إطلاق أول عمل فني رسمي إلى سطح القمر

11 يناير 2024

أطلق ساشا جفري، أحد أكثر الفنانين شهرةً في العالم، عمله الفني "معاً ننهض – مع ضوء القمر" رسمياً إلى القمر على متن صاروخ "فولكان" التابع لشركة "يونايتد لونش آليانس" (ULA)، من قاعدة كيب كانافيرال في شرق الولايات المتحدة.

وفتح الإقلاع الناجح لمهمة "بيرغرين" الأولى آفاقاً لم يسبق لها مثيل، لا سيما بعدما أصبحت لوحة "ساشا جفري" أول عمل فني رسمي يُطلق من كوكب الأرض إلى القمر. وانطلقت المهمة تزامناً مع انضمام دولة الإمارات إلى مشروع تطوير وإنشاء أول محطة فضاء قمرية في تاريخ البشرية ضمن برنامج "أرتميس"، بموجب اتفاقية الشراكة الموقّعة أخيراً بين وكالة "ناسا" و"مركز محمد بن راشد للفضاء".

ومن المُزمع أن يتفوّق ساشا جفري على جيف كونز في السباق الأكثر ترقباً، لأول فنان يُطلق أول عمل فني رسمي في التاريخ على سطح القمر. 

ومن المُقرر أن يوضع العمل الفني على سطح القمر بمساهمة كلٍ من شركة "سيلينيان" الرائدة في تنسيق ورعاية الأعمال الفنية في الفضاء، وشركة الفضاء التجارية "أستروبوتيك"، ضمن خدمات الحمولة القمرية التجارية التابعة لمبادرة وكالة "ناسا"، والمعروفة باسم CLPS، على أن يصبح موقع الهبوط بعد ذلك مَعلَماً تراثياً عالمياً محفوظاً إلى الأبد.

واستخدم جفري في لوحته المطلية بالذهب سبائك الألومنيوم لتعزيز خواص الجلفنة المقاوِمة للتآكل في الفضاء، حتى يكون العمل الفني قابلاً للتكيّف مع الظروف الطبيعية للقمر. خضعت القطعة الفنية إلى اختبارات صارمة استغرقت ما يزيد عن عامين من جانب شركة "سبيس بت" لضمان البقاء على القمر إلى الأبد.

ومن المتوقع هبوط عمل جفري الفني على سطح القمر، يوم الجمعة الموافق فيه 23 شباط (فبراير) 2024. وعلى الرغم من التصريحات الأخيرة لشركة "أستروبوتيك" التي تُشير إلى استبعاد إمكانية الهبوط السلس على سطح القمر، تتمتع القطعة الفنية المُتميزة بالمقومات اللازمة لهذه المهمة الشاقة بفضل التركيبة المرنة المقاوِمة لظروف الفضاء.

وصرّح ساشا جفري قائلاً: "وضع عملي الفني على سطح القمر سيمثل الرمز لوحدة الإنسانية وإعادة الاتصال بين البشرية. فبينما يطغى الظلام على كوكب الأرض ليلاً، يشع الضوء الطبيعي للقمر ليُنير العالم، وبعد هبوط عملي الفني على سطح القمر، سيحمل نوره رسالة رمزية للإنسانية، فمن رحم الظلام يولد النور. آمل أن تتّحد البشرية من جديد عبر التحلّي بطاقة أكثر إيجابيةً، وإعلاء قيمة التواضع، وفهم قوة الوعي العالمي، وإدراك مدى هشاشة كوكبنا".

ونقش الفنان قطعته الفنية باستخدام الليزر فوق لوحة مصنوعة من مواد مقاوِمة للظروف المناخية للقمر؛ وهي عبارة عن قلب كبير يحتضن الكثير من القلوب الأصغر حجماً لتصوير إعادة الاتصال بين البشرية، ويظهر في المنتصف رجل وامرأة ممسكَين بأيدي بعضهما البعض تعبيراً عن مشاعر الحب والتعاطف التي تربطهما داخل عالم جديد مزدهر، في إشارة إلى عالمنا كما يجب أن يكون.