الممثل السعودي ناصر القصبي

مقابلة, نجوى كرم, علي جابر, ناصر القصبي , أعضاء لجنة التحكيم, برنامج أراب جوت تلنت

11 مايو 2012

انضمام الممثل السعودي ناصر القصبي إلى لجنة التحكيم في برنامج Arabs Got Talent تنفيذ لرؤية صائبة. فقد كرّس وجوده إلى جانب نجوى كرم وعلي جابر التوازن بين قرارات أعضاء اللجنة وثبّت الانسجام في ما بينهم. كما أضفت خفّة دمه ودماثة أخلاقه ولطافته التي اعتادها المشاهدون المزيد من الثراء على حلقات البرنامج الناجح.

من مؤسسي الدراما والمسرح في السعودية. هو خريج كلية الزراعة لكنّه عاشق للمسرح. بدأ مسيرته الفنية عام 1984 مع مسرحية «التائه» الذي شاركه بطولتها الفنان راشد الشمراني. في رصيده عدد من المسرحيّات وعشرات المسلسلات أبرزها المسلسل التلفزيوني الكوميدي «طاش ما طاش» الذي وصل في العام 2011 إلى الجزء الثامن عشر، إلى جانب حصول مسلسل «القصر» الذي قام ببطولته عام 2000، على الجائزة الذهبية الأولى في مهرجان الخليج السابع للإذاعة والتلفزيون. حلّ ضمن أفضل 43 شخصية مؤثرة في العالم العربي وفق مجلة «نيوزويك». انضمّ إلى اللجنة التحكيمية في برنامج مواهب العرب Arabs Got Talent في موسمه الثاني، بعد أن سبّب له الانتقال من مجال الدراما التلفزيونية إلى مجال برامج المنوعات إرباكاً جعله يتردّد في المشاركة. «روح» اللجنة التحكيميّة الفنان ناصر القصبي في هذا الحوار...


- أنت من مؤسسي الدراما والمسرح في السعودية، ما الذي أتى بك إلى لجنة تحكيم برنامج مواهب؟
تلطّفت عليّ «ام.بي.سي» في دعوتها لي للمشاركة في البرنامج. فقد سبق أن عُرض عليّ هذا النوع من البرامج ورفضت. لكن تجربة كهذه مع قناة بضخامة «ام.بي.سي» وافقت عليها بعد تفكير لأنّه شيء جديد عليّ. شعرت بأن الفكرة الأساسية للبرنامج هي رعاية المواهب وهذا هو الخط الذي سلكته في الآونة الأخيرة، فقد بدأت ألتفت إلى المواهب وخاصة الشابة منها، من ممثلين وممثلات وكتّاب. بالإضافة إلى كون البرنامج حيوياً ولطيفاً فكرته عظيمة وليس محصوراً بنطاق موسيقي فقط، بل هو منوّع ومسلٍّ وحيوي.

- من كانت نظرته أقرب إلى وجهة نظرك نجوى كرم أم علي جابر؟
علي ونجوى «عينتين برأس»، سعيد جداً بصداقتهما ولكلّ منهما خطّه. علي الإعلامي المتمرّس صاحب الخبرة والرؤية الواسعة الذي يلعب دور الانسان الصارم الحاد في اللجنة، ونجوى الغنيّة عن التعريف كون الجمال واللطف والحنيّة جزء من شخصيتها. لا أستطيع أن أقول من الأقرب، فكل عضو منّا له خطّه واعتباراته.

- نلاحظ أن نجوى كرم تنجح أحياناً في تغيير رأيك، هل هو تأثير الأنثى عليك؟
تحاول نجوى التأثير فيّ لأن علي صارم، فأحاول معها تقليص الجديّة في البرنامج. المواهب تتقّدم كي تبرز قدراتها لذا يجب أن يكون التحكيم موضوعياً ومنطقياً، وعندما يتصرّف علي بجدية زائدة «كالعادة»، نقوم بنوع من التعاطف مع المتسابق، ونسيطر على علي جابر. ونتحوّل جميعنا إلى كتلة صارمة مع من يأتي كي يضيّع وقتنا ووقت سائر المتسابقين.

- ذكرت في تصريح سابق أنّك خجول لكن شرس، متى تظهر هذه الشراسة في شخصيتك التحكيميّة؟
(يضحك) أعترف بشراستي من باب المزاح، وممكن أن أظهر هذه الشراسة عندما يتعدّى أحدهم على حدودي أو يستفزّني. إلى اليوم لم أكن شرساً، فالبرنامج يتطلّب أن نتعامل بنعومة وبلطف مع المتسابقين فهم أشخاص لهم ظروفهم ويعيشون حالة توتر كمن يتقدم الى وظيفة. أما من يأتي لمجرّد التسلية ويعتقد أنّه «طرازان» ويملك الناس، فلا يصلح أن يكون معنا، ويفترض أن نكون شرسين معه.

- ما هي توقعاتك للموسم الثاني من مواهب العرب Arabs Got Talent؟
يبدو أن الجمهور يستقبله بحفاوة باعتباره برنامجاً مسلّياً ومنوّعاً وإيقاعه سريع. وأرى أنّه مشاهد بكثرة، الأمر الذي ألمسه من خلال التعليقات التي تصلني من الناس.

- ماذا أضاف ناصر القصبي إلى البرنامج؟
تردّدت كثيراً في المشاركة وكنت خائفاُ، فإذا وقع حضوري في المكان غير المناسب، يحتمل أن يدمّرني. الحلقة الأولى كانت الركيزة الأولى لي، وكنت متوتّراً وبانتظار سماع آراء الناس في اطلالتي، هل سيتقبّلونني في هذا الدور أم لا! أنا في الأساس ممثل وليست لي مشاركات من هذا النوع، حتّى أنّي مقلّ في الحضور الإعلامي، فلم أقدّم سوى ثلاثة لقاءات خلال عشر سنوات وهذا هو الرابع. فالصورة الموجودة عند الناس هي صورة الشخصيات التي لعبتها في السابق، فأن يشاهدوني في وضعي الطبيعي اعتبره مخاطرة.

 - ما هو سرّ محبة الناس لك؟
هذه «حِتّة من الله» على قول المصريين! أي نعمة من الله.

- ماذا تتوقّع أن يضيف البرنامج إلى مسيرتك المهنيّة؟
الأمر الذي يزعجني هو أن يسلَّط عليّ الضوء، بحيث أن يعطيني البرنامج شهرة وانتشاراً أوسع. لا أريد أن يتجاهلني الناس، كما أنّي لا أحب الشهرة والنجومية بمعنى أن تلاحقني الأضواء، فهي لا تناسبني ويحتمل أن تؤذيني وتؤذي خصوصيتي. هذا وضع طبيعي لكل فنان يدخل هذا المجال، مكتوب عليه أن يدفع ثمن الشهرة. لكنّي سعيد جداً بأصداء التجربة التي خضتها خصوصاً أن الانطباعات كانت ممتازة وقد تقبّلني الجمهور، وبدا حضوري لطيفاً في البرنامج.

- حللت ضمن أفضل 43 شخصية مؤثرة في العالم العربي في تصنيف مجلة «نيوزويك» Newsweek، ماذا يعني لك هذا التصنيف؟ وكيف سينعكس ذلك على دورك في اللجنة؟ هل ستكون الأكثر تأثيراً في أحكامك؟
التصنيف جاء على اعتبار أنّي قدّمت عملاً فيه تماس مع قضايا المجتمع وطرحت أفكاراً بنّاءة، دوري التمثيلي لون ودوري في البرنامج لون آخر. لكن لو جاء التصنيف على أساس وسامتي لحللت في المرتبة الأولى!

- كيف تقوّم أداءك في الحكم على المواهب؟
لا يمكنني تقويم نفسي، الجمهور هو الحكم، لكن المشاركة في برنامج ناجح وحيوي مثل Arabs Got Talent  كافية.

- هل تشعر بالذنب أنك حرمت موهبة قد يكون لها مستقبل؟
كونها أول تجربة لي في هذا النوع من البرامج، كنت أجهل إلى أين أنا ذاهب، وكيف سيبدو ظهوري ورأيي على الشاشة، كانت أشياء تثير التوتّر، هو برنامج حي ومباشر أمام المشاهد، ما يجعل درجة التوتر متصاعدة، خصوصاً أنّه لون جديد لست معتاداً عليه. عندما أشاهد الحلقات أشعر بدهشة لأني قد نسيت بعض المتسابقين وأشعر أحياناً بأنّي قد أكون أخطأت في حكمي! قد تعاطفت مع جزء منهم وهم لا يستحقّون الفوز، أو أنّي قد ظلمت الجزء الآخر من الذين رفضتهم.

- عندما تذهب إلى منزلك، هل تفكّر في من منحته الرفض وضغطت له «الزر الأحمر»؟
لن يعلق في ذهنك سوى الانسان المتميّز، أما المواهب العاديّة فتمرّ سريعاً. والمتميّزون في هذا الموسم عددهم هائل.

- لو كان هذا البرنامج موجوداً في بداياتك، هل كنت ستشارك فيه؟
طبعاً لا. الموضوع سلاح ذو حدّين، فالمسألة ليست مزحة. إذا كان حضوري غير محبّب وغير مقبول فسوف يقضي عليّ.

- لو أعطاك أحد أعضاء اللجنة التحكيميّة الضوء الأخضر، ماذا كنت ستفعل؟
إن شعرت بأن المتسابق موهوب لكنّه لم يحسن تقديم موهبته بالطريقة الصحيحة وقد خانه الحظ، سواء صوته إذا كان مطرباً أو ممثلاً أو رياضياً يستعرض موهبته، لا يدرك الطريقة المثلى لتقديم نفسه، نتيجة لعدم امتلاكه خبرة كافية، عندها أتعاطف معه لأنّ لديه امكانات لا يعرف كيف يبرزها. وأحياناً أتعاطف مع الناس البسطاء على هامش الحياة، مع من ترك كل شيء كي يأتي ليبرز موهبته المتواضعة، من الطبيعي أن أتضامن معه.

- أنت خريج كلية الزراعة ولكنك نجحت في الفن، وكذلك عادل إمام. هل هناك شيء في الزراعة ينتج كوميديا؟
أعتقد أنها صدفة ليس إلاّ!


ناصر القصبي في سطور

  • صاحب شخصية مرحة، بسيط وخجول أحياناً. يعتبر أن تربيته السليمة حمته من الدخول في متاهات الحياة، وجعلته متزناً اجتماعياً ونفسياً وإنسانياً، ما انعكس إيجاباً على حياته الأسرية لاحقاً.
  • تربطه علاقة صداقة قوية بالبحر والصحراء، وهو محبّ للغة العربية.
  • شكّل نقطة تحوّل في عالم الكوميديا في العالم العربي، وحقق نجاحاً كبيراً في مسلسل «طاش ما طاش» الذي أحرز جائزة أفضل مسلسل كوميدي في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون 2010.
  • حينما كان القصبي في الجامعة، اتصلت به الطالبة بدرية البشر (الكاتبة المعروفة) وطلبت منه أن يكتب لهم مشهداً مسرحياً لأحد العروض التي ستشارك فيها البشر في نهاية العام الجامعي، ووعدها أن يكتب المشهد، لكنه اشترط أن يتزوجها، ليكون أغرب شرط للزواج على الإطلاق.
  • يشعر بتوتر شديد كلما شاهد عملاً له على التلفزيون، وتردّد كثيراً في قبول المشاركة كعضو في لجنة تحكيم برنامج Arabs Got Talent 2. وبعد تفكير يشعر القصبي بأن هذا البرنامج قد يكون فرصة جيدة بالنسبة إليه للخروج بلون جديد والتواجد بين الجمهور بشكل مختلف.
  • بالرغم من روحه المرحة وتعاطفه مع أغلبية المواهب في البرنامج، كان له كثير من الأحكام القاسية، وبدا صارماً في قراراته.
  • يستفزّه كل انسان يعتقد أنّه الأفضل في العالم، وهو لا يملك الموهبة أصلاً، الأمر الذي يدفع القصبي إلى إظهار شراسته.
  • تحالف مع الفنانة نجوى كرم ضدّ العميد علي جابر وذلك بعدما أظهر جابر قسوة في حكمه على المواهب، وغالباً ما يقول: «إذا علي قال لأ، ونجوى قالت نعم، أنا أقول نعم».
  • يعتبر أن علي «مفترٍ»، فلا يقترب منه ولا يتأثّر بآرائه ورفضه للمواهب، بل ينسجم مع نجوى وينعتها بال «الحبّابة الكويّسة»، وهي بدورها تقول: «الله بعت لي ناصر حنون يرأف بالانسان، ويعرف حقوق الانسان ويراعي دمعته»، بعد أن يستفزها رأي علي المتهم بالقسوة.
  • تعليق ناصر القصبي الأشهر في حكمه على المواهب: «جميل جميل جميل».