“العين السينمائي" في دورته الدولية يكرّم إنجازات الفنانين

08 فبراير 2023

حظي افتتاح فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان "العين السينمائي الدولي" في دولة الإمارات، والذي أُقيم في قلعة الجاهلي التاريخية في مدينة العين، بحضور كبير لصنَّاع السينما في الإمارات والعالم العربي؛ وتستمر فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان الذي اكتسب صفته الدولية هذا العام ستة أيام، يُعرض خلالها 66 فيلماً من أبرز الأفلام الدولية والعربية والخليجية والمحلية المتميزة.

وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم "حجر الرحى"، للكاتب والمخرج الإماراتي ناصر الظاهري، والذي يتناول جوانب من سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ توليه حكم مدينة العين عام 1946، وإدارته الحكيمة لشؤون المنطقة، في ظروف اقتصادية وصحية وتعليمية صعبة، وكيف نهض بالمنطقة الشرقية من إمارة أبو ظبي، ونظّم أمورها، وعمل على تأمين المياه مجاناً للسكان ومزارعهم، وجلب الأطباء والمعلّمين من الخارج ووجّه ببناء السوق المحلي وغيرها.


ويتميز المهرجان في دورته الحالية بحضور الكاتب والمنتج والنجم العالمي جيمي لويس كضيف شرف، بينما تم تكريم أربعة ممن أثّروا في الساحة السينمائية بأعمال حفرت في تاريخ الفن الخليجي والعربي، وذلك ضمن برنامج "إنجازات الفنانين"، وسلّم الشيخ سعيد بن طحنون المكرّمين شهادات التقدير ودرع المهرجان وهم: الممثل والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، صاحب المسيرة الفنية الحافلة في المسرح والتلفزيون والسينما، والممثلة المصرية نادية الجندي الملقّبة بـ «نجمة الجماهير» التي أثرت مكتبة السينما العربية بعدد من أهم الأفلام التي تناولت العديد من القضايا، سواء المتعلقة بالمرأة أو المجتمع أو الوطن، بالإضافة إلى المخرج السعودي عبد الله المحيسن، باعتباره أحد رواد صناعة السينما في السعودية، وتولى إخراج عدد من الأفلام التي تشكّل بدايات السينما السعودية، إلى جانب الإيراني أحمد غولشن الذي يُعد من مؤسّسي السينما في الإمارات ومن أوائل موزّعي الأفلام في منطقة الخليج.

وأوضح مؤسّس ومدير عام المهرجان عامر سالمين المري أن الدورة الحالية من "العين السينمائي" تمثل محطة مهمة في مسيرته، حيث تشهد تحوله من مهرجان محلي ليكتسب صفة الدولية، بعد الجولة السينمائية التي قام بها سالمين على عدد من المهرجانات العالمية والعربية. وعقد اتفاقيات تعاون مع مؤسسات مختلفة، مثل المشاركة في مهرجان مالمو السينمائي، ومهرجان كراكوف السينمائي في دورته الـ 62، حيث تم تفعيل الاتفاقية المبرمة بين المهرجانين التي تم توقيعها في الدورة السابقة لـ "العين السينمائي"، ومع مهرجان ياسمين الحمّامات في تونس، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون سينمائي بين المهرجانين.

وأشار المري الى أن الدورة الخامسة تشهد عدداً من المستجدات، منها استحداث مسابقة "الصقر الدولي الطويل"، والتي تعرض 7 أفلام عالمية حققت رواجاً وحصدت جوائز من محافل سينمائية دولية، وهي «سانت أومير» من فرنسا، و«متمرد» من بلجيكا ولوكسمبورغ وفرنسا، و«العنكبوت المقدس» من إيران، و«تارلان» من جمهورية تتارستان/روسيا، و«الطريق» من سوريا، و«عرض الفيلم الأخير» من أميركا والهند وفرنسا، و«سيدتنا من المتجر الصيني» من أنغولا.

كما استحدثت الدورة الخامسة من المهرجان برنامجاً خاصاً يحتفي بالسينما الأفريقية التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين، إلى أن أصبحت من أهم وأكبر القارات في عدد الإنتاجات السينمائية، حيث تنتج حوالى 3000 فيلم، تزيد عوائدها لأكثر من 5 مليارات دولار في العام، ويتم توزيعها عبر مختلف أنحاء العالم، كما تتناول السينما الأفريقية مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية العالمية، والتي حقق أغلبها صدى كبيراً، وحصد العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات عالمية.

يشهد المهرجان هذا العام مشاركة 19 فيلماً ضمن مسابقتَي «الصقر الخليجي الطويل»، و«الصقر الخليجي القصير» والتي تعرض معظمها على شاشات المهرجان في عرضها الخليجي الأول، وتتنوع قصصها بين الدراما الإنسانية، والاجتماعية، والرومانسية، والتشويق. وتم اختيار 16 فيلماً من الأفلام المحلية القصيرة التي نُفذت بأيادٍ إماراتية، ومواهب مبدعة في عالم السينما. كما يشارك 17 فيلماً ضمن مسابقتَي «الصقر لأفلام المقيمين» و«الصقر لأفلام الطلبة».


وعلى هامش تكريمها في المهرجان، عبّرت الفنانة المصرية نادية الجندي عن سعادتها الغامرة، وأكدت أن هذا التكريم له مكانة خاصة لديها لأنه يأتي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مدينة العين مسقط المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كان محبّاً لمصر ويكنّ له شعب مصر الكثير من الحب والتقدير، إلى جانب أنه جاء بالتزامن مع حصول المهرجان على صفته الدولية.

وكشفت الجندي أن علاقتها بأبوظبي تعود إلى فترة الثمانينيات من القرن الماضي، حيث شهدت تصوير أحد أهم أعمالها وهو فيلم "الضائعة" من إخراج عاطف سالم.

وأشارت الفنانة المصرية الى أنها ليست بعيدة عن الساحة الفنية، حيث تقرأ عدداً من الأعمال الدرامية لتقديم أحدها في الفترة المقبلة، كما تبحث عن عمل متميز تعود به إلى السينما التي تعتبرها بيتها الأول، لافتةً خلال الجلسة الحوارية التي تم تنظيمها ضمن الفعاليات، بحضور مدير المهرجان عامر سالمين والناقد طارق الشناوي، الى أن رفضها المشاركة في عدد من الأعمال الفنية خلال السنوات الماضية ليس تعالياً ولكن لأنها لا تقبل تقديم عمل دون مستوى الأعمال التي اعتادت تقديمها خلال مسيرتها. مؤكدةً ان الجمهور لا يمكن أن ينساها لأن الفن الجيد لا يُنسى، وسيظل التاريخ يتذكر رموز الفن مثل محمد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم.

وعن قضايا المرأة وتراجعها في السينما المصرية بعد أن كانت موضوعاً للعديد من الأفلام التي تعتبر علامات في هذا المجال، أوضحت الجندي أن التراجع لم يقتصر على قضايا المرأة فقط، بل شمل السينما المصرية بشكل عام، مؤكدةً أن جزءاً مهماً من هذا التراجع يعود الى غياب النصوص الجيدة والكتاب المبدعين.

وتطرّقت الجندي إلى مجال العمل الدرامي، لافتةً الى أنها كانت متردّدة في الظهور على شاشات التلفزة حتى لا تفقد بريقها كنجمة سينما، ثم قدّمت عدداً من المسلسلات التي حققت نجاحاً كبيراً، من أبرزها: "مشوار امرأة"، و"من أطلق الرصاص على هند علام"، و"الملكة نازلي"، و"أسرار" الذي تولّت إنتاجه. بينما اعتبرت أن تجربتها الوحيدة في مجال الكوميديا من خلال مسلسل "سكر زيادة"، كان يمكن أن تخرج بمستوى أفضل، خصوصاً وقد توافرت للمسلسل كل الإمكانات المادية والإنتاجية، وشارك فيه نجوم كبار في مقدّمهم الفنانتان نبيلة عبيد وسميحة أيوب، ورغم ذلك لم يخرج بالمستوى المتوقع نظراً لظروف خارجة عن إرادة الجميع، وأهمها جائحة "كوفيد-19" وتداعياتها.