الإعلامية لبنى بوظة وتحدّي الإعلام الاقتصادي

حوار: فاديا فهد 07 نوفمبر 2023

تتحدّث لبنى بوظة رئيسة تحرير القسم الاقتصادي في “سكاي نيوز عربية” عن تحدّي إعلام الأرقام والبورصة والعملات الأجنبية والشركات والإنجازات في المجالات الاقتصادية المختلفة. وقد أجرت حوارات عدّة مع سيّدات ورجال أعمال بارزين تركت في نفسها جزءاً من حكايا هؤلاء وتجاربهم العملية والإنسانية. حوار مع إعلامية نموذجيّة ناجحة.


تحملين شهادة الماجستير في العلوم المصرفية والمالية التطبيقية، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية باختصاص الاقتصاد من جامعة ولونغونغ، أستراليا. حدثينا عن بداية مسيرتك في مجال الأعمال والاقتصاد قبل انضمامك إلى القطاع الإعلامي؟

كان مجال الاقتصاد والأعمال وسيبقى شغفي الأول، فهو محور عملي لسنوات عدة قبل دخولي المجال الإعلامي وقبل أن تُتاح لي فرصة استقطابي من إحدى المحطات الرائدة التي منحتني الكثير من الدعم إيماناً بقدراتي.

أتولّى حالياً رئاسة تحرير قسم الأخبار الاقتصادية في "سكاي نيوز عربية" من التلفزيون مروراً بمنصات التواصل الاجتماعي وموقع الاقتصاد المتخصّص. وأقدّم برنامج "عالم الطاقة"، وهو برنامج أسبوعي يسلّط الضوء على أبرز الأحداث والمستجدات التي يشهدها سوق الطاقة العالمي باستضافة نخبة من صنّاع القرار والمحلّلين في هذا القطاع الحيوي.

أشعر بالفخر لكوني جزءاً من نواة تحريرية متخصّصة تعتبر من بين الأفضل، إن لم تكن في الصدارة، على مستوى العالم العربي، وأنا ممتنة لوجودي بينهم.

انضممت إلى "سكاي نيوز عربية" في عام 2016، وأنت اليوم رئيسة تحرير القسم الاقتصادي ومقدّمة برامج... ماذا يعني لك العمل في مثل هذا الصرح الإعلامي لأكثر من 8 سنوات؟

نجحت "سكاي نيوز عربية" منذ ظهورها الأول على الساحة الإعلامية العربية بأن تحتل موقعاً متميزاً بين أبرز القنوات الإعلامية الرائدة التي تتمتع بالموثوقية والصدقية والمهنية العالية. هذه المعايير التي جعلت منها منبراً مرموقاً هي ما يجذب اهتمام أي إعلامي يسعى إلى تحقيق التميز واكتساب سمعة رائدة.

أرى في عملي ضمن فريق "سكاي نيوز عربية" تجربة أقل ما توصف به أنها استثنائية وغنية، فالرسالة الإعلامية الهادفة بالنسبة إليّ هي وسيلة لإلقاء الضوء وإحداث تأثير إيجابي في الأحداث والقضايا المهمة وفق أعلى مستويات المهنية، وهذا ما توفره "سكاي نيوز عربية" من خلال معاييرها الرفيعة ونهجها الراسخ وإمكاناتها المؤثرة وما تقدّمه من موارد واسعة النطاق وفرص تدعم النمو والتطور المهني.


كنتِ من بين المرشحين لنيل جوائز متعددة منها جائزة Stevie لأكثر السيدات المؤثرات من قادة الفكر... ونجحتِ بنيل جائزة Arab News كأفضل محرّري أعمال على مستوى المشهد الإعلامي... كيف ساهمت هذه الاعترافات والتكريمات بتعزيز حضورك على الساحة الإعلامية؟

لا أرى في هذه التكريمات إنجازات فردية تحتفي بجهودي فحسب، وإنما تجسيداً للدعم الجماعي الذي تلقيته ولا أزال من وسطي المحيط، سواء العائلي أو المهني. مما لا شك فيه أن هذه الاعترافات تعني لي الكثير وتضع على عاتقي مسؤؤلية أكبر لتقديم الأفضل للمُشاهد العربي الذكي جداً والمهتم بالمادة الاقتصادية وبما وراء الخبر الاقتصادي.

استضفتِ نخبة من القادة والوزراء والخبراء الدوليين والإقليميين والرؤساء التنفيذيين، من بينهم بيل غيتس وكريستين لاغارد وجون كيري وغيرهم... ما هي المقابلة التي تصفينها بالملهمة والمؤثرة بالنسبة إليك؟

كل مقابلة أجريتها تعلّمت منها على المستويين المهني والإنساني... أهم المقابلات تلك التي أجريتها مع شخصيات ناجحة جداً على المستوى المهني ومتواضعة جداً على المستوى الإنساني.

بالطبع، يعتبر النجاح بلغة الأرقام والمليارات مهماً جداً، لكن ما يلمسني شخصياً هو التواضع والعمل الخيري.

أعتقد أن من غير المنصف أن أشير إلى اسم شخصية واحدة، ما أعنيه هو أن كل شخصية أجريت مقابلة أو حواراً معها تركت في داخلي جزءاً من تجربتها العملية والإنسانية... يمكنني القول بأنني تعلمت من الجميع وسأبقى تلميذة للجميع...

تولّيتِ إدارة العديد من الجلسات الحوارية في كبرى الفعاليات، بما فيها المنتدى الاقتصادي العالمي، اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي، مبادرة مستقبل الاستثمار ومنتدى الإعلام العربي ومعرض ومؤتمر "أديبك"... برأيك، ما أهمية أن يكون الإعلامي ملمّاً بمهارات إدارة الحوارات والجلسات النقاشية، بالإضافة إلى خبرته في تقديم الأخبار، خاصةً أن بعض الجلسات الحوارية المباشرة يتطلب الارتجال في السياق.

برأيي، يتطلب النجاح في هذا المجال أن يكون الإعلامي ملمّاً بكل المهارات... سواء كان مقدّماً للبرامج أو مراسلاً أو محاوراً أو صحافياً... فالإعلامي الذي يتولى إدارة الجلسات الحوارية هو واجهة حية تربط بين المتحدثين والجمهور، وعليه أن يتقن إدارة دفة الحوار، خاصة في جلسات النقاشات الجدلية، والتي تتطلب قدراً عالياً من الثقافة والاحترافية والشجاعة والمرونة والحيوية...

يتمثل الجزء الأصعب في وجودي على المنصة وجهاً لوجه مع شخصيات فذّة في مجال عملها. بالطبع تتطلب كل جلسة حوارية مني الكثير من الوقت والجهد حتى أقدّمها وفق أعلى المستويات المطلوبة، وأحرص دائماً على محاورة ضيوفي بلغة متّسقة، وذلك بعد أن أكون ملمّة بتفاصيل الموضوع الذي ستتم مناقشته. وأركز جيداً على معرفة هوية كل شخصية وإنجازاتها حتى يشعر الضيوف بالارتياح وبأن من يحاورهم يعرفهم جيداً، وهذه عادةً ما تكون نقطة انطلاق مهمة جداً للنقاش.


ما النصيحة التي تودّين تقديمها للراغبين بدخول المجال الإعلامي؟

أولاً وقبل كل شيء، اجعلوا من شغفكم عملاً، وابنوا هويتكم الشخصية الخاصة، وابحثوا عن الجانب الذي يمكنكم الإبداع والتميز فيه بما يعكس قدراتكم ومواهبكم المتفردة.

ثانياً، كونوا على اطلاع دائم على كل المستجدات والتطورات في العالم.

وفي أي مجال أو عمل كان، أؤمن بأن النزاهة والصدقية والتعامل الطيب مع الجميع ستفتح كل الأبواب المغلقة. لا شيء سيساعدك على تحقيق النجاح في الحياة مثل محبّة الناس وتقديرهم لما تقومين به.

ماذا تفعل لبنى في أوقات فراغها بعيداً من أعين الكاميرا؟

أنا شخص بسيط جداً. لعائلتي الأولوية في حياتي، وأمضي كل وقتي خارج العمل معهم. ولدي أيضاً شغف بالرياضة وتجارب الطعام.


مَن هي الشخصية الإعلامية المفضلة لديكِ، سواء على المستوى العربي أو العالمي؟

يحتضن المشهد الإعلامي كفاءات متميزة وقامات استثنائية أرى فيها قدوة حسنة يسعدني أن أحتذي بها على المستوى العربي، وأحب شخصية الأستاذ والزميل في "سكاي نيوز عربية" سليمان الهتلان وحواراته العميقة والملهمة. وعالمياً كنت دائماً معجبة بماريا بارتيرومو مذيعة "فوكس نيوز" حالياً و CNBC.