"طفولة" لأهميّة التعليم والرعاية الصحيّة للفتيان والفتيات

13 فبراير 2023

تُعنى منصّة "طفولة" بالأطفال وتعليمهم وثقافتهم، ترأسها السيدة جولييت زيدان التي تكرّس وقتها وجهدها للتشديد على أهمية التعليم للفتيان والفتيات وتقديم النصائح الصحّية لهم في هذه المرحلة المهمّة من حياتهم. نتعرّف أكثر إلى زيدان ومبادرتها في هذه المقابلة.


- كيف بدأتِ بجمعية "طفولة"؟ كيف كانت الانطلاقة؟

بدأت "طفولة" عام 2009 كفكرة لتوثيق أغانٍ أو عديات الأطفال باللغة العربية، مما يمكّن الأمّ من الحصول على الكلمات وغنائها لأطفالها. تطورت الفكرة وبدأت الأمّهات بطلب المساعدة والدعم مني، كوني قابلة قانونية (midwife)، خلال حملهن وتربيتهن لأطفالهن. ومن هنا، بدأت بإثراء المدوّنة بمقالات تناقش مواضيع مختلفة استلهاماً من حاجتهن وبناءً على تجربتي الخاصة كأمّ وزوجة، وعلى خبرتي المهنية بصفتي قابلة قانونية. خلال جائحة كورونا عام 2020 وبعد العمل في عالم الشركات لأكثر من 18 عاماً، قررت أن أترك عملي وأركز على شغفي في "طفولة دوت كوم" ومنحها كامل وقتي.

وعلى الرغم من أنني متخصّصة في مجال الرعاية الصحية، ما زلت أعتقد أن النصيحة المقدَّمة من الأهل أو الأجداد لا تُقدّر بثمن. فلذلك، عملت على الجمع بينها وبين الدراية الطبية والمهنية لأساعد الأزواج بشكل أفضل على تجاوز التحديات اليومية في إنجاب الأطفال وتربيتهم، ولا سيما في المنطقة العربية وشمال أفريقيا. وهذا هو الأساس الذي بنيت عليه فلسفتي في صنع المحتوى.

اليوم، "طفولة دوت كوم" هي شركة خاصة توفر خدمة الاستشارات والرعاية الصحية عن بُعد لجميع أفراد العائلة. وبالإضافة إلى عملها في الرعاية الصحية، تُطلق"طفولة دوت كوم" حملات خاصة ذات طابع اجتماعي إيجابي، مثل حملة التوعية حول فقر الدورة الشهرية.


- حدّثينا أكثر عن حملة التوعية حول الدورة الشهرية للمراهقات، وما الهدف منها؟

أطلقت منصة "طفولة" حملة لنشر التوعية حول الدورة الشهرية عند المراهقات في أيار (مايو) ٢٠٢٢. كان تركيز الحملة على صحة المراهقات أثناء الحيض، بما في ذلك التوعية حول الخرافات والمحرّمات وكيفية التعامل مع الدورة الشهرية.

نشرت "طفولة دوت كوم" خلال الحملة شهادات عدة لشركاء من خلال فيديوهات ومقابلات، كما شملت الحملة "بودكاست" خاصاً يركز على المراهقين للإجابة على أية أسئلة أو مشاكل أو تحدّيات قد يواجهها الآباء مع أبنائهم المراهقين، وأطلقنا مسابقة، ربحت فيها المشاركات عدّة خاصة بالدورة الشهرية.

تهدف هذه الحملة الى تثقيف المراهقات وتمكينهنّللتعرّف على أجسامهن والتنبّه لصحتهن، خاصة خلال فترة الحيض. وامتدت الحملة لشهرين، وتزامنت مع اليوم العالمي للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية الواقع فيه 28 أيار (مايو). وتشكّل الحملة المرحلة الأولى من مشروع مؤلّف من ثلاث مراحل.

- هل يقتصر عملكم على التوعية أم يتخطّاها إلى المساعدات العينية والمدرسية؟

سعينا من خلال هذه الحملة الى تثقيف كل من الفتيان والفتيات، وذلك من خلال تصميم كتيب ترفيهي تثقيفي وتوزيعهفي المدارس تحت عنوان "الحلقة الحمراء" يتحدّث عن الدورة الشهرية مع مجموعة من الأسئلة والأجوبة لمساعدة المراهقات في فهم أعراض الدورة الشهرية والتمكّن من معالجتها. فمن خلال زيادة الوعي حول هذه القضايا، تأمل "طفولة" أن تُحدث فارقاً في حياة المراهقات في كل أنحاء العالم بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاص.

- ماذا عن تعاونكم مع مجموعة من الفنانين في أيلول الماضي؟

أطلقنا دعوة مفتوحة للفنانين من كل التخصّصات في المنطقة العربية للانضمام الى هذه الحملة تحت شعار "لا تغض النظر". تستخدم هذه الحملة الفن لتسليط الضوء على القضية الاجتماعية لفقر الدورة الشهرية باستخدام التكنولوجياالقائمة على NFT لخلق مجموعة فنية فريدة ومميزة حول هذه القضية. تم تنسيق الأعمال الفنية بالتعاون مع شركةSilverline، وهي شركة استشارية للثقافة والويب 3، في حين تم إصدار الـNFTsومبيعاتها من خلال منصةOasisX، وهي سوق "أونلاين" منظّم واستوديو للمبدعين يهدف الى تسويق الأصول الإلكترونية.

نحن فخورون بعملنا مع مجموعة متنوعة من الفنانين من المنطقة العربية، وهم: مها العساكر وشروق الأمين من الكويت، حسين الأزعط من الأردن، ندى تفالي من إيران، يارا لحود ونور طعمةوحياة الشيخ وإلياس مبارك من لبنان. وسنسعى الى بيع كل قطعة فنية تم إنشاؤها وسيتم تأسيس صندوق دعم توضع فيه عائدات المبيعات لدعم المبادرات المتعلقة بنظافة الدورة الشهرية وفقرها والتي تقودها المنظّمات غير الربحية في العالم العربي.

- كيف تكون "طفولة" نموذجاً ملهماً لحملات عربية أخرى تُعنى بالطفولة؟

نسعى دائماً من خلال عملنا الى زيادة الوعي بأهمية التعليم لكلٍ من الفتيات والفتيان. فالتعليم هو مفتاح للتعرف على أجسامنا، وقلّة المعرفة قد تؤدي الى مشاكل صحية ومجتمعية. فمثلاً الدورة الشهرية تدفع بعض الفتيات الى التوقف عن الذهاب إلى المدرسة، الأمر الذي ستكون له تداعيات طويلة الأمد عليهن. وأكدت الدراسات أن الفتيات اللواتي فاتتهن أيام دراسية كثيرة نتيجة الدورة الشهرية يتأخّرن في الدراسة وغالباً ما ينقطعن عنها. وهذا يشكل خسارة كبيرة للإمكانات البشرية، فالفتيات اللواتي يتركن المدرسة هنّ أكثر عرضة للإكراه على الزواج تحت السنّ القانونية، أو الحمل غير المخطَّط له. لذا نتمنى على كل المبادرات في المنطقة العربية أن تركز على التوعية الصحّية للفتيات من أجل مجتمع سليم.

- أن تكوني امرأة خلف هذه المبادرة، هل يسهّل عملك وفهمك لحاجات الطفولة؟ وما هي طموحاتك؟

كَوني امرأة من شأنه أن يزيد من فرصي في فهم أفكار النساء الأخريات ومشاعرهنّويمكّنني من دعمهن وفقاً لاحتياجاتهن. كفتاة وامرأة وأمّ وخبيرة صحية، كان عليّ تجربة علاقتي مع عائلتي، وأن أتعلّم كيفية التواصل مع عائلتي ومجتمعي وعملي وأولادي. تلعب الأمهات العديد من الأدوار المختلفة خلال نمو أطفالهن، حيث يعملن كمربّيات في كل مجال من مجالات نمو الطفل، الاجتماعية والعاطفية والجسدية والمعرفية والاستقلالية... إن اكتشاف كل هذه المراحل وإدراك مدى أهمية علاقة الأم بطفلها في مجتمعنا أمرانفي غاية الأهمية، وقد منحاني القدرة على ربط معرفتي الطبّية بالواقع، وأعطياني ميزة فهم أفضل للتحديات التي تواجهها النساء ومعالجة المواضيع المتعلقة بالمرأة من وجهة نظر طبّية وغنية بالمعلومات، والقضاء على الأساطير والمحظورات وتوفير المعرفة الصحيحة للنساء من حولي. كونك امرأة رائدة في العالم العربي أمر صعب للغاية ومليء بالتحديات، خاصة عند مناقشة مواضيع حسّاسة مثل صحتنا الإنجابية. أعتقد اعتقاداً راسخاً أننا من خلال توفير المعرفة سنمكّن المرأة في مختلف المجالات.