خاص "لها" - نايلة الموسوي «الفشل» ليس جزءاً من قاموسي

حوار: جولي صليبا 30 يوليو 2023

نايلة الموسوي سيدة أعمال إماراتية صاحبة رؤية مستقبلية ومؤسِّسة “أمل للاستشارات” Amal Counseling for Better Tomorrow، الهادفة إلى تقديم خدمات الرعاية النفسية في الإمارات العربية المتحدة. نجحت نايلة في إلهام عدد كبير من الأشخاص وتمكينهم، كما شجّعتهم على تحقيق أهدافهم وإحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم. تؤمن نايلة بأهمية خلق ثقافة داعمة وشاملة في مكان العمل لتشجيع الفرد على النمو الشخصي والمهني، ويركز أسلوبها في القيادة التحويلية على إلهام الأفراد للعمل نحو هدف مشترك. في هذا الحوار، نتعرف إلى أحلام نايلة وطموحاتها، وأبرز التحدّيات التي تواجهها...


- كيف تعرّفين عن نفسك؟

أنا امرأة إماراتية دخلت عالم الأعمال في مجالات عدّة. بالإضافة إلى ذلك، أنا مستشارة معتمَدة وحاصلة على درجة الماجستير في علم النفس والإرشاد من جامعة “ميدلسكس” في المملكة المتحدة. تخصّصتُ في الإرشاد الأسري والعلاقات الشخصية، بالإضافة إلى العلاج التحفيزي. أحب التفاعل مع الناس من ثقافات وخلفيات متنوعة على أمل تعزيز اكتشاف الذات والجرأة.

- كنت أول امرأة إماراتية تعمل كمراقب جوّي. أخبرينا أكثر عن هذه التجربة وأبرز ذكريات تلك المرحلة؟

عملتُ مراقبة لحركة الطيران في تموز (يوليو) عام 1998، وكانت هذه أول وظيفة أمارسها. كنت المرأة الأولى والوحيدة وأصغر العاملين في هذا المجال، كما كنت أجيد اللغة الإنكليزية في وقت كان التحدث بهذه اللغة يُعدّ سلعة نادرة. واصلت العمل بجدّ لإثبات ذاتي، مما سمح لي بالعمل مع مراقبي حركة الطيران الكبار وتعرضت لسيناريوهات عدة مختلفة. اضطررت أن أتعلّم العمل بسرعة وتحت ضغط، وكان عليّ أيضاً تعلّم التكيّف مع مهام متعدّدة واتخاذ قرارات سريعة.

- أفضل جزء في العمل كان ربما العمل في ظروف مُجهدة؛ فأنا أحب الإثارة والتشويق. واشتملت هذه الظروف على حوادث الطوارئ، وظروف الطقس السيئة، والأزمات الجوية، وحرائق القمرة، والهبوطات الطارئة، وحالات الرهائن...

- لماذا أسّستِ “أمل للاستشارات” Amal Counseling for Better Tomorrow؟

هل من دافع معين وراء ذلك؟ كانت “منظمة أمل” مصمَّمة في الأصل للإطلاق بين عامَي 2025 و2027، ولكن ظهور جائحة “كورونا” سرّع عملية الإطلاق. في عام 2020، كانت هناك حاجة ماسّة لدعم المجتمع في وقت الضيق، لذلك كان الوقت مؤاتياً جداً لإطلاق المنظمة.


- تقولين دوماً إن الفوز مهم بالنسبة إليك. ماذا عن الفشل؟

أليس الفشل نهراً نمرّ به نحو برّ النجاح؟ أثناء نموّي، الفوز والنجاح كانا الخيار الوحيد بالنسبة إليّ. لكن مع مرور الوقت، واجهتُ طبعاً بعض العقبات، ولكنني لم أعتبرها أبداً فشلاً. كلمة “الفشل” ليست جزءاً من قاموسي. أؤمن بأنني عندما أستيقظ كل صباح، عليّ بذل قصارى جهدي للوصول إلى الأهداف التي حدّدتها لنفسي. إذا لم أحققها، أستيقظ في صباح اليوم التالي وأقرر أن أهدف إلى مستوى أعلى وأقوم بعمل أفضل مما قمت به في اليوم السابق، وأعتقد أن هذا هو المهم.

- ما أبرز التحديات التي تواجهينها الآن؟ وكيف تتغلّبين عليها؟

“أمل” هي منظمة تنمو بسرعة وتقدّم الكثير من الخدمات الجيدة للمجتمع. التحدّي الذي أواجهه الآن هو ضمان استدامتها. هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك، ومنها: ضمان استعداد فريقنا لمواجهة كل العواقب، وتوافر الموارد اللازمة، وتكوين علاقات مع الشركاء المناسبين ودعمهم. ومع ذلك، أرى هذه التحديات إيجابية، وأرحّب بها.

- ماذا يعني لكِ النجاح؟

عشتُ مرحلة من حياتي كنت أتعلّم فيها وأستفيد فقط. في هذه المرحلة، أعتزم أن أعطي وأعلّم. أنا ممتنّة لأنني لا أشعر بأن هناك نقصاً في حياتي. ممتنة لعائلتي ولمنظّمة “أمل” التي منحتني الفرصة لجمع الناس من أجل قضية مشتركة. في الوقت الحالي، تتمحور طموحاتي حول تحقيق تأثير إيجابي وفعل الخير والعطاء. إذا تمكنت من تحقيق تلك الأهداف، أعتقد أنه يمكنني تحقيق السعادة والنجاح.


- أين تتوقف حدودك وأحلامك؟

أنا إنسانة واقعية وعملية للغاية؛ لا أحلم، بل أضع الخطط وأعمل على تحقيقها. في بعض الأحيان، لا تتحقق هذه الخطط في الوقت المحدّد، لكنها تتحقق في نهاية المطاف. في الوقت الحالي، سأستمر في وضع أهداف لنفسي والعمل على تحقيقها، حتى لو استمرت هذه الأهداف في التغيير والنمو.

- ما أكبر درس تعلّمته في حياتك المهنية؟

أكبر درس تعلّمته هو أنه ليس هناك درس واحد فقط تتذكّره من رحلتك. بالنسبة إلى منظمة “أمل”، هذه رحلة لا يزال أمامها طريق طويل للسير فيه، وهناك المزيد من الدروس التي ستأتي. حتى هذه اللحظة، أعتقد أن كل درس تعلّمته، سواءً من أحد أفراد العائلة أو شخص التقيته لدقائق، هو أمر حاسم لرحلتي واستدامة لـ”أمل”. كل يوم يحمل درساً جديداً، وكل لحظة تعلّمنا شيئاً جديداً، سواء كنت على سفر أو في المنزل. الدروس تأتي من الأوقات السيئة والجيدة، ومن الأشخاص السيئين والجيدين. في الواقع، أُدين بمعظم امتناني لكل من ظلمني في الماضي، فبدونهم لم أكن لأظهر قوية وواثقة من نفسي اليوم.

- ماذا تقولين للمرأة العربية؟

شيء أقوله للنساء العربيات لأنهن يعرفن الكثير. النصيحة الوحيدة التي أستطيع أن أقدّمها للمرأة العربية هي: كوني صادقة مع نفسك، اتركي الموسيقى والأضواء وراءك، ركّزي على ما يجعلك شخصاً مكتملاً، واحرصي على تحقيق النجاح وفعل الخير لنفسك وللمجتمع.

- مشاريعك المستقبلية.

أخطّط للتقاعد في غضون خمس سنوات. في هذه الأثناء، أرغب في التركيز على توسيع نطاق عمل منظمة “أمل” في مختلف البلدان، بما في ذلك البلدان النامية. كما أرغب في توسيع خدمات المنظمة لتشمل مجالات مختلفة تعزز الراحة النفسية والبدنية. إذا أطال الله بعمري، فأنا أخطّط أيضاً لافتتاح منتجع لكبار السنّ.