النجمة العالمية لاروسي موسيقاي تنبع من داخلي وأسعى لأكون أقرب إلى الجمهور العربي

فرح جهمي - بيروت 29 أكتوبر 2022
"الفن لا حدود له"، هذا ما أثبتته المغنّية الشابة لاروسي التي تمكنت بموهبتها الفذّة وموسيقاها المتطوّرة من أن تتخطى حواجز الزمن واللغة واختلاف الثقافات والحضارات بين مكان نشأتها وإقامتها في هولندا وجذورها العربية المغربية، لتقدّم بصوتها العذب إيقاعات موسيقية مختلفة بقالب شبابي مميّز أدخلها بسهولة إلى قلوب الجمهورين الأجنبي والعربي. وحققت لاروسي نجاحات عدة من خلال الأعمال التي طرحتها، ولعل أبرزها أغنية Lost التي فازت بالمرتبة الرابعة في US Billboard Dance.


لاروسي العاشقة لوردة الجزائرية والسيدة فيروز لم تكتفِ بنجاحها الكبير في هولندا، موطن والدتها الأصلي، وحصولها على العديد من الجوائز العالمية المهمة مثل الـgoldabn award عن ألبومها "منتصف الطريق الى البيت"، بل تسعى بحماسة ومسؤولية إلى تعلّم اللغة العربية لتتمكن من غناء أغانيها المفضّلة، ومعرفة المزيد عن أصولها العربية لتكون أقرب الى الجمهور وتصبح قادرة على التفاعل معهم بسلاسة وتعبّر لهم عن احترامها وحبّها الكبيرين... وانطلقت بعدها المغنية الشابة مع شركتها الخاصة التي تحمل اسمها Laroussi music وبأغنية تحت عنوان "Cat & Mousse" مع كليب من توقيع المخرج اللبناني عادل سرحان.

- مَن هي لاروسي لمَن لا يعرفها؟

أنا اسمي هند، و"لاروسي" هو اسمي الفني، وُلدت في هولندا لأب مغربي وأمّ هولندية، ولديّ شقيقتان هما إيمان ومنى. عشت حياةً عائلية هادئة في هولندا، وترعرعت في أجواء جميلة كانت عبارة عن مزيج من جذوري من جهة العربية والأوروبية من جهة ثانية. في طفولتي كنت أحلم بأن أصبح فنانة عالمية، وكنت أقف طوال الوقت أمام المرآة في البيت وأغنّي العديد من الأغاني التي أحبّها، ومن بينها أغاني النجمتين ويتني هيوستن وماريا كاري.

- كيف انطلقتِ في عالم الفن؟ ومَن شجّعك؟

انطلقت رحلتي في عالم الفن وأنا في سنّ الثالثة عشرة، عندما بدأت بتلقّي دروس للصوت، ثم الغناء في الحفلات المدرسية، واستمررت في الوقوف على مسرح المدرسة حتى عمر الـ17 حيث شاركت في منافسات فنية ومن بينها مسابقة "الأوروفزون"، التي تُبثّ في العديد من قنوات دول العالم، وتحظى بمتابعة الشركة العالمية في إنتاج الموسيقى، وهذا البرنامج غيّر الكثير في حياتي، فمن خلاله أصبحت معروفة ومشهورة في هولندا، وغنيّت في مسارح عدة فيها، وربحت العديد من الجوائز، كما أن حياتي في عالم الترفيه في هولندا كانت مميّزة.

- أي جمهور تخاطبين؟ وما الأغنية التي شهرتك في العالم العربي؟

قدّمت في البداية أغاني باللغتين الإنكليزية والهولندية، وفور مجيئي إلى دبي العام الماضي بدأت في تلقي الدروس العربية المكثّفة لأتمكن من الغناء بشكل أفضل.

واليوم صرت أتحدّث العربية بطلاقة وبطريقة مفهومة أكثر من السابق، وأنا فخورة بذلك، ومع ذلك أسعى لتعلّم المزيد لأتمكن من فهم كل اللهجات العربية. كما أنني أجلس مع أشخاص من جنسيات مختلفة من سوريا، مصر، لبنان، والمغرب وأتعامل معهم بسهولة، وكذلك الأمر بالنسبة الى فريق العمل الذي يساندني، حيث بات التواصل في ما بيننا أكثر سهولةً. علماً أنني قدّمت العديد من الأغاني التي نالت إعجاب الجمهور العربي، وأدّيت في السابق أغاني باللهجة المغربية وبالفصحى أمام الملك المغربي محمد السادس بن الحسن والملكة سلمى بناني حين زارا دبي، كما غنّيت رائعة فيروز "نسّم علينا الهوى"، وأغنية "أحبّك" للنجم الإماراتي حسين الجسمي.

- كيف تصفين الموسيقى التي تقدّمينها؟

موسيقاي تنبع من داخلي وتعبّر عن مشاعري الصادقة والمباشرة، فأنا أختار اللحن الذي يترجم ما أشعر به بصدق. لا أعرف في الحقيقة مَن يُعجَب بالأغاني التي أقدّمها، ولا أفكر إذا كانت تحظى باهتمام الصغار أو الكبار، بل كل ما يهمّني أن أقدّم الألحان والكلمات الأقرب إلى قلبي ووجداني، ويُسعدني أي شخص يُسَرّ بسماع أغنياتي.

- من هي المطربة العربية التي تعشقين أداء أغنياتها؟

أغنيتي المفضّلة هي "حبّيتك بالصيف" للنجمة اللبنانية فيروز، فحين كنت صغيرة كانت والدتي تشغّل دائماً أغاني السيدة فيروز في المنزل، وأنا أعشق صوتها الراقي والمميز، وأحب كلمات هذه الأغنية كثيراً، وأراها جميلة وبسيطة. وبما أنني أفضّل دائماً الكلمة الرومانسية واللحن الرومانسي، فقد سجّلت الأغنية بصوتي مع بعض الإضافات ومزجت الموسيقى بتوزيع موسيقي جديد، وقدّمتها في ألبوم حمل عنوان halfway home، طرحته في العام 2005، وحاز جائزتَي Golden Award والـ Edison Award. أما فنّانتي المفضلة فهي المطربة الراحلة وردة الجزائرية، فأنا أعشق أغنية "بتونّس بيك"، كما أنني لا أحب فقط صوت وردة وأداءها الجميل المبدع، بل أستمتع أيضاً بكلمات أغانيها وألحانها. في اختصار، أحب كل شيء في وردة.


- ماذا أخذتِ عن والدك المغربي ووالدتك الهولندية؟

أخذت من أمي الكثير من العادات الهولندية الجميلة، فالشعب الهولندي صريح ويتكلم في الحوارات بطريقة مباشرة وبلا أي مراوغة. كذلك علّمتني أمي أن أكون قوية في الحياة، وأجتهد لكي أصبح ناجحة وأحقق أحلامي.

أما أبي فيعلّمني دائماً أن أكون نفسي، وأن أحترم الناس وأتعامل معهم على طبيعتي، وأحافظ على تواضعي وسمات شخصيتي مهما حققت من نجاحات. وأحرص دائماً على أكون صبورة وألاّ تصدر مني ردود فعل غاضبة في تعاملي مع الآخرين.

علّمني والداي أن أساعد المحتاجين، لذا حين دخلت عالم الغناء، انضممت للعمل في منظّمات إنسانية تساعد المحتاجين والمرضى والأطفال في المستشفيات. كذلك سافرت إلى أفريقيا والهند وأميركا وعملت مباشرةً مع الكثير من الأشخاص وسعيت بكل ما أوتيت من قوة لمساعدتهم على الأرض.

- ما هي طموحاتك المستقبلية؟

أحلم بأن أصبح ناجحة ومعروفة في منطقة الشرق الأوسط، وأنا في غاية السعادة حالياً لأنني بتّ أعيش في بلد عربي، وقد اشتقت إلى جذوري العربية. في الحقيقة، لقد سافرت كثيراً وتنقّلت بين الولايات المتحدة ومختلف الدول الأوروبية وزرت أغلب الدول وقدّمت العديد من الحفلات، ولكنني عدت الآن الى بلادنا العربية، وأطمح بأن أواصل تعلّم اللغة العربية لأصبح أقرب الى الجمهور العربي، كما أسعى للوقوف على العديد من المسارح في منطقة الشرق الأوسط وأن أقدم أغانيّ بأسلوب غربي وبإيقاع مختلف. وأتمنى أن تنال موسيقاي إعجابهم لأنها مزيج من الثقافات، ولا شبيه لهذا النوع من الموسيقى في بلادنا العربية. لذلك أطمح لأن أكون مختلفة وأن أتعلّم المزيد عن كل دول الشرق الأوسط، فأنا إلى اليوم لم أزُر المملكة العربية السعودية، ولا حتى قطر أو الكويت أو مصر، ولكنني سأسافر قريباً إلى القاهرة. أسعى دائماً إلى معرفة المزيد عن ثقافات أي بلد وأن أتعرف عن قرب على الناس وعاداتهم في المجتمع.