المصمّمة مها أحمد: تصاميمي تناصر الاستدامة البيئية

حوار: جولي صليبا 29 يونيو 2023

مها أحمد، مصمّمة أزياء مصرية شابة، تخرجت في مدرسة الأزياء الشهيرة عالمياً Istituto Marangoni Milano، وأسّست علامتها الخاصة “أوتونومي” في العام 2020 خلال جائحة كورونا. تهدف مها إلى تقديم تصاميم مرحة وجريئة تتناسب مع أسلوب حياة المرأة العربية الديناميكي والمتجدّد، وتسعى لتسليط الضوء على العناصر الأنثوية في تصاميمها. في هذا الحوار، سنتعرف على مصادر إلهام مها وشغفها في عالم الموضة، بالإضافة إلى الأفكار والمشاريع المستقبلية التي تعمل عليها.


- كيف اكتشفت شغفك في عالم الموضة ومتى بدأت الحكاية؟

بدأ شغفي في عالم الموضة منذ الصغر، بحيث كنت أحب اختيار الملابس بنفسي، ولكن لم يكن يخطر في بالي حينها أنني سأصبح مصمّمة أزياء يوماً ما. كانت رغبتي الأولى دراسة الفنون الجميلة، ولكن حين لم تتحقق هذه الرغبة، تغيّر مسار حياتي وتوجّهت نحو عالم الموضة، وربما كان ذلك هو الأفضل لي.

- ماذا عن علامتك التجارية “أوتونومي” والعناصر التي تميّز مجموعتك الأخيرة؟

تم إطلاق أحدث مجموعة باسم “ذا تاور” والتي تأثرت ببطاقة البرج في أوراق التارو. تشير هذه البطاقة دائماً إلى التغييرات الكبيرة التي يخشاها الكثيرون، ولكن المجموعة تناقش فكرة أن التغيير هو جزء طبيعي من الحياة ويجب على الجميع المرور به وأنه يمكن أن يكون شيئاً جيداً بالفعل. وتتمثل فكرة التغيير في المجموعة بالملابس التي يمكن ارتداؤها بطرق مختلفة، كالأكمام القابلة للفصل، والأوشحة التي يمكن لفّها بطرق مختلفة...

- ما هي مواصفات المرأة التي تتوجّهين إليها؟

أعتقد أن المرأة التي ترتدي ملابس “أوتونومي” هي امرأة عصرية وجريئة للغاية. لا تخاف من التعبير عن آرائها في أي وقت ومكان. كما أنها تتمتع بالثقة في نفسها والجرأة على تحدّي القيود والتقاليد.


- كيف تعملين على إبراز عنصر الأنوثة في تصاميمك؟

يمكن إظهار الأنوثة بأساليب متعدّدة. فالأنوثة بنظري تعكس الأناقة والجرأة وقدرتنا على احتضان جوانبنا الذكورية، حيث يمكن المرأة ارتداء ملابس تشبه تلك التي يرتديها الرجال، مثل البدلة أو الملابس الواسعة، ومع ذلك يبقى المظهر أنثوياً وجذّاباً للغاية.

- كيف تناصر تصاميمك الاستدامة البيئية؟

تُعَدُّ الاستدامة نهجاً وعمليةً أساسيَّةً في صناعة الموضة، ويشكل تطويرها جزءاً لا يتجزأ من فلسفة الأناقة. ولذلك، فإننا نسعى دائماً لتحسين ممارساتنا في هذا المجال، وتجسيد ذلك في كل مراحل إنتاجنا. نستخدم حالياً مواد التعبئة والتغليف القابلة للتدوير أو المصنوعة من مواد مُعاد تدويرها. كما نستخدم الأقمشة الطبيعية قدر الإمكان، ونتبع إجراءات إنتاج منخفضة لتجنّب العديد من المخزونات أو النفايات الزائدة. ويتميز تصميم قطعنا بالمتانة والصمود، وذلك لأنها صالحة للاستخدام طوال الوقت وليست مبنية على الاتجاهات المؤقتة. ويتم ذلك لتمكين عملائنا من الاستمتاع بقطعهم لمواسم أو سنوات عدة، بدلاً من الاستغناء عنها بعد موسم واحد.

- من أين تستمدّين إلهامك؟

يمكنني الحصول على الإلهام من أي شيء وكل شيء! عادةً ما أتلقى فكرة أو رسالة يحملها كل موسم وأفكّر في كيفية تحويلها إلى شيء بصري من خلال الملابس. لذلك، أبحث عن الفن والموسيقى والعمارة والأفلام وحتى الناس كمصدر إلهام لي. يساعدني هذا الإلهام على صقل رؤيتي وتطوير ملابسي بأسلوب مبتكَر ومميز.

- هل تركّزين على نوعية الأقمشة أم القصّات والتفاصيل الدقيقة؟

أعتقد أن كل العوامل مهمة لدينا؛ نقدّم نسيجاً عالي الجودة لعملائنا، ويعمل فريقنا بجدّ لتوفير تفاصيل وقصّات ممتعة وأنيقة.

- هل تبدّل ذوق المرأة العربية مع الوقت؟

أعتقد أن الاهتمام بالموضة يزداد لدى النساء العربيات، وهنَّ على استعداد لاستكشاف أساليب جديدة وأنماط جريئة، مما يتيح لنا كمصمّمين فرصة التعبير عن إبداعاتنا بشكل أوسع وأكثر تحدّياً.


- أيّ من عواصم الموضة تلهمك؟

لقد عشت في باريس وميلانو لسنوات عدّة، وكان لهاتين المدينتين تأثير كبير في مقاربتي للتصميم والإلهام، بالإضافة إلى تأثيرهما في أسلوبي الشخصي. ومع ذلك، فإن كوني امرأة عربية نشأت في مصر وتعيش حالياً في دبي يمنحني مصدر إلهام آخر؛ فنحن من منطقة غنية بالفن والتاريخ المُلهم لأي شخص.

- مشاريعك المستقبلية؟

نطوّر حالياً نماذج مصغّرة جديدة لمجموعة أزياء “أوتونومي”، ونتعاون في مجالات مختلفة ونتطلع للكشف عنها وإطلاقها قريباً.