عبادي الجوهر: الأغنية السعودية ستظل قوية... وانفتاح المملكة أذهل الجميع

القاهرة - محمود الرفاعي 01 فبراير 2022

أكد الفنان السعودي عبادي الجوهر أن الأغنية السعودية ستبقى قوية بفضل مطربيها الكبار، الذين يسعون دائماً لحفظ هويتها، وأشار إلى أن الانفتاح الذي شهدته المملكة طوال السنوات الماضية كان باباً أتاح للعالم التعرف على السعودية عن قرب. في حواره مع "لها"، يكشف عبادي الجوهر عن شعوره بتكريمه أخيراً في مصر، وسرّ حرصه على تجديد تعاقده مع شركة "روتانا"، كما يتحدث عن "موسم الرياض"، وألبومه الجديد، ورأيه في أصالة، وموقفه من تقديم دويتو غنائي جديد بعد تجربة غنائه الوحيدة مع وردة الجزائرية.


- ما رأيك بتكريمك الأخير في مصر ضمن عدد من رموز الفن العربي؟

كان لتكريمي في مصر هذه المرة مذاق خاص، لأن مصر هي أصل الفن العربي، وبسببها أحببنا الفن والغناء والموسيقى، وتعلّمنا من رموزها كل ما هو جميل. وأودّ أن أشكر كل الذين كرّموني، علماً أنها المرة الثالثة التي أُكرَّم فيها بمصر، حيث سبق لي أن كُرّمت مرتين، وحصلت في إحداهما على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية، كما أنني الفنان السعودي الوحيد الذي كُرّم من "مهرجان الموسيقى العربية"، فشكراً لمصر بلدي الثاني على تكريمي الدائم.

- هل ستكرر الغناء لمصر؟

غنّيت لمصر مرات عدة في السابق، وذلك في مناسبات وطنية مثل احتفالات نصر تشرين الأول (أكتوبر) المجيدة التي لا تعبّر عن مصر فقط، وإنما عن الوطن العربي أجمع، لكن هذه المرة سجّلتُ أغنية مع صديقي الموسيقار أمير عبدالمجيد بعنوان "مصر آيات في كتاب"، وفيها أؤكد أن مصر هي فأل خير ولها فضل على العرب جميعاً.

- ما سر العلاقة بينك وبين مصر؟

علاقتي بمصر والمصريين قديمة ووطيدة، وكل أعمالي سجّلتها في القاهرة، سواء التي أنتجتها لنفسي أو بالتعاون مع شركاتي المنتجة. لي علاقات كثيرة في مصر، وكل أصدقائي من الملحنين والعازفين مصريون، فمصر هي الدولة الأولى التي أسافر إليها بعد خروجي من المملكة العربية السعودية، وأول أغنية سجّلتها لي في مسيرتي الفنية كانت عام 1969.

- هل حان وقت تقديم دويتو غنائي مع مطربة مصرية؟

شرف لي أن أشدو بالغناء مع أي مطربة مهما كانت جنسيتها، وأؤكد أن الدويتو الغنائي الوحيد الذي قدّمته خلال مسيرتي الفنية كان مع الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، عام 2012 قبل وفاتها، والأغنية بعنوان "زمن ما هو زماني"، وأخرجها المخرج المصري شريف صبري، وحتى الآن لم أقدّم أي دويتو غنائي آخر، ربما كانت هناك محاولات غنائية ثنائية خلال الحفلات الغنائية أو الجلسات الطربية مع مطربات مصريات، مثل آمال ماهر حين قدّمنا معاً أغنية "سامحني يا حبيبي"، وهي من كلمات الشاعر الراحل حسين السيد وألحان طلال، لكنها لم تكن دويتو بالشكل المعروف.

- ما شرطك لتقديم دويتو غنائي؟

هذا يتوقف على العمل المقدَّم لنا، ولا بد من أن يتناغم صوت من يرافقني بالغناء مع صوتي.

- دوماً تشيد بصوت أصالة لكنك لم تلحّن لها إلا أغنية "قد الحروف"، لماذا لم تظهرا معاً مرة أخرى؟

أحبّ صوت الفنانة أصالة، وهو صوت رائع وأرغب دوماً في العمل معها. حين قدّمنا معاً لحن أغنية "قد الحروف" كان عملاً صعباً للغاية، ولا يستطيع أي مطرب تقديمه. أتمنّى العمل مع أصالة مرة أخرى ومع أي صوت آخر قوي، لكن بشرط أن يحمل العمل المنفّذ بيننا إفادة للطرفين، فمثلاً أنت تسألني الآن عن لحن "قد الحروف" رغم مرور ما يقرب من 20 عاماً عليه، والسبب أنه عمل قوي.


- ما سبب تجديدك التعاقد مع شركة "روتانا"؟

أنا "روتاني" منذ عام 2005، ويشرّفني أن تُطرح أعمالي الغنائية بالتعاون مع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات"، وكانت قبل ذلك تصدر عبر شركتي "أوتار للإنتاج الفني" التي أسّستها عام 1985، ومنذ انضمامي الى "روتانا" حتى اليوم والنجاح حليفنا، خصوصاً أن الأستاذ سالم الهندي الرئيس التنفيذي للشركة يحرص دائماً على أن يوفّر لنا كل وسائل النجاح، وأنا أشكرهم جميعاً على دورهم المهم في نجاحنا.

- حدّثنا عن تفاصيل ألبومك الجديد؟

ألبومي حمل اسم "عبادي الجوهر"، وطُرح مع نهاية العام الماضي، وتضمن ثماني أغنيات، سبعٌ منها من ألحاني، وأغنية واحدة من ألحان أحمد عبده ومن كلمات المنذر بعنوان "في أمان الله". وفي ألبومي الجديد عملت مع شعراء أتعاون معهم لأول مرة، وشعراء سبق أن تعاونت معهم، مثل الشاعر عوض الحارثي الذي كتب كلمات أغنية "عجبك الحين" من ألبومي الجديد، والشاعر خالد العوض الذي تعاونت معه في أغنية "فيني حنين"، والآن أتعاون معه بأغنية "تعبت أنا من طيبتك". كما أتعاون في الألبوم مع شاعرة جديدة اسمها دلال الشريف، وهي المرة الأولى التي أغنّي فيها من كلماتها أغنية بعنوان "عندي سؤال"، إضافة الى أغنية من كلمات الشاعر الأستاذ أحمد الحسين بعنوان "دام ترضيني كذا"، وأخرى من كلمات الشاعر الكويتي "الفارس" بعنوان "شفت الوهم".

- وهل من أعمال جديدة تحضّر لها؟

أحضّر لأغنيتين جديدتين من المقرر طرحهما عبر المنصّات الإلكترونية والسمعية مع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" خلال شهرَي كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، لكنني لم أحدّد بعد اسمَي الأغنيتين، وما زلت في صدد الاختيار من بين أعمال عدة انتهيت من تسجيلها.

- ما رأيك بالانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية؟

ما يحدث في المملكة العربية السعودية من إنتاج وتطوّر أمر مذهل ليس لأبناء المملكة وحدهم وإنما للعرب جميعاً. يكفي أننا خلال الفترة الماضية نظّمنا ما يقرب من 150 حفلاً عربياً وعالمياً، والموسم الحالي يشهد المزيد من التطور من حيث المشاركون والأسماء العالمية.

- وماذا عن "موسم الرياض"؟

"موسم الرياض" حدث عظيم ورائع، وهو بمثابة الباب الذي فتح المملكة على العالم أجمع.

- الفنان اليمني أحمد فتحي تمنّى أن يشاركك الغناء في حفل جديد، ما ردّك عليه؟

وأنا أيضاً أتمنّى الغناء معه، وأن يكون الحفل هذه المرة في القاهرة، حيث سبق أن قدّمنا معاً حفلاً في المملكة العربية السعودية أثناء تكريمي، كما أحيينا من قبل حفلات غنائية في دولة قطر وفي سلطنة عمان.

- لو عاد بك الزمن الى الوراء، هل كنت ستوافق على لقب "أخطبوط العود"؟

في طفولتي لم أكن أحلم إطلاقاً بأن أصبح مطرباً وعازفاً للعود، وكل أحلامي كانت تتركز على أن أكون ضابطاً في السلك العسكري، لكن مع مرور الزمن واكتشاف موهبتي الفنية، وبعدما سمع صوتي في ذلك الوقت، جاري الموسيقار والفنان الكبير طلال مداح أُعجب به كثيراً وأدهشه عزفي على العود في طفولتي، وكان يقول لي: كيف تبرع في العزف وأنت طفل؟ ما الذي سيحدث حين تصبح في سنّ الـ 25؟... ومن ذلك الحين أطلق عليَّ لقب "أخطبوط العود"، وأحب هذا اللقب لأنه جاء من فنان لن ينساه التاريخ.

- مَن هو أستاذك ومن هو تلميذك؟

كنت أعتبر الراحل طلال مداح أستاذي، لأنه أول مَن قدّمني من خلال شركته، وأعطاني ألحاناً رائعة، أما أنا فلست أستاذاً لأحد.

- ما تقييمك للأغنية السعودية في الوقت الراهن؟

الأغنية السعودية بخير وقوية، وستبقى قوية ما دام هناك فنانون كبار يحافظون عليها وملتزمون بالخط الغنائي الذي تربّينا عليه بإشراف الأساتذة الكبار. يسعى المطربون الحاليون إلى الحفاظ على الكلمة المهذّبة والجمل اللحنية التي تحمل بين طياتها الهوية السعودية وتراثنا القديم، وظهرت أيضاً في الآونة الأخيرة فئة جديدة من الشباب ممن يحاولون إدخال شكل جديد الى الأغنية السعودية من خلال استماعهم إلى الفن الغربي، لكن منهم مَن قدّم هذا اللون بشكل جيد ومنهم من أساء استخدامه، غير أن الأغنية السعودية ستظل قائمة ومستمرة بقوّتها بفضل هؤلاء المطربين الكبار.