"ثانوية النسيم" في الرياض: يافعون يواجهون متاعب المراهقة

26 يناير 2024

في مدرسة ثانوية تقع في حي النسيم في الرياض، يواجه شباب يافعون متاعب المراهقة بحلوها ومرّها في جديد "أعمال شاهد الأصلية"، مسلسل "ثانوية النسيم" على "شاهد". وبعد أول مواجهة للمراهقين في الثانوية مع المدرّس الجديد عبدلله، يتحداه الطالب المشاكس مشعل ويعلن أنه سيجبره على الفرار من الثانوية قبل انتهاء العام الدراسي حاملاً معه فشله بيد وشهادة الماجستير في إصلاح التعليم باليد الأخرى، فيقبل الأستاذ عبدالله التحدي، لتبدأ معركة إصلاحية ونفسية وأخلاقية من نوع خاص، يخوضها المدرّس الشاب بهدف إصلاح طلابه وتغيير سلوكهم وتعديل مجرى حياتهم. "ثانوية النسيم" من إخراج عبد الرحمن الجندل، وبطولة: خالد صقر، نايف البحر، أحمد الكعبي، نواف الدريهم، عبيد الودعاني، عبد الله متعب، آلاء سالم، مريم عبد الرحمن، هند محمد، زين جهاد وآخرون... إلى جانب حضور لافت للنجوم: نايف الظفيري، فهد البتيري، وريم الحبيب.

خالد صقر

يستهلّ خالد صقر كلامه بالقول: "يجمع عملنا بين الدراما الاجتماعية والأكشن والواقعية، وهو موجّه الى الشباب والمراهقين بشكل خاص، لذا سيكون عملاً قريباً جداً من قلوب الناس." وحول شخصيته التي يقدمها، يقول خالد صقر: "ألعب دور عبد الله، وهو شخصية عصامية وعنيدة، متعلّم، ومتزوج من فتاة التقى بها وأحبّها، مستواه المادي متوسط، أما عائلة زوجته فثرية جداً. هدفه في الحياة هو الإصلاح... إصلاح حياة كل من يحيطون به وخاصة الطلاب، فقد حصل على إجازة الماجستير في إصلاح التعليم، لذا نرى أن حياته الخاصة تأثرت بشكل كبير بعد دخوله إلى الثانوية ومحاولاته إصلاح حياة المراهقين، إذ بات يصبّ تركيزه على مشاكل الطلاب داخل المدرسة وخارجها، ويزورهم في منازلهم ويتعرّف إلى أولياء أمورهم، وذلك بعد أن أدرك أن مشاكلهم أعقد من أن تُحلّ في المدرسة خلال ساعات الدوام". ويضيف خالد صقر: "الطلاب الذين يتعامل معهم عبدالله متنمّرون أحياناً ومعتادون على التمرّد والتسلّط على مَن حولهم، لذا يستخدم عبدالله الحيَل النفسية في حل مشكلاتهم والتعامل معهم والدخول إلى عوالمهم النفسية والسلوكية". ويختتم خالد صقر بالقول: "عندما بدأ عبد الله حياته المهنية كان هدفه إصلاح منظومة التعليم والمدرسة بشكل عام، ولكن في ما بعد وجد نفسه منخرطاً في إصلاح فصل دراسي واحد ومجموعة محددة من الطلاب، الأمر الذي اعتبره اختزالاً لمهمته الأصلية، لذا يأخذ هذا التحدي على محمل الجدّ لدرجةٍ بات معها مستعداً لخسارة كل شيء في سبيل تحقيق هدفه الأسمى. ولاحقاً يدرك عبدالله أنه في الحقيقة على وشك خسارة أسرته في سبيل إصلاح حياة المراهقين في صفّه! فكيف سيتمكن من تحقيق التوازن بين الأمرين؟ هنا يكمن التحدي الحقيقي الذي يواجهه!".

نايف البحر

أما نايف البحر فيقول: "هذا العمل هو محطة انطلاق وبداية جديدة بالنسبة إليّ". ويتابع: "تعمّقتُ في دراسة شخصية مشعل التي ألعبها وحاولتُ دخول عالمه النفسي كي أقدّمه بالشكل الصحيح، فهو شخص متسرّع ومتنمّر في بعض الأحيان، ويمثل نمطاً معروفاً من شخصيات المراهقين المندرجة في هذه الفئة العمرية، حيث نراه يربط الرجولة بالعنف حيناً، أو إثبات الذات والاستقلالية في أحيان أخرى، من خلال الاستهتار وتحدي السلطة المدرسية والعائلية. في الوقت نفسه، لدى مشعل جانب جيد في شخصيته وهو الجانب الرجولي! لكن مشكلته الحقيقية تكمن في فهمه الخاطئ لمعنى الرجولة. من هُنا يجد الأستاذ عبد الله أملاً في إصلاحه، ويعتمد في ذلك على الجانب الرجولي الموجود لديه أملاً في تغيير مجرى حياته وتوجيهه نحو المعنى الحقيقي للرجولة". ويختتم نايف البحر حديثه مؤكداً: "يتميز العمل بعلاقة الصداقة الحقيقية التي تربط بين شخصياته في الواقع بموازاة الدراما، فالصداقة التي تجمعني بباقي أبطال المسلسل تجمعني بهم أيضاً في الواقع، لذا منح هذا الأمر بُعداً واقعياً وحقيقياً للشخصيات والعلاقات الإنسانية، وهذا ما سيلمسه المشاهدون خلال متابعة الحلقات".

أحمد الكعبي

يعبّر أحمد الكعبي عن سعادته بالعمل لأنه يقدّم مرحلة المراهقة بكل تفاصيلها وإيجابياتها وسلبياتها، وهي مرحلة أساسية في تكوين شخصية الإنسان، ويقول: "تتميز تجربة العمل بأنها مستقاة من الشارع السعودي، إضافة إلى أن قصة حمود (الشخصية التي أقدّمها) تواجه العديد من المشكلات، وتسلّط الضوء على كيفية مواجهة المتاعب في هذه المرحلة العمرية. لذا أنا سعيد جداً بالواقعية التي تحملها الشخصية في جوانبها المختلفة خلال مجريات الأحداث، الأمر الذي من شأنه أن يلفت أنظار المشاهدين إلى قضايا مهمة تتعلق بالشباب في مرحلة عمرية خاصة ومهمة". وحول الشخصية التي يقدّمها أحمد الكعبي في المسلسل، يقول: "حمود يتيم الأم، حيث توفيت والدته أثناء ولادته، لذا فهو يعيش مع والده، والعلاقة بينهما أشبه بالصداقة... سيشعر المشاهد بواقعية العمل، فالشخصيات والأحداث مستمدة من الشارع والمدرسة والعائلة، وهنا تكمن أهمية البُعد الواقعي والحقيقي في ثانوية النسيم".


المخرج عبد الرحمن الجندل

يشير المخرج عبد الرحمن الجندل الى "أن العمل يعكس واقع المنطقة التي تدور فيها الأحداث بشكل خاص، لذا فإن أغلب المَشاهد صُوّرت فعلاً في بيوت شخصيات في منطقة النسيم وشوارعها، حرصاً منا على عنصر الواقعية". ويضيف الجندل: "تدور الأحداث حول مرحلة المراهقة التي يمر بها كل شاب، والتي تتمحور معظم تفاصيلها في المدرسة أو الحارة التي يعيش فيها المراهق. أما الاختلاف بين مراهق وآخر فيكمن أحياناً في التفاصيل العائلية، أو السلوكية، أو في اللهجة مثلاً، فبعض الشخصيات من الحارة الواحدة قد تنحدر أصولها من مناطق مختلفة من السعودية. تلك الاختلافات البسيطة في العادات والتقاليد تجسّد الجانب الواقعي في حياتنا، وسيلمسها كل من له دراية في لهجات القبائل والمناطق وغيرها". ويستطرد الجندل بالقول: "كرّسنا الكثير من الوقت والجهد لدراسة العمل والتحضير له عبر الجلسات وورش العمل والبروفات التي سبقت التصوير". ويختم عبد الرحمن الجندل بالتأكيد: "كل الممثلين الذين شاركوا في العمل كانوا على درجة عالية من الشغف والالتزام في الوقت نفسه، إذ حرص كل ممثل على إضافة لمسته الخاصة إلى الشخصية التي يلعبها. ومن جانبي كمخرج، حرصت على أن آخذ الكثير من تلك الإضافات في الاعتبار، من المشية إلى طريقة الحديث واللباس والبُعد النفسي والماضي الذي أثّر في بناء تلك الشخصيات... وغيرها من العوامل والإضافات المختلفة. باختصار، العمل كان قائماً على ثلاثة عناصر أساسية، هي: الحب والشغف والتعاون".

هند محمد

تقول هند محمد عن دورها في العمل: "يحمل المسلسل جمالاً فنياً من نوع خاص، فأن ألعب دور الأم المعتدلة البسيطة، وهو نموذج من الأمهات موجودٌ بكثرة في مجتمعاتنا". وتضيف: "هذه الأم رغم بساطتها تتحمل مسؤولية ابنتها من ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة تعرضها لحادث أليم، وابن مراهق عنيد ومتمرّد ورافض لتحمل المسؤولية العائلية. لذا تضطر في بعض الظروف والمواقف لأن تصبح أماً قاسية بخلاف طبيعة شخصيتها، كأن تقوم بدور الأب بسبب غياب زوجها". وتسترسل هند محمد: "يطرح العمل قضية اجتماعية مهمة، فهناك عدم تقارب في الفكر بين الأم وابنها المراهق من جهة، في ظلّ غياب الوالد عن بيته لظروف عمله القاسية من جهة ثانية، الأمر الذي يجبر الأم أحياناً على التمرّد إن جاز التعبير، وتقمّص شخصية قد لا تمثلها فعلياً". وتختتم هند محمد بالقول: "يلعب المدرّس عبد الله دوراً أساسياً في إعادة صقل شخصية الابن المستهتر، ودفعه لتحمل المسؤولية في غياب والده، وهذا ما كانت تسعى إليه الأم طوال الوقت".

آلاء سالم

تقدّم آلاء سالم في المسلسل دور هيا، وهي طالبة ثانوية تتمتع بشخصية جريئة وعقلانية، مع قدرة عالية على تحمّل المسؤولية وإدارة شؤون المنزل خاصةً بعد غياب والدها، والذي تشبهه في كثير من الجوانب". وتضيف آلاء حول الشخصيات التي تتقاطع معها في العمل: "يتميز البيت الذي تربّت فيه آلاء بالدفء العائلي والحميمية الأسرية. أما علاقتها بمشعل ابن جيرانها فتحمل جانباً أبوياً إن جاز التعبير، بحيث وجدت فيه السند والأب بعد غياب والدها، فهو يدافع عنها ويحبها منذ الطفولة، لذا يشغل مشعل جانباً مميزاً ومهماً في حياتها. فضلاً عن أن مشعل يسعى للزواج بها، وهو رجل يتحمل المسؤولية وفيه كل صفات الزوج الجيد، وهذا أكثر ما جذبها إليه". وتستطرد آلاء بالقول: "هناك علاقة عائلية تربط بين أسرتها وأسرة مشعل بحكم الجيرة، فأم مشعل وأخته هما بمثابة والدة لهيا وأختها". وعن علاقة هيا بابن خالتها ملفي، تقول آلاء: "ابن خالتي ملفي هو المراهق صاحب المشاكل، الذي يفتقر إلى التربية الصحيحة، وذلك نتيجة التفكك الأسري. فعائلة ملفي تفتقر إلى الترابط والمودة والاحترام الموجودة في عائلة هيا، لذا يسلّط المسلسل الضوء على أهمية العائلة كنواة أساسية في بناء شخصية المراهق كرجل". وتختم آلاء سالم كلامها موضحةً: ""ثانوية النسيم" هو مسلسل اجتماعي بامتياز، يناقش قضايا عائلية مهمة، وعبرة العمل تكمن في ختامه، لذا أدعو المشاهدين إلى متابعة المسلسل حتى الحلقة الأخيرة".

مريم عبد الرحمن

تلفت مريم عبد الرحمن الى أنها تقدّم في العمل شخصية فوزية، التي تشبه إحدى الشخصيات الحقيقية التي قابلتها في حياتها. وتضيف: "ألعب دور زوجة المدرّس الذي وهب كل حياته للتعليم، لذا فهي في صراع دائم ومحاولات مستمرة لجذب زوجها أكثر باتجاه العائلة، على اعتبار أن تكريس حياته للتعليم والإصلاح بات يؤثر سلباً في حياته الزوجية والعائلية". وتضيف مريم: "شخصيات العمل مستمدة من صميم الواقع السعودي، لذا فهي تشبه معظم الأشخاص الذين نعرفهم ونقابلهم في حياتنا". وتستطرد بالقول: "في البداية كانت فوزية داعمة لـ عبدالله ومؤيدة له في تكريس شغفه لإصلاح المنظومة التربوية وحياة المراهقين الذين يتعامل معهم، ولكنها سرعان ما أدركت أن هذا المسعى بات يؤثر سلباً في حياتهما معاً، إذ إن عبد الله بات منساقاً بجنون وراء شغفه، الأمر الذي جعلها على وشك خسارة والد ابنتها والزوج والحبيب والصديق، لذا نراها تستمر في محاولات توعية عبدالله أملاً في استعادته حتى الرمق الأخير".