الإعلامية نورا الأكرمي تخوض تجربة التمثيل: جرّبي كل شيء في الحياة

فرح جهمي - بيروت 21 مارس 2023

لكل امرأة حلم أو موهبة مركونة في ثنايا أفكارها وتنتظر الفرصة لإخراجها، لكن هناك مَن تنجح في استغلال الفرص لإظهار ما أخفته لسنوات في داخلها ونقله إلى العلن وتحويل حلمها إلى نجاح، ومَن يسيطر عليها الخوف ويمنعها من انتهاز تلك الفرص لتبقى مسجونة في داخلها وتُشعرها بالندم لفترات طويلة. وهذا بالتحديد ما تحاول الإعلامية نورا الأكرمي إيصاله الى كل السيدات بعد دخولها مجال الفن والتمثيل، والذي لم يكنيوماً هدفاً لها بل مجرد هواية، فسارعت إلى اقتناص الفرصة وخوض التجربة مهما كانت بسيطة كي لا تندم لاحقاً.ولاعتقادها بأن تجربة التمثيل قد تفتح لها آفاقاً جديدة وباباً لنجاحات مقبلة، فقد وافقت على تغيير نمط حياتها بالانتقال من مكان إقامتها في الخليج إلى مصر لخوض التجربة، غير آبهة بضغوط التصوير وملاحظات المخرج والممثلين لكونها جديدة في هذا المجال، بل تمسّكت بهوايتها التي اكتشفت حجمها بالممارسة وقدّمت دوراً يشبه شخصيتها بطريقة كوميدية، ونجحت في الحصول على عروض أخرى. لذلك، تمسّكي بالفرص ولا تتخلّي عنها، فالحياة لن تتكرر والتجارب لن تُعاد.

تؤكد الأكرمي أن دخولها عالم التمثيل من خلال فيلم "مربع برمودا" لم يكن ضمن تخطيطها لأعمالها وحياتها، بل جاء من طريق منتج مصري يعرف شخصيتها وقدراتها وهي لم تتردّد في الموافقة عليه لأنها ترغب في تجربة كل الأشياء، فتقول: "بدأت الفكرة من خلال منتج مصري رأى أن شخصيتي تناسب الدور، وبالفعل تواصلوا معي من مصر وعرضوا عليّ الفكرة فوجدت أن الدور يناسبني ويمكنني أن أقدّمه لأن الشخصية تشبهني، فسافرت إلى مصر وأخذت النص وكنت في غاية القلق والحماسة، ولكن التجربة كانت ناجحة كأول مرة، وكان جميع فريق العمل مرتاحين لأدائي وسعداءبما قدّمته، وكذلك الحال بالنسبة الى نجم الفيلم الممثل المصري مصطفى خاطر، الذي تفاجأ بأنها تجربتي الأولى في التمثيل،وهذه التجربة فتحت لي أبواباً جديدة في عالم الفن، وأنا كنت محظوظة باستغلالي لهذه الفرصة".


تمسّكي بالفرص وجرّبي كل شيء في الحياة

وتضيف الأكرمي: "دخلت عالم التمثيل بالصدفة البحتة ولم أكن أخطّط لذلك، بل اهتمامي الأساسي كان بعملي في مجال الصحافة، فالتمثيل لم يكن هدفاًبل مجرد هواية.ولو كنت أفكّر جدّياً بالتمثيل لدخلت هذا المجال في بلدي تونس حين كنت في العشرين من عمري، حيث عُرض عليّ دور البطولة في فيلم ولكنني لم أوافق عليه لأنه لم يكن ضمن اهتماماتي. وهناك الكثير من المقرّبين مني وأصدقائي في المجال الفني كانوا يرون بأنني أمتلك حس الفكاهة وقريبة من الناس، وكانوا يشجّعونني على خوض غمار التمثيل. كما أنني بطبيعتي أحب تجربة كل شيء في الحياةبدون تردّد،ولذلك وافقت على تقديم هذا الدور، وقد فرحت به كثيراً، ولكن مع ذلك سيبقى التمثيل هواية ولن يصبح عملي الأول أو هدفي الدائم".

وتشيرالأكرمي إلى أن "تجربة التمثيل أفادتني وأضافت إليّ الكثير، حيث بات لديّ الكثير من الأصدقاء الممثلين واستمتعت بالتنوع الذي أضفته إلى حياتي العملية ليس فقط كإعلامية وإنما كسيدة قادرة على خوض أي تجربة والنجاح فيها. كما أنه من خلال إخراج الهواية المنسية في داخلي، تمكّنت من اكتشاف قدرات لم أكن أعرفها في نفسي وفي شخصيتي. لذلك من المهم تخطّي الخوف والقلق واستغلال الفرص، لأنها بالتأكيد ستحمل لنا كل شيء جميل".

ابنتي أهم مشاريعي والإعلام عندي كالنَفَس

أما عن دورها في فيلم "مربع برمودا"، فتقول الأكرمي: "دوري لم يكن ضمن الشخصيات الرئيسية في الفيلم، ولم يكن دورَ بطولة بل دوراً بسيطاً، ولكن رغم ذلك كانت تجربة مفيدة جداً لي، وكنت في غاية السعادة وأنا أقف أمام مصطفى خاطر، فهو ممثل مريح وسهل في التعامل معه والتمثيل أمامه. أما الدور فكان كوميدياً لطيفاً، وهو يشبه إلى حدّ كبير شخصيتي الحقيقية كسيدة أعمال تُجري المقابلات الصحافية وتقوم بالعديد من اللقاءات، وغالباً ما أنتقد كل ما هو سيئ لأنني دقيقة وجادّة في عملي، وبما أن الشخصية التي قدّمتها في الفيلم تشبهني،لم أجد صعوبة في الوقوف أمام الكاميرا وتنفيذ مَشاهدي بعفوية وفكاهة".

وتتابع حديثها موضحةً: "من خلال هذه التجربة غير المخطَّط لها، حصلت على عروض تمثيلية جديدة، وأنا حالياً في صدد التحضير لخوض تجربة مختلفة من خلال مسلسل وفيلم جديدين، وافقت عليهما ووقّعت مع شركة إنتاج معروفة جداً في مصر وسنبدأ التصوير قريباً. ولكن بالتأكيد يبقى اهتمامي وتركيزي الأول على عائلتي وابنتي، التي أراها من أهم مشاريعي وأحرص على أن أوفّر لها كل سبل الراحة، إضافة إلى عملي في مجال الإعلام".

وعما إذا كانت قد تتخلّى عن الإعلام لصالح التمثيل، تقول نورا الأكرمي: "لا يمكن أن أتخلّى عن الإعلام، فهو عندي مثل النَفَس، وكل حياتي، وكإعلامية أشعر بأنه جزء لا يتجزّأ مني. التمثيل يبقى هواية ويحتاج إلى الكثير من الالتزام والعمل والمتابعة وأن يكون الشخص متفرغاً له بالكامل،لذلك لا يمكن أن يصبح من أولوياتي ومصدر رزقي الأساسي".