ألمانيا وجهة سياحية ملهمة ومستدامة

جولي صليبا 11 نوفمبر 2023
لا شك في أن السياحة باتت من أسرع الصناعات نمواً في العالم، ولاسيما السياحة المستدامة التي تهتمّ بالمحافظة على البيئة المحيطة ودعم المجتمعات المحلية ومصادرِ دخلها، وتراعي آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتلبّي احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة.

ولعلّ الأثر الأكبر لجائحة كورونا على قطاع السياحة كان تسليط الضوء على أهمية الاستدامة،وتعتبر ألمانيا واحدة من الدول الرائدة في العالمفي تطبيق مفاهيم السياحة المستدامة،لاسيما أنها تلتزم بمعايير بيئية واجتماعية مستدامة، وتشجع على ترشيد استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه، والنقل الصديق للمناخ، وتقليل النفايات والمشاركة في مشاريع حماية الكائنات الحية.

كما تسعى ألمانيا جاهدة لتطوير صناعة السياحة بطريقة تحفظ الموروث الثقافي وتحافظ على البيئة، وتحرصعلى الالتزام بالاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية. وتستخدم الطاقة النظيفة بشكل واسع، والعديد من المدن تشجع على وسائل النقل العام المستدامة ودراجات الهواء. كما أنالفنادق والمنشآت السياحية في ألمانيا تولي اهتماماً كبيراً للحفاظ على البيئة، ويلتزم العديد منها بمعايير الاستدامة مع خيارات للطعام العضوي والمواد البيئية.


ولا ننسى طبعاً فرص التنقل المستدام في ألمانيا، حيث توجدشبكة واسعة من وسائل النقل العام، مما يجعل التنقل داخل البلاد سهلاً ومستدامًا. كما أن القطارات السريعة والحافلات الكهربائية تقدم وسائل نقل فعّالة وصديقة للبيئة.

من جهته، يقدّم المجلس الوطني للسياحة في ألمانيا (GNTB)،المؤسسة الوطنية المسؤولة عن السياحة في ألمانيا، برامج رحلات سياحية متنوعة للراغبين بالسفر بالمستدام، ويوفر رحلات صديقة للبيئة تتيح زيارة واستكشاف أجمل المناطق الحضرية والطبيعية في ألمانيا، إلى جانب مجموعة من التجارب الرياضية المسلية. كما أطلق المكتب حملة احتضان الطبيعة الألمانية التي تسلّط الضوء على الفوائد الصحية الجسدية والذهنية للسياحة المستدامة وخيارات السفر والتنقل الصديقة للبيئة والآثار الإيجابية لاستكشاف الموارد الطبيعية المميزة في ألمانيا.


إليكم 6 أسباب تجعلكم متشوقين لزيارة ألمانيا واستكشاف السياحة المستدامة فيها:

* عشاق الأكل العضوي سيجدون حتماً ضالتهم في المزارع العضوية المنتشرة في كل أرجاء ألمانيا، والتي توفر الأطباق الإقليمية والموسمية، إضافة إلى غرف لقضاء العطلات. في تلك المزارع، يستطيع السياح المشاركة في إطعام الحيوانات وحلب الماشية وحصاد المزروعات... وهذه من دون شك تجارب استثنائية فريدة. كما تلتزم أماكن إقامة المعسكرات البيئية بالمزيد من الحفاظ على البيئة والطبيعة.


* عشاق الرياضة يمكنهم الاستمتاع بممارسة نشاطاتهم المفضلة مع مجموعة استثنائية من مسارات المشي المميزة وأكثر من 76 ألف كيلومتر من مسارات ركوب الدرّاجات، لاسيما وأنه تمّ مؤخراً افتتاح العديد من مسارات ركوب الدرّاجات الجديدة من كل المستويات، بما فيها مسار بوخن هيركوليس في بادن فورتمبيرغ، ومسار مارغريف الدائري في بافاريا، ومسار رولاند في هسن.


* عشاق الطبيعة والحيوانات يجدون ثروة طبيعية في ألمانيا التي تحتضن حوالي 50 ألف نوع من الحيوانات و20 ألف نوع من النباتات؛ و18 محمية من محميات المحيط الحيوي، و16 حديقة وطنية تغطي مساحة 10 آلاف كيلومتر مربّع، و104 متنزّهات طبيعية مما يتيح للسياح فرصة الاستمتاع بعناصر الطبيعة المتنوعة. كماتضمّ ألمانيا مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية الخلابة، من جبال الألب في الجنوب إلى الحقول الخضراء في شمال البلاد.

* عشاق الثقافة والتاريخ سيجدون حتماً ما يعجبهم في ألمانيا التي تضمّ 7000 متحف ودار عرض، و51 موقعاً للتراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.فألمانيا تتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية.ويمكن للزوار استكشاف المتاحف والمواقع التاريخية مثل بوابة براندنبورغ في برلين وقلعة نويشفانشتاين في جنوب البلاد.


* عشاق عصير العنب يمكنهم زيارة كروم العنب العديدة المنتشرة في أرجاء ألمانيا، والاطلاع على كيفية زراعة الكروم وحصادها وصناعة العصير منها بطرق عضوية ومستدامة بيئياً.

* أصحاب الهمم يمكنهم الاستمتاع بالوصول السهل إلى العديد من الوجهات السياحية المميزة، بعد أن كشف المجلس الوطني الألماني للسياحة عن توسيع مبادرة السياحة للجميع لتشمل أصحاب الهمم بما ينسجم مع جهوده الرائدة في مجال التنوع والشمولية، وذلك من خلال تعزيز المرافق السياحية المخصصة للمسافرين من أصحاب الهمم، مما يؤكد التزام ألمانيا بتوفير خيارات السياحة المريحة والمتنوعة.وتلبّي مبادرة السياحة للجميع احتياجات سبع فئات من الزوار، ممن يعانون من صعوبات حركية أو سمعية أو بصرية أو يستخدمون كرسياً متحركاً أو يعانون من صعوبة في التعلّم، إضافة إلى المكفوفين.

باختصار، تزخر ألمانيا بخيارات لامتناهية للراغبين في تجربة السياحة المستدامة، بحيث يمكنهم قضاء الوقت في وإنما أيضاً دعم جهود الاستدامة والحفاظ على الكوكب.