لم يأت النجاح الجماهيري الذي حققه محمد عمر ابان العصر الذهبي للأغنية العربية من فراغ، بل من ثقافة عالية ورهافة حس أهلتاه لأن يكون أميراً للإحساس... هو الضلع الثالثة في مثلث قوامه أيضاً طلال مداح ومحمد عبده، وفنان لم يتنازل يوماً ولم يخرج من دائرة التميّز... التقيناه فكان هذا الحوار

- متى يطلق محمد عمر ألبومه المقبل الذي ينتظره جمهور الطرب بشغف؟
لا أستطيع الجزم قبل أن أجد المنتج الذي يبادر بالمغامرة لإنتاج ألبوم في هذه المرحلة الصعبة، بسبب وجود الانترنت. فالقرصنة تجعل المنتج يفكر ألف مرة قبل إنتاج ألبوم غنائي، وإذا كانت العملية مجرد أن تكون موجوداً فهذا ليس هاجسي.

- ما سر ابتعادك عن شركات الإنتاج وعدم اقتناعك بالتوقيع مع أي منها لإنتاج أعمالك؟
هذه الناحية تحكمها العلاقات والمحسوبيات ولا تتعلّق بقيمة الفنان، لذا تجد غالبية المهرجانات الغنائية تتضمّن أسماء مكررة.

- مشاركتك في برنامج «ليل السهارى» أعادت محمد عمر إلى قلوب متذوقي الطرب الأصيل. ماذا تقول عن تلك المشاركة؟
عندما يتوافر المناخ الفني المناسب لا بد أن يقدم الفنان كل ما لديه من أجل جمهوره. هذا ما وجدته في برنامج «ليل السهارى»، وأقصد اكتمال العناصر التقنية والفنية لتقديم مادة فنية تلفزيونية تليق بمستوى فكر المتلقّي والفنان، لذلك كان اختيار الفرقة الموسيقية والكوادر الفنية التقنية وفريق الإعداد موفقا، وجميع الفنانين المشاركين ظهروا بصورة جميلة، وكان لذلك انعكاس إيجابي على المشاهد.
وهنا أسأل لماذا تجد صوت محمد عبده في كل أعماله لا يتغير، الجواب أنه يحرص على التقنية التي لها دور في نجاح الفنان ومخرجاته الفنية. وفي المقابل هناك العديد من الفنانين لا تجد أصواتهم ثابتة والسبب يعود إلى اختلاف التقنية من عمل إلى آخر. في الوقت الراهن أصبح لدينا جمهور مثقف يميز العمل الجيد عن الرديء.

- كنت من أهم ثلاثة أصوات في الأغنية فما السبب الذي يجعلك بعيدا عن دائرة المنافسة؟
في هذه المرحلة اختلفت الرؤية عن ما كانت عليه في السابق. في تلك الحقبة الذهبية للأغنية العربية بشكل عام كانت هناك شركات منصفة في التقويم، وجمهور واع يحس بالمفردة الرصينة والجملة اللحنية التي تسكن وجدانه ومسامعه.
أما في هذه المرحلة فأصبحت العملية صناعة ولم تعد الموهبة تفرض نفسها.

- رفض الفنان خالد عبد الرحمن أن يقدم اسمه على اسمك في برنامج «ليل السهارى». ما هو تعليقك؟
الفنان خالد عبد الرحمن من الشخصيات الفنية المميزة من حيث الأدب والذوق في التعامل مع الأخر، ولديه ثقة بنفسه، وتربطني به علاقة حب واحترام متبادلين. وقد التقينا في مناسبات فنية عدة ولمست فيه الوفاء والتقدير.
وليس بغريب عليه أن يتواضع ويفضل تقديم اسمي على اسمه في برنامج «ليل السهارى».

- برنامج «وناسه» ومهرجانات الألبومات التي يتم إنتاجها أين أنت منها؟
تربطني بزميلي وصديقي الأستاذ راشد الماجد علاقة جيدة، ومن خلال قناة «وناسه» وجدت أن لي حضورا جيدا في بثها للعديد من أعمالي وهذا شيء حميد. وبالنسبة الى المشاركة في جلسات «وناسه» فهذا يعود الى تقدير القائمين على إعداد حلقات الجلسات الغنائية.

- لماذا لا يقدم أبو ريم أغنية تخت شرقي لجمهوره؟
لديّ مجموعة من الأعمال وأنتظر الفرصة المناسبة لتنفيذها.

- متى يجري تكريم رموز الأغنية السعودية من خلال مهرجان رسمي سنوي؟
هذا الجانب يخص وزارة الثقافة والإعلام وبمشاركة الجمعية العربية للثقافة والفنون. وقد تكون هناك لفتة من مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في هذا السياق.

- قصائد الشاعر ساري مرتبطة بنجاح أي فنان نجم، فما رأيك في ذلك؟
الشاعر ساري منذ أن عرفناه في عالم الشعر والأغنية الخليجية والعربية يقدم الأفضل وما يعجب الجمهور المتذوق للطرب الجميل والكلمة الحالمة. ساري صاحب شاعرية مؤثرة كونه يستطيع قراءة ذائقة المستمع وتطور الجملة الموسيقية اللحنية العصرية.

- أنت فنان مثقف إلى جانب إحساسك العالي في الكلمة والجملة اللحنية فما أثر القراءة النقدية لأعمالك؟
أولاً أشكرك على هذا الإطراء الجميل، الثقافة الفنية مهمة كثيراً للفنان، كي يستطيع قراءة ذائقة الجمهور من مختلف الطبقات والشرائح والأجيال المتعاقبة.
وبالنسبة الى الشق الثاني من السؤال أرى أن القراءة النقدية مهمة جداً كونها المرآة الحقيقية التي توضح للفنان والشاعر والملحن جوانب أساسية قد تكون مآخذ على العمل الفني، وذلك طبعاً بعيداً عن التجريح والخروج عن الموضوعية في النقد.

- كيف تنظر إلى مستقبل الأغنية السعودية؟
من الطبيعي أن تمرّ الأغنية بمراحل يطرأ عليها العديد من المتغيّرات الإيجابية والسلبية، ومن المحتّم أن نحترم ذائقة كل جيل حسب ثقافته. وفي ظل وجود أساتذة وأسماء بحجم الفنان القدير محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وماجد المهندس ورابح صقر وعبادي الجوهر والعديد من نجوم الطرب، لا نخشى على الأغنية السعودية.