المصممان اللبنانيان جورج قزي وأسعد أسطا: الإرث اللبناني مصدر إلهامنا وهذه هي مشاريعنا المستقبلية

حوار: جولي صليبا 03 ديسمبر 2021

«حياكة الريح» هو عنوان مجموعة قزي وأسطا لخريف وشتاء 2022، وكأن المصممين جورج قزي وأسعد أسطا أرادا التأكيد على تطويع المستحيل وجعل الصعب وغير الملموس واقعاً حقيقياً. فبعد انفجار الرابع من آب/أغسطس الذي دمّر العاصمة اللبنانية بيروت، وتضررت معه دار قزي وأسطا بشكل شبه كامل، قرر الثنائي عدم الاستستلام، بل على العكس الانطلاق مجدداً مثل طائر الفينيق، وأكملا مسيرة الإبداع والابتكار. استطاعت علامة قزي وأسطا فرض نفسها في عالم الموضة منذ انطلاقها عام 2010، بفضل إبداع المصمّمَين والمهارة الحرفية التي تظهر جلياً في تصاميمهما، وسعيهما الدائم إلى التطور مع الحفاظ على الأسلوب الراقي المرتبط بتاريخ الموضة. تصاميم قزي وأسطا مخصصة للمرأة الواثقة من نفسها، التي تفرض حضورها أينما حلّت. وفي هذا الحوار، نتعرف إلى جورج قزي وأسعد أسطا، المبدعين اللبنانين اللذين وصلت تصاميمهما إلى العالمية ولا يزالان يتابعان مسيرة النجاح بخطى ثابتة.


- كيف تم التعاون بينكما؟

جورج: درسنا تصميم الأزياء معاً في ESMOD وتخرجنا في العام نفسه وفزنا بجائزة لجنة التحكيم وجائزة الرئيس، ثم تدرّبنا معاً لمدة عام كامل في دار إيلي صعب ELIE SAAB ، وقررنا بعدها العمل سوية وإطلاق علامتنا التجارية الخاصة.


- لماذا قررتما تأسيس دار أزياء مشتركة؟

جورج: لاحظنا أن الكثير من الاهتمامات المشتركة تجمعنا. فنحن نحب ونكره الأشياء نفسها تقريباً، ويعشق كلانا الفن والتاريخ والأسلوب غير التقليدي في التصميم، وهذا ما ترتكز عليه تصاميم دار قزي وأسطا.

- هل واجهتما صعوبة في إطلاق دار للأزياء الراقية، لاسيما وأنكما تتخذان من بيروت مقراً رئيسياً لكما؟

أسعد: لا شك في أن تأسيس علامتك التجارية الخاصة، وجعلها متميزة عن غيرها مع طابع خاص وبصمات فريدة هو تحدٍ كبير بحد ذاته. إلا أننا نجعل من هذا التحدي الهدف الرئيسي الواجب التغلب عليه.

- إذا طلبتُ منكما تعريف دار قزي وأسطا بعبارة واحدة فقط، ماذا تقولان؟

جورج: القصات الحديثة

أسعد: البراعة الحرفية الانتقائية.

- لكل مصمم بصمته الخاصة. هل هناك بصمتان أم بصمة واحدة في دار قزي وأسطا؟

جورج: تشتهر دار قزي وأسطا ببصمة واضحة، ألا وهي براعة التلاعب بالأقمشة واعتماد الأسلوب غير التقليدي في التطريز.


- هل يتولى كل منكما ابتكار تصاميم معينة أم أنكما تعملان معاً على ابتكار كافة التصاميم؟

أسعد: نتعاون معاً لابتكار التصاميم. فإذا استهلّ الأول تصميماً معيناً، يعمد الآخر إلى إكماله. نحرص دوماً على العمل سوية والتعاون في كل مراحل التصميم.

- هل ترك الإرث اللبناني بصماته في تصاميمكما لناحية التصميم أو التنفيذ؟

أسعد: لا شك في أن الإرث اللبناني الغني هو مصدر إلهامنا على الدوام، ولمساته موجودة دوماً في كل تصاميمنا.

- من هو المصمم العالمي الذي يتربع حالياً على عرش الموضة حالياً؟

جورج: أصبح عالم الموضة متنوعاً للغاية، لاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتقارب الثقافات من بعضها، ولذلك يمكن القول إن هناك الكثير من المصممين المبدعين والمميزين، كل ضمن مجاله الخاص.

- ما الذي تحاولان إيصاله من خلال التصاميم؟

جورج: نسعى دوماً إلى إضافة الطابع السرمدي على تصاميمنا، وجعلها في الوقت نفسه صالحة للارتداء بشكل متكرر.

- ما هي مراحل صناعة التصاميم الراقية في دار قزي وأسطا؟

أسعد: استلهام الأفكار هو المرحلة الأولى في تصميم الأزياء. وقد نستلهم أفكار المجموعة قبل عام كامل من موعدها لنباشر من ثم في تصميم الموديلات، والبحث عن الأقمشة واختيار الأنسب بينها، وابتكار التطريزات التي تجمّل التصميم، لننطلق أخيراً في عملية تنفيذ التصاميم.

قد تستغرق إذاً صناعة التصاميم ستة أشهر إلى سنة كاملة، بحيث نكون في حالة ابتكار دائمة من دون أي توقف.


- تشكلان ثنائياً ناجحاً على الصعيد المهني؟ لمن يعود الفضل في هذا النجاح ؟

جورج قزي: النجاح الذي حققناه يعود بحمد الله إلى عزيمتنا الكبيرة، وفريق عملنا المميز والدؤوب، وزبائننا الأوفياء الذين يواظبون على اختيار تصاميمنا باستمرار.

- يتوجب على المصمم الموازنة دوماً بين تطلعات الزبون والحقيقة؟ هل من تحديات استثنائية في هذا المجال؟

أسعد أسطا: نحرص على إطلاع كل زبونة على مختلف مراحل التصميم، بحيث تكون على دراية تامة بكل تفصيل من تفاصيل القطعة التي اختارتها، ولهذا السبب ننجح في الموازنة بين توقعات الزبونة والحقيقة التي يمكن تنفيذها.

- لم تسلم دار قزي وأسطا من انفجار الرابع من أغسطس الذي دمّر العاصمة اللبنانية بيروت. كيف استطعتما لملمة الجراح والانطلاق مجدداً؟

جورج قزي: لا شك في أن انفجار الرابع من أغسطس كان بمثابة كارثة على اللبنانيين جميعاً، وقد نالت دار قزي وأسطا حصة كبيرة من الدمار الذي طال مدينتنا الحبيبة بيروت. إلا أننا لم نستسلم، بل أصررنا على الاستمرار وجعل حلمنا أكبر فأكبر، ووضعنا نصب أعيننا أهدافاً أكبر نسعى إلى تحقيقها.

- من هي المرأة التي تتوجه إليها تصاميم قزي وأسطا؟

أسعد أسطا: امرأة قزي وأسطا AZZI & OSTA هي المرأة المميزة والمبدعة في جوهرها، المرأة التي تحقق النجاحات باستمرار، وتعتبر مثالاً رائعاً يُحتذى به، المرأة التي تفتخر بالإنسانية بها وبإنجازاتها. امرأة قزي وأسطا تعشق الفخامة والفنّ والترف، ولكنها تستمتع أيضاً بالبساطة والفرادة في آن واحد، وتقدّر أهمية ماضيها للانطلاق نحو مستقبلها. إنها صاحبة صوت قوي له تأثير كبير، يجذب الآخرين بالكلمات والأناقة على حد سواء.

- ما الذي يميز تصاميمكما عن غيرها؟

أسعد: يمكن التعرف على تصاميم قزي وأسطا من خلال الأسلوب المعاصر في التعاطي مع الأقمشة، إضافة طبعاً إلى الكشاكش والتطريزات التي ننجزها بطريقة لا مثيل لها على الإطلاق.

- أبرز مصادر إلهام المجموعة الأخيرة لخريف وشتاء 2021/2022؟

جورج: مجموعة خريف وشتاء 2021/2022 استوحيناها من الرحلة التي قمنا بها إلى مدينة غراس الفرنسية في شهر أيار/مايو 2017 والتي تركت أثراً عميقاً في أنفسنا. فقد رأينا هناك لوحة طبيعية جميلة، شجّعتنا على الغوص في صناعة العطور وتاريخها، لفهم أسرارها أكثر. كما اكتشفنا أن صناعة العطور لا تختلف كثيراً عن فن الخياطة الراقية من ناحية الحرفية والدقة.

- ما هي الألوان الحاضرة دوماً في كل مجموعات قزي وأسطا؟ ولماذا؟

جورج: الوردي حاضر دوماً في كل مجموعات قزي وأسطا، لأننا نشعر أن لهذا اللون أبعاداً كثيرة وأعماقاً متنوعة. فكل ظلّ من ظلال الوردي يحكي ألف رواية ورواية.


- من هي الشخصية المشهورة التي تتمنيان أن تختار تصاميمكما يوماً ما؟

أسعد: هناك الكثير من الشخصيات اللواتي اخترن تصاميم قزي وأسطا، وهذا أمر يشرّفنا من دون شك. ونأمل في أن تختار شخصيات أخرى من تصاميمنا، مثل أمل كلوني وكايت بلانشيت ولايدي غاغا، وغيرهنّ من النساء الرائدات في الشرق الأوسط.

- أفضل نصيحة تلقاها كل منكما؟

جورج: النتائج الكبيرة تحتاج إلى طموحات كبيرة. فالطموح هو أساس النجاح والحافز الأهم لتحقيق الأفضل على الدوام.

- مشاريعكما المستقبلية؟

جورج: هناك الكثير من المشاريع التي نخطط لها في الوقت الحاضر، أبرزها التوسع عالمياً، وتنويع مجموعتنا أكثر فأكثر. ننوي افتتاح مقرّ ثانٍ لدار قزي وأسطا في باريس، وإطلاق مجموعة خاصة بالعرائس، وتوسيع مجموعة الملابس الجاهزة لجعلها تتناسب أكثر فأكثر مع أسلوب الحياة العصري. هناك الكثير من المشاريع التي نصبو إليها ونأمل أن ننجح في تحقيقها.