عاصم أمين: الاعتراف بالمشكلة النفسية هو الخطوة الأولى نحو الحلّ

حوار: جولي صليبا 11 أبريل 2022

أصبح عاصم أمين، المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة Plumm، أحد المدافعين الأساسيين عن الصحة النفسية بعد أن لاحظ آثار المرض النفسي بشكل مباشر في عائلته، وأدرك التأثير الذي يمكن أن يُحدثه نقص الرعاية في الصحة النفسية إذا كان الشخص يحتاج إلى الدعم، ومدى صعوبة الحديث عن هذا الأمر. وتتمثّل مهمة عاصم أمين الآن في تسهيل هذا النوع من المحادثات من خلال

شركة Plumm Health التي أطلقها. استطاع عاصم الجمع بين قدراته في مجال ريادة الأعمال وشغفه في الحفاظ على الصحة النفسية لتأسيس شركة Plumm عام 2017، وتمكّن من تطوير الشركة لتصبح منصة عالمية. وتوفر Plumm اليوم العلاج والتدريب المتخصّص لآلاف الموظفين، وتساعد على توفير تكاليف برامج مشارَكة الموظفين والرعاية الصحية.

- ما الذي ألهمك لتأسيس شركة Plumm؟

Plumm شركة رائدة في تقديم خدمات جودة الحياة في أماكن العمل، وقد أُطلقت أعمالها أخيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الشركات والموظفين من خلال الخدمات التي تشمل الصحة النفسية وجودة الحياة. وكانت Plumm نتاج تجربتي الشخصية عندما كنت طفلاً صغيراً، بحيث تعرّضت أمي لضغوط شديدة واكتئاب أثّر فيّ بقوة. كانت حياتي داخل المنزل صعبة للغاية بسبب رؤيتي لأمي وهي تعاني. لكن كل شيء تغير بعدما طلبت أمي العلاج، وتحّسنت حالتها تدريجاً وباتت أكثر سعادة. ومع مرور الوقت، تدرّبت أمي وأصبحت معالِجة نفسية، واستقرت حالتها النفسية، وأصبح في إمكانها مساعدة الآخرين. لقد رأيت التأثير السلبي والإيجابي الذي يمكن أن تُحدثه الصحة النفسية، وما يحدث عندما يولي الناس صحتهم النفسية الاهتمام الذي تستحقه. وبما أنني كنت محبّاً للتكنولوجيا وتمحورت مسيرتي المهنية حولها، عملتُ على تأسيس شركة تجمع بين حبّي للتكنولوجيا ودعوتي القوية للحفاظ على الصحة النفسية، وتأسّست Plumm عام 2018.

- لماذا قرّرت التوسع إلى دولة الإمارات بعد المملكة المتحدة؟

نشأتُ في دبي وعشت فيها طوال حياتي، لذا رغبتُ بافتتاح فرع لشركة Plumm فيها. ولطالما كانت دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة رائدةً لناحية التغيير والتقدّم والنمو في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وفي ظل تحوّلها التكنولوجي الكبير، لا تركّز دولة الإمارات فقط على إنشاء منظومة لرعاية الأعمال التجارية المحلية، وإنما أصبحت أيضاً بيئة جاذبة للشركات العالمية. وكانت هناك جهود حكومية كبيرة لدفع التغيير وتعزيز الصحة النفسية للأفراد من خلال ريادة مبادرات مثل العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع. عندئذٍ، شعرنا أن هذا هو الوقت المناسب تماماً لتقديم خدماتنا في سوق دولة الإمارات.

- ما الذي تتمنى أن يعرفه الناس عن الصحة النفسية؟

أتمنى أن يعرف الناس أن غالبية حالاتهم الصحية البدنية مرتبطة بصورة مباشرة بصحتهم النفسية. ومن المهم جداً معرفة الصلة بين الاثنتين والاهتمام أكثر بالصحة النفسية.

- تؤثر الصحة النفسية بشكل كبير في الإنتاجية. هل أصحاب العمل على دراية بأهمية سعادة الموظف؟

أشعر بأن أصحاب العمل على دراية بذلك، ولكن الى حدٍّ معين. فتقديم ميزات للموظفين مثل دعوتهم إلى العشاء أو إرسال الزهور لهم هو أمر رائع، لكن الاهتمام بمستويات التوتر والقلق وإدارة صحتهم النفسية هو أمر آخر. وينبغي على أصحاب العمل اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على صحة الموظفين النفسية، لأنني أعتقد أن فهم ما قد يمرّ به الموظفون لا يزال مفقوداً.

- ما أبرز التحدّيات التي تواجه Plumm؟

التحدّي الأكبر هو توعية السوق بأهمية الصحة النفسية. فالناس لا يعلمون جيداً الارتباط المباشر بين الصحة النفسية والبدنية، ولا يدركون كيف يؤثر الحفاظ على الصحة النفسية في الإنتاجية والعلاقات مع الأشخاص. فعلى سبيل المثال، إذا تعرّض شخص لكسر في يده، لن يحتاج إلى مَن يخبره بأن يذهب إلى المستشفى. ولا داعي لإخبار أي شخص بأن تناول الوجبات السريعة يضرّ بصحته. الشيء نفسه ينطبق على الصحة النفسية، وتُعدّ الوقاية والتدخل ضروريين. باختصار، فإن تغيير أسلوب تفكير الناس حول الصحة النفسية هو التحدّي الأكبر.

- ما الذي يميّز Plumm عن غيرها من مقدّمي خدمات جودة الحياة والحفاظ على الصحة؟

• منصة رقمية للصحة النفسية في مكان العمل متاحة بحسب الطلب تغطي كامل نطاق الصحة النفسية، من التدخل والوقاية إلى النمو الشخصي.

• يستخدم 60% من موظفي الشركات في المتوسط Plumm مقارنةً مع متوسط أقل من 3% لبرامج مساعدة الموظفين القائمة على التأمين EAPs.

• شبكة عالمية تضم أكثر من 150 معالِجاً معتمَداً ومدرّباً متخصّصاً يجيدون 17 لغة مختلفة مع تخصّصات متعددة من المعالجين النفسيين إلى مدرّبي الحياة. ويتمتع هؤلاء الأشخاص المحترفون بالتنوع والشمول، ما يعني شعور الموظفين بالراحة عند التحدث إلى هؤلاء الخبراء.

- نصيحتك للذين يشعرون بالحَرج الشديد من الحصول على المساعدة؟

النصيحة الوحيدة هي ضرورة الحديث عن المشكلات. فإذا لم تعبّر عن مشاكلك أو تتحدث عنها أو تطلب المساعدة، لن يعرف بها الناس وبالتالي لن يكونوا قادرين على مساعدتك. قد يكون هذا الأمر صعباً بالنسبة إلى البعض، لكنني أعتقد أن الجرأة ينبغي أن تبدأ من الشخص نفسه، وسيفاجأ بعدد الأشخاص الذين سيقدّمون له الدعم إذا أفصح عن حاجته للمساعدة.

تحديد الأولويات أمر مهم للغاية، والاعتراف بالحاجة إلى المساعدة هو الخطوة الأولى والأصعب التي ينبغي اتخاذها خاصةً بسبب الحَرج الذي يحيط بمسألة الصحة النفسية. ومع ذلك، فبمجرد اتخاذ تلك الخطوة العملاقة الأولى تصبح الأمور أكثر سهولةً.