شيرين عبد الوهاب: تأخروا كثيراً في تكريمي في 'الموريكس دور'...

مقابلة, شيرين عبد الوهاب, أصالة نصري, نوال الزغبي, فضل شاكر, تكريم, بليغ حمدي, مصالحة, موريكس دور, أغنية وطنية, الثورة المصرية

27 يونيو 2011

«كنت أردّ بعشر كلمات على من يقول عني كلمة واحدة، لكني اليوم صرت اكثر هدوءاً». هذا ما اكّدته النجمة شيرين عبد الوهاب في حوارها الأخير مع «لها» في بيروت التي زارتها بهدف تصوير كليب «ما تعتذرش» مع المخرج وليد ناصيف، وهي باكورة التعاون بينها وبين الفنان ماجد المهندس على صعيد التلحين.
لكنها شيرين نفسها، ورغم الهدوء لا تزال صريحة إلى أبعد الحدود وتقول ما في قلبها دون لفّ ودوران إلى درجة انها سجّلت عتباً على جائزة «الموريكس دور» رغم انها نالتها هذا العام عن فئة «أفضل مطربة عربية».

وفي الحوار أيضاً حديث عن نوال الزغبي وعن صلحها مع أصالة وعن حبها لفضل شاكر وعن عشقها لبليغ حمدي وعن ألبومها المقبل والأخير في عقدها مع شركة روتانا في حال عدم التجديد، خصوصاً أنها تلقت عروضاً من جهات كثيرة بينها نصر محروس الذي زارته في المستشفى خلال وعكته الصحية قبل مدة...


- زيارتك الأخيرة لبيروت كانت من أجل تصوير كليب «ما تعتذرش» الذي طال انتظاره، لكن تأجيله أكثر من مرة سبّب امتعاض جمهورك الذي اتهمك بالتقصير؟

ما تقولينه صحيح، ومن حقّ جمهوري أن يعتب عليّ خصوصاً أن العتب نابع من المحبة. لكن كما يعلم الكلّ، كان يستحيل أن أصوّر الكليب فيما كانت مصر بمختلف مناطقها تشهد ثورة غير مسبوقة ضدّ النظام السابق. الشأن الوطني كان أهمّ من أي شيء آخر، وهو ما جعل الكلّ يوقف كلّ نشاطاته وليس أنا فحسب... ما حصل لم يكن سهلاً ولا عابراً وترك تداعيات كثيرة، إلى درجة أنه حتى الآن هناك فنانون كثيرون لم يستأنفوا أعمالهم بعد، ومنهم على سبيل المثال الفنان القدير يحيى الفخراني، فهو «مش قادر يقدّم حاجة» لأن أحداً لا يعرف ما الذي سيؤول إليه الوضع. حال البلد «شاغلنا أكتر»، ومعظم الفنانين حائرون ويفكرون في ماذا يمكن أن نفعل. وأريد أن أشير إلى أن الشعب المصري اليوم «مُش عاجبه حاجة»، لا من شارك في الثورة ولا من لم يشارك فيها.

قبل أيام قليلة، قرأت تعليقات على «الفيسبوك» من البعض ينتقدونني ويقولون: «إنتي عملتي إيه للثورة؟»، وذلك كوني لم أقدّم بعد أغنية للثورة. لكن أنا وكثير من الفنانين، واحتراماً منا للثورة وللإنجاز الذي تحقق، فضّلنا المشاركة بأيدينا وأن نكون مع الناس في ميدان التحرير، بدلاً من الاكتفاء بتقديم صوتي في أغنية، كي لا يُقال إني أستعرض نفسي على حساب الثورة... حقيقة هناك البعض لم يعد يعجبهم العجب.

- كليب «ما تعتذرش» هو من إخراج وليد ناصيف في أول تعاون بينكما؟
نعم، وبإذن الله لن يكون الأخير.

- على أي أساس اخترتِ وليد ناصيف؟
بصراحة لأني صرت أرغب في التعامل مع «الناس اللي عندهم أخلاق». فقد صُدمت كثيراً بأشخاص في مختلف المجالات تجدينهم غير ملتزمين ولا يقدّرون أهمية العمل ولا النعمة التي منحهم إياها الله... وقد سمعت كثيراً عن وليد ناصيف وكم أنه شخص محترم، إضافة طبعاً إلى أعماله الكثيرة التي لفتتني، فهو أيضاً فنان محترم. من خلال جلساتنا ومحادثاتنا لتحديد الفكرة والسيناريو، لمست فعلاً كم أنه شخص متفانٍ وغير متعالٍ. وخلال التصوير وجدته إنساناً بسيطاً وصادقاً ومخلصاً ومحباً أيضاً.

تخيلي مثلاً أنه يعرف أني أحب كثيراً الاستماع إلى صوت الفنان فضل شاكر. فبعد أن تأخرنا وشعر بأني تعبت، أدار «سي دي» فضل وجعل فريق العمل كلّه يتفاعل، كي أعود إلى نشاطي وحماستي لنكمل التصوير... هذه التفاصيل الصغيرة تؤثر فيّ لأنها دليل حرص منه، وأنا حقيقة عندما أستمع إلى فضل شاكر، أصبح في مزاج فرح وترتسم البسمة تلقائياً على شفتيّ، لأني أعشق صوته وإحساسه.

- من هم الفنانون على حدّ علمك الذين تصيبهم هذه الحالة عندما يستمعون إلى صوتك أنت؟
(تضحك) الحمدلله الكلّ يحبني ويعتزّ بي وهم لا ينكرون أني فنانة موهوبة، إضافة إلى أن علاقتي جيدة بالكلّ على المستويين الفني والإنساني، وأنا أقدّر الجميع بصراحة.

- بالعودة إلى أغنية «ما تعتذرش» التي لحّنها الفنان ماجد المهندس، قيل إنها ستكون من إنتاج خاص وليس من إنتاج روتانا؟
عرضت إدارة روتانا تصويرها وهذا ما حصل، لكنها لن تكون حصرية لتلفزيون روتانا، بل سيتم بثّها على مختلف الشاشات، والأمر ذاته بالنسبة الى المحطات الإذاعية.

- أين أصبح الديو الخليجي المفترض أن يجمعك بالفنان ماجد المهندس؟
حتى اللحظة لا جديد في الموضوع، لكن النية موجودة طبعاً وأنا أعتزّ كثيراً بالتعاون معه في أي شيء. وبصراحة لم نبدأ التحضير رسمياً للديو.

- ماذا عن جدول حفلاتك لموسم الصيف؟
هناك الكثير من الحفلات التي أحييها في أكثر من بلد عربي ومنها لبنان طبعاً، حفلات في تونس متى استقرّ الوضع بإذن الله، وفي الدار البيضاء وغيرها...

- قيل إنك في صدد التحضير لأغنية وطنية لمصر بعد الثورة. أين أصبحت الأغنية؟
اخترت الأغنية بالفعل، وسأسجلها فور عودتي إلى القاهرة.

- ما عنوانها؟
««وحشتني حبيبتي».

- أي تخاطبين فيها «مصر» وكأنها شخص عزيز، بمعنى أنها ليست ثورية؟
هذا صحيح. أحب أن أغني لبلدي في شكل عاطفي، هذه طريقتي في التعبير.

- أذكر أنك أيضاً في مهرجان «ربيع سوق واقف» في الدوحة قدمت أغنية عاطفية عن مصر هي بالأساس للفنانة شادية؟
صحيح، هي أغنية «يا حبيبتي يا مصر» التي طلب مني الجمهور أن أغنيها. وأذكر أن أحد الأشخاص كتب لي كلماتها على المسرح لأني لم أكن أحفظها، ولم أتمكن للأسف من قراءة خطّه في شكل واضح ولم أعرف كيف قدمت الأغنية أساساً. الجمهور غنى أكثر مني وأنا بالمناسبة أعتذر لأني أخطأت في بعض الجمل.

- لكن الجمهور أثنى كثيراً على حضورك في تلك الحفلة التي كانت أشبه بإحدى تظاهرات ميدان التحرير حسب تقارير الصحافة؟
«دي حقيقة». يومها لم أشعر بأني في حفلة أو مهرجان، إذ كانت الثورة قد انتهت قبل أسبوعين تقريباً من موعد حفلتي في «سوق واقف» التي لا يمكن أن أنساها ما حييت لشدة تفاعل الحاضرين معي، وكأننا كنا نحتفل بالثورة وبالنصر الذي حققه الشعب المصري.

 

- مزاجك اليوم وأنت تتحدثين عن الثورة يختلف عن السابق، إذ لمست في بعض كلامك تراجعاً في حماستك تجاه الثورة. لماذا؟
ملاحظتك دقيقة. لكني لا أستطيع القول إن حماستي خفّت أو تراجعت بل هناك عتب. عندما حصلت الثورة، كان الشعور السائد هو أن الشعب تكاتف ضدّ النظام، أما اليوم للأسف فالشعب يقف ضدّ نفسه، أي «بيقلب على بعضه».

ماذا يعني وضع الناس في قوائم سوداء وتصنيفهم؟ من الذي أمر بذلك وبأيّ حق؟ لا أريد أن يتحوّل ما حصل إلى كره بين أبناء الشعب المصري، خصوصاً أن ما طالبنا به هو الحرية والديمقراطية، ومن أبسط مبادئهما احترام الرأي الآخر. فعلى أي أساس نحاسب الناس بينما الثورة قامت ضدّ القمع والفساد؟ أنا لا أتهم الثورة لكني أتهم الفاسدين الذين يستغلون الثورة، كما أدين بشدة مسألة تغذية الفتنة في ما بيننا، خصوصاً أن اسرائيل «مش حتسيبنا في حالنا»، فليتنا لا نعطيها هذه الفرصة.

 - أنت أمّ لطفلتين. هل تشعرين بأن المرأة عندما تختبر شعور الأمومة تنسى كل الأحقاد والخلافات؟
مما لا شكّ فيه أن للأمومة تأثيراً كبيراً كونها تمنح المرأة كمية أكبر من الحنان والتسامح. إنما هناك أيضاً جانب مهم هو النضج مع تقدّم السن عاماً بعد آخر والخبرات التي تتراكم يوماً بعد يوم. وهذا ما يجعل المرء أكثر هدوءاً حتى ولو لم يكن هناك زواج وأطفال. لهذا أقول إني حقيقة أشعر بأني صرت أكثر هدوءاً ورصانة. لكن هذا لا يمنع أن الموضوع يختلف بين إنسان وآخر في كيفية التأثر بموقف ما. كنت أخبركِ قبل بدء الحوار عن أشخاص غير ملتزمين كنت بصدد التعاون معهم، لكنهم لم يلتزموا، فتضايقت وهذا طبيعي. بينما آخرون قد يتأثرون بدرجة أقل مع الموقف ذاته.

- تحبين نفسك اليوم أكثر من السابق عندما كانت أغلب تصريحاتك نارية تقولين فيها ما في قلبك دون تزلّف؟
لا أزال صريحة كما عرفني الناس وأقول ما أحسّ به، وهذا ليس عيباً. لكني أحبّ نفسي اليوم أكثر. في السابق كان قلبي يحرّكني، لهذا كنت تجدينني أكثر انفعالية ومن يقول عني كلمة كنت أردّ عليه بعشر كلمات. أما اليوم فصرت أفكّر قبل الكلام وأحكّم عقلي وقلبي في وقت واحد.

- هل لمست أنه يجب أن تكوني أكثر ديبلوماسية لأنك فنانة ويفترض أن تسايري؟
(تضحك) لا ليس إلى هذه الدرجة... أي ليس إلى درجة الخبث والكذب كي أسهّل أموري. أصبحت حريصة من منطلق اقتناعي بأنه يجب ألا أكون على عداوة مع أشخاص كثيرين، وصرت أشعر بأهمية أن يسير المرء بحرية دون قيود مشاكله وخلافاته مع الناس. هناك أشخاص لا يهتمون بهذه الناحية، وكل هذه المشاعر لا تعني لهم شيئاً، فيقولون مثلاً إنهم لا يكترثون إن كان هناك أشخاص يكرهونهم، لأنه في المقابل هناك آخرون يحبونهم. أما أنا فيعنيني كثيراً أن أجد المحبين في كل مكان، أو على الأقل ألاّ يكون من لا يحبني يشعر بالكره تجاهي وألاّ يتمنى لي الشرّ لا سمح الله.

- زرتِ الولايات المتحدة الأميركية قبل فترة برفقة زوجك الفنان محمد مصطفى، وقد كتب بعض المواقع أن هدف الزيارة كان لعلاج زوجك من مرض خطير؟
بصراحة بعض الصحافيين تحولوا إلى مؤلفين. الغرض من الزيارة كان سياحياً بالدرجة الأولى كما نفعل كل عام. لكننا بالفعل خضعنا لفحوص دورية أنا وزوجي، وهذا ما نحرص على فعله باستمرار. فأنا أؤيد وأشجّع فكرة أن يجري الإنسان فحوصا دورية ليعرف إن كان يعاني شيئا لا سمح الله قبل تفاقمه. أما في ما يخصّ زوجي، فهو يعاني مشكلة في الظهر، وعلاجه يكمن إما في إجراء جراحة أو المعالجة بالإبر أو بالخضوع لجلسات تدليك، وقد لجأنا إلى الوسائل البديلة كي نتجنّب العملية، وهذا كل ما في الأمر لا أكثر ولا أقلّ.

- ماذا عن ألبومك الغنائي المقبل؟ هل بدأت بالتسجيل؟
أنهيت كل الاختيارات، لكني لم أبدأ التسجيل في الاستوديو. في الفترة المقبلة كلّ تركيزي سيكون على الألبوم إن شاء الله.

- سمعنا أنك تتعاونين فيه مع ملحنين وشعراء جدد؟
صحيح. غالبية الأغنيات التي اخترتها هي لمؤلفين جدد، وأنا سعيدة جداً بذلك لأني أؤمن بضرورة أن يأخذ كل فنان جديد حقه وفرصته. هذا إضافة إلى أن بعض المؤلفين المشهورين صاروا يعتقدون للأسف أنهم أناس لا يتكررون وأن «ربنا خلقهم وما خلقش غيرهم»، أي صاروا يتكبرون علينا...

- بالعامية اللبنانية يقولون «كبرت الخسّة»؟
(تضحك) الأسوأ أنهم صاروا يتحدثون من منطلق مادي بحت ويطلبون مبالغ خيالية ويقولون لنا إننا بدورنا نكسب مبالغ كبيرة ولهذا يجب أن يتقاضوا هم مبالغ إضافية... للأسف هذا الموضوع يتكرر باستمرار، على أمل أن يعوا يوماً أنهم بهذه الطريقة يتكبرون على النعمة التي منحهم إياها الله. وهذا يسري في كل المجالات، حتى لدى بعض المزينين وخبراء التجميل الذين لا يحترمون الناس، بينما يجب أن نكون جميعاً كالأطباء، أي لكل الناس دون اعتبارات ولا مصالح أو محسوبيات.

- ذكرت أن بعض المؤلفين صاروا يطلبون مبالغ كبيرة. لكن من ناحية أخرى، أي مطرب مثلاً يتقاضى أجراً معيناً في بداياته، ثم يطلب أجوراً أكبر بعد أن يشتهر. أليس هذا من حق المؤلفين أيضاً؟
دون شك ولكن ليس إلى درجة المغالاة والمبالغة، وأن يصبح العمل المشترك على أساس مادي فقط وبعيداً كلّ البعد عن الفن. أنا أتحدث عن المبالغة وليس عن الحقوق المشروعة. أكثر ما يضايقني أن بعضهم يتعامل معنا وعينه على رزقنا، فباتت الأغنية الواحدة بأربعين ألف دولار واكثر. أنا مثلاً طرقت أبواباً كثيرة وعانيت صعاباً أكثر قبل أن أصل إلى الشهرة، ولا أعتقد أن أول أجر تقاضيته كان يوازي أهمية صوتي ونجاحي بكل تواضع...

لكن في الوقت ذاته لا يُعقل أن آتي اليوم وأقول: «عفواً أنا صوتي جميل واسمي شيرين عبد الوهاب وأريد عشرة ملايين دولار...» مما لا شك فيه أننا جميعنا في العالم العربي لا نحصل على حقوقنا كما يجب، لكن أنا شخصياً لم أكن أحلم بالوصول إلى ما أنا عليه اليوم. لهذا أنا راضية والحمدلله. نحن فنانون ولسنا تجاراً نتحدث فقط بالأرقام، مع احترامي طبعاً للتجار لأني لا أقصد الإساءة.

 - ما هي الأغنيات التي قدمتها وتعتبرين أن نجاحها لا يتكرر؟
هي كثيرة في الحقيقة، منها «آه يا ليل» و«جرح تاني» و«ما بتفرحش» و«كتير بنعشق» و«على بالي» و«اخيراً اتجرأت» و«كتّر خيري»... هذه «علامات» في مسيرتي وأغنيات لا تُعوّض.

- هل في الألبوم المقبل أغنيات يمكن أن تكون علامات بدورها؟
بالنسبة إليّ نعم، لكن لا يمكن أن نحكم قبل أن يصدر العمل ويسمعه الناس لأنهم هم من يقرر في ذلك.

- بقي أن نبارك لك جائزة الـ «موريكس دور»؟
«الله يبارك فيكِ»، لكن أودّ أن أقول إنهم تأخروا كثيراً في منحي هذه الجائزة، يعني أخيراً... لكنها أتت في وقت أنا في حاجة فيه إلى الفرح.

- وما الذي يحزنك؟
حال بلدي وحال الوطن العربي كلّه.

- وما هو عتبك على «موريكس دور»؟
كنت أسأل نفسي باستمرار هل يعقل أنهم لا يرونني ولا يرون نجاحي؟ «يعني في إيه؟» رغم أن شعبيتي تزداد يوماً بعد يوم في لبنان والعالم العربي والحمدلله... كنت أستغرب خصوصاً تكرار الأسماء ذاتها كل مرة، وأنا لا أتحدث عن نفسي فقط، بل عن كثيرين يستحقون التكريم ولم يُكرّموا بعد.

 

- أمثال من؟
فضل شاكر بلا شك.

- لكنه هو من يرفض المشاركة في هذه الاحتفالات؟
(تضحك) أعرف طبعاً. تخيلي أني كنت أفكر بيني وبين نفسي وأقول: هل يعقل أن فضل شاكر الذي يعشقه الكل ويستمع إليه كل الناس بمختلف فئاتهم لم يحصل بعد على جائزة «وورد ميوزيك آوورد»؟... لكني متأكدة انهم لو اتصلوا به لكان رفض ولكان قال: «شو بدي بالجايزة»... هذا طبعه وهذه شخصيته وقد اعتاد عليه الناس وهكذا أحبوه.

- أين أصبح الديو الجديد المقرر بينكما؟
«انا جاهزة ومستنية»، وأقول له «أنا في انتظارك».

- «ملّيت»؟
(تضحك) «أيوا أنا في انتظارك ملّيت».

- تتحدثين بعفوية مطلقة عن الفنانين وهذا دليل على أنك متصالحة مع نفسك!
«يا رب يعلّينا ويوطّي انفسنا»... أتمنى أن أبقى هكذا وألاّ أتغيّر.


أنا وبليغ حمدي

- غالباً ما تتحدثين عن الراحل الكبير بليغ حمدي وعن حاجتك إليه فنياً. لماذا؟
طبعاً، هذه حقيقة. لو كان بليغ حمدي حياًّ لكانت أمور كثيرة تبدلت فيّ، حتى على المستوى الشخصي. أهمية بليغ حمدي تكمن في بساطته، إلى جانب عبقريته الفذّة طبعاً في التلحين. وأعتقد أن الفنان الحقيقي والمبدع هو الذي لا يشعر بأهميته، بل يرى نفسه أقلّ الناس. فالموهبة الفنية نعمة من الله لا يجوز أن نتكبّر على الناس بسببها، لأن الله قادر على حرماننا منها في أي لحظة. وهذا ما كان عليه الراحل بليغ حمدي، كان بسيطاً جداً حسب ما يؤكد كل من عرفه.

- بماذا تشبهينه؟
أشبهه في بساطته وطيبته وفي أنه كان دائماً على سجيّته.

- هل حاولت البحث عن أغنيات لحّنها بليغ حمدي ولم يغنّها أحد؟
 طبعاً سألت، وهناك احتمال أن أقدّم عملاً من تلحينه لم يسبق أن غناه أحد.

- لكن أغلب أغنياته كانت طويلة وهذا ما لم يعد سائداً في عصرنا الحالي؟
صحيح. ولكن الأغاني القديمة كانت طويلة بسبب التكرار والإعادات، ولو سمعناها دون الإعادات أعتقد أن مدتها تصبح معقولة ويمكن أن تتماشى مع العصر.


الصلح مع أصالة

- كتب في بعض مواقع الإنترنت أن الأغنية التي اخترتها بداية عن الثورة عادت وأخذتها الفنانة أصالة الأمر الذي أغضبك؟
كلا هذا غير صحيح. كل ما حصل أننا قصدنا الشاعر ذاته، لكن الأغنية التي كتبها لي تختلف تماماً عن أغنيتها. غير أني عدت وبدلت رأيي واخترت أغنية «وحشتني حبيبتي» التي كتبها شاعر آخر.

- في دردشة سابقة أذكر أنك سجلت موقفاً إيجابياً تجاه الفنانة أصالة رغم خلافكما، إثر غنائها لمصر خلال الثورة في حفلتها ضمن مهرجان «هلا فبراير» الأخير وقلت إنك احترمت موقفها؟
 بالفعل، احترمت لفتتها تجاه مصر والشعب المصري في عزّ الأزمة التي حصلت، ولا علاقة لهذا الموضوع بالخلاف الذي كان بيننا، ولهذا حييت موقفها.

- تقولين الخلاف الذي كان بيننا. هل صحيح أنك زرتها وهنأتها بعد إنجابها التوأمين؟
طبعاً، هذا واجبي والكلّ فرح لها. وبالتأكيد لم أكن الوحيدة التي شاركتها هذه الفرحة، بل علمت أن سميرة سعيد زارتها وكذلك أنغام وغيرهما كثيرات وكثيرون.

- لكن أنت تحديداً كنتِ على خلاف كبير معها؟
 صحيح، لكني شعرت بأنه يجب أن نضع خلافاتنا جانباً عندما يتعلّق الأمر بالفرح وبالحزن أيضاً لا سمح الله. فأنا أفرح لفرحها وأحزن لحزن أي إنسان بغضّ النظر عن علاقتنا الشخصية.

- كيف كانت ردة فعلها على زيارتك؟
كانت سعيدة وشعرت بأنها فرحة كثيراً بالتوأمين، ولم نتحدث في أي شيء سوى الأطفال وطريقة الاعتناء بهم.


«كتّر خيرها نوال الزغبي»

- وردتنا معلومات أنك أجريت اتصالاً بالفنانة نوال الزغبي؟
(تضحك) صحيح، وهذه طبعاً ليست المرة الأولى التي أتحدث فيها إليها، وهي فنانة كبيرة وأنا أحبها وأحترمها. وبصراحة «كتّر خيرها» هي من أعطتني رقم هاتف خبيرة التجميل هالا عجم التي تعاونت معها في الكليب وأنا معجبة بعملها جداً وسعدت بالتعرف إليها، وأودّ ان أشكرها من خلال المجلة من كل قلبي على براعتها وحرفيتها في الماكياج، وأيضاً جان بيار مصفف الشعر.

- كيف تصفين علاقتك بنوال الزغبي؟
جيدة جداً، وغالباً ما نتحادث عبر الهاتف أو نلتقي في مطاعم بيروت الرائعة. حدثتها قبل فترة لتهنئتها على أغنية «فوق جروحي» التي أعتبرها من أجمل الأغنيات التي سمعتها ومن أجمل أغنيات نوال طوال مسيرتها. وانا أنصحها بتصوير هذه الأغنية كليباً ولا أن تكتفي ببثها مصوّرة من مسرح «ستار اكاديمي». حقيقة أقول: «الله على الأغنية دي».

- لكن البعض عتب عليها كونها قدمت هذه الأغنية رغم أنها لم تكن محرومة من أولادها؟
يعني ليجلس هذا «البعض» جانباً ويتركونا في حالنا. حتى البلبل عندما يحزن يغني، وعندما يفرح يغني... هي غنت قصة عاشتها وقدمتها للناس بصدق وإحساس كبيرين، وهي تستحق جائزة عليها لا انتقاداً.

- هل سمعت ألبومها الأخير؟
طبعاً وأعجبني كثيراً، واحببت أغنية «هنا القاهرة» كونها تحكي عن القاهرة في شكل مختلف، وأعجبني كثيراً كليب «ألف وميّة» و«الشقاوة» فيه وفي الأغنية. أنا حقيقة أحب نوال كثيراً، وعندما كنت صغيرة كانت هي نجمة نجوم العالم العربي ولا تزال طبعاً.