إيلي كلاس: 'سوبر ستار' قدّم لي الشهرة ولكن...

الغناء, فيديو كليب, برنامج سوبر ستار, شركات الإنتاج, الجمهور, أغنية, برنامج ديني, إيلي كلاس

20 ديسمبر 2011

إيلي كلاّس شاب أدهش الجمهور حين شارك في برنامج سوبر ستار عام 2004 ووصل إلى نصف النهائي. رغم أنه مقعد استطاع أن يأسر قلوب ملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب ليس بسبب إعاقته وإنما لصوته القوي الجميل.
رغم أن الجمهور أنصفه فإن شركات الإنتاج لم تفتح له أبوابها، ومع ذلك لا يزال مصرًا على متابعة مشواره الفني من إنتاجه الخاص الخجول.
لديه ثلاث أغنيات منها «حلوة الدنيا» التي صوّرها فيديو كليب و«يا ريت» التي تحكي قصته مع الحادث الذي أقعده. «لها» التقت إيلي كلاّس وكان هذا الحوار.


- شاركت عام 2004 في برنامج «سوبر ستار» الذي كان يعرض على شاشة المستقبل، وخرجت من البرنامج في نصف النهائي. ألم تشعر بالأسى لأنك خرجت في هذه المرحلة من البرنامج؟
اكتفيت بما وصلت إليه قياسا بالوضع الذي أنا فيه، بل بالعكس شعرت بأنني وصلت إلى مرتبة مهمة جدًا واعتبرت انني حقّقت إنجازًا، فشخص لم يكن في استطاعته الكلام وصل إلى هذه المرتبة في الغناء أمام الملايين.

- لم نسمع لك أعمالاً غنائية كل هذه المدّة، لماذا؟
من بعد «سوبر ستار» كان المفروض أن يكون هناك اهتمام من الإدارة لكن للأسف لم يهتم أحد. المشكلة في تلفزيون المستقبل أنهم قد وقّعوا مع كل متخرّجي «سوبر ستار» عقداً حصرياً يمنع من التعاقد مع شركة إنتاج أخرى، وفي الوقت نفسه لم يقدّموا أي عرض لإنتاج ألبوم.
العرض الوحيد الذي حصلت عليه أغنية من إلياس الرحباني قدّمتها في الحلقة الأخيرة من «سوبر ستار». ومن بعدها لم يحدث اي إنتاج.

- ولكن شاهدنا العديد من متخرجي «سوبر ستار» ضيوفًا في برامج «المستقبل» الفنية وأتاحوا لهم عرض أغنياتهم وتسويقها عبر الشاشة؟
صحيح، ولكن هذا لم يكن كافيًا. شخصيًا دُعيت إلى برنامج «إيقاع» الذي كان يعرض على «المستقبل». وبعدما صوّرت حوالى الساعتين لم تظهر الفقرة التي أنا فيها، مما جعلني أشعر بالغبن ولم أفهم لماذا دعوني إلى التصوير ولم يعرضوا الفقرة الخاصة بي في الحلقة.

- ألم تسأل عن السبب؟
بصراحة لم يعطوني إجابة مقنعة فقد برروا الأمر بأن مدة البرنامج لم تسمح بعرض الفقرة علمًا أنهم عرضوا في الحلقة نفسها التي شاركت فيها فقرة لفنانة صاعدة بدًلا من فقرتي.

- بالعودة إلى مشاركتك في «سوبر ستار»، ما الذي حفّزك على المشاركة رغم الإعاقة التي تعانيها، ألم تخشَ الرفض؟
في الموسم السابق لمشاركتي كان هناك مشارك كفيف. وسوبر ستار يرتكز على الأصوات الجميلة أكثر من استناده الى المظهر الجميل وهذا ما شجعني على المشاركة.
شخصيًا أؤمن أن كل إنسان لديه موهبة لا يمكنه دفنها. كانت الصعوبة في وضعي الصحي، فالمطرب يجب ان يكون لديه قدرة تنفس قوية وعضل في المعدة كي يستطيع الغناء.

- من اكتشف جمال صوتك؟
في المدرسة كانوا يختارونني لأغني في الحفلات المدرسية. كنت في السابعة عشرة عندما تعرضت للحادث فابتعدت عن الغناء لأنه كان لدي مشكلة في الكلام والتنفس، وبعد فترة وبعدما استعدت صوتي صرت أغني بين الأصدقاء.
عمومًا الإنسان يشعر بما إذا كان لديه صوت جميل أم لا. في الفترة الأولى بعد تعرضي للحادث لم يكن في إمكاني حتى الكلام، وصرت أجهد كي أستعيد ولو 50 في المئة مما كان لدي.
الحمد لله استطعت أن أشارك في البرنامج. كان هدفي أن يتعرف إلي الجمهور وأثبت للناس أن الإنسان قادر على القيام بكل شيء وإن كان يعاني إعاقة. وربما أنا كسرت الحاجز بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بإعاقة والأشخاص الأصحاء.

- ما كان رد فعل أهلك حين قررت المشاركة في «سوبر ستار»؟
خافوا على صحتي. حتى طبيبي في المستشفى قال لي كيف ستغني. ولكن تحديت نفسي والإعاقة وأصررت على المشاركة، فذهبت وصديقي إلى مركز قبول الطلبات واختيار المشاركين، وانتظرت مع الآلاف.
ورغم أن الكثيرين ممن مرّوا قبلي قد رُفضوا وكنت أرى دموعهم وإحباطهم، لم أكن خائفًا لأنني كنت مقتنعا بوجوب خوض هذه التجربة وأنني لن أغضب إذا ما رُفضت. ولكن الحمدلله، أعجب صوتي أعضاء لجنة التحكيم وقبلوني، وكنت من أوائل الذين قبلوا من لبنان.

- مَن في لجنة التحكيم كان يقسو عليك بالتمارين؟هل نلت معاملة خاصة أثناء ذلك؟
خلال فترة التمارين لم أشعر يومًا بأنهم يتعاملون معي على أساس إعاقتي، بل كنت أُعامل كغيري من المشاركين مما منحني ثقة أكبر بنفسي. فهم اختاروني لصوتي وليس شفقة علي وهذا أعطاني دفعًا لأحسن أدائي، لذا كنت أقوم بكل التمارين وكل ما يطلب مني.
الإنسان لا يمكن أن يصل إلى الهدف الذي يصبو إليه بسهولة، بل عليه أن يجتهد ويتعب حتى يصل. لذا من بعد «سوبر ستار» درست الغناء الشرقي خمس سنوات في جامعة الروح القدس الكسليك، لأصقل موهبتي وأصبح مؤهلاً للتلحين.



- تعرضت لحادث في البحر أدى إلى إصابتك بإعاقة دائمة، هل تحاول من خلال الفن إيصال رسالة إلى الشبان في هذه السن ليكونوا أكثر عقلانية؟
كنت في السابعة عشرة حين تعرضت لحادث في البحر حيث قفزت من المركب وكسرت عنقي عام 1993.
خلال فترة علاجي في المستشفى كنت أرى يوميًا الكثير من الشبان يدخلون الطوارئ بسبب تعرضهم لحوادث في البحر، فصار عندي هاجس، وقرّرت أن أفعل شيئًا بهذا الخصوص.
اتصلت بالدكتور زياد عقل في جمعية «اليازا» وأصبحت عضوًا في الجمعية، وعضوًا مؤسسًا لجمعية الحوادث البحرية «أسيب». وألقي محاضرات أتحدث فيها إلى الشباب عن تجربتي.
أما على الصعيد الفني فأغنية «يا ريت» التي هي من كلماتي وشاركت في تلحينها مع جوزيف توما، تتكلم على الحادث الذي سبّب إعاقتي. وأردت من خلال هذه الأغنية أن أوجّه رسالة إلى الشباب لاسيما في سن المراهقة. تقول كلمات الأغنية:
«قالت حبيبي عالبحر خدني مشوار
الدنيي صيف والجو والع نار
ما كنت عارف شو مخبالي القدر
ورا جمال البحر رح يطلع غدر»

- أن تغني أغنية تحكي قصتك فيها جرأة. ألم تشعر بالوجع وقلت ليت الزمن يعود بالفعل إلى الوراء؟
ما حدث قد حدث، وأنا بطبعي إنسان متفائل. طبيعي أن يمر الإنسان بفترة من الإحباط واليأس إنما هناك دائمًا أمل نتعلّق به، ولعل أغنية « الدنيا حلوة» تشبهني كثيرًا لأنني أؤمن أن الشمس تشرق كل يوم وكذلك الأمل في الحياة يغيب ليعود ويشرق.

- من ينتج لك أغنياتك اليوم؟
أنتج من مالي الخاص، لذا أنتج أغنية منفردة، لأنه ليس في إمكاني إنتاج ألبوم كامل فهذا ملكف جدًا، ويستحيل علي القيام بهذه الخطوة.

- ماذا عن شركات الإنتاج؟
للأسف شركات الإنتاج يهمها الصورة والمظهر أكثر من الصوت سواء كنت مطربًا أو مطربة، وأنا كما ترين لا أستطيع التحرك على المسرح أو الرقص وكل ما أرتكز عليه هو صوتي.
والطريف أنني أردت تصوير أغنية «يا ريت» والتقيت أحد المخرجين المعروفين في هذا المجال فأعجبته الأغنية وقال لي أنه مستعد لإخراج فيديو كليب وأنه لن يتقاضى شخصيًاعنها فلسًا، وإنما تكاليف الإنتاج ستكون 150 ألف دولار.
فاستغنيت عن الفكرة من الأساس، مع أنني أرغب كثيرًا في تصوير هذه الأغنية لما فيها من رسالة واقعية وتهم كل الشبان.

- ماذا عن الإذاعات؟ هل حاولت التواصل معها؟
«جرس سكوب» من الإذاعات التي تحمست لبث أغنية «الدنيا حلوة» وكانوا فعلاً متعاونين وساعدوني من دون مقابل، بينما بقية الإذاعات تطلب مقابلا لبث أي أغنية.

- بالعودة إلى «سوبر ستار» هل لا تزال على تواصل مع المشاركين؟
أتواصل مع هادي أسود وملحم زين من الموسم الذي سبقني.

- هل تحيي حفلات غنائية؟ وكيف يتفاعل معك الجمهور؟
شاركت في العديد من المهرجانات التي تقام في المناطق اللبنانية، والحمدلله أصداء الحفلات أفضل مما أتوقّع، فالناس يحبونني كثيرًا ويكفي أنهم يقطعون المسافات ليسمعوني في المهرجانات.

- بمَ يطالبك الجمهور؟
كل الأنواع، الطربي والشعبي والرومانسي. فضلاً عن أغنياتي الثلاث.

- بعيدًا عن الفن هل لديك عمل آخر؟ 
أنا مجاز بالغرافيك ديزاين من معهد الكفاءات، وشاركت عبر الإنترنت في مسابقة تصميم السيارات التي تقام في فرانكفورت، وحللت في المرتبة المئة من أصل 37 ألف مشارك..

- رغم كل العراقيل الموجودة في المجال الفني وتحديدًا الغناء، هل لا تزال مصرًا على مواصلة مشوارك؟
أصر على الفن ولن أتوقف وسوف أنمي موهبة التلحين لدي، فإذا لم أستطع الوصول عبر الصوت فسوف أصل عبر اللحن. وأنا كما سبق أن ذكرت درست الغناء الشرقي والسولفيج لأطور موهبتي وأستمر في عالم الفن من منطلق أكاديمي.
الإنسان الذي يغني يصبح لديه إدمان الغناء ولا يستطيع التوقف عنه، كلما قدّمت شيئًا ترغبين في الأفضل. أنا في الخامسة والثلاثين ومصر على متابعة المشوار. صحيح أن عالم الفن صعب، ولكن هذا يولّد لديّ تحدّياً، فأنا بطبعي أحب التحدي في الحياة.

- إلى ماذا تستند؟
إلى الله وإلى موهبتي.