أداة جديدة لرصد السرطان عبر فحص الدم

05 فبراير 2023

يسعى مجموعة من العلماء والأطباء لابتكار طريقة لجعل فحص الدم ممكناً لتقييم فاعلية علاج ضد السرطان أو رصد ورم في وقت مبكر للغاية، ويبذلون كل الإمكانات في هذا المجال، على أن تصبح حتماً وسائل معتمدة في المستقبل.

وتجري عشرات الدراسات حالياً لإثبات فائدة استخدام أداة جديدة هي "الخزعة السائلة" لتتبع حالة المرضى الذين يتلقون علاجاً للسرطان.

والخزعة السائلة هي فحص دم يهدف إلى البحث في دم مريض عن شظايا من الحمض النووي للورم السرطاني أو للخلايا السرطانية.

وأكد عدد من المراقبين أن لهذه التقنية فوائد هائلة ويعتبرون أن اكتشافها يستحق جائزة نوبل للطب، خصوصا أنها أقلّ توغلا بكثير من الخزعة التقليدية التي تقتطع عينة من خلايا الجسم. كذلك تنطوي هذه التقنية على معلومات بالغة الدقة حول السرطان الذي يعاني منه المريض تحديداً.

وأوضح آلان تييري، مدير الأبحاث في معهد البحث في علم السرطان في مونبولييه بجنوب فرنسا، أن "أخذ عينة مما يسمى الحمض النووي الدوراني يهدف إلى رصد التحولات لبعض أنواع السرطان وبذلك تكييف العلاجات لتتلاءم معه".

وأضاف تييري: "عمليا، بعد إزالة ورم من خلال الجراحة، غالبا ما نصف علاجا كيماويا في حين أننا نجهل إن كان المريض بحاجة إليه فعليا، وبالتالي تحليل الدم سيسمح في الكثير من الحالات في المستقبل بوصف علاجات أقل وطأة أو أقصر مدّة للمريض، إنما كذلك رصد أي إصابة جديدة محتملة".

ولا تزال الخزعة السائلة تنطوي على إمكانات أخرى، ولو أنّها لم تتضح بعد. وقال آلان تييري بهذا الصدد "ثمة احتمال مذهل هو رصد السرطان بصورة مبكرة".

وتعمل فرق وشركات تكنولوجيا حيوية كثيرة عبر العالم على هذا الاحتمال، والهدف هو رصد ورم سرطاني لدى شخص من خلال عينة من دمه قبل أن تظهر الأعراض أو قبل أن يصبح بالإمكان رصدها على صورة بالأشعة السينية.

بدوره، قال فرنسوا كليمان بيدار طبيب الأورام السرطانية في معهد كوري في باريس ومسؤول مختبر الواسمات الحيوية السرطانية الدورانية "على الصعيد التكنولوجي، الأمر أكثر تعقيدا بكثير من تتبّع السرطان، لأنّه يتطلب إجراء تحليل واسع النطاق للتحولات الطفرية في الحمض النووي على نطاق واسع، إنما كذلك واسمات أخرى محددة، من غير أن نعرف مسبقا ما الذي نبحث عنه".

وأعطت دراسة أجرتها مؤخرا شركة "غرايل" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية نتائج لافتة، إذ أتاح فحص دم خلال التجارب رصد إصابات بالسرطان لدى أفراد في الخمسين من العمر وما فوق وفي حالة صحية جيدة ظاهريا. وخضع أكثر من 6600 شخص للفحص، فعكست النتائج شبهات بإصابة 92 منهم بالسرطان. وفي نهاية المطاف، أصيب 35 فعليا بسرطان مؤكد خلال السنة، ما يعني أن 57 شخصا اعتقدوا خطأ أنّهم مصابون.

غير أن التجربة سمحت برصد تسع إصابات بالسرطان ما كانت لتظهرها وسائل الكشف المبكر التقليدية.