مشهد أثار أزمة

عبلة كامل, فيلم قصير, سلمى المصري, عمر الشريف , دينا عبد السلام, أزمة, الرقابة على الأفلام, الرضاعة الطبيعية, أحمد ماهر, رغدة, فنانات مصريّات

20 يوليو 2011

رغم أن فيلم «المسافر» الذي يعود به النجم العالمي عمر الشريف الى السينما المصرية، وتعود به وزارة الثقافة للإنتاج بعد غياب عشرين عاماً، شارك في 14 مهرجاناً دولياً، فإنه لم يُعرض في مصر حتى الآن... وبعد أن تحدد موعد عرضه فوجئ صنّاعه بأزمة كبيرة مع الرقابة المصرية، فقد رفض الرقباء منحه تصريح العرض بسبب مشهد رضاعة تقوم به الفنانة اللبنانية نانا يتوقع أن يثير جدلاً واسعاً لجرأته، إلا أن المخرج أصرّ على المشهد لأهميته، وفي النهاية تدخل رئيس الرقابة نفسه سيد خطاب ليوافق على المشهد وعرض الفيلم به.

ومن جانبها، قالت بطلة الأزمة الفنانة اللبنانية نانا: «تمكنت من تصوير هذا المشهد لأنني «أمٌّ» وأعرف جيداً كيف ترضع الأم طفلها، ولهذا سوف يشاهد الجمهور المشهد بشكل طبيعي جداً».

 وعن اتهامها بالابتذال، خاصة أنها تظهر جزءاً كبيراً من صدرها بشكل واضح مما يجعله بمثابة أجرأ مشهد في تاريخ السينما المصرية، قالت: «المشهد طبيعي جداً وليس مبتذلاً كما يدعي البعض، بل على العكس فهو ينقل مشاعر حقيقية لا تحدث إلا بين الطفل وأمه.  كما إنه يحمل معاني مهمة جداً، هذا إلى جانب أن مشهد الرضاعة من صميم السياق الدرامي وليس مقحماً كما يظن البعض، وبصراحة حزنت عندما سمعت عن رغبتهم في حذف المشهد، خاصة أنه مشهد مهم ويعتبر «ماستر سين». كما إنني لم أقدم دوراً كبيراً في الفيلم، وكنت سأغضب جداً إذا تعرض للحذف، ولكن الحمد لله أن الأزمة حُلّت وتراجعت الرقابة عن الحذف، وسوف أحرص على حضور الفيلم مع الجمهور المصري لأعرف رد فعله».

وعن سر قبولها هذا الدور المثير للجدل قالت: «هناك أسباب كثيرة، أهمها أن السيناريو كان مميزاً جداً، ولم أكن أستطيع  أيضاً أن أرفض عملاً يجمعني بالنجم العالمي عمر الشريف، لهذا أعتبر هذا الفيلم من أهم أحلام حياتي».

 وعن توقعها لردود الفعل على الفيلم بعد عرضه قالت: «عندي ثقة أن الجمهور سوف يجد في الفيلم أشياء مهمة ومختلفة، فالمخرج لديه رؤية جديدة، والعمل بشكل كامل له طبيعة خاصة جداً». وعن احتمال تصنيفها في الأدوار الساخنة قالت: «على العكس لن أقبل تقديم أفلام ساخنة، وبالفعل رفضت أدواراً ساخنة مع أنها بطولة مطلقة».


من دينا إلى نانا

وعلى الجانب الآخر، أوضح المخرج أحمد ماهر أنه اختار نانا بعد عدة ترشيحات، من بينها الفنانة الاستعراضية دينا، ولكنه تراجع عن إسناد الدور الى دينا «خوفاً من تفسير المشهد بشكل خاطئ، خاصة أن دينا اشتهرت بالإثارة، وهذا ليس عيباً لأنها تعتبر نجمة إغراء، لكن وجودها كان سيجعل البعض يفسر أن هدف المشهد الإثارة فقط». ويضيف: «لهذا السبب قررت استبعاد دينا. وكانت من بين المرشحات للدور الفنانة السورية رغدة، الى جانب أن المرشحة الأولى للفيلم عام 2001 كانت الفنانة عبلة كامل،  وبالمناسبة الذي قام بترشيحها للدور كان الفنان الراحل أحمد زكي الذي كان سيقوم بالبطولة بدلاً من خالد النبوي».

وعن سبب إصراره على عدم حذف هذا المشهد قال: «هذا المشهد غير قابل للحذف، لأنه يلخص معنى الفيلم الذي يدور حول علاقات البشر والأنساب التي تستطيع الأمُّ فقط تحديدها. ووقع اختياري على الفنانة اللبنانية نانا لأنها الأقرب الى الدور، فملامحها تجمع بين الأمومة والجمال، وكان من الطبيعي أن نظهر العلاقة المقدسة بين الأم ورضيعها، ولهذا رفضت حذف المشهد مثلما رفضت حذف مشهدين آخرين اعترض عليهما الرقباء، الأول بين خالد النبوي وسيرين عبد النور، والثاني لفظ يقوله أحد الأبطال في حارة شعبية أثناء مصارعة بين الديوك، بالإضافة إلى مشهد الرضاعة الذي سيكون الأجرأ في تاريخ السينما المصرية. وبالفعل رفضت حذف أي مشهد لأنني لم أتعمد الإثارة، ولكنني أقدم فناً راقياً يثير النقاش وليس الغرائز. وبالمناسبة الفيلم عُرض في أهم المهرجانات الدولية، ومن بينها البندقية وأميركا، ومهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي».

وعن موقف الرقابة قال سيد خطاب، رئيس الرقابة على المصنفات: «كانت هناك ملاحظات للرقباء على ثلاثة مشاهد من الفيلم، لكن بعد نقاشي مع المخرج وعدته بأن أشاهد الفيلم بنفسي، وبعد المشاهدة وجدت أن مشهد الرضاعة فيه بعض المبالغة، لأن البطلة يظهر صدرها بشكل كامل، لكن لا توجد به كارثة رقابية لأنه لم يكن محاطاً بالإثارة أو الابتذال، ويظهر علاقة راقية بين رضيع وأمّه. ولهذا لن نحذف أي مشهد من الفيلم، وسوف يحصل على تصريح خلال أيام قليلة».