إيهاب توفيق: أحلم بتسجيل 'القرآن الكريم' بصوتي!

الغناء, ألبوم غنائي, إيهاب توفيق , حفلات غنائية, محمد عبد الوهاب, تلاوة القرآن الكريم, الثورة المصرية

02 مايو 2012

أكثر من عشرين عاماً مرّت على ظهور إيهاب توفيق في عالم الغناء، وخلال مشواره الفني قدم ستة عشر ألبوماً غنائياً متنوعاً وألبومين دينيين وأكثر من مئتي أغنية. التقيناه ليكشف لنا أسرار ألبومه الجديد، وحقيقة تفكيره في الاعتزال والاتجاه إلى الغناء الديني.
كما تكلّم عن حلمه الخاص، وعدم تكراره تجربة الدويتو منذ رحيل ذكرى، وغنائه مع عاصي الحلاني، وعلاقته براغب علامة، والسبب الذي أجّل ظهوره كممثل.


- مرّ على ظهورك في عالم الغناء أكثر من عشرين عاماً. ما تقويمك لمشوارك الغنائي بعد هذه الفترة الطويلة؟
أشعر بأن هذه السنوات أقل من عام، فالأيام تمر عليَّ كالثواني والسنوات كالساعات. أنا سعيد بما وصلت إليه وراضٍ تماماً عن كل أعمالي الفنية، سواء ما أصدرته من ألبومات أو الأغنيات التي صورتها، لأنني كنت أدقق دائماً في اختياراتي، ولا أرضى بأن أقدم عملاً يقلل من شأني، ولا أقدم إلا ما يتفق مع مبادئي واقتناعاتي.

- كنت ستحترف العزف على آلة العود ولكنك تحولت إلى الغناء، فكيف حدث ذلك التغيير؟
صحيح، منذ أن كان عمري تسع سنوات كنت أهوى العزف على آلة العود، وعندما دخلت كلية التربية الموسيقية كانت الآلة المفضلة عندي هي العود، وكنت دائماً ما أجمع أصدقائي حولي في الكلية ونجلس لكي نغني الموشحات العربية والأغاني التراثية.
لم أكن أفكر في الغناء، لأن كل ما كان يشغلني وقتها هي المذاكرة لكي أصبح معيداً، وهو ما حدث بالفعل. درّست في الجامعة لمدة عام، وخلاله غنيت في إحدى حفلات الجامعة فوجدت بعض أصدقائي ينصحونني باحتراف الغناء بل وأصروا على اصطحابي إلى إحدى الشركات الإنتاجية في ذلك الوقت.

- هل مازلت تذكر لقاءك الأول مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب؟
بالتأكيد، كان عمري 19 سنة عندما نجحت في مسابقة للأصوات الجديدة أقامتها مجلة «أكتوبر»، وذهبت إلى منزل عبد الوهاب مع الموسيقار محمد قابيل والموسيقار حلمي بكر والإعلامية سهير شلبي، أعضاء لجنة التحكيم في المسابقة في ذلك الوقت، وغنيت أمام عبد الوهاب الذي أعجب بصوتي للغاية وعزفي للعود لأغنية «من غير ليه»، فسألني وقتها: «ما اسمك؟» فقلت: «إيهاب أحمد توفيق»، فقال لي: «اسمك الفني إيهاب توفيق وسيكون لك مستقبل باهر».

- ما هي أول أغنية قدمتها في مشوارك الفني؟
أغنية «بحبك يا أسمراني» في ألبوم جماعي تضمّن أغاني لحنان ومصطفى قمر وحميد الشاعري وعلاء عبد الخالق، وكانت الأغنية كلمات عادل عمر وألحان وتوزيع حميد الشاعري وسجلتها من أول مرة دون إعادة.

- وكيف خرج ألبومك الأول؟
أرادت شركة الإنتاج في ذلك الوقت استثمار النجاح الذي حققته في الأغنية، من خلال طرح ألبوم كامل لي يتضمّن ثماني أغنيات، بالإضافة إلى أغنية «بحبك يا أسمراني»، وظهر أول ألبوم وكان بعنوان «إكمني» وحقق نجاحاً مبهراً، وكان أفضل بداية لمشوار إيهاب توفيق المطرب.

- هل تشعر بفرق في أحوال الغناء بين فترة بدايتك والآن؟
هناك فرق شاسع. في الماضي كان النجاح له طعم والتجهيز للأغنية كان يستغرق وقتاً طويلاً وتعباً ومجهوداً شاقاً، ولم يكن هناك التطور في الأدوات والتكنولوجيا مثل الآن، وكان من النادر أن يصدر أحد أغنية فردية.

- ما أخبار التحضير لألبومك الجديد؟
هناك عدد كبير من الأغاني انتهت، وهناك عدد آخر ما زال في طور التحضير والتسجيل، ومن الصعب أن أتكلّم عن تفاصيل كاملة للألبوم، لأن العمل مازال جارياً، وقد تحدث تغيرات عديدة من ضم أغانٍ واستبعاد أخرى.

- لماذا أرجئ إطلاق هذا الألبوم أكثر من مرة؟
أعمل على الألبوم منذ فترة طويلة، وتحديداً قبل ثورة «25 يناير». لكننا أجلنا العمل فيه من أجل التحضير لألبوم «أرحنا يابلال» الذي أخذ عاماً من التحضير، وعاودت العمل على الألبوم الجديد نهاية العام الماضي، وأبرز ما يعوقني في التسجيل هي مشاكل السفر، لأن رحلاتي كثيرة خلال الفترة الأخيرة وتجعلني دائماً أوقف العمل فيه.

- مع من تتعاون في الألبوم الجديد؟
كما قلت من قبل ما زال العمل جارياً، فمن الصعب أن أحدد أسماء بعينها ستعمل في الألبوم، ولكن هناك وائل غرياني وهاني عبد اللطيف وهاني رجب في الكلمات، وأيضاً أشرف سالم على مستوى التلحين، ومجموعة من الشباب الموهوبين الذين سأتبناهم وأقدمهم للمرة الأولى.

- هل تفضل دائماً التعاون مع شباب جدد في عالم الموسيقى؟
بالتأكيد، أحب روح التجديد، ودائماً ما تجد في ألبوماتي أسماء جديدة تظهر للمرة الأولى، فمثلاً قدمت في ألبوم «الله عليك يا سيدي» الملحن محمود الخيامي، وانطلق بعدها وقدم أعمالاً جميلة.
وأيضاً في ألبوم «يا أحلى منهم» قدمت الشاعر هاني عبد اللطيف الذي كتب لي حينها أغنية «أقوى من هواك».

- ومتى ستطرح الألبوم؟
نفكر في أن يطرح الألبوم نهاية موسم الصيف، وإذا لم يسعفنا الوقت قد نؤجله إلى ما بعد شهر رمضان المقبل.

- قدمت أغنية «انضم ليا» احتفالاً بالثورة المصرية. كيف جاءتك فكرة هذه الأغنية؟
هي أغنية وطنية مختلفة الشكل، قدمناها أنا وصديقي الملحن أشرف سالم كهدية للثورة المصرية، وتقول كلماتها «منسوجين من بعض، ده أحنا نشبه بعض، مستحيل ومحال نختلف عن بعض، انضم ليا، الأم هي كاتبة الوصية، لو شفتوا قلبي بيحتضر اجروا عليا، منسوجين من بعض عايشين سوا مع بعض».
والأغنية تهدف إلى الوحدة بين صفوف المجتمع المصري بجميع طوائفه، وجاءت فكرتها عن طريق الشاعر وائل غرياني الذي كتبها بعد نجاح الثورة المصرية وقدمها لي بعد طرح البوم «أرحنا يا بلال»، فأعجبتني كلمات الأغنية وقررنا أن نقدمها مع الذكرى الأولى للثورة.

- مع ألبومك الديني الأخير «أرحنا يا بلال» خرجت أخبار تفيد باعتزالك الغناء فهل صحيح أن الفكرة تراودك؟
إطلاقاً، لأني لم ألتفت الى الشائعات، والدليل أنني قدمت أغنية «أنا» عقب طرح ألبوم أرحنا يا بلال، وأيضاً طرحت أغنية «انضم ليا» كذكرى للثورة، وحالياً أعمل جاهداً على تسجيل أغاني ألبومي الجديد.
إذا كنت أقدم الغناء الديني وأطرح ألبومات دينية فهذا لا يعني أفكر في اعتزال الغناء العاطفي، فأنا لا أفعل شيئاً أخجل منه.

- هل يمكن أن نرى إيهاب توفيق يسجل القرآن بصوته؟
هذه الفكرة راودتني بقوة خلال العامين الأخيرين، ومازلت أحلم بها، لكني أحاول حالياً أن أراجع أحكام التلاوة، وأن يكون معي شيخ من شيوخ الأزهر لكي يساعدني في التلاوة، وأحلم بتنفيذ هذا المشروع في أقرب وقت.

- لكن هناك عدداً من المشايخ رفضوا هذا الموضوع وقالوا إنه حرام شرعاً؟
لا أنظر إلى هذا الكلام، أنا رفعت الأذان بصوتي وشعرت وقتها بالسعادة، وتمنيت من الله أن يجازيني خيراً عليه، وأتمنى أن أسجل القرآن، وليس هناك نص في القرآن أو السنة وأحاديث الرسول عليه السلام، يحرم على أي إنسان رفع الأذان بصوته. والحمد الله سمعتي طيبة.

- لماذا لم تكرر الدويتو منذ غنائك مع الراحلة ذكرى؟
بعد دويتو أغنية «ولا عارف» الذي قدمته مع المطربة التونسية الرائعة ذكرى «رحمة الله عليها»، أصبحت أرى أن تكرار النجاح صعب، وبعد رحيل ذكرى لم أعد أشعر بأن هناك طعماً لأي دويتو يمكن أن أقدمه.

- معنى كلامك أنك ترفض فكرة الدويتو من الأساس؟
لا، ولكن لا يوجد عمل جيد عرض عليَّ لكي أقدمه، فعندما أجد دويتو كلماته جيدة وله شكل جديد لم يقدم من قبل، ومن خلاله أقدم رسالة جديدة سأوافق، خاصة أن وطننا العربي مليء بالأصوات الجميلة والرائعة التي لا يختلف عليها اثنان.

- لكنك شكلت دويتو مع عاصي الحلاني في بعض الحفلات!
عاصي الحلاني فنان رائع، وكنت سعيداً للغاية لمشاركته في بعض الحفلات التي قدمتها أخيراً للجاليات العربية سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو كندا، فهو صوت لا غبار عليه وشاركته من قبل في غناء عدد من الأغنيات في أحد البرامج التلفزيونية.
وبصراحة ما قدمناه معاً في تلك الحفلات أبهر الجاليات العربية هناك، وأتمنى لو جمعتنا أغنية معاً.

- دائما ما تثني على راغب علامة فما علاقتك به؟
أعتز بصداقة المطرب الرائع راغب علامة، فهو مطرب ناجح وله طلة جميلة، وعلى المستوى الشخصي إنسان رائع ونقي ودائماً أحب أن أسأل عنه.

- متى سنرى إيهاب توفيق «الممثل»؟
منذ ظهوري على الساحة الفنية وأنا أرفض الأعمال الدرامية، وفي السنة التي عرض عليَّ فيها مسلسل وفكرت أن أشارك فيه قامت الثورة فتراجعت عن فكرة المشاركة، ولذلك فالخطوة مازالت مؤجلة، وقد أقبلها في يوم من الأيام.

- ولماذا تؤجل دخول السينما؟
رفضت عدداً كبيراً من السيناريوهات، وأنا خائف من السينما، وقلق أن تقلّل من نجاح إيهاب توفيق المطرب، فحتى الآن أحاول أن أجتهد وأتفوق في مجالي الغنائي.

- ما نوعية الدور الذي تحب أن تقدمه؟
أرى نفسي قادراً على النجاح في الأدوار الرومانسية أكثر من غيرها.

- بعض مواقع التواصل الإلكترونية تحمل اسمك، فهل تخصك بالفعل؟
علاقتي بالتكنولوجيا سيئة للغاية، ودائماً ما تحدث لي مشاكل وتدخلني في متاهات وبلبلة أنا بعيد عنها تماماً، فأريح نفسي وأبتعد عنها، فأنا لا أملك أي صفحة رسمية مطلقاً.

- هل يغضبك النقد؟
النقد عندما يكون موضوعياً بالتأكيد يكون مقبولاً، وكل فنان عنده وعي لابد أن يستفيد منه، لأنه لا يوجد إنسان كامل. لكن عندما يتناول النقد حياتك الشخصية وبيتك وأسرتك وأهلك، فهذا شيء يضايق. وكنت أهتم جداً في بداية حياتي الفنية بتكذيب الشائعات، وأغضب منها، لكن مع مرور الوقت لم أعد أهتم بها.
وعموماً علاقتي طيبة بالنقاد والصحافة، وليس عندي ما أخفيه، وليس لديَّ مشكلات مع أحد، ولا أعطي أحداً الفرصة كي يطلق عليَّ الشائعات.