نانسي عجرم: لا ألعب إلا بألعاب ابنتي...

نانسي عجرم,أغنية,موقع / مواقع التصوير,أغنية وطنية,نشاطات وألعاب الطفل / الأطفال,أغنية مصرية,أغنية لبنانية,طفل / أطفال,فنانة / فنانات,مصور,الأغنية الشعبية,سارة عبدو

سارة عبدو 19 مارس 2012

بالرغم من صغر سنّها، فاجأتنا النجمة الشابة نانسي عجرم بنضجها. فهمت لعبة الحياة في سنّ مبكرة وفي عزّ شهرتها، ونجحت في أن تجمع بين المجدين، مجد الأمومة ومجد الشهرة. ولأنّها تعرف أن مجد الأمومة حقيقي دائم ويأتي في المرتبة العليا، أبدعت في أمومتها مثلما أبدعت في فنّها. بعيداً عن الوسطين الإعلامي والفني تزوّجت نانسي من طبيب الأسنان الدكتور فادي الهاشم بعيداً عن عدسات المصوّرين، إلاّ أنها لم تغب عن الأضواء طوال فترة حملها. فبعدما تزوجت عام 2008، رزقت طفلة في يوم ميلادها نفسه 16 أيار/مايو 2009 وأطلقت عليها اسم ميلا وغنّت لها أغنية خاصة «يارب تكبر ميلا».

واصلت نجاحاتها الفنيّة والانسانيّة وعُيّنت في العام 2009 سفيرة إقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» للنيّات الحسنة وساهمت في تسليط الضوء على قضايا الأطفال خصوصاً تلك المتعلّقة بتنمية الطفولة المبكرة والحماية من الأذى. صوّرت وهي حامل بمولودتها الثانية «شيخ الشباب» و«يا كثر» وأنجبت ابنتها الثانية عام 2011 وسمّتها إيلاّ وسجّلت لها أغنية لترحب بها كما فعلت مع ابنتها الأولى ميلا، وهي بعنوان «حضري لعبك».

نانسي عجرم تحوّلت إلى الأم الأكثر شهرة من بين الفنانات اللبنانيات والعربيات، استطاعت التوفيق بين التزاماتها المهنيّة وحياتها كأم، فواصلت طريقها الفنّي وحقّقت نجاحات متتالية كان آخرها جائزة الموسيقى العالمية
World Music Award للمرة الثانية عام 2011. لمناسبة يوم الأم، كان لنا معها هذا اللقاء الذي حدّثتنا فيه عن نانسي الأم التي تعيش مع ابنتيها في عالمهما الخاص.


- هل تستشيرين أحداً في تربية ابنتيكِ أم تعتمدين على أسلوبك وحدك؟
قرأت كتباً عن التربية أثناء حملي، واستطعت تطبيق بعض مبادئها لكنّي اعتمدت على طباع كل ابنة وما هو الأسلوب الذي يتماشى معها، كما أنّي أستشير أهلي وأصحاب الخبرة.

- هل تعتمدين على مربية في بعض التفاصيل أم تتولّين المسؤولية كلّها بنفسك؟
أستمتع عندما أهتم بابنتيّ لكنّ ظروف عملي وسفري تتطلّب الاستعانة بمربية، فاعتمدت عليها منذ ولادة ميلا وحتى بلوغها الستة أشهر، أمّا لإيلاّ فاستعنت بمربيّة لفترة عشرة أشهر وحان الوقت لأن تتركنا لأهتم بإيلا بنفسي.

- هل تشعرين بالتقصير أحياناً تجاههما بسبب عملك؟
شعوري بالذنب لا يفارقني عندما أكون خارج لبنان، ولكن المرأة الموظّفة تغيب عن أولادها أكثر ممّا أغيب أنا، فلماذا هذا الشعور؟! والأهم أنّي أعوّض لهما هذا الغياب عندما أكون في لبنان.

- هل تدرك ابنتك الكبرى نجوميّتك وكيف تتعامل معها؟
ميلا تدرك أنّي نجمة لكنّها لا تطرح عليّ أي سؤال له علاقة بمجالي، فأسئلتها محصورة بالشخصيات الكرتونية وما تشاهده. هي حنونة جداً وعندما تشاهدني تبكي خصوصاً إن كنت في تصوير مباشر ولا تراني في المنزل، تبدأ بالبكاء لكنّ والدها يكون إلى جانبها بالإضافة إلى والدتي.

- هل تميّز صوتك عندما تسمع أغنية لك؟
عند سماعها أي أغنية لي على الراديو تدرك أنّه صوتي وتبكي أيضاً.

- هل ترافقك ابنتك أحياناً إلى مواقع التصوير؟
رافقتني ميلا أثناء تصوير فيديو كليب أغنية «يا كثر»، كما اصطحبت إيلا إلى جلسة تصوير فوتوغرافيّة لأنّها كانت صغيرة جداً وتحتاج إليّ.

- كيف أعددت لابنتيك عالمهما الخاص، غرفتهما، ألعابهما؟
أحضّر لهما في هذه الفترة عالمهما الجديد في غرفة تجمع بين ميلا وإيلا. تعشق ميلا كل شيء له علاقة بشخصية «الأميرة» لذا اعتمدت على هذا النمط في اختياري الألوان والاكسسوارات والألعاب.

- هل تشاركينهما هذا العالم؟
لا ألعب إلاّ بألعابهما، أتحوّل إلى فتاة من عمرهما وأعيش الحالة وأصبح صديقتهما.

- متى تصرخين في وجه ابنتيك؟
صرخت في وجه ميلا أكثر من مرّة، فهي عنيدة وتقوم بتصرّف قد نبّهتها ألاّ تقوم به، وذلك عن قصد كي تغيظني.

- هل تعاقبينها وكيف؟
لا أعاقبها، فهي ما زالت صغيرة وعمرها حوالي ثلاث سنوات فقط، لكن لديّ أسلوبي الخاص في تربيتي وأساسه التفاهم والحوار وليس الضرب. فهي ذكية جداً وعندما تدرك أنّي زعلت منها تأتي لتراضيني.

- كيف تكافئين ابنتك؟
في مرحلة إزالة الحفاض، كانت لا تتجاوب في كل الأوقات، لذلك كنت مضطّرة لإغرائها بال Barbie وPrincesse إذا دخلت معي الحمام.

- هل تختارين لهما ألعابهما وما تشاهدانه وتقرآنه؟
أنا من يختار لهما الكتب لأنّي أدرك ما يناسب سنّهما وما يثير اهتمامهما، ولكن عندما ترافقني ميلا إلى أماكن التسوّق تختار بنفسها ما ترغب من ألعاب وكتب وDvds.

- هل تتحكمين في اختيار ملابس ابنتك أم تتركين لها هامشاً من حرية الاختيار؟
للأسف ميلا تتحكّم في ملابسها وخصوصاً الأحذية، في السابق كنت أختار لها بنفسي الثياب والأحذية لكنّها اليوم لا تسمح لي بأن ألبسها سوى الفساتين و«السكربينة». أعاني من هذه المسألة في أيام الشتاء حيث ترفض تماماً انتعال «البوط»، هي فعلاً عنيدة وليست سهلة أبداً.

- مِن مَن ورثت هذا العناد، منكِ أو من والدها؟
ولدت ميلا في اليوم الذي ولدت فيه أنا، ونحن ننتمي إلى البرج نفسه، لكنّي لم أكن عنيدة إلى هذا الحدّ في صغري، كما أنّ شخصيّتها قويّة جداً الأمر الذي يذهلني!

- ما التصرّف الذي يقلقك بين تصرفات ابنتك؟
صوت بكائها «يهبّط» المنزل، إلى أن أقول لها: «خدي اللي بدّك ياه بس اسكتي!»

- ما هي حدود تدخّل زوجك في التربية؟ هل تتقاسمان المسؤولية وهل يمكن أن تختلفا في بعض التفاصيل؟
يساهم فادي إلى حدٍّ كبير في تربية ميلا وإيلا، فتقتنع ميلا منه أكثر منّي فهي قريبة جداً منه، يستمتع بالاهتمام بهما وخصوصاً عندما أكون خارج لبنان، فهو يعشق البنات ولا يرغب في الصبي، إن وُجد الصبي سيحبّه بالطبع لكنّه يفضّل البنت ويشعر بأنّها الأقرب إلى والدها.

- هل ستساعدين ابنتك في مراجعة دروسها أم ستستعينين بمدرسين خصوصيّين أم تفضّلين اعتمادها على المدرسة وعلى نفسها؟
بالطبع سأساعدها ولقد بدأت من الآن بتفسير كل شيء لها والرد على أسئلتها التي لا تنتهي أبداً! فهي تذهب إلى الحضانة هذه السنة، وفي كل ليلة أقرأ لها القصص قبل النوم.

- هل تحاولين أن تلبّي كل طلباتها أم ترفضين بعضها؟
حسب الطلب، فأحياناً نتجادل في السيارة عندما ترفض وضع حزام الأمان، تبدأ بالصراخ و«الخبيط»، فمن واجبي أن أحميها لذا أصرّ وأعنّد أكثر منها حتّى تضعه. ستدرك عندما تكبر أنّي أردت وضعه لحمايتها وليس نكايةً بها.

- هل تتأثّر بالشخصيّات الكرتونيّة التي تشاهدها؟
تشاهدBarney وBarbie وKitty. تركّز وتنسجم وتستمع بالمشاهدة، ولكنّ ما يأخذ عقلها هي «الأميرة» فلديها ثيابها واكسسواراتها والغرفة بأكملها ستحمل هذا الطابع.

- ما هي النصائح التي توجهينها لها في علاقاتها بالآخرين؟
هي مهذبة جداً وتحب الناس وهادئة، وإن وُجدت الألعاب تلعب.

- ماذا تنصحين الأهل في علاقتهم مع أطفالهم؟
لا تزال خبرتي أقل من غيري في هذا الموضوع، ولكن الأهم برأيي هو أن يدرك الطفل أن النظام يجب أن يتلقّاه من والده ووالدته فقط، فرغم مساعدة والدتي لي في تربيتي لابنتيّ، تدرك ميلا تماماً أنّي المرجع في كل قرار.
وأنصح الأهل بعدم اتباع أساليب العنف والضرب مع طفلهم ويكتفوا بالقصاص، لأنّه أذكى بكثير ممّا يتوقّعون.

- هل تراقبينها أحياناً عن بُعد؟
أمضي معظم وقتي معها، ألعب معها وأهتم بها وأكتشفها.

- هل فاجأك تصرّف قامت به؟
قبل أيام قالت لي: «مشغولة أنا»، فهي نادراً ما تتكلّم باللغة العربيّة، فإذا نطقت بإحدى الكلمات العربيّة تضحك وتعتبر أنّها مزحة وأنّها تتلفّظ بشيء مضحك.

- هل حاولت يوماً ارتداء ثيابك وانتعال حذاء لك؟
غالباً ما تنتعل «سكربيناتي» فهي Lady M.

- هل ترين نفسك في ابنتك؟
تشبهني كثيراً خصوصاً في هذا الميل الفنّي الذي تتمتّع به، فتمضي معظم الوقت أمام المرآة تدور حول نفسها وتلعب بشعرها وتنتعل أحذيتي وتضع أحمر الشفاه. كما تشبهني بأنّها حسّاسة جداً وتحب الموسيقى والرقص وكل ما له علاقة بالفن.

- هل ممكن أن تنصحيها بدخول المجال الفنّي؟
أنصحها طبعاً لكنّ ليس في العمر الذي دخلته أنا، حرام أن تتحمّل هذه المسؤولية في وقت مبكر. للشهرة ثمن، لذلك أريدها أن تعيش مرتاحة!

- هل يمكن أن تستعيني يوماً بطبيب نفسي لابنتك؟
إن شعرت أنّي بحاجة لاستشارة طبيب نفسي في مسألة معينة، سأستعين به بالتأكيد. لكنّي حتى الآن لم أحتج لاستشارة من هذا النوع.

- ما هو حلمك لابنتيك؟
لا أريدهما أن تشعرا بالهم وأن تتعبا في عملهما، بل أن تستمتعا بمهنتهما، لذلك أحلم لهما أن تدخلا مجالاً له علاقة بالفن كهندسة الديكور وتصميم المجوهرات والرقص أو أي مهنة فنيّة أخرى.

- هل ستكتفين بميلا وإيلا أم ترغبين في المزيد من الأطفال؟
لن أكتفي بابنتين، فالعائلة أهم شيء بالنسبة إلي ولكنّي لا أفكّر في الإنجاب في الوقت القريب.