تعتقد غالبية السيدات بسبب موروث اجتماعي قديم أن تناول الأسماك خلال فترة الحمل يضرّ بهنّ ويؤذي الجنين، ولكنّ باحثين في جامعة "بريستول" حسموا هذا الأمر، مشددين على أن النساء الحوامل يجب أن يأكلن حصتين على الأقل من الأسماك أسبوعياً.

ولفت الباحثون في دراسة أجروها حديثاً إلى أن التحذيرات المنتشرة للحدّ من تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق تسبب الارتباك وتدفع الأمهات الجديدات إلى تجنب تناول الأسماك حتى لا يتعرضن للتسمّم.

وأكد القيّمون على الدراسة أن عدم تناول الحوامل للأسماك خلال شهور الحمل يؤثر سلباً في نمو الجنين ويمنع حصوله على العناصر الغذائية الأساسية، مثل: الأحماض الدهنية طويلة السلسلة واليود والفيتامين D والسيلينيوم.

وفحص الباحثون بيانات عن 4131 امرأة حامل في المملكة المتحدة تمت متابعة حملهّن طوال أشهر الحمل التسعة وتم قياس مستويات الزئبق في دم الأم وأنسجة الحبل السري، ولم يجد التحليل أي ارتباط سلبي بين ارتفاع مستويات الزئبق لدى الأمهات والتطوّر المعرفي لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الأسماك، حيث يعتقد الخبراء أن العناصر الغذائية الموجودة في الأسماك تحمي من أضرار الزئبق.

وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يأكلن الأسماك عادة ضمن غذائهنّ الأسبوعي يكون لديهم معدل ذكاء أعلى وكان أداؤهم أفضل في اختبارات الرياضيات والعلوم.

وأكد الباحثون أن على النساء الحوامل والمرضعات تجنّب بعض أنواع الأسماك والحدّ من الكمية التي يأكلنها من بعض الأنواع الأخرى، بسبب مستويات الزئبق والملوثات التي يمكن أن يحتوي عليها بعض الأسماك، والتي قد تضرّ بالجنين أو بالطفل مع الرضاعة الطبيعية، ونصحوا هؤلاء بألاّ يأكلن أكثر من حصتين من الأسماك الزيتية وما لا يزيد عن شريحتين من التونة في الأسبوع. كما عليهنّ تجنب أسماك أبو سيف والمحار النيء.