شذى قطان: القمة مسطّحة وتتسع لنجاحات الجميع

حوار: جولي صليبا 04 ديسمبر 2022

تعشق المايكروفون واستطاعت أن تجمع قاعدةً جماهيرية في الإذاعة، قبل أن تنطلق في رحلة تلفزيونية مميّزة من خلال شاشة SBC، حيث حطّت رحالها مع مجموعة من الشباب السعودي الطموح على الشاشة السعودية في برنامج يومي صباحي على مدار أكثر من عامين "صباحكم SBC"، لتُرافق المشاهدين ثلاث ساعات يومياً. شذى قطان، مذيعة سعودية شابة، ناشطة على منصات التواصل الاجتماعي، طموح تحمل في شخصيتها صفات المرأة السعودية التي باتت اليوم تنافس في شتى المجالات، وتحمل في طموحها أفكاراً ومشاريع تعمل على تنفيذها إلى جانب العمل التلفزيوني.

ماكياج: هديل

تصوير: ندى فهد - الدمام

- كيف كانت بداية تجربتك الإعلامية، خصوصاً أنّك تأتين من خلفية أكاديمية بعيدة عن الإعلام؟

هذا صحيح، درستُ الموارد البشرية وحصلت على شهادة الدراسات العليا فيها، ولكنّني أحب الإعلام جدّاً، وكانت بداياتي المهنية في مجالَي التسويق وإدارة التسويق، وعندما أُتيحت لي فرصة الانضمام إلى أسرة Panorama FM المنضوية تحت لواء مجموعة MBC لم أتردّد لحظة. كانت التدريبات مكثّفة والعمل لساعات طويلة والجلوس خلف المايكروفون والتسجيل، هذا كله سبق لقائي الأول مع الجمهور. بعد ثلاثة أشهر من التدريبات أطللت على المستمعين وكنت أرافقهم في فترات الصباح وبعد الظهر، إضافةً إلى التغطيات الخاصة. وطوال تلك الفترة، لم أتوقف عن تلقّي الدروس في الإلقاء ومخارج الحروف واللغة العربية والدورات في التقديم، إلى أن أُتيحت لي فرصة تجارب أداء لصالح قناة SBC التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، وهنا بدأ فصل جديد من الحكاية.

- يصعب عادةً على المذيع أن يودّع متابعيه في صرح إعلامي قبل الانتقال إلى آخر؛ كيف كانت اللحظة؟

قبل الإطلالة التلفزيونية، بدأنا بالتمارين المتواصلة، كنتُ أنجز عملي في الإذاعة وأتوجّه إلى مبنى التلفزيون في جدّة وأمضي هناك مع المدرّبين والزملاء ساعات طويلة من التدريب، حتى خرجنا بأبهى حلّة، وكان "صباحكم SBC" رفيق الأسرة السعودية المعاصرة في صباحاتها من مواضيع وأخبار وفقرات متنوعة، وكرّت السُّبحة إلى أن انضممت أخيراً إلى أسرة "ستوديو SBC".


- لنتحدث عن أجمل المحطات في البرنامج الصباحي بعيداً من الضغط اليومي...

الضغط اليومي هو أجمل ما يمكن أن يعيشه ويختبره المذيع، والمسؤولية التي حملناها على كاهلنا لأنّنا كنا نطل من خلال شاشة حكومية، وهنا المجهود يجب أن يكون مضاعفاً والتركيز عالياً في التصرّف على الهواء وخارجه. وكنّا أيضاً وبكل فخر من أوائل المذيعين الذين أطلّوا بحلّة عصرية على الشاشة مواكبةً لتوجهات عرّاب رؤية 2030 سيّدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الداعم الأبرز للشباب السعودي والمرأة السعودية، والذي فتح أمامها أبواب التمكين في كل المجالات وكان الإعلام أبرزها. ومن المحطات المميزة، أذكر تغطيتي لأول نسخة من "موسم الرياض" فكنت أسافر أسبوعياً للتغطية ومواكبة التحضيرات من الإستوديو في الرياض وكذلك على الأرض، وكان لي تقرير حصري في كواليس Cirque du Soleil وكنّا أوّل مَن بثّ حلقة مدتها ساعتان من "سفاري الرياض"، كما التقيت بالقنصل الأميركي في جدّة في الجولة الوداعية وكانت محطة مميّزة بالنسبة إليّ. كذلك حاورتُ دانييلا سمعان، زوجة اللاعب سيسك فابريغاس في أول حوار وهو الوحيد المباشر لها على الهواء، وكان ذلك خلال فترة كورونا والحجر المنزلي.

- تتحدثين بحماسة عن حواراتك ولقاءاتك؛ أين تكمن لمسات شذى في عملها؟

في كل التفاصيل. أنا شخص دقيق جداً ويحب التفاصيل، لا أفوّت تفصيلاً واحداً في السكريبت والإعداد والضيوف والأسئلة، مروراً بالإطلالة وحتى القالب الذي تخرج فيه المقابلة. وهنا لا بد من أن أنوّه بأنّ هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية فتحت لنا مجالاً للإبداع وتقديم أفضل ما لدينا ضمن كادر تقني وإنتاجي محترف.

- بعيداً من الإعلام أنتِ مؤثّرة على السوشيال ميديا؛ كيف ترين ظاهرة المؤثّرين؟

أتعلمين، لا أحب فكرة التعميم، لأنّ المؤثّر قد يكون من خلال السوشيال ميديا أو أي وسيلة إعلامية أخرى. أذكر تماماً أنّ في الأعوام التي سبقت السوشيال ميديا، كنا ننتظر إعلامياتنا ونجمات السعودية في مجالات عدة لكي ننصت لهن. أنا شخصية معروفة على السوشيال ميديا، أستمدّ شهرتي من الإعلام وقوّتي وتأثيري في الناس من خلال المحتوى الذي أقدّمه. جميعنا يحلم بأن يترك بصمة في هذا العالم قبل أن يرحل، وأنا أعمل جاهدةً لتكون هذه البصمة درساً للشابات السعوديات في المستقبل.

- "همة شباب السعودية مثل جبل طويق"، تحبين هذه العبارة كثيراً...

هي ليست عبارة فقط، بل نهج حياة، وأسلوب تفكير تحفيزي، ملهم... عظيمة جداً هذه الفكرة التي زرعها فينا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نحن اليوم نسير على نهجه وأسلوب تفكيره... انظري اليوم إلى السعودية شعباً وإعلاماً ومناسبات، نحن الأبرز على الساحة العالمية والأنظار موجّهة إلينا.

- شاركتِ في تقديم فعاليات كثيرة، آخرها فعالية نسائية في المنطقة الشرقية؛ حدّثينا عن التجربة.

هذا صحيح، اختارتني شركة "بترومين" لتقديم أمسية افتتاح الفرع الأكبر في المنطقة الشرقية والذي يُديره كادر نسائي بالكامل. فخر لي أن أرى اليوم سعوديات قادرات على العمل في مجالات التقنية والميكانيك والسيارات وخدمة ما بعد البيع... كل هذه المحطات تُثلج القلب وتجعلنا نفخر يوماً بعد آخر بأننا سعوديات.

- قدّمتِ "فنان العرب" محمد عبده في دار الأوبرا في القاهرة وكذلك حفل الفنان وائل كفوري في جدّة وبعدها ركّزتِ على تقديم المناسبات الحكومية؛ كيف حدث هذا التحوّل؟

هذا صحيح، قدّمتُ قامة فنية عربية وسعودية وشخصية رائعة محمد عبده، وكانت هذه أجمل محطات حياتي. وللأمانة، فخورة جداً بالتحوّل الكبير الذي نعيشه في المملكة، وأنا اليوم للسنة الثالثة على التوالي أقدّم "جائزة جدّة للإبداع"، فضلاً عن فعالية حكومية نسائية في منطقة الشرقية، ودائماً تُسعدني هذه المناسبات، لأنها تجعلني ألمس مدى التطور والدعم الذي نلقاه من الحكومة في ميادين شتى، وتكون هذه الفعاليات مساحة بالنسبة إليّ لألتقي مع شريحة جمهور مختلف عن تلك التي نلتقي بها في الحفلات الترفيهية أو حتى نصادفها بين عِداد متابعي برامجنا في التلفزيون.

- لنعُد إلى التلفزيون؛ "ستوديو SBC" خلطة شبابية مميزة... هل تؤمنين بالتعدّدية في الإعلام أم الأحادية؟

جميلة هي التجربة الجماعية في التقديم، ونحن جيل نشأ على متابعة الدويتوهات في البرامج الصباحية على القناة السعودية الأولى والقنوات الفضائية، وهذا هو الوقت الأنسب للتقديم الجماعي، فالجمهور بات اليوم يتعلق بكل مذيع يراه شبيهاً له في منطقه وفكره وحتى الرسالة التي يُقدّمها. الساحة تتسع للجميع، والقمة على عكس ما يعتقد الكثيرون، مسطّحة وتتسع للكثير من المواهب، وهنا تكمن جمالية المنافسة.

- بعد التلفزيون... أين شذى قطان؟

إذا كنتِ تعنين حياتي خارج التلفزيون، فأنا شابة أواظب على ممارسة الرياضة وأتابع دروساً "أونلاين" باللغات والـ Management، كما أتطلّع لوقت فراغ إضافي حتى أتمكن من متابعة تعليمي ونيل شهادة عُليا في مجال الموارد البشرية. أما بعد العمل التلفزيوني، فلا أعلم أين سأكون، لأنّ التلفزيون والإعلام بشكل عام يسرقان منا الوقت كاملاً، وأنا اليوم لا أصدّق أنه مضت 5 سنوات على انطلاق مسيرتي في المجال الإعلامي... "خلّينا نعيش اليوم... ونسيب بكرا لبكرا".

- كلمة أخيرة إلى الشابات اللواتي يقرأن المقابلة.

بدايةً، شكراً لكِ جولي على اللقاء، مجلة "لها" بالنسبة إلينا مرتبطة بذاكرة جماعية جميلة. رسالتي لكل شابة: خطّطي، بادري نفّذي، ولا تخافي من الفشل. قويةٌ هي المرأة التي تتعثّر وتقف مجدداً لتكون أقوى. هكذا تعلّمنا وتربّينا وهكذا نستمر.