إنجاز طبي استثنائي في عمليات التبرع بالأعضاء

19 فبراير 2022

نجح أطباء من تحقيق إنجاز طبي نادر يتخلص من عائق أساسي أمام عمليات التبرع بأعضاء الجسم.‏

وتمكن الفريق الطبي للمرة الاولى من تغيير فصيلة الدم في رئتي إنسان، وهي خطوة تجريبية نحو تكوين أعضاء عالمية من الممكن زرعها في جسد أي مريض، بغض النظر عن فصيلة دمه.

وقاد الدكتور مارسيلو سيبل، جراح زراعة الرئة في مركز أجميرا للزراعة في كندا، مجموعة من الباحثين لتحويل 3 رئات بشرية من النوع (أ) إلى الدم من النوع (أو)، وربما تحويلها إلى أعضاء عالمية، وذلك في محاولة متطورة للتخلص من معايير فصيلة الدم بعمليات التبرع بالأعضاء.

وتعتبر فصيلة الدم O، وهي "المتبرع الشامل"، وذلك لأنه يمكن منحها للأشخاص من أي فصيلة دم دون أن ترفضها أجسادهم.

وفي حال نجحت تقنية فريق دكتور سيبل في تجارب زراعة الأعضاء البشرية، فإنها من الممكن أن تنقذ الأرواح من خلال إتاحة الأعضاء الجاهزة للتبرع بها لأكثر من 106 ألف شخص على قائمة الانتظار الوطنية لزراعة الأعضاء في أميركا.

واستوحى سيبل تجربته العلمية غير المسوبقة عندما استخدم باحثون بقيادة عالم الكيمياء الحيوية ستيفن ويذرز في عام 2019 إنزيما لإزالة المستضدات، أو جزيئات السكر المميزة من الدم من النوع (أ)، وهو الإجراء الذي أدى ذلك بشكل فعال إلى تحويل الدم إلى النوع (أو)، الذي لا يحتوي على مستضدات ليهاجمها الجهاز المناعي.

بعدها تواصل سيبل مع ويذرز، وصمما سويا تجربة لاختبار ما إذا كان الإنزيم يمكنه فعل الشيء نفسه بالنسبة للأعضاء، وأخذوا 3 أزواج من الرئتين من متبرعين متوفين ليصبح المجموع ست رئات، وغسلوا 3 من الرئتين بالإنزيم باستخدام آلة تضخ السوائل عبر الأعضاء لإبقائها على قيد الحياة، وذلك في مركز الزراعة بأجميرا التابع لشبكة الصحة الجامعية، حيث يشغل سيبل منصب مدير الجراحة.

ومع ذلك، فإن هناك مشكلة رئيسية أمام هذا الاكتشاف الطبي داخل المختبر، وهي أن الأعضاء المحولة تعود إلى فصيلة دمها الأصلية، وبعد حدوث ذلك قد يرفض جسم المريض عملية الزرع، تاركا إياه بدون عضو وظيفي، وربما يؤدي به إلى الموت.

ومن أجل التغلب على هذا، يخطط فريق الدكتور سيبل لإجراء تجارب على الفئران لقياس المدة التي تستغرقها أعضائهم الجديدة للعودة إلى فصيلة دمهم الأصلية، وكذلك معرفة كيفية استجابة الفئران.

ورغم هذه العقبة، فإن سيبل يرى أن فريقه الطبي من الممكن أن يبدأ في زرع أعضاء محولة إلى مرضى بشريين في غضون عام تقريبا، وذلك في حال أن سارت دراسات الفئران بنجاح.