الأزياء الراقية/الهوت كوتور مجموعة خريف وشتاء 2022/23

05 يوليو 2022

نعلم جميعاً نحن العاملين في عالم الموضة والأزياء أن الأكثرية الساحقة من الناس يعتقدون أن ما نقوم به عمل سخيف. يندرج هذا الأمر في خانة النقد المُمِل، ونبدأ جميعنا بالجدال على خلاف ذلك، ولكن إذا فكرنا ملياً في الأمر، فإن الموضة قد تكون أمراً سخيفاً في بعض الأحيان. الموضة أيضاً قد تأخذ طابعاً استفزازياً، أمراً جانبياً، وقد تظهر أحياناً في موقع المتحدي، وذات مغزى كبير. الموضة شيء يخطف الأنفاس. إنها جداً جميلة.

على الرغم من ذلك، في السنوات الأخيرة، بدا الأمر وكأن الموضة قد حاولت جاهدة إثبات نفسها على أنها في الواقع ليست سخيفة. قد يشعر المصمّمون بالضغط لإدلائهم ببيان حول الوضع السياسي الحالي، الكارثة المناخية المستمرة لدينا، عدم المساواة بين الناس من مختلف الأعراق والأجناس، وقد أدى عصر الحرب في الواقع إلى القيام بعض الأعمال المميزة، ناهيك عن إعادة إشراك صناعتنا لتشمل ثقافات أوسع.

لكن هذا، وفي بعض الأحيان، أدى أيضاً إلى جدية ذاتية كئيبة الأوجه، والتي تتصدر الموضة وتغرقها بالشعارات. إنه لمن السهل جداً أن تكون جاداً مع نفسك. إنما الطريق الأكثر صعوبة تكمن في أن تظل عضواً فعّالاً مشاركاً في المجتمع، لكن أيضاً، ومن خلال عملك الخاص، أن تكون لديك الجرأة في تبني وإظهار نوع من البراءة الإبداعية، حالة تحملك الى عالم من الدهشة والرهبة كتلك التي شعرنا بها عندما رأينا أول عرض أزياء مذهل.

أتحدث دائماً عن محاولة تحقيق حالة البراءة الإبداعية تلك - عن النضال من أجل البقاء قريباً من ذلك الشخص الذي وقع في حب الموضة وإمكانياتها، وتحفيزه للمضي قدماً وعدم الخضوع للسخرية أو الإرهاق من العالم. آمل في أن تكون هذه الروحية متجسدة بكل وضوح في هذه المجموعة: آمل أيضاً أن يتمكن الأشخاص الذين يرونها من معرفة مدى المتعة التي رافقتني مع فريق العمل أثناء تنفيذها. كما وآمل في أن تكون هذه البهجة التي شعرنا بها، أثناء إبداعنا للأشياء، وتنفيذنا ابتكارات جميلة، ابتكارات ستبقى في ذاكرة الناس على الدوام، ظاهرة وواضحة بالكامل في كل معطف، ولباس، وإكسسوار.

أعتقد أننا أحياناً نتخذ موقفاً دفاعياً عندما يتهمنا نقّادنا بأننا نريد فقط ابتكار الأشياء الجميلة. لكن ما الخطأ في كوننا نرغب بابتكار أشياء كهذه؟ قد لا يكون هذا الجزء الأهم في الحياة، إنما بالطبع هو جزء من الحياة. حقاً فإن إبداع الأشياء الجميلة لم يعُد بهذه السهولة. إنما هو بالفعل امتياز - وأنا ممتن له كل يوم.