سينمائيات سعوديات في "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي"

جدة: آمنة بدر الدين الحلبي 23 ديسمبر 2023

باعتبارها مركزاً استراتيجياً وحضارياً، احتضنت جدّة "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي" في دورته الثالثة تحتشعار "قصتك بمهرجانك"، وقد شارك في إحياء هذا الحفل السنوي كبار نجوم الفن وأهم صنّاع السينما في العالم، وكان لافتاً مشاركة المرأة السعودية في هذا الحدث المهم.

عدسة "لها" التقت في المهرجان بسينمائيات سعوديات على درب النجاح والوصول الى العالمية.


مريم خياط صانعة الأفلام السينمائية

تقول الكاتبة والمنتجة للرسوم المتحركة مريم خياط: "شاركتُ في "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023" بفيلمي القصير "وحش من السماء"، وهو يحمل رسالة للصغار والكبار في وقت واحد، لأن أحداثه تسلّط الضوء على مشكلة التلوث البيئي، والبحري بشكل خاص وكيف تعاني الأسماك والشعاب المرجانية ويموت كل كائن حي بسبب التلوث... ومن الطبيعي أن يصل هذا التلوث الى الإنسان حين يصطاد الأسماك ليتناولها، وذلك من خلال الرسوم المتحركة "الإنيميشن".

وتضيف: "كما أنتجتُ فيلم الرسوم المتحركة "سَليق" الذي كتبته وأخرجته زميلتي أفنان باويان لتوصيل رسالة الى المجتمع بأن التواصل مع الآخرين جميل جداً، والأجمل هو قبول الآخر.وقد حصل هذا الفيلم على إشادة خاصة في مهرجان الأفلام السعودية".

ونظراً لأهمية دور المرأة في السينما، توضح مريم: "لا تستغرب نجاح المرأة السعودية في السينما، لأنها بطبيعتها إنسانة جادّة وطموح ومبدعة وتسعى للتألق في كل المجالات، وهو ما ساعدني على دخول جامعة "عفت"الوحيدة التي فيها قسم للسينما، يتولّى التدريس فيه أكفأ الأساتذة،مما حفّزني وزميلاتي على الإبداع في مجال السينما".

وتؤكد مريم أن النهضة السينمائية في السعودية ما كانت لتحصل لولا الدعم الحكومي الكبير من خلال البرامج التدريبية وصناديق الدعم المادية للاستثمار مع صناّع السينما والأفلام، وتسهيل عميلة دخول الشركات الخارجية للتعامل معهم، وهذا بفضل الرؤية الحكيمة 2030 التي أفسحت المجال أمام المرأة السعودية للعمل في كل القطاعات. وتضيف: "هناكنساء ورجال يشاركون بأفلامهم، لكن عدد النساء في مجال الرسوم المتحركة "الإنيميشن" يفوق الرجال، والسبب هو توفير الدراسة للفتيات في هذا المجال".

وتختتم مريم خياط حديثها بالقول: "المهرجانات بشكل عام هي فرصة ممتازة لصنّاع الأفلام كي يتواصلوا مع نظرائهم حول العالم، سواء كانوا مخرجين أو منتجين أو حتى موزعين ومستثمرين... وهذهالاجتماعات حتماً ستفيد الجميع للخروج بمشاريع جيدة ورائعة".

أفنان باويان كاتبة سيناريو ومخرجة

بالاستناد الى أهمية الانفتاح على الآخر وقبول التغيير، تقول أفنان باويان إن فيلمها "سَليق" كان مهماً للمجتمع، خاصة أن بعض الأشخاص يرفضون بشدّة التغيير فجاء فيلم "سَليق" الذي فاز في مسابقة "ضوء" ليؤكد أن الطعام لغة مشتركة بين مختلف الأجناس، وأن الانفتاح الإيجابي على الآخر مهم جداً لأي مجتمع.

وتلفت أفنان الى أن المرأة السعودية أثبتت وجودها في كل مجالات العمل، ومنها السينما، وذلك بدعم وتحفيز من الحكومة الرشيدة، لأنهاامرأة متعلّمة ومثقفة وجادة في كل أمور الحياة.كما أن النهضة السينمائية في السعودية تعودالى الرؤية الحكيمة 2030 وعرّابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان،الذي وجّه بتقديم الدعم الحكومي المادي والمعنوي الى هيئة السينما التي تهتم بصناعة الأفلام مع تأمين ورش عمل لصنّاع هذه الأفلام مع ابتعاث خارجي لدراسة السينما بالشكل الصحيح، ولذلك كانت مشاركة المرأة السعودية بالسينما في "مهرجان البحر الأحمر"لافتة للعالم أجمع.

وتُنهي أفنان باويان كلامها بالتأكيد أن "مشاركتها في المهرجان جعلتها تقابل صُنّاع الأفلام وتعرض فيلمها وتؤسّس لمشاريع جديدة، فكانت فرصة لتشكيل فريق عمل والبحث عن تمويل لمشاريعها".

دُر جمجوم مخرجة سينمائية من جامعة عفت

شاركت دُر جمجوم في المهرجان بمشروع تخرّجها "كُمْ كُمْ"، وكانت سعيدة بتلك المشاركة، لأن "فيلمها عُرض أكثر من مرة ويحمل رسالة الى المجتمع من خلال لعبة "كُم كُم" الشعبية، تكشف عنحزن الإنسان حين يفقد عزيزاً أمام عينيه ويعجز عن تقديم المساعدة له وإنقاذه، وقد تركت المخرجة دُر النهاية مفتوحة للمتلقي ليُبدي رأيه...".

وعن عمل المرأة السعودية في مجال السينما، تؤكد دُر جمجوم أن هذه المرأة أثبتت وجودها في السينما السعودية رغم التحدّيات التي واجهتها في هذا المجال، وذلك بفضل الحكومة الرشيدة التي ذلّلت الصعوبات وساعدتها على تخطّي التحديات، والدليل أنها هي خرّيجة جامعة عفت،قسم الإخراج السينمائي، وشاركت في "مهرجان البحر الأحمر السينمائي".

أما بالنسبة الى النهضة السينمائية في المملكة العربية السعودية فتقول جمجومإن هذه النهضة حدثت بفضل القيادة الحكيمة متمثلةً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان عرّاب الرؤية 2030 من خلال فتح جامعات تدرّس فنون التمثيل والإخراج، وبجهود وزارة الثقافة السعودية.

وفي الختام، شكرت دُر جمجوم القائمين على "مهرجان البحر الأحمر السينمائي" الذين أتاحوا لها فرصة اللقاء مع صنّاع السينما، وأكدت أن فرحتها لا توصف بعرض فيلمها مرتين في هذا المهرجان، ونيلهإعجاب الجمهور.