خبيرة المحتوى يارا حدّاد: الحدود بين الهوية الرقمية والواقعية تضاءلت

حوار: أمين حمادة 14 أبريل 2022

تتحدث خبيرة المحتوى الرقمي يارا حدّاد في مقابلة لـ"لها" عن بعض كواليس هذا العالم المسمّى "افتراضي"، لكن بتأثير أكثر من واقعي في حياتنا اليومية في مختلف المجالات، فتشاركنا تجربتها الواسعة من خلال تقديم الكثير من النصائح لاستخدامٍ أفضل لـ"السوشيال ميديا"، مع كشفها بعض جوانب المستقبل الخاص بها.


- أخبرينا عن أبرز نقاط عملك وأهميتها؟

في الدرجة الأولى، أضع الاستراتيجيات وأتحمّل مسؤولية التخطيط وإدارة كل مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة لشرائح مختلفة من مؤسّسات وأفراد ومؤثرين ومشاهير، من خلال إنشاء المحتوى وعمليات التسويق، في سبيل زيادة عدد المتابعين والزوّار وحجم التفاعل، إلى جانب رصد مجالات المنافسة. ولا بد من ذكر بعض الأمور الأخرى الثابتة كتوثيق الحسابات وحمايتها والحصول على العلامة التجارية وإنشاء مجالات التعاون (Collaborations)، والمتغيرة، كالعمل بشكل مباشر مع فريق الكتابة والتحرير وتأليف ونشر المحتوى من مكتوب ومصوّر وغرافيكس، وغير ذلك.

- ما أبرز نقاط الصدق من جهة، والكذب أو الغش من جهة أخرى في الـ"سوشيال ميديا"؟

بصراحة، المُشاهد أو دعني أقول المستخدِم العادي، لم يعُد يميّز كثيراً بين الكذب والصدق، إذ غالباً ما نكون أمام ما نسميه "التداول الأعمى". من جهة أخرى، الحدود بين الهوية الالكترونية والواقعية تقترب من الإلغاء. والآن بتنا أمام سؤال جدّي من نوع آخر: أي هوية هي حقيقتنا... الواقعية أم الافتراضية؟

ربما يكمن الكذب غالباً في زيادة أعداد المتابعين الوهميين والمشاهَدات، وتفعيل تداول وسوم معينة كي تشكّل trend مغشوشاً، والمضحك المبكي أن بعض ممارسي هذه الأفعال يصدّقون أنفسهم لاحقاً. من لديه أكثر، يظنّ أنه الأهم، وللأسف هذا الأمر ينعكس في مجالات عدة، مثلاً بعض شركات الإنتاج أو محطات العرض أو منصات البث الالكتروني، تختار بعض نجوم الأعمال الفنية وفقاً لحضورهم على شبكات التواصل الاجتماعي.

- إلى أين تتجه شبكات التواصل الاجتماعي مستقبلاً؟

في القريب العاجل، سنكون أمام عالم "تيك توك" الذي يتجه إلى التفوّق على "إنستغرام" وباقي التطبيقات، ولاحقاً سنكون أمام ما يُسمّى "إنترنت الأشياء" باعتماد كلّي على الذكاء الاصطناعي.

- كيف سيتبلور تأثير "متافيرس" في عالمنا؟

سيزيد الضغط النفسي والمقارنات الاجتماعية والتنمّر والإدمان على الهواتف الذكية أكثر من الآن، بالإضافة إلى ‏صعوبة السيطرة على المعلومات التي يتم نشرها. ومن أسوأ الأمور، أن الإعلانات وجمع البيانات ونقاط تحديد الخيارات، ستصبح أكثر تدخّلاً في خصوصيتنا.

- ما هي نصائحك لمن يريدون تطوير صفحاتهم؟

‏من المفيد عند امتلاك حساب تجاري، تحديد الهدف منه، ووضع خطة ملائمة لذلك، ثم التواصل مع الجمهور، مع الحرص على تحديث النبذة المختصَرة في الملف الشخصي دائماً. من الضروري أيضاً ‏استخدام أداة عرض الرؤى (Insights) من أجل تحليل البيانات، وعلامات التصنيف (هاشتاغ) ذات الصلة، وعلامة تأشير للإشارة على الموقع، والنشر المستمر بدون انقطاع. صناعة "فيلتر" خاص تفيد في الكثير من الحالات أيضاً.

- ما هي الأخطاء الشائعة التي يجب تجنّبها في هذا الإطار؟

إهمال الاتباع أو التعامل برسمية زائدة. 75 في المئة من العملاء يقيّمون إيجاباً الحسابات بمجرد تفاعل مسؤول الصفحة معهم، وتزداد نِسب تفاعلهم على الحساب من 20 إلى 40 في المئة، كما يروّجون للمحتوى بشكل تلقائي بين معارفهم. وهناك خطأ شائع آخر، وهو الترويج المبالَغ فيه.