التيك توكر بسنت دينار: السعادة تكمن في البساطة... والصحة النفسية أساس لرفاهنا العام

27 مايو 2023

في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها العالم، باتت الصحة النفسية من الأساسيات التي يبحث عنها الجميع، وجزءاً لا يتجزأ من رفاهنا العام، لا سيما أن نفسيتنا تتأثّر مباشرةً بالضغوط الفردية التي تُثقل حياتنا اليومية. والصحة النفسية لا تقتصر على الاضطرابات النفسية فحسب، بل هي عبارة عن سلسلة متصلة تختلف من شخص إلى آخر، وتتسّم بدرجات متفاوتة من الصعوبة، وكلها تحتاج إلى الرعاية والعلاج. لذلك بات ينتشر في الفترة الأخيرة الكثير من "اللايف كوتش" والداعمين النفسيين الذين يوجّهون النصائح الى المتابعين ويقدّمون الإرشادات لهم، وغالباً ما يقومون بذلك بناءً على دراسة ومعلومات يجمعونها من الكتب والمنشورات، أو بالاستناد الى تجربة شخصية. وهذا هو حال بسنت موسى علي دينار، وهي شابة من أصول سودانية تخلّت عن اختصاصها الأساسي بعد تخرّجها في كلية طبّ الأسنان في إحدى جامعات مصر وانتقلت للعمل في مجال الصحة النفسية بدوام كامل، كصانعة محتوى على تطبيق "تيك توك".

استغلّت الشابة السودانية-المصرية جائحة كورونا وبدأت في عام 2020 بصنع محتوى ترفيهي، كوميدي متنوّع على "تيك توك"، وفضّلت تخطي الإقفال العام والإجراءات الاحترازية التي فُرضت على العالم من خلال مقاطع فيديو عفوية وترفيهية لتنتقل من خلالها إلى القسم الأحبّ إلى قلبها، وهو الصحة النفسية.


الـ"تيك توك" ساحة لإيصال الأفكار والرسائل بسلاسة

وفي هذا السياق، تقول بسنت التي بات يتابعها أكثر من 2.4 مليون شخص على "تيك توك" فقط: "أحرص على تقديم محتوى ترفيهي خفيف ومتنوع، ومن ضمنه كل ما يتعلق بالصحة النفسية وبثّ المشاعر الإيجابية، نظراً لحاجة الجميع الى هذه الأمور في حياتنا، ولكن إلى الآن لا يمكنني تصنيف نفسي "لايف كوتش"، لأنني لا أمتلك شهادة جامعية، ولكنني أسعى في الفترة المقبلة للدراسة والحصول على معلومات أكثر في هذا المجال"، وتضيف: "قبل تخصّصي في طب الأسنان، كنت أرغب في دراسة علم النفس نظراً لشغفي الكبير بهذا العالم، ولكنني لم أتمكن من تحقيق ذلك، إلاّ أنني أخطّط بجدّ للبدء بهذا الاختصاص لاستكمال معرفتي في هذا المجال الذي أعمل فيه حالياً".

وتردف بسنت بالقول: "بعد تخرّجي، وجدت في الـ"تيك توك" مساحة تمكّنني من إيصال ما أريد من الكلام والأفكار والرسائل والأحاسيس التي تعتريني، وتتيح لي أيضاً التعبير عن المواقف الصعبة التي أعيشها وحتى القصص السعيدة بطريقة سلسة وسهلة عبر السوشيال ميديا، لذلك طوّرت من نفسي وقررت الدخول في مجال الصحة النفسية وبثّ الإيجابية في نفوس المشاهدين".


الصحة النفسية أساس للراحة الجسدية والفكرية

وتلفت بسنت إلى أن "الصحة النفسية هي الأهم بالنسبة الى الإنسان وتتمحور عليها الصحة الجسدية وطريقة التعامل مع الآخرين، وكذلك طريقة تعاملنا مع أنفسنا وثقتنا بها، وبالتالي حين تكون مطمئناً وهادئاً من الداخل يصبح كل شيء محيط بك في الخارج مريحاً".

وعن تعريفها لـ "اللايف كوتش" الذي ينتشر بشكل واسع في الفترة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد بسنت أن "ليس بالضرورة أن نعاني مشكلة ما أو تعتمل في داخلنا مشاعر حزن أو قلق كي نلجأ الى "اللايف كوتش"، فهذا الشخص مهم في حياتنا بشكل عام، وهو يمثل الدعم النفسي والفكري لنا، ويمتلك المعرفة والقدرة على ترتيب أفكارنا وتعديل ما يجول في أذهاننا، كما أنه قادر على مساعدتنا كي نبقى واعين ومتماسكين، لذلك أرى أن "اللايف كوتش" مهم جداً في حياتنا، فهو الشخص الذي يمكننا أن نرمي عليه كل همومنا ومشاكلنا، فيساعدنا على تنظيمها ويعيدنا إلى الطريق السليم لنتمكن من التعامل مع هذه المشاكل بأقل خسائر ممكنة".


روتين فعّال لطرد الأفكار السوداوية

وتشير الشابة السودانية إلى أن "لا خلطة سحرية تمنح الإنسان السعادة، لأن السعادة تختلف من شخص إلى آخر، وكل شخص يراها في شيء محدّد يُشعره بالراحة والفرح. أما أنا فأجد السعادة بالرضى والامتنان، الرضى عن النفس والرضى بكل ما أملك في الدنيا، فإذا تحقق الرضى يأتي كل شيء بعده بسلاسة".

وتضيف: "ليس هناك تمارين محدّدة لبث الإيجابية ومشاعر الرضى والفرح في النفس، بل هناك روتين معين يمكن تطبيقه لطرد الأفكار السوداوية والقلق، فعلى كل شخص حزين أو يشعر بالضيق أن يختلي بنفسه ويسألها عن السبب ليتمكن من معرفته والبحث عن حلّ لمشكلته ليكون بحال أفضل، لذلك فالروتين يبدأ بالجلوس مع أنفسنا وإعطائها الوقت الكافي لمعرفة الأسباب للوصول إلى حلّ والتخلص من مشاعر الحزن والضيق".


نصائح للحصول على السعادة

وتقدّم التيك توكر المعروفة في الوطن العربي مجموعة نصائح للحصول على السعادة ونشر الإيجابية بين الناس، فتقول: "بالنسبة إليّ السعادة تكمن في البساطة، فكلّما كنت بسيطة وبعيدة عن التصنّع، بتّ أقرب الى الناس، فالناس من حولي يشعرون حينها بالهدوء والأمان، لذلك من المهم أن نثق بأنفسنا ونحبها كما هي، لأنه كلّما وثقنا بأنفسنا أكثر، ازدادت طاقتنا الإيجابية، وهذه الطاقة تنتقل إلى مَن هو أمامنا فيشعر بالأمان والتفاؤل".