الفائزة بجائزة "لوريال-يونسكو للمرأة في العلوم" الدكتورة غادة دوشق: نصيحتي للعالِمات المبتدئات تمسّكن بأهدافكن وأحلامكن ولا تخفن أن تكنّ مختلفات ومميّزات

دبي - "لها" 09 أبريل 2022

غادة دوشق أردنية من أصول فلسطينية، حاصلة على درجة الدكتوراه في هندسة النُّظم الدقيقة من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبو ظبي، وماجستير في فيزياء الأجسام الصلبة من الجامعة الأردنية، وشهادة بكالوريوس في الفيزياء مع تخصّص فرعي في الرياضيات من جامعة بيرزيت في رام الله بفلسطين. خبيرة في التكنولوجيا وباحثة مشارِكة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة نيويورك بالإمارات العربية المتحدة. تتركز أبحاثها في موضوع الفيزياء التطبيقية وتكنولوجيا النانو حيث تعمل على اكتشاف مواد وهياكل جديدة يمكن دمجها مع الضوئيات المبنيّة على تكنولوجيا السيليكون لتطوير سرعة التقنيات التقليدية وقدرتها ودقتها. "لها" التقت بغادة دوشق بعد فوزها بجائزة "لوريال-يونيسكو للنساء الرائدات في العلوم" L’Oréal-UNESCO For Women in Science وكان هذا الحوار.


- أخبرينا عن الاكتشاف الذي حققته وعلى أساسه استطعت أن تحصلي على الجائزة؟

تمكّنت من ابتكار طريقة لدمج مواد جديدة ثنائية الأبعاد تعتمد على الجرمانيوم، على منصّات فوتونية من السيليكون لأغراض الاتصالات الضوئية عالية السرعة بنوعيها القصير وطويل المدى. سيؤدي ذلك إلى الحد من المقاومة الكهربائية داخل أجهزة الكمبيوتر، وزيادة سرعة التشغيل، وخفض تكاليف الطاقة، وزيادة المسافة التي يمكن إرسال المعلومات عبرها من دون ضياع في البيانات.

- ماذا تعني لك هذه الجائزة، وكيف ستحفّزك للسير قُدماً في أبحاثك؟

يسعدني جداً الحصول على جائزة "لوريال-يونيسكو" المرموقة وأشكرهم على اختياري من ضمن كوكبة أفضل باحثات في الشرق الأوسط لعام 2021، ومن المؤكد أن الجائزة تُعدّ حافزاً معنوياً لي، فهي بمثابة اعتراف بأهمية عملي وأبحاثي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إنجازاتي. أعتبر هذه الجائزة دافعاً إضافياً يحفّزني على مواصلة شغفي في إجراء الأبحاث في مجال الضوئيات والمساهمة في التقدّم التكنولوجي.

تقدير الجهد والعمل الدؤوب يدفع المرء أياً كان، ذكراً أو أنثى، لمزيد من العطاء والإنتاج، بالإضافة الى خلق الروح الإبداعية لعمل مزيد من الأبحاث التي يمكن أن تساهم في تغيير ملامح المستقبل وتحسين جودة الحياة بشكل عام.

- ما أبرز المصاعب التي تواجهها المرأة في عالم الاكتشافات العلمية؟

على الرغم من ازدياد إقبال النساء نسبياً على العمل في المهن العلمية والتقنية والرياضية والهندسية والالتحاق ببرامج الدراسات العليا في هذه التخصّصات، لا تزال فرص ازدهارهنّ ضئيلة، وذلك يعود الى عراقيل عدة قد تكون خفيّة أو علنيّة. فعلى سبيل المثال، هناك الكثير من النساء اللواتي تمكّن من الوصول الى مناصب قيادية مؤثرة، إلاّ أنه لا يزال عدد مذهل من الأشخاص في كل أنحاء العالم لا يثقون بأن القيادة النسائية يمكن أن تكون فعّالة، حيث إن النظرة السائدة إلى الشخصيات القيادية لا تزال تُحصر في سلوكيات ذكورية نمطية، ما يؤدي إلى تحيّز بلا وعي على أساس الجنس. 

بالإضافة الى ذلك، فإن من الصعب على المرأة تحقيق النجاح والترقّي والحفاظ في الوقت نفسه على التوازن بين أعباء العمل وأعباء الأسرة، في ظل متطلبات نظام التدرّج الوظيفي لأعضاء هيئة التدريس في التخصّصات العلمية. إذ تتطلب الأبحاث العلمية، وخصوصاً التجريبية منها التفرّغ للدراسة في المختبرات لسنوات طويلة، وهذا صعب بالنسبة الى المرأة العالِمة، الزوجة والأم.

- كيف استطاعت المرأة العربية أن تثبت نفسها في المجال العلمي، وما هي الأثمان التي دفعتها لتحقيق ذلك؟

في دبي، لم يكن الأمر صعباً على الإطلاق، في مجتمع تقلّدت فيه المرأة الإماراتية مناصب قيادية عدة؛ وزيرة وسفيرة ووكيلة وغيرها الكثير... ويعود ذلك الى القيادة الرشيدة والمتفاعلة والتي تسعى دوماً إلى تعزيز إمكانات المرأة الإماراتية. لا شك في أن المستقبل يحمل أفقاً واعداً للفتيات الإماراتيات اللواتي يضعن نصب أعينهن إيجاد حلول للتحديات المستقبلية مهما بدت مستحيلة.

- ما هي نصيحتك للمرأة المتخرّجة حديثاً وتودّ خوض مجال العلوم؟

أودّ أن أقول لأولئك المبتدئات الطموحات: عليكنّ بتحديد الهدف والسعي نحو تحقيقه مع التوكّل على الله. وأهمّ نصيحة لهنّ هي: تحلّين بالكثير من الصبر، وتمسّكن بأهدافكن وأحلامكن ولا تخفن أن تكنّ مختلفات ومميّزات!