سميرة مدني: 'صباح السعودية' مدرستي الأولى

المرأة السعودية / نساء سعوديات, قناة ام.بي.سي, سميرة مدني, التلفزيون السعودي, رانيا برغوث

09 نوفمبر 2011

سميرة مدني وجه تلفزيوني سعودي قدم نفسه منذ انطلاقته الأولى من خلال برنامج «صباح السعودية» عبر القناة الأولى في التلفزيون السعودي.
معروفة بهدوئها ورومانسيتها وثقافتها العالية، إلا أن ذلك لم يمنعها من مشاركة الجيش السعودي في مسرح العمليات الحربية أثناء الحرب مع الحوثيين، وقيادتها للطائرة الشراعية... عملت في المجال التجاري، وتوجهت إلى العمل في المجال الصحافي في صحيفة «الاقتصادية»، ومن ثم إلى التلفزيون لتلتحق أخيراً بفريق برنامج «كلام نواعم» في قناة «mbc».
تحدثت عن المرأة السعودية، وعن حقوقها وثقافتها، رافضة أن تكون بديلة للمذيعة رانيا برغوث. «لها» إلتقتها فكان هذا الحوار...


- هل تشعرين باختلاف بعد انتقالك من التلفزيون السعودي إلى «mbc»؟
أعتقد أن المساحة كانت موجودة من خلال برنامج «صباح السعودية»عبر القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وكنت أستطيع التحليق في الحديث عن كل المواضيع في هذا البرنامج الذي كان مدرستي الأولى.

- وجودك بديلة للمذيعة رانية برغوث ألم يشعرك بالقلق وصعوبة إثبات الوجود؟
السيدة رانية برغوث لا أستطيع أن أصفها بكلمات تليق بشخصيتها ومكانتها كإعلامية قديرة تمتلك قدرات عالية جداً في المجال التلفزيوني، لذلك تستحق أن نخلع قبعتنا احتراما لها.
ولكن أنا لست بديلة لرانية برغوث لأن مكانتها موجودة في برنامج «النواعم»، وليس الموضوع مجرد تبديل بل هي قرارات إدارية وضعتني بين «النواعم» وهذا يشرفني كونه برنامجاً يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، ومدرسة أستقي منها الجديد.

- بدايتك كانت العمل في المجال التجاري ثم انتقلت إلى الإعلام. فما الفرق بين الاثنين؟
أحببت العمل في المجال التجاري، وكنت أشعر بالراحة فيه. وعندما زاولت المجال الإعلامي شعرت باختلاف كبير. كنت في بداية الأمر متعاونة وفضلت أن أطور نفسي لأظهر بصورة أقوى في ظل التطور الذي يشهده الإعلام في العالم العربي، فبحثت كثيرا وخضعت لدورات عديدة خارج المملكة في مجال الإعلام لأصل إلى ما وصلت إليه.

- ما هو التأثير الذي تركه العمل الصحافي التحريري على عملك كمقدمة برنامج تلفزيوني؟
من المهم جداً أن يكون لدى المذيع التلفزيوني تجربة في المجال الصحافي ليتمكن من أدواته في طرح مواضيعه، والبحث عن المعلومة الصحيحة، إضافة إلى قدرته على إدارة الحوار والخروج بمادة جيدة للمشاهد. هناك مذيعون لم يخوضوا تجربة الصحافة إلا أنهم نجحوا، وهي حالات نادرة.

- أي عنصر يضمن النجاح: البرنامج أم مقدّمه؟
مقدم البرنامج الذي يفتقر الى الأدوات الأساسية لإدارة الحوار سرعان ما ينكشف، فمن السهل الظهور عبر شاشة التلفزيون، ولكن بعد عرض مجموعة من الحلقات تتضح للجمهور شخصية مقدم البرنامج.
وهناك برامج حققت النجاح رغم ضعف الإعداد والديكور، وهنا يظهر دور مقدم البرنامج في النهوض به والوصول به الى الجمهور. وأحيانا يكون الإعداد ممتازاً لكن المذيع يسبب الفشل.

- ما هو دور تخصصك في «علم الاجتماع» في مجال عملك في الإعلام
علم الاجتماع ليس مجرد تخصص أو دراسة جامعية بالنسبة إلي. منذ المراحل الأولى من الدراسة وأنا أعشق هذا التخصص الذي يساعدك على الدخول إلى عالم الشخصيات التي تواجهها.
وكثيراً ما استفدت من علم الاجتماع في مجال الإعلام من حيث الأرضية الثقافية الاجتماعية إضافة إلى أنه محفز على البحث المستمر والاطلاع لاستقاء المعلومة، وكيفية التعامل مع الضيوف وقراءة أبعاد شخصياتهم، ويهبك ملكة عجيبة في أسلوب التخاطب مع الآخرين. علم الاجتماع يساعدك على فهم أمزجة الناس وخدمتهم.


الوجه الثاني من شخصيتي هو توازن

- عرفك الجمهور بالرقة والرومانسية، فكيف استطعت التوجه الى جبهة القتال إلى جانب ضباط وأفراد القوات المسلحة والطيران في طائرة شراعية؟
لديّ جانب قوي في شخصيتي يظهر في ظروف عملية أو اجتماعية. لا اعتقد أن ذلك يعد ازدواجية بل هو توازن في شخصيتي. وجودي في جبهة القتال وركوبي الطائرات الشراعية للمرة الأولى، قد يعتبرهما البعض مجازفة ومغامرة في الحياة وربما يكون هناك عودة أو لا عودة.
في مجال عملي في التلفزيون لم يطلب مني القيام بمثل هذه المهمات، وليس من السهل أن تجد امرأة في المجتمع السعودي تقدم على مثل هذه المهمات الصعبة، لكن الدافع لي هو إحساسي بالمسؤولية وحبي للوطن، ولابد للإنسان أن يصنع الفارق في المكان الذي يكون موجود فيه، وعلينا ألا نكون موجودين بجسد بلا روح وإحساس.
من طبيعتي الشعور بالمسؤولية والإحساس بالآخر، والمسؤولية لا تقتصر على أسرتي الصغيرة فأنا جزء من المجتمع، ومن الواجب علي أن أوصل رسالة هادفة.

- كيف يستطيع الرجل فهم المرأة واحترام تركيبتها الشخصية؟
لابد أن يمنح الرجل المرأة الثقة بنفسها، وأعني الرجل الفاهم الذي يستطيع قراءة المرأة بشكل جيد.

- حدثينا عن تجربتك في جريدة «الاقتصادية»؟
كانت تجربتي من خلال القسم الاقتصادي في «الاقتصادية» جميلة وتعد من أجمل أيامي في العمل الصحافي، علما أن هذا العمل يعرضك للكثير من العوائق والمشاكل. لكني تعلمت الكثير من العمل الصحافي وصرت أمتلك أدواته مما جعلني متمكنة في عملي الإعلامي.

- الملك عبد الله سمح للمرأة بالمشاركة في مجلس الشورى إلى جانب الرجل في الوقت الذي تطالب فيه المرأة السعودية بقيادة السيارة بنفسها، كيف تنظرين الى هذا القرار؟
القضية ليست مجرد قيادة المرأة للسيارة بمفردها فهذا أمر لا يعد بالغ الأهمية. نحن نعرف أن المرأة تقود دولاً منذ عقود ولديها دور في تغيير الفكر البشري.
المرأة السعودية مطلوب منها الكفاح والعمل لتحقيق أهدافها ولخدمة وطنها ومجتمعها وأسرتها. النجاح وتحقيق الأهداف لا يأتيان بسهولة.

- ما مكانة القصيدة التي أهديتها لخادم الحرمين وكانت سببا حقيقيا لوجودك في المجال الإعلامي؟
القصيدة من أهم المقتنيات التي افتخر فيها، وتعد من أبرز مذكراتي الخاصة كونها قدمت من والدي الملك عبدالله الذي كان السبب الأول في النجاح الذي وصلت إليه، ومن أجل هذا الأب الحنون الذي احتوى أبناءه السعوديين والسعوديات علينا كسيدات تقديم كل ما لدينا من اجل الوطن وعيني والدنا الملك عبدالله.
وأمنية حياتي أن التقي خادم الحرمين الشريفين واخبره بأنك السبب الحقيقي لما وصلت إليه من نجاح وتميز، حفظه الله من كل مكروه ونصره ورفع قدره.

- هل توقفت عن الكتابة الصحافية بعد نجاحاتك كوجه تلفزيوني؟
في الوقت الحالي أكتب عمودا في مجلة فنية أسلّط فيه الضوء على العديد من المواضيع الاجتماعية.