المصمّمة توري برتش: المساواة بين الرجل والمرأة حق مكتسب وليست هبة من أحد

حوار: فاديا فهد 02 سبتمبر 2022

المصمّمة الأميركية توري بورش عاشقة أبديّة للموضة والسفر واكتشاف كلّ جديد، ومناضلة شرسة من أجل تمكين المرأة. وقعت في غرام منطقة الشرق الأوسط، فعزّزت حضور شركتها فيها، وأطلقت لها المجموعات والقطع الخاصّة التي تحاكي أذواق النساء في هذه المنطقة. عام 2020، صنّفتها مجلة "فوربس" الأميركية على لائحة أقوى نساء العالم. لمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لإطلاق علامة توري بورش، التقينا المصمّمة الأميركية وكان هذا الحوار.


- تصادف هذا العام الذكرى الثامنة عشرة لعلامتك التجارية. ما هو شعورك بعدما وصلت إلى ما يقارب العقدين من الزمن؟

لقد كانت مسيرة مشوّقة، تجاوزتْ فيها العلامة التجارية والمؤسّسة الخيرية اللتان أسّستهما، أبعد توقعاتي. أنا فخورة جداً بفريق عملي والبصمة التي تركناها في عالم الموضة، لكنني دائماً أقول إننا بدأنا للتو وثمّة الكثير نريد القيام به بعد.

- لطالما كان السفر والوجهات الجديدة مصدر إلهام لك، أيّ متعة يوفّرها لك السفر؟ ما الذي تبحثين عنه عندما تسافرين؟

ألهمتني النساء على مستوى العالم، وذوقي انتقائي. وقد أثّرت الألوان والفن والأزياء والأشخاص الذين التقيتهم حول العالم، في مجموعاتي منذ البداية.

لقد غرس والداي، بادي وريفا، فيّ حبّ السفر في وقت مبكر. عندما كنت صغيرةً، كان والداي يقضيان ستّة أسابيع في السنة في استكشاف إيطاليا وفرنسا والمغرب وغيرها. كان شغفهما بالمغامرة مُعدياً: كان السفر بالنسبة إليهما يتعلّق بالتيه في بلاد جديدة وتجربة ثقافات مختلفة واكتشاف أفكار أخرى.

عندما كنت في المدرسة الثانوية، أتذكّر أنني قرأت اقتباساً لمارك توين ظلّ عالقاً في ذهني منذ ذلك الحين: "السفر يقتل التحيّز والتعصّب الأعمى والأفق الضيّق".

- افتتحت علامتك Tory Burch متاجر جديدة في كل أنحاء منطقة الخليج بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر، إضافة الى 23 موقع بيع في الشرق الأوسط حتى الآن. ما رأيك في أسواق الشرق الأوسط، ولماذا هي مهمّة بالنسبة إليك؟

منذ أن أسّست علامتي التجارية في عام 2004، كان حلمي أن أتوسّع في الشرق الأوسط. لقد وقعت في حبّ هذه المنطقة قبل أكثر من عقد على أثر رحلة استجمام قمت بها وعائلتي إلى دبي والأردن. لقد تأثّرت كثيراً بالطاقة الإيجابية التي تتركها فيك المنطقة، كما بالهندسة المعمارية، والطعام اللذيذ، والأناقة الدائمة، والأهمّ من ذلك كله، تأثّرت بأهل المنطقة.

عميلنا في الشرق الأوسط فريد من نوعه، وتعلّمنا الكثير منه عن المنطقة وأهلها. لقد أطلقنا منتجات أنيقة وجميلة حصرياً لعملائنا في الشرق الأوسط على مرّ السنين، من القفطان المزخرف إلى حقائب اليد الخاصّة للغاية.


- حقّقت مجموعة T Monogram الخاصة بك نجاحاً كبيراً في الشرق الأوسط هذا العام. لماذا تعتقد أنها حقّقت أداءً جيداً في الأسواق الشرق أوسطيّة؟ هل نتوقّع منتجات خاصه بالشرق الأوسط لهذا العام؟

لاقت مجموعة T Monogram الخاصّة بالدار صدى عالمياً، ويسعدني أنها مرغوبة في الشرق الأوسط. نمط الجاكار يحقّق التوازن بين العصري المميّز والكلاسيكي الخالد. هذه المجموعة تدلي ببيان جريء، ولكن لا يزال من السهل تنسيقها.

لهذا العام، نعمل على إعداد لحظة خاصّة بحقيبة T Monogram حصريًاً للشرق الأوسط، هذا كلّ ما يمكنني مشاركته الآن!

- أخبرينا عن مجموعة خريف وشتاء 2022 من توري بورش، وما علاقتها بالملابس الرياضية الأميركية؟

بدأت في خريف 2022 أرقب تبدّل أذواق النساء في نيويورك: ثمّة حرّية كبيرة في تنسيقهنّ للملابس: إنهنّ يمزجن بين الملابس اليومية والرياضية، ويضعن طبقات من الأكسسوارات غير المتوقّعة، ويرتدين ما يناسبهنّ ببساطة، غير آبهاتٍ بموضة الموسم. ما أحبّه هو إعادة التفكير في الأناقة، وتحوّلها من مفهوم عام إلى أسلوب شخصي، وليس فقط التفكير ضمن إطار الاتجاهات المحدّدة. لا أعتقد أن أيّ شخص يهتمّ بقواعد الموضة المفروضة بعد الآن. الملابس الرياضية الأميركية هي المنتَج المشترك في كل مجموعاتنا.

- عقدت مؤسسة Tory Burch قمّتها الثالثة تحت عنوان Embrace Ambition Summit. ما الذي ألهمك لإطلاق هذه المؤسسة وأي مشاريع جديدة هذا العام؟

كان إطلاق مؤسّسة على لائحة مخطّطاتي منذ اليوم الأول. كان هدفي عندما بدأت عملي كمصمّمة، تصميم منتجات فاخرة وطموحة وفي متناول الجميع، لكنني أردت أيضاً أن أُنشئ مؤسّسة للنساء. فكّرت في المكان الذي يمكنني تقديم خبرتي فيه وإحداث أكبر تأثير ممكن في مَن حولي، وكان ذلك من خلال دعم رائدات الأعمال. لقد فهمت العقبات التي يواجهنها، وأهمها: الوصول إلى رأس المال، دعم رعاية الأطفال المحدود، والقوالب النمطية والتمييز...

كنت أرغب في معالجة هذه القضايا ومساعدة النساء الأخريات على متابعة أحلامهن. أطلقنا مؤسّستنا في عام 2009، ولا تزال مهمتنا كما هي: تمكين رواد الأعمال وتشجيع النساء على تبني طموحاتهنّ. لقد أحدثنا تأثيراً هائلاً حيث عملنا، وما زلنا في البداية.

في وقت سابق من هذا العام، أطلقنا برنامج  Grants for Women of Color With Fearless Fund والذي خصّص بالفعل 2 مليون دولار للشركات الصغيرة التي تملكها سيدات مبتدئات في مجال الأعمال في كل أنحاء أميركا. كما أنني فخورة للغاية بهذا البرنامج الذي يقدّم الإرشاد والموارد والمنح لرائدات الأعمال. 


- عيّنت دار توري بورش الممثلة الحائزة جوائز سيدني سويني سفيرةً جديدة لها. أخبرينا ما الذي يعجبك في سيدني وما الذي تشارك فيه؟

سيدني سويني هي واحدة من أكثر الممثلات الشابات موهبةً، ويلهمني فضولها وثقتها بنفسها. إنها واثقة وتتمتع بالقوة في نهجها بالتمثيل وإدارة الأعمال.

لقد كان رائعاً العمل مع سيدني في حملاتنا الدعائية. فهي تألقت في حملتنا الصيفية لصندل Miller، وسوف نراها في المزيد من الحملات طوال فصلَي الخريف والشتاء.

- نحن متحمّسون جداً لرؤية مجموعة ربيع وصيف 2023 في نيويورك هذا العام. ماذا يمكن أن نتوقع؟

ربيع 2023 هو خطوة أخرى إلى الأمام في التطور الإبداعي لعلامتنا التجارية. يظل اللون والتباين غير المتوقع والجودة الجميلة من قيمنا الأساسية، ولا يزال إرث الملابس الرياضية الأميركية يلهمني أنا وفريقي.

- ما أهم الدروس التي تعلّمتها كمصمّمة ورائدة أعمال؟ ما هو حلمك الأكبر بعد 18 عاماً من التصميم؟

لقد تعلّمت أن أحيط نفسي بأكثر الأشخاص ذكاءً، ولا يقلقني أبداً إن كانوا "يتفوّقون" عليّ بأي شكل من الأشكال. على مستوى الأعمال، عندما تساعدين الآخرين على التألق، فإنك تتألّقين معهم أيضاً!

كرائدة أعمال، تعلّمت أن أتحمّل مخاطر محسوبة، وأن أثق في حدسي، وأن أكون مرنة، وألاّ أعتذر أبداً عن نجاحي. أذكّر نفسي بالنصيحة التي أقدّمها لكل رائدة أعمال وامرأة أعمل معها: اقتدي بطموحي!

حلمي للمستقبل هو الاستمرار في النهوض بتمكين المرأة: نتحدث هنا عن المساواة في الأجور، والانتهاء من الصور النمطية، وإقرار حقوق المرأة في عام 2022 هو مؤشر واضح على أنه لا يزال أمامنا الكثير للعمل من أجله! المساواة بين المرأة والرجل حق مكتسب، وليست هبة من أحد.

- زرتِ دبي في عام 2019 وأقمت سلسلة من الفعاليات الاحتفالية. هل سنراك في الشرق الأوسط قريباً؟

أتمنى ذلك. الآن بعد أن أصبح في إمكاننا السفر، أتطلع إلى العديد من المغامرات الجديدة والأفكار الخلاّقة المقبلة.

- ما هي الذكريات التي احتفظت بها من دبي؟

كان هناك الكثير من اللحظات الرائعة التي تخلّلت رحلتي الى دبي في العام 2019. الاحتفالية التي أقمناها في دبي مول كانت رائعة... لقد كانت ليلة لن أنساها أبداً.

- هل زرت دولاً أخرى في الشرق الأوسط، وما هو انطباعك؟

لقد زرت العديد من البلدان في الشرق الأوسط على مرّ السنين، بما في ذلك مصر والأردن والإمارات العربية المتّحدة، وهناك دول عدة أخرى أنوي زيارتها، وهي على قائمة أمنياتي!