الذكاء الاصطناعي يضع تصوّراً لشكل الهواتف الذكية في المستقبل... هل يمكن تحقيقه؟

10 يناير 2024

مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، يحاول الخبراء تصوّر شكل هواتف المستقبل من خلال قراءة تنبؤات حول ما سيكون عليه شكل الهواتف الذكية مستقبلاً.

ونشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريراً يتضمن بعض النقاط التي قد تتطور بها الهواتف الذكية في المستقبل، بداية من الهواتف المرنة إلى الأجهزة التي يتم إصلاحها ذاتياً. ورغم أن بعض الأفكار قد تبدو خيالية، يقول الخبراء إن هذه التقنيات ربما يتم التوصل إليها من خلال استخدام مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي.

وبالفعل تمكن خبراء Midjourney وDalle3 وAdobe Firefly من إنشاء صور لما قد يبدو عليه الهاتف الذكي في المستقبل، حيث طلبوا من برامج ذكاء اصطناعي لتوليد الصور وضع تصوّر لمجموعة من الهواتف المستقبلية بناءً على الميزات المختلفة والتغييرات المستدامة التي تعتبر محتَملة.

وقال أمريت تشاثا، خبير الهواتف المحمولة في موقع Mobiles.co.uk: "بالنظر إلى مستقبل صناعة الهواتف المحمولة، من المثير النظر في إمكانيات أن تصبح الهواتف أكثر استدامةً"، مشيراً إلى أنها تتراوح "ما بين قدرات الشحن التي تعمل بالطاقة الشمسية، إلى التصميمات الخارجية الأكثر قوةً وقابلية للتكيف، ويمكن أن تتغير الهواتف الذكية بشكل جذري خلال السنوات القليلة المقبلة لتلبية الاحتياجات البيئية".

- مواد مرنة: إن إحدى التقنيات المستقبلية التي هي في طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع بالفعل هي الهاتف المرن، وتستخدم الهواتف القابلة للطي مثل "موتورولا رازر بلس" بالفعل بعض المواد المرنة لفتح وإغلاق شاشة لمس كبيرة. ولكن تقتصر المرونة حالياً على أجزاء محدودة من الشاشة.

وفي هذا الاطار، قالت مستشارة الاستدامة جينيفر فون فالدردورف: "في ما يتعلق بالمواد المرنة، مع طرح الثنائيات العضوية المرنة الباعثة للضوء، فإن هذه التكنولوجيا متاحة على نطاق واسع وبعض الشركات المصنّعة تستثمر بعمق فيها، وهذه المرونة تجعل الجهاز أكثر قوةً واستدامة".

ويضيف الخبراء أن شحن الهاتف قد يصبح يوماً ما من الطراز القديم كما يبدو الهاتف الثابت السلكي اليوم، وقالت السيدة فالدردورف: "باعتبارها مصدراً للطاقة المتجددة، فإن الطاقة الشمسية لا حدود لها تقريباً، ويمكن أن يشهد العالم بالفعل الكثير من الابتكارات".

وعلى الرغم من أن الأمر لا يزال بعيداً عن دمج الألواح الشمسية في الهواتف المحمولة كما يتخيل الخبراء والذكاء الاصطناعي، إلا أن شركة "كيوسيرا" اليابانية لصناعة الهواتف أعلنت في عام 2016 أنها طوّرت هاتفاً يتم شحنه من خلال ضوء الشمس. ويعمل الجهاز من طريق تركيب طبقة كهروضوئية في الشاشة والتي من المفترض أن تحصل على دقيقة من وقت المكالمة لكل ثلاث دقائق في الشمس. 

أما تكنولوجيا الإصلاح الذاتي، فيكشف الخبراء أن هواتف المستقبل ربما تكون قادرة على تحقيق ذلك، وعن ذلك قالت فالدردورف: "إن تصنيع الأجهزة الجديدة وقطع الغيار يستهلك الكثير من الطاقة والوقود، لذا فإن الهواتف ذاتية الإصلاح ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام في استدامة الهواتف الذكية". ولا يُعد هذا الأمر مجرد تصوّر مُتخيّل علمياً، حيث طوّر علماء في جامعة "ستانفورد" جلداً اصطناعياً يمكن أن يلتحم مرة أخرى باستخدامه الحرارة والمغناطيس في عام 2023. ويتكون الجلد من مادة السيليكون والبولي بروبيلين غليكول، التي تتمدّد مثل جلد الإنسان من دون أن تتمزّق، بينما تسمح الخصائص المغناطيسية للجلد بمحاذاة نفسه ذاتياً.