غياب منصور المنصور

عيسى حموتي, الكويت, هدى حسين, منصور المنصور, حسين المنصور, سعاد عبد الله, إبراهيم الصلال, غياب

21 نوفمبر 2011

وافت المنية الفنان الكويتي القدير منصور المنصور شقيق الفنانين محمد وحسين المنصور عن عمر يناهز 70 عاما، خلال مشاركته  مع وفد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومسرح الخليج العربي، وبصحبة أسرة مسرحية «المكيد» التي مثلت الكويت في مهرجان المسرح الدولي في الجزائر. وفجع الوسط الفني بوفاته المفاجئة التي أعقبت شعوره بالإعياء ونقله إلى أحد المستشفيات في الجزائر.


وقد نعى الفنان حسين المنصور شقيقه المرحوم الفنان منصور المنصور قائلا: «فجعنا بنبأ رحيل شقيقنا الثاني، أحد أهم أقطاب أسرتنا الفنية، بعد أن فارقنا المخرج عبد العزيز المنصور قبل بضع سنوات، وغادرت البلاد إلى الجزائر مع ابنه الأكبر عماد لجلب جثمانه، وتم دفنه في الكويت وسط دموع محبيه ورفاقه».

من جانبه عبّر الفنان محمد المنصور عن ألمه الكبير بفقده شقيقه الأكبر ورفيق دربه في الحياة الأسرية والفنية قائلا: «لقد عرف عن المرحوم دماثة الخلق وحسن التعامل مع الآخرين، ولا أقول غير اني أدعو له بالرحمة والمغفرة».


رصيد كبير

ونعى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة الفنان منصور المنصور معتبرا وفاته خسارة كبيرة للحركة الفنية والمسرحية في الكويت. وقال إن «الفقيد يملك رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية المتميزة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون، وهو من الرعيل الأول الذي أرسى قواعد الفن الراقي في الكويت، وساهم مع أبناء جيله في نقل رسالة الكويت الثقافية إلى محيطها العربي من خلال الرسالة السامية للفن وخاصة المسرح».

وأشار إلى أن المنصور شارك في أعمال مسرحية منذ عام 1958، مستمرا في عطائه المسرحي المتميز، وشارك في أعمال مشهورة منها «ضاع الديك» و«4321 بوم»، كما قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية على مدى سنوات طويلة، وقدم هذا العام مسلسلي «العضيد» و«خيوط العمر»، كما قدم سابقا ثلاثية «فهد العسكر».

وأضاف اليوحة أن عالم الطفل في الكويت مدين للفنان منصور المنصور الرائد فيه بالأعمال الخالدة التي تركت بصمات واضحة في هذا المجال، وفي مقدمها المسلسل الإذاعي «حبابة» ومسرحية «السندباد البحري»، مشيرا إلى أن مشواره الإذاعي يعد إحدى العلامات البارزة في المسيرة الفنية لإذاعة الكويت التي بدأ معها منذ عام 1959 حتى تقاعد عقب تحرير الكويت.


ردود فعل

الفنانة سعاد عبدالله غلبتها الدموع وقالت باكية: «اجتمعت به منذ فترة بسيطة قبل مغادرته للجزائر، وكعادته كان يحدثنا ونتناقش في الشأن الفني بشكل عام. ولقد عرف عنه التزامه وحرصه على صحته حيث لم يكن يتناول المنبهات كالقهوة والشاي ويحثنا على عدم الإكثار منها، ولم أشعر بأنه يشكو من أي أعراض صحية، لذلك فجعت بنبأ وفاته خصوصا أنني زاملته وعاصرته في أحلى مراحل الفن في الكويت والخليج وكان إنسانا بمعنى الكلمة».

جاسم النبهان كان متأثرا للغاية وقال: «فجعنا بفقد زميلنا المرحوم منصور المنصور الذي عرف بهدوئه وحلمه وحسن أخلاقه وفنه وعطائه، خصوصا أني عملت معه في الإذاعة والمسرح والتلفزيون. ولم يكن يبخل على الشباب بنصائحه وتوجيهاته».

الفنانة هدى حسين قالت: «لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن مدى الحزن لفقد أحد أهم رموز الفن في الكويت والخليج العربي. بالنسبة إليّ كان الفقيد بمنزلة الأب والموجّه في بداياتي في مسرح الطفل الذي بدأته معه منذ كنت طفلة، إلا أن هذا لا يغفلنا عن دوره البارز في إذاعة الكويت وبصمته في الأعمال التلفزيونية من خلال المسلسلات الدرامية التي قدمها.
في هذا المصاب لا يسعنا سوى الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله الصبر والسلوان».

وقال الإعلامي ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي: «كان الفنان الراحل منصور المنصور نموذجاً للالتزام والتضحية، فقد كان خلال مشواره الذي يمتد اكثر من خمسة عقود، النموذج  الأرقى للمبدع الكويتي الحقيقي الذي ضحى لحرفته وبلاده. ويكفي أن نتذكر دوره الكبير في تأسيس الإذاعة السرية، والدور الحقيقي للإعلام المقاوم الذي يواجه التحديات بكل شجاعة وبسالة، إضافة إلى إنجازاته الفنية الخالدة في ذاكرة الفن والإعلام».

المخرج القدير فؤاد الشطي قال:  «خسرت الكويت احد  أعمدتها الفنية، خسرنا الفنان الذي أعطى للحركة الفنية خلال مشواره الكثير من التضحيات التي رسخت قيمته ومكانته، وعبرت عن عظيم الخلق الذي يتمتع به... ظل خلال مشواره يمتاز بالحكمة والعقلانية وترك البصمات الفنية والحضور الدائم في كل المناسبات والملتقيات متجاوزا أزماته الصحية وتعبه وآلامه من أجل دعم الحركة الفنية وأجيالها».

 بينما قال الفنان إبراهيم الصلال رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح الفني: «ان رحيل الفنان منصور المنصور هو رحيل لفنان رائد، ساهم في تأسيس فرقة مسرح الخليج العربي، وله مساهمات كبيرة في المجالات المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، ناهيك بالتزامه الفني، وحرصه الشديد على حماية الساحة الفنية ودعم مسيرة أجيالها الشابة، كان الفنان الراحل منصور المنصور صمام الامان الذي يمتاز دائما بالحكمة والعقلانية والرصانة العالية، رحمه الله، وألهم ذويه الصبر والسلوان».


من هو؟ منصور عبدالله خليفة المنصور العرفج

  • ولد في فريج المرقاب عام 1941، وتنتمي أسرته إلى الشعالة من الهواجر الذين سكنوا القصيم والإحساء، وجده هو خليفة العرفج صاحب الكتب والقصص التاريخية والفلكية.
  • انتقلت أسرته من المرقاب إلى الشرق وتحديدا فريج المطبة ودرس على يد الملا بلال، وبعدها في مدارس الصباح والشرقية والنجاح والصديق والمتنبي.
  • له من الأشقاء أربعة، شكلوا معا ثقلا فنيا كأسرة، وكان لهم الكثير من الأعمال الفنية ذات البصمة الواضحة التي أخرجها على مدى عقود شقيقهم الراحل عبد العزيز المنصور، وشاركه فيها محمد وحسين ومنصور وعيسى المنصور.
  • بدأ منصور المنصور حياته الفنية عام 1958 عندما شارك كهاو في مسرحية «الحاكم بأمر الله» على خشبة مسرح المتنبي. ولاحظ أستاذه حسن عبد السلام آنذاك تميزه، فوجهه مع عدد من زملائه إلى العمل الإذاعي.
  • كانت باكورة أعماله الإذاعية عام 1959 مع زملائه عبد العزيز الفهد، صالح حمدان، محمد الشمالي، وعباس عبد الرضا.
  • عين موظفا رسميا في إذاعة الكويت عام 1961 في فرز رسائل برنامج «ما يطلبه المستمعون»، وعندما لاحظ المسؤولون جده وجهده أرسلوه في بعثة لدراسة الإخراج الإذاعي في مصر. ولدى عودته الى الكويت عين نائبا لرئيس قسم المخرجين في الإذاعة، ثم أصدر عبد العزيز جعفر الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة آنذاك قرارا بتعيينه رئيسا لقسم المنوعات.
  • بلغت أعماله المسرحية قرابة الأربعين عملا ما بين التمثيل والإخراج من بينها «لا طبنا ولا غدا الشر» و«حفلة علة الخازوق». أما على مستوى مسرح الطفل فهو من الأعمدة الرئيسية لهذا المسرح، بل المؤسس له، ولا يمكن للوسط الفني أن يغفل دوره في هذا الجانب الفني على الصعيد المسرحي.
  • وفي ما يتعلق بالأعمال التلفزيونية، قدم العديد منها وتميز مع أشقائه في مجموعة من المسلسلات من بينها «القدر المحتوم» و«سهم الغدر» و«غصات حنين» وغيرها من الأعمال.
  • والجدير بالذكر أن الفنان الراحل كان أحد القائمين على تأسيس إذاعة الكويت، التي بثت اثيرها من جدة إبان فترة الاحتلال، ونجحت في التواصل مع المواطنين الكويتيين في الداخل وبث الرسائل الإعلامية الى العالم آنذاك.
  • آخر أعماله التلفزيونية كان مسلسل «ليلة عيد» مع حياة الفهد.