربية تأثيراً
حلّت الإعلامية السعودية الشابة هبة جمال بين أكثر 100 إمرأة عربية مؤثرة  وذلك ضمن قائمة 'أرابيان بيزنس' السنوية في تصنيفها الجديد الذي أطلقته للعام 2011.
وقد جاءت هبة جمال في الترتيب الـ 40 بين سيدات أعمال ومجتمع واقتصاد وإعلام، فيما حلت في الترتيب التاسع في قطاع الإعلام للقائمة ذاتها. وتُعد جمال الإعلامية السعودية الوحيدة في القائمة، فضلاً عن كونها أصغر السيدات اللواتي ضمّتهم القائمة التي جاء في مقدمتها الشيخة لبنى القاسمي وزير التجارة الدولية في دولة الامارات.
وفي هذا السياق، عبّرت هبة جمال عن اعتزازها لدخول القائمة التي ضمّت أسماء مهمة ولامعة في المجتمعات العربية، متمنيةً أن يكون هذا الوجود بمثابة دافعٍ لها في المستقبل لتحقيق المزيد مما يساهم في توضيح صورة المرأة السعودية بوجه خاص والمرأة العربية بشكل عام، وتعزيز حقوقها. وقالت جمال: 'هي مفاجأة جميلة جداً، لكن بالتأكيد لها مسؤولياتها أيضاً'.  وأضافت: 'مشاركتى في برنامج مهم مثل 'كلام نواعم' على قناة MBC1، كان له دور مهم  في إثراء تجربتي وتطويرها'. 

ولهبة جمال التي تمارس تصميم الأزياء منذ سن مبكرة قصة مثيرة مع الكاميرا، فقد تحولت من ضيفة شاركت في أكثر من برنامج في التلفزيون السعودي وغيره من القنوات، إلى مذيعة مرشحة للإنضمام إلى طاقم برنامج 'كلام نواعم' بعد استضافة البرنامج لها في إحدى حلقاته. لتصبح لاحقاً جمال واحدة من مقدمات البرنامج وهي في الـ 21. وها هي في الـ 24 تنضم الى قائمة السيدات الـ 100 الأكثر تأثيراً في الوطن العربي بفضل حضورها الإعلامي الفعال ونشاطاتها التي تتعلق بجوانب إنسانية خاصة بالأسرة، ومشاركتها في منتديات ومؤتمرات إعلامية تختص بالمرأة والإعلام - كان آخرها المشاركة كناطق رسمي في مؤتمر 'المرأة العربية والمستقبل' الذي عُقد في بيروت بحضور نخبة كبيرة من السيدات العربيات البارزات.
الجدير ذكره أن جمال تلقي محاضرات في جمعيات وكليات في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، كما سبق لها أن نالت تكريماً من مجلس الثقافة البريطاني خلال العام الماضي بمناسبة يوم المرأة العالمي، وتكريماً من جامعة الملك عبدالعزيز.