مغني راب سعودي محترف، بدأ الغناء منذ الطفولة وأكمل دراسته الأكاديمية في الولايات المتحدة الأميركيّة، إلى جانب احترافه فن الهيب هوب حيث مزج الفلكلور الحجازي بالراب الأميركي. أصدر عام 1994 ألبومه الأول بالتعاون مع أصدقائه، وتحدّث فيه عن معالم جدة وحياة الشباب اليومية فيها من خلال أغنيات راب عربيّة. قدّم برنامجي «هيب هوبنا» و«بيت الهيب هوب»، ثم اختارته قناة MBC لتقديم برنامج مواهب العربArabs Got Talent في موسميه الأول والثاني إلى جانب ريّا أبي راشد. هو الفنان قصي خضر عاشق السينما وتحديداً العالميّة، الذي يستخدم ثقافة الهيب هوب كطريقة تعبير راقية وفن إبداعي. عن مدى انحيازه إلى مشتركي الراب في البرنامج وعن حلمه بالتمثيل، يحدّثنا مقدم برنامج Arabs got Talent قصي خضر في هذا الحوار.

- شهرتك كمقدّم فاقت شهرتك كمغنٍّ، من تفضّل أنت قصي المقدّم أم المغنّي؟
بالطبع أفضّل قصي المغنّي قبل كل شيء. التقديم ليس جديداً عليّ، وبرنامج Arabs Got Talent هو ثالث برنامج تلفزيوني أقدّمه بعد برنامجي Hip Hopna على MTV Arabia و«بيت الهيب هوب» على قناة وناسة، لكنّ البرنامجين كانا في خانة الهيب هوب، كما أنّ الرابر هو شخص يمسك بالمايكروفون ويتكلّم مع الناس وفقاً لإيقاع معيّن وموسيقى ترافقه. فأظهر في Arabs Got Talent على طبيعتي، وأعتقد أنّهم اختاروني لهذا السبب بالذات.

- هل يمكن أن تنحاز إلى مشتركي فئة الراب؟
أتعاطف مع كل المواهب المشاركة وأنحاز إليهم جميعاً أنا وريّا، لكن بحكم ميولي للراب والهيب هوب، أنحاز لمشتركي هذه الفئة، ومن الطبيعي أن يظهر عليّ هذا الانحياز.

- ماذا عن الخلاف الذي دار بينك وبين ناصر القصبي في الحلقة الأولى؟
الموضوع أخذ حجماً أكبر من حجمه وانتشر على المواقع الالكترونيّة. ما حصل هو أن الأستاذ ناصر القصبي لا يهوى فن الهيب هوب، وهذا رأيه الشخصي الذي نحترمه جميعاً، لكن كونه عضواً في لجنة واجبه أن يقوّم الموهوب لا أن يقوّم شكل الموهبة وهويتها. فأعتقد أنّه يفترض أن يكون أعضاء اللجنة التحكيميّة مطّلعين على الفنون بأشكالها المختلفة. أعتبر نفسي سفير الهيب هوب، لذا لم أتحمّل البقاء صامتاً، وقدّمت أبسط ما يمكن من خلال مناقشة ناصر وإقناعه، وبالفعل تقبّل ما قلته. فالراب فنّ نابع من ضغوط اجتماعيّة، وأبرز القضايا التي نتكلّم عنها في أغنياتنا هي قضايا العالم العربي.

- ما الذي أضافه وجود ناصر القصبي في لجنة التحكيم؟
أضاف لوناً جديداً وروحاً جديدة ونكهة مختلفة، فظهر على طبيعته بعدما اعتادت الناس أن تراه في الأدوار الكوميديّة وخصوصاً في «طاش ما طاش»، فهم يشاهدون في Arabs Got Talent ناصر صاحب روحه الخفيفة المرحة، الإنسان الهادىء الذي يفرض وجهة نظره. ومع مرور الأيام ارتاح أكثر وتكوّن انسجام تام بينه وبين الفنانة نجوى كرم والعميد علي جابر.

- هل لديك تحفظات عن تقويم أعضاء التحكيم؟
في أغلب الأحيان أتّفق مع اللجنة، لكن أحياناً أكون غير مقتنع ويختلف رأيي عن آرائهم وتتّفق معي ريّا، فلكل انسان وجهة نظره في النهاية.

- هل تحرص على تشجيع المشتركين قبل دخولهم المسرح؟
بالتأكيد، هذا واجبي كمقدم للبرنامج. لاحظنا أن المواهب موجودة في العالم العربي، والبرنامج كبير وتغطيته ضخمة جداً ونسبة مشاهدته عالية، فالملايين في العالم العربي يتابعون هذه المواهب كما لجنة تحكيميّة تقوّم أداء كلّ منها، فمن الطبيعي أن يشعروا بالتوتر، لذا أحرص أنا وريّا على تشجيعهم ودعمهم ومدّهم بالطاقة والتفاعل مع أدائهم.

- كيف تقوّم أداء شريكتك في التقديم ريّا أبي راشد؟
ولد انسجام واضح بيني وبين ريّا منذ اجتمعنا وبدأنا تصوير الموسم الأول من البرنامج، كما أنّنا في  العمر نفسه تقريباً وعقلّيتانا وشخصيّتانا متشابهة جداً، دائماً متّفقان وهادئان وإن اختلفنا على مسألة معيّنة، نأخذ الأمور ببساطة ونتناقش مع ابتسامة كبيرة. ريّا بمثابة شقيقة لي، فهي تمتلك قلباً حنوناً وروحاً جميلة.

- ماذا أضاف إليك برنامج Arabs Got Talent؟
أضاف إليّ الكثير، عرّف الجمهور العربي إلى قصي خضر فنّان الهيب هوب السعودي، وأتاح لي الفرصة كفنّان للقاء فنانين ومواهب مهمّة جداً. اجتمعنا في مسرح واحد وبلد واحد، ولا أزال على تواصل مع مشتركي الموسم الأول. البرنامج كبّرني في مجالي، لا أطمح إلى الشهرة بقدر ما أطمح إلى النجاج وتقديم الأفضل وإيصال فنّي إلى الوطن العربي والعالم.

- كونك تعشق التمثيل، هل تلقيّت عروضاً سينمائية على أثر البرنامج؟
فعلاً أعشق التمثيل، وأُمضي وقتي أشاهد الأفلام السينمائيّة ونادراً ما أشاهد التلفزيون، ولا أهوى التلفون، ويعتبرني البعض «دقّة قديمة». أحب الاختلاط وجهاً لوجه أكثر من أي شيء آخر، وأعتبر أن تمضيّة النهار بكامله على الانترنت والتلفون والتلفزيون مضيعة للوقت والطاقة! فمن الضروري أن يضع الانسان حدّاً لهذه الأمور كما فعلت. وبالنسبة إلى التمثيل أعشق هذا المجال منذ صغري وأحلم بالدخول إليه، لكنّي إنسان من الصعب إرضاؤه وإقناعه بدور من الأدوار، كما أنّي أميل إلى الأفلام السينمائيّة أكثر من المسلسلات التلفزيونيّة، وأشترط أن تكون الشخصيّة التي سأجسّدها تتناسب مع شخصيّتي كي أبدع فيها.

- يعني ذلك أنّك حصلت على عرضٍ ما؟
هناك كلام لكنّي لا أستطيع البوح بأية تفاصيل حتّى الآن، فأنا انسان يحب المفاجآت وعندما يحين الوقت سوف أخبر الناس عن جديدي. أتمنّى الحصول على سيناريو مميّز يناسبني لأي فيلم سينمائي أكان سعوديّاً أم عربيّاً أم مصريّاً والإنسان يطمح إلى أعمال عالميّة ضخمة. لكنّي أعد الجمهور وأقول لهم: «ستشاهدونني في التمثيل». لكنّ تركيزي حالياً في مجالي كمغنّي هيب هوب وتقديمي لبرنامج Arabs Got Talent.

- من هو المقدّم الذي يلفتك؟
السؤال صعب جداً... لا أشاهد التلفزيون بكثرة، لكنّي معجب بأداء ريّا أبي راشد.

- لو كنت في لجنة التحكيم، هل ستحكّم عقلك أم قلبك؟
أحكّم عقلي وقلبي، لأنّي بحاجة إلى تقديم الحقيقة وأن أنصف الموهبة وأقوّمها عقلانيّاً، ولكنّي في الوقت نفسه فنّان وأدرك الشعور الذي ينتاب المشترك عندما يقف على خشبة المسرح، لذا أتعاطف مع معها. أعتبر نفسي علي ونجوى معاً!

- من هو الأقرب إلى وجهة نظرك من أعضاء اللجنة؟
من ناحية القلب نجوى هي الأقرب، أمّا علي فهو الأقرب عقلانيّاً. كما أنّي سعيد جداً بوجود الفنان ناصر القصبي في اللجنة، لأنّه أضفى جوّاً من المرح والهدوء على البرنامج.